السلام عليكم،
وتحية خاصة إلى د. وائل أبو هندي... كيف حالك يا دكتور، لقد بعثت لك حالتي عبر موقع المستشار آنذاك قبل أكثر من سنة ونصف وكان التشخيص (اضطراب المزاج).
أيضاً التشخيص الطبي من أكثر من طبيب تفاصيل الحالة وأعراضها هي( التفكير بأفكار متداخلة بمعنى أني أفكر بفكرة فتأتي فكرة أخرى وهكذا حتى يصل بي الأمر إلى أني لا أعلم ما هي أول فكرة + تأتي فكرة قديمة وأستحضرها بشكل سريع مع أنها قديمة. هذه الفكرة غير مبررة وليس لها مناسبة فقط هكذا +تجدني أتحدث مع نفسي وأتخيل شخص وأتحدث معه، مع ملاحظة أنني أرد عن هذا الشخص بمعنى أنني (لا أهلوس أو أسمع هلاوس سمعية أو بصرية).
وأتذكر أنني عندما كنت ذاهباً إلى الطبيب كنت أحدث نفسي وأتخيل الموقف فأقول في نفسي يا دكتور أنا حالتي كذا وكذا لا وكذا وأرد عن الدكتور بإجابة وهكذا.
والأهم من هذا كله يا دكتور وائل أنني لا أنام بسبب هذه الأفكار وأنت تعلم مدى أهمية النوم ومدى تأثيره على الصحة وصحة الوجه.
كما أن كلامي لم يعد كما كان وكأن قاموسي ومعجمي اللغوي ضيق بألفاظ محدودة، وأنا أركز على هذا العرض لأنني كنت أتحدث جيداً وكنت قادراً على لفت الانتباه! مع ملاحظة أنه صفة عامة في عائلتنا لذلك أنا أتأثر كثيراً لفقدان هذي الملكة أو الصفة. أيضاً، لأركز كثيراً أشعر بتشتت، فإذا تكلمت تجدني أكلم أكثر من شخص لا أدري بماذا أشعر أو لماذا أفعل هذا!!
دائماً أعلل ذلك بأني لا أريد أن يفوتني شيء وأريد أن أكون متواجداً في أكثر من موضوع وأقول ما في نفسي. وأخيراً يا دكتور؛ هو أنني بدأت ألاحظ أنني أتكلم بكلام تافه وموضوع سطحي لا يتناسب مع قدراتي العقلية... العلاجات السابقة منذ بداية الحالة- منذ ثلاث سنوات:
1- استخدمت الفافرين، وأذكر أنك قلت أن الفافرين هو الذي صعّد الحالة وغ@511;@608;ر مسماها ولكني لم أستفد منه.
2- استخدمت منذ سنة تقريباً الليثيوم ولكن لم أستمر عليه بسبب أنه يعمل غثيان، كما أنه يسبب لي العطش كثيراً.
3- وبنفس الوقت -أي قبل سنة- استخدمت الديباكين العادي وديباكين كرونو بجرعة 2500 مل مع أنفرانيل بجرعة 160 أو 120 تقريباً. أيضاً صرف لي الدكتور سيروكسات بجرعة 80 مل هذا الكلام قبل سنة من الآن ولكني لم أستفد شيئاً يا دكتور ومع هدا تحملت وكنت متفائلاً جداً..
4- الآن ومنذ ستة أشهر أستخدم لامكتال تدريجياً إلى أن وصلنا إلى جرعة 400 مل (200 ,200). أيضاً أستخدم الزيركويل تدريجياً إلى أن وصلنا إلى 300 مل قبل النوم..
ومع هذا كله يا دكتور لم أتحسن! فقط الأفكار لازالت والكلام لم يعود لي كما كان والحالة المزاجية لا زالت متوسطة بين الاكتئاب والانشراح -لكنها أفضل من أول، أقصد حالة المزاج-، ولكني أركز على الأفكار والكلام لأنه يسبب لي عدم مشاركتي كثيراً في المناسبات أو الصداقات لأنني أشعر بنقص، كذلك الأصدقاء كانوا يعرفوني سابقاً فأخشى أن أظهر أمامهم بصورة ضعيفة... ما هو الحل الدوائي لأنني تعبت العمر يمشي وأنا أقف مكاني.... انتهى.
والسلام عليكم
13/01/2008
رد المستشار
الأخ المتسائل؛
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، اتضح لي من سردك لتفاصيل حالتك أن تعاني كما قلت من اضطراب مزاجي ونحن نطلق عليه في الطب النفسي (اضطراب وجداني ثنائي القطب) وكلمة ثنائي القطب مصدرها هو أن هذا المرض خاص أكثر بالمزاج، والإنسان العادي يتغير مزاجه بين طرفين إما مرتفع وفرحان وسعيد ونشيط أو هادئ وصامت وذو نشاط قليل.
ولكن في هذا المرض يكون تأرجح المريض بين هذين القطبين تأرجحا مضطردا أي يكون في أوقات سعيدا جدا ويضحك طيلة الوقت مثلا وعلى أتفه الأسباب ضحك هستيري ليس له علاقة بالموضوع (كأنه يضحك في مأتم) ويكون نشاطه عالي جدا يتحرك كثيرا حتى أنه لا يثبت في المكان الذي يجلس عليه ويقل نومه وتكون شهيته مفتوحة وتراه يفكر في موضوعات كثيرة في وقت واحد (وهذا من ضمن نشاطه الزائد) ويتكلم كثيرا ويمكن أن ينتقل من موضوع إلى موضوع بحيث لا يفهم منه شيئا وهذا ما يسمى بالأفكار الطيارة Flight of Ideas
وبعض الحالات يكون معها إحساس زائد بالثقة بالنفس وفي قدراته الشخصية فيرى أنه (المهدي المنتظر) مثلا أو أنه منزل من عند الله... الخ من الوهامات التي تسمى (وهامات العظمة Delusions of Grandeur) وأيضا يكون نشاطه الجنسي عاليا وميله للطرف الآخر بشكل غير محكوم مما يدخله في مشاكل اجتماعية كثيرة خاصة إذا كانت المريضة فتاة.
أما الشق الثاني من هذا المرض فهو الشق الاكتئابي الذي يكون فيه المريض قليل النشاط ـ يفضل الجلوس وحيدا كثير البكاء ـ يفكر دائما في الحزن والموت ـ قليل النوم ـ فاقدا للشهية وفي حالات من هذا المرض الشديد قد يفكر المريض في الانتحار وقد يقدم عليه فعلا.
وكما نرى نحن هذا المرض يتناول طرق المزاج عند الإنسان ولذلك يكون خطة علاجه منقسمة إلى قسمين: قسم دوائي ويكون الهدف الرئيسي له هو اعتدال هذا المزاج فيستعمل لذلك الأدوية التي يطلق عليها (مثبتات المزاج Mood Stabilizers ) وهي كما ذكرت الليثيوم والديباكين واللاميكتال.
وكما يستنتج منه فإن استخدام مضادات الاكتئاب في هذه الحالة قد يؤدي إلى دخول المريض في الحالة المزاجية المعاكسة وهي الهوس كما رأينا في حالتك فاستخدام عقار الفافرين وهو من مضادات الاكتئاب أكثر أعراض الهوس فقد تشخيص الحالة قد يأتي المريض إلى طبيبه بأعراض أحد فقط (الاكتئاب والهوس) فلابد للطبيب أن يأخذ تاريخ مرض مفصل ليتفادى أي أعراض جانبية للعلاج الدوائي.
أما الشق الآخر من علاج حالتك فهو العلاج النفسي (السلوكي المعرفي) وهذا يعتمد على إكساب المريض أفكار إيجابية جديدة عن نشر وتعديل أفكاره السلبية لتنظيم مشاعره وسلوكه بعد ذلك وهذا يقوم به متخصص إما طبيب نفسي أو معالج نفسي فأبحث يا سيدي على من يقدم لك هذه الخدمة حتى تستفيد منه وتستمر معه في جلسات العلاج النفسي، وتواصل معنا وأخبرنا بالتطورات، شفاك الله وعافاك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز خالد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، عذراً أيضًا لتأخرنا عليك... وأضيف بعد كلام مجيبتك الزميلة النجيبة د.إيمان سليمان أن حالتك اختلطت فيها أعراض الوسوسة بأعراض اضطراب المزاج أي أعراض اضطراب الوسواس القهري بأعراض الاضطراب الثناقطبي... فكما أذكر من حالتك أنك شُخِّصْتَ وسواس قهري ثم أعطيت عقَّار الفلوفوكسامين فظهرت أعراض المانيا Mania (كما يسميها ابن سينا في القانون) ... وبالتالي تغير التشخيص إذن فمثلما نجد اكتئابيين يأخذُ اكتئابهم صورة وسواسية نجد كذلك مصابين بالمانيا التي وصفتها زميلتي د.إيمان سليمان ولكن شكل الأعراض يأخذُ شكلَ الأفكار الوسواسية الذي وصفته أنت مخلوطة بالسرعة وربما أحيانا أفعالا قهرية، وبالتالي فإن طريقة العلاج المثلى هي ما وصفته مجيبتك، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.