السلام عليكم
أنا وفاء أبلغ من العمر واحد وعشرين سنة متدينة وعلى قدر لا بأس به من الجمال أعيش مع أمي وهي كبيرة في السن وضريرة ليس لها أحد غيري يعتني بها رغم أننا ثلاثة أخوة إلا أن أخي متزوج ويعيش في الطابق العلوي من نفس المنزل وأختي تسكن عند أهل زوجها.
وقد تقدم للزواج مني ابن عمي ووافقت ولكني اشترطت عليه حقي في رعاية أمي بأن أسكن بنفس المنزل أو أصحبها معي إلى منزل الزوجية وقبل ابن عمي شرطي ولكن مع الأيام اختلفنا وخيرني بينه وبين أمي فأخذتها وتم الطلاق حيث لم يكن الزواج قد تم بعد.
أعيش في دوامة وأرفض كل من يتقدم لي لعدم استطاعتي عن التخلي عن أمي فأنا مهددة إما بالعنوسة إما أن أترك أمي بعد أن تخلى عنها الجميع وبعد أن ربتني أحسن تربية خاصة أن أبي متوفى منذ أكثر من عشر سنوات وقد قامت على تربيتنا دون أن يساعدها أحد رغم أنها ضريرة
فضلا أرشديني إلى الحل.
وفاء
13/11/2007
رد المستشار
لقد أمرنا الله وألزمنا وواجب علينا أن نحسن إلى والدينا بعد عبادته مباشرة لفضلهما الكبير على الأبناء كما في قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) وقد ورد أن الله تعالى لا ينظر يوم القيامة لمن عاقَّ والديه (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) وقد خص الله الكِبَرَ لأنه وقت الضعف والحاجة (فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) وأف أقل كلمة تقال وقت الضجر كما قال تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) أي ألن جانبك في معاملتهما مهما كنت عزيزا غنيا وقويا ذا مركز عال، فقد أحباك كل الحب ورحماك كل الرحمة وقد كنت غصنا أخضر العود تقضي عليه نسمة هواء فإذا أقمت على رعايتهما أحبك الرحمن ومن يحبه الرحمن ملك الدنيا والآخرة
أعلم أنك على علم بكل هذه المعاني ولكن الكلام موجه إلى أخيك وأختك فأين هما ألم ينالا حظهما من الحب والتربية وسهر الليالي من أمهما؟؟؟ ألم تلد أمك إلا أنت فقط حتى يقفا مكتوفي الأيدي يتفرجان؟؟؟؟؟
أقترح عليك أن تقيمي مجلس عائلة من ذوي المكانة فيها ليأخذ كل منكم دوره في رعاية أمك بحيث تكونين ولفترة على حريتك لتمارسي حقك في الحياة هذا هو المنطق السليم على كل منكم أن ترعاها بالتناوب على فترات
أما إذا تهربا الآخران فليس أمامك إلا التمسك برعايتها فهذا واجبك وتأكدي من أن الله لن ينساك وسوف يرسل لك من يبحث عن إنسانة مثلك كلها وفاء وحب وتفان وحنان...
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: يبقى من إبداعك يا دكتورة موزة أن تقولي أن مستشيرتك اسم على مُسَمَّى بارك الله فيها وكثر من أمثالها المخلصات الوفيات، وشكرا لك يا دكتورة على عظيم إبداعك في الرد على المشكلات جزاك الله خيرا.