ظهرت هذه المشكلة من قبل على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان: هذه الخدمة الحكم والرأي والأطراف!، وقد أجاب عليها الدكتور أحمد عبد الله، ونظرًا لأهمية الادعاء الذي تحويه الرسالة فقد آثرنا أن نشرك الأخت الزميلة د.سحر طلعت في الرد عليه.
أنانية
المشكلة أن بآراء هذه المجموعة من الاستشاريين أنهم أفسدوا حياتي بسبب آراء متسرعة لم يراعوا أن من يتحدث، يتحدث إليهم من طرف واحد وهم يسمعون فقط لم تعيشوا المشاعر التي أفسدتموها بآرائكم التي تبدون بها.
كيف لكم أن تحكموا على شخص من وجهة نظركم هل تعرفونه وكلمتموه كيف تحكمون عليه من خلال طرف واحد هل ترمون الناس بكلمات لم تحسوا بها بدون حفاظ على مشاعر الإنسان هذا في رأيكم فيه من خلال رأي طرف آخر من تكونون لتحكموا على إنسان قد يكون إنسانا كاملا وتهدموا صورته ورأيه أمام نفسه وأمام الآخرين.
يا ليت تكونوا عادلين لا ترموا ناس لم تعرفوهم قط بكلام بناء على رأي طرف آخر وبناء على الآراء التي تكون صحيحة في نظركم.
06/11/2003
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا بك ومرحبا صديقا كريما لموقعنا هذا، والحقيقة أن رسالتك قد سببت لنا ضيقا شديدا لأننا لا نطيق ولا نتحمل أن نكون سببا في مضايقة أي من أصدقائنا، فإنما كان هدفنا من هذا الباب هو أن نخفف عنكم كرباتكم وأن نعينكم على حل ما يستعصى عليكم من أمور، والحقيقة أنه عندما تأتينا مشاكل تتعلق بطرف آخر نحرص على عدم التسرع في الإجابة ونتجنب الحكم على الطرف الآخر ونحرص دوما على أن نضع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نضع هذا الحديث الشريف نصب أعيننا. ونتذكر دوما قصة سيدنا داود التي قصها علينا المولى عز وجل في كتابه الكريم فقال: بسم الله الرحمن الرحيم "وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ {21} إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ {22} إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ {23} قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ {24} فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ {25} يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ {26}"، صدق الله العظيم.
وتذكرنا لهذه المعاني يمنعنا من أن ننحاز لطرف الشاكي ولكن نهجنا في الإجابة دائما أن نضع أنفسنا مكان الأطراف الأخرى في المشكلة حيث نحاول أن نحلل وجهات نظرهم ودوافعهم لما يفعلونه، ودائما ما نضع في اعتبارنا أن ما يفعل بالسائل من تصرفات قد يكون رد فعل أو نتاج لأفعاله السلبية، وهذا هو نهجنا في الإجابة عموما ولكننا لا نستطيع أن نضيف أي تبرير لنهجنا في الإجابة على التساؤل المتعلق بك لأنك لم تحدده ولم تذكر أي بيانات عنه، وعموما نحن على استعداد أن نتناقش سويا حول الإجابة المتعلقة بك إن شئت، وأهم ما يشغلنا هو ألا تغضب منا وأن تتأكد أننا لا نبغي إلا الصالح.... للسائل ولكل من حوله.