ابن عمي وقلبي الجريح
هو ابن عمي وبحكم هذه القرابة كان دائم التردد علينا وكنت أشعر تجاهه بمشاعر الحب والمودة خاصة وأن والدانا أنا وهو قد اتفقا على زواجنا منذ الصغر حينما تقدم لخطبتي كنت في الثانوية العامة بينما هو كان يدرس بالجامعة في إحدى الدول العربية، وكنت لا أرغب في إتمام دراستي ولهذا رسبت عدة سنوات متتالية في الثانوية العامة ولم ألتحق بالجامعة فغضب خطيبي لذلك وكاد يفسخ خطوبتنا بسبب رسوبي المتكرر لولا تدخل الأهل ثم تم الزواج وأنجبت منه طفلة وبدلا من أن تقرب هذه الطفلة بيننا لاحظته يتباعد عني بل يسيء معاملتي ويغلق حجرة المكتب عليه ويظل يقرأ لساعات طويلة وحينما أدخل عليه الغرفة يدير وجهه ويظهر تبرمه
وذات يوم وأنا أشرف على تنظيف غرفة مكتبه عثرت على صندوق كارتون به عدة رسائل واردة من الدول العربية التي كان يدرس فيها وسمحت لنفسي بالاطلاع على هذه الرسائل التي كانت من فتاة كان هو على علاقة بها ولا زال ويصل عدد هذه الرسائل نحو 50 رسالة وهو يدل على أن العلاقة بينهما مستمرة ومنذ زمن خفت أن أواجهه بما اكتشفته فيعرف أنني فتشت في أوراقه أثناء غيابه ولكنني لم أعد أستطيع النوم وأظلمت الدنيا في وجهي منذ أن عرفت ذلك.
ماذا أفعل وكيف أتصرف.؟؟؟
س.م.الدوحة
16/12/2007
رد المستشار
في الحقيقة أني أتصور أن جوهر الاختلاف بينكما يرجع إلى عدة عوامل في مقدمتها الاختلاف الثقافي بينكما فأنتما مختلفان ثقافيا هو حاصل على مؤهل جامعي ويحب القراءة والاطلاع ويمضي ساعات طويلة وأنت على العكس منه، وهذا التباين في حد ذاته يقلل من فرص الحوار الحي المتبادل بينكما ومع ذلك فإن ذلك له حل والحل يمكن الاقتراب منه والتعرف على اهتماماته والتحدث إليه ومشاركته في مناقشة ما يقرأه ومن الإيجابي أن العلاقة بينكما وهي علاقة قرابة في الأصل كانت مبنية على الحب غير أن الرسالة أوضحت أن حبك له لم يدفعك الاستجابة إلى ما يأمله منك من حيث النجاح في الدراسة.
ويبدو أن تركك للدراسة هو أحد النقاط التي لا زالت عالقة في ذهنه والتي لازالت تؤثر عليه ولهذا فأنا أعتقد بأن خطوة إيجابية من جانبك أن تطلبي منه مساعدتك للعودة مرة أخرى للدراسة المنزلية ومحاولة الالتحاق بالجامعة ليشعر بانحسار الفرق الثقافي بينكما.
أما إذا تعذر عليك العودة مرة أخرى للدراسة فيمكنك تثقيف نفسك بنفسك منزليا وأن تطلبي منه مساعدتك وأتصور ذلك أن زوجك في حاجة إلى الاقتراب منه أكثر وخاصة تجربة الحب التي تدل عليه الرسائل التي يحتفظ بها لم تتطور إلى أبعد من كونها نزهة رومانسية أو مرحلة عاطفية اختارها هو أن توضع في صندوق.... لا أن تصل إلى مرحلة الزواج والاقتران بمن يحب واستمرار ابتعادك عنه واستمرار عجزك عن مناقشته والدخول في مناطق اهتمامه سوف يزيده عزلته عنك ولهذا أنصحك أن تبادري بإخراج زوجك من صومعته ومن عزلته التي وضع نفسه فيها نتيجة عزوفك عنه وعدم درايتك عن الكيفية التي يمكن أن تكوني بها أكثر فاعلية في حياته.