اعترافات ثقيلة الظل مشاركة2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستاذتي الغالية أميرة عندما قرأت بداية ردك العفوية.. شعرت حقاً بالقرب واستغربت حقاً أن يكون لديك اهتمام بي بهذا القدر لدرجة الافتقاد والرغبة في السؤال عني.. ولن أخفيك سراً كنت دائماً أقول بيني وبين نفسي.. أن مثلكم صحيح يحاولون مساعدة الآخرين قدر استطاعتهم وبإخلاص وأمانة، لكن لا يعلق أي أثر منها على حياتكم.. وأنها لا يمكن أن تتجاوز حدها للعلاقات المقربة مثلاً أو الودية بل تظل في حيز الطبيب والمريض... لذلك كنت لا أمني نفسي كثيراً بأنني قد أكون مختلفة أو أزيد عن مجرد فتاة تحتاج المساعدة منك حتى لا أعطي نفسي قدراً أكبر مما أستحق.. لذا كنت أحلم دائماً أن يكون بوحي لشخص مقرب مني يحبني ويعرفني جيداً ويفهمني لكي تكون درجة الود بيننا كفيلة بكسر الحواجز والحدود... كان ذاك حلمي الذي ظننت أنه سيتحقق معه... أن يكون على قدر من العلم والقدرة على المساعدة وفي نفس الوقت يكون أقرب الناس مني حباً ودفئاً... هه، مجرد حلم.
لا تغضبي من وجهة نظري هذه فلقد غيرتها بحرصك علي واهتمامك وكلماتك الصادقة التي أحس أنها تنبع من القلب فتصل إلى القلب.. حقيقة أود أن أقول لك أشياء كثيرة، وسبحان الله ربنا يقدر وأكون في يوم إرسال الاستشارات متوفر لدي الحاسب وأيضاً أكون منزعجة ومتضايقة جداً فتسنح لي الفرصة بتفريغ تلك الشحنات والفضفضة....
هل حضرتك مستعدة لسماعي؟؟ صدقيني لو قلت أنك مللت وسئمت كثرة شكواي لعذرتك ولك كل الحق.. فأنا أعلم أني أشكو كثيراً.. لكن لا أحد يسمعني إلا أنت الآن!! لا أدري متى تنتهي نوبات الإحباط هذه عندي، طيلة الفترة السابقة خاصة بعد تكراري قراءة رسالتك عدة مرات كي ترسخ في ذهني وأستوعب مضمونها جيداً، لمست تحسناً في حالي.. وصارت لدي فعلاً الرغبة في أن أنساه... صرت أفكر بدراستي وأحاول الاهتمام بنفسي أكثر...
لكن أجدني أحب التنغيص على نفسي، لا أعلم لماذا؟ البارحة حضرت دورة للتنمية البشرية وطبعاً كان لابد من ذكر الهدف من الحياة، لم أعرف ماذا أكتب؟ ولا كلمة، شعرت بالتيه والإحباط.. بالعجز.. لازلت أدور في فلك الحيرة والتشويش والتردد، كل تيار يجذبني إليه تارة.. أحس بعدم الاستقرار والذبذبة.. مترددة لأبعد الحدود... لا أعرف كيف أتخذ قراراً.. أنظر إلى زميلتي المتفوقة تلك أحس بالغيظ لأنها مجتهدة وواثقة من نفسها... يا إلهي، هل بدأ يتولد في قلبي الحقد؟؟ أنا صاحبة القلب الطيب والوجه البريء.. شعرت بالخوف من نفسي.. ومن ذلك الوحش الذي يكبر بداخلي.. جلست اليوم وحدي طيلة اليوم.. وشعرت بوحشة كانت تنتابني طيلة الفترات السابقة كما أخبرتك من قبل... لماذا الآن؟؟ ألم تسعدي منذ أيام بوجود كل هؤلاء الأخوات في الله اللاتي زرنك بالمنزل؟ لماذا فجأة شعرت أني وحيدة لمجرد أني لم أجد أحداً يمشي بجواري.
نظرت إليها فوجدتها لديها صديقتها المخلصة التي لا تفترقان إلا عند الذهاب للمنزل... وهل أحسدها؟؟ يا رب اللهم أعوذ بك من الغل والحسد، أم هي مجرد غيرة عادية؟؟ لماذا تعود إلي مرة أخرى بعد أن فارقتني أيام المدرسة وسذاجة التفكير.
أستاذة أميرة... تمنيت أن أذرف دمعة واحدة فقط لأنفس.. لم أستطع أن أخلو بنفسي في هذه الجامعة كلها.. كأن هماً قابضاً على صدري... لماذا أنا نكدة هكذا؟ أحس أنني أفسد على نفسي الفرحة وكأني أحاول أن أؤكد أني لا أستحق السعادة، ما فائدة كل تلك المعلومات التي أقرأها وتعجبني وأستمتع بمعرفتها؟.. كلما زاد علمي شعرت بكره لنفسي.. لأنني لا أفعل به شيئاً.
راجعت نفسي حين كنت أفكر فيه طيلة الفترة السابقة... اكتشفت شيئاً غريباً، اكتشفت أني حين أنساه أخاف، أقول: معقول أنا أنساه وبهذه السرعة... إذاً أنا لم أكن أحبه!! وأظل أسترجع كلماته حتى أتأكد.. نعم لا زال قلبي يخفق، أجل أنا حزينة لفراقه لماذا أفعل ذلك؟؟؟
هل أستعذب الألم، لست أفهم.. أحب أن أحس أني مسكينة وحظي عاثر وأن أستغرق في هذا الشعور فأنكد على نفسي، حين تركني ولم يعد يسأل عني تعرفين ماذا تمنيت؟؟ المرض، وكأني سأموت ولكن أنجو في آخر لحظة، فلست أتمنى الموت حقاً لأني أعلم أني صاحبة ذنوب كثييييييييييييييييرة. أجل، تمنيت أن أصاب في حادث سيارة أو أن يغمى علي أو أو أو... كي يخاف علي من حولي، وأجده بينهم فأحس بذاك الحب وتلك اللهفة من جديد وأنه شعر بتأنيب الضمير لأنه تركني وحدي وهو يعلم شدة احتياجي وحبي له وأنه تألم لأجلي.
أشعر بالسخافة والخوف حين أفكر هكذا، سخافة.. لأن أحلام اليقظة هذه تشعرني أنني أنسخ من أفلام التلفاز وكأننا في دراما رومانسية مع البطل والبطلة وخوف.. أن أندم على هذا التمني حين يحدث حقاً فتضيع مني نعمة الله لأني لم أشكرها وكنت من الجاحدين...
أعلم أنك غيرت رأيك عني أشعر بذلك، لست بتلك المتدينة التي عذبها فراق حبيب بل أشياء مخيفة بداخلي لا أعرف ما هو الحل في هذه الأفكار التي تراودني، احترت في تفسيرها، قرأت كثيراً من المشكلات... تارة أقول اكتئاب أو عسر مزاج لأنه يأتي على نوبات، وتارة تعلق مرضي، وتارة رغبة مفرطة في الكمال والمثالية، وثالثة ضعف ثقة بالنفس، ورابعة الفراغ، وخامسة حرمان عاطفي من الأب وسادسة وسواس حب و و و و و و.... ربما كلها أوهام، وأنا ضعيفة في إيماني ومتذبذبة ولا أثبت على شيء لا على طاعة ولا على معصية.
صدقيني ربما ليس رغبة بالمرض أكثر منها محاولة لأن أفهم هذه النفس التي أعجزتني وأعيتني.. لا أعرف ما هي نقطة البداية... وكيف أتغير, ربما الإصرار والإرادة.. وكيف أفجرهما في داخلي؟ أشعر بانعدام الهوية.. من أنا؟ وما هو دوري في الحياة؟ أنا أعلم الغاية هي إرضاء الله وتحقيق مراده من خلقنا، لكن كيف أصل من لحظة كتابتي هذه إلى تلك الغاية بخط متصل من الخطط والأهداف والأعمال والبرامج؟؟
وضعت مخطط لنهاية الأسبوع كي أنفذه بخصوص دراستي.. لكني لم ألتزم بحرف واحد منه، وفي وسط الأسبوع أنهي المحاضرات متأخرة فأرجع منهكة ثم أستيقظ لتشدني الرغبة في تصفح النت- الشيء الوحيد الذي أحس أنه ممتع أو أريد أن أفعله، وينتهي اليوم بالنوم مرة أخرى.
أشعر أن هذه الدنيا معقدة جداً تعقيد يخيفني، أتستغرب من الناس الذين يأخذون الأمور ببساطة ويعيشون حياتهم بسلالة وبهدوء، كيف يفعلون ذلك؟ ربما أنا المعقدة في تفكيري وليست الدنيا من حولي، كلما تعمقت في العلوم -خاصة النفسية منها- أحس بالتعقيد، صحيح أستمتع وأتعلم أشياء جديدة ومفيدة لكنني لا أعرف كيف استخدمها على أرض الواقع فأشعر باللخبطة.
عندما أحس بهذا الإحباط والضغط يتملكني أجدني أريد أن أكلمه.. أبكي له.. يضمني إليه.. أرتاح في حضنه ويربت على كتفي آآآآآآآآآآآآآآآآآه لماذا عندما أحس بالضغط أعود إليه؟ لماذا؟ وعندها أفعل الأفاعيل كي أصبر نفسي وأمنعها حتى لا أتصل به ولا حتى بأي تلميح.. وكأني أجاهد في حرب شديدة الضراوة وأعد الدقائق حتى تهدأ هذه العاصفة على خير!!!
أما الخبر الأخير.. فهو موضوع الزواج، أخبرتني أمي أن صديق والدي رحمه الله يعرف شاباً يبحث عن عروس ويسألني هل أنا مستعدة للزواج في فترة الدراسة؟؟ هل يمكن أن أوافق أن يتقدم لي؟؟ قبض قلبي.. لن أقول لأنني لا زلت أريده لكن، لست أعلم........... صرت أفكر، ولكن ليس كثيراً وإن كان الأمر يشغلني... اليوم حين استوحشت قلت أوافق، كي أجد هذا الأنيس فلا يعود يهمني شيء لكنني شعرت أنه سيكون مجرد هروب ولن يحل أي مشكلة، فالمشاكل لا تحل بمزيد من المسؤوليات، أنا أمام طريقين صعبين...
الأول الموافقة.. وبذلك أسعد بالكلمة الحلوة (على فرض أنه مناسب ومن أريد) والمتعة الحلال والأنس الجميل، فأعف نفسي وأطلق العنان لمشاعري وأكتفي من ذلك الإحساس بالاحتياج والحضن الدافئ وأيضاً أجد من يشاركني عالمي.... الخ.
وفي الوقت نفسه.. تلك المسؤولية المهولة التي ستقع على عاتقي وسأواجهها بنفسي.. مسؤولية بيت وزوج له حقوق وطلبات وربما أولاد ودراسة في مجال علمي يحتاج مجهود ومختبرات وخلافه، هذا غير اهتمامي بأمور كثير أخرى، فأخاف وأتراجع لأنني لم أستطع أن أتحمل مسؤولية دراستي ونفسي وحدها إلى الآن فكيف بثلاث مسؤوليات جسام فأجلب لنفسي تعاسة وضغط تكون أضعاف وغالباً سأفشل في تنظيم حياتي وأتعس هذا الإنسان الذي أراد الارتباط بي.
هذا على افتراض أنه لن يمنعني من استكمال دراستي بحجة التقصير في واجباتي تجاهه وتجاه أبنائي وبذلك أكون قضيت على كل أحلامي وطموحاتي التي لا أنكر أنها كبيرة جداً...
والثاني هو سد الباب والرفض.. وبهذا سأرتاح من كل هذه المسؤوليات وأحس نسبياً بالحرية التي من خلالها أستطيع أن أمارس عدة أنشطة في الجامعة وخارجها وأبدع وأنمي مهارتي وأكتسب خبرات وربما أستطيع إصلاح نفسي فأتهيأ وأستعد لتكوين هذه الأسرة.. لكن بصراحة لا أضمن أن أحقق كل هذا.
هذا بالإضافة لبقائي بجوار أهلي وربما أعمل وأكون عوناً لهم مادياً على الأقل... لكن في الوقت نفسه سأظل أجاهد تلك المشاعر وصنوف الشهوات المختلفة...
وأصابر هذا الشعور بالاحتياج لزوج وأنيس وأب في آن. أحس بالحيرة وكلما مالت الكفة للرفض حتى على مستوى انتهاء تلك التجربة السابقة تماماً، أتذكر قول أمي: ولماذا تسدين الباب من البداية... دعيه يتقدم وإن وجدته غير مناسب ارفضي.. لعله يكون رجل ومتفهم ويعينك, صليت الاستخارة عدة مرات ولكن لم أرس على شيء، لأني بطبيعتي مترددة جداً، وهذا كان أكثر شيء يكرهه هو في.. ومعه حق فقد كنت أحياناً أجد في قول أمي صواباً فأعاود التردد أمامه، لكن أحس أن الله قد يسر هذا الأمر الآن، فلماذا الآن؟؟ رغم أن أمراً مشابهاً حصل العام الفائت وكان سيتقدم لي شاب لكنه لم يحصل ولم أعلم السبب هل أراد الله أن أبدأ بالنسيان ثم تأتي هذه الفرصة لأبدأ عهداً جديداً؟ لا أعرف كلها أحاسيس لا سند لها..
أحياناً أفكر في أن أصرف النظر عن فكرة الزواج هذه وأقول لنفسي لماذا أتعس إنساناً ليس له ذنب في كل عقدي هذه؟؟ وكيف يمكنه أن يتحملني وأنا لم أستطع تحمل نفسي... لا حول ولا قوة إلا بك يا الله.. أستغيث بك أن تقيني شر نفسي وشر الشيطان اللهم أني أعوذ بك أن تجعل في قلبي غلاً للذين آمنوا أو أي أكون سبباً لأحدهم بأي أذى يا رب..
هذه كانت فضفضة طويلة نسبياً، لكنني على الأقل أحس أني ارتحت ولو إلى حين... كلماتك العفوية الصادقة أستاذة أميرة كانت جميلة جداً، ليتك تحدثينني بالمزيد منها... وأنا لا أشك في رقة قلبك, وإلا لم لمست كل هذا الدعم منك وكلما رأيتك رددت على استشارة أحببت أن أقرأها.
جزاكِ الله عني كل خير وأعانك على كثرة مسؤولياتك، وإن شاء الله في موازين حسناتك.
في أمان الله، والسلام على من اتبع الهدى.
10/02/2008
رد المستشار
ها أنت من جديد، تأخرت عليك كالمعتاد ولكنك ستسامحينني.....
صغيرتي الجميلة كم أنبهر برقة مشاعرك وصدقها وبراءتها وقوة تعبيرها وسداد ألفاظها فأنا أكرر عليك محاولات الكتابة لأنك تمتلكين الكثير من أدواتها فلا تنسي.
أما بخصوص المتابعة فأقول لك لو قرأ متابعتك أحدٌ لما تردد لحظة في وصفك بالشخصية الاكتئابية التي لا تتعايش إلا في مناخ درامي مؤلم ولا ترى من الحياة إلا الجانب المظلم ولا تعترف بوجود بصيص النور.. وكلماتك تلك المرة حملت من المتناقضات الكثير فتنعتين نفسك مثلاً بعدم وجود هدف في بداية سطورك وفي نهايتها تقولين أن لديك طموحا في حياتك الزوجية التي لا تخفينها والكثير من ذلك..... ولكنني أحببت أن أوضح لك عدة نقاط مهمة:
كلما مرّ الوقت كلما تعرفت على مشاعرك وعلى نفسك فلا تتعجلي في الحكم والتتبع لكل إحساس ومعنى والقفز للنتائج سريعاً فليس معنى أنك تنسينه أنك لم تحبيه بحق فتخافين من نفسك فتنظرين لها نظرة غير لائقة ولكنها بشريتنا. لقد أحببت وحاولت وتألمت فماذا بعد العاصفة إلا الهدوء, هل معنى ذلك أنك لم تحبيه بصدق؟ هل الوفاء مرتبط بالألم وتذكره كل لحظة ليكون وفاءً حقيقياً، والخيانة ترتبط بأنك تتعايشين مع واقعك وتحاولين الوقوف على قدميك من جديد فلا تصبحين حطام إنسان؟؟
كل منا يمر بفترة تخبط فيها نتعلم وفيها نتساءل من نحن؟ وماذا نريد؟ فيها نتردد ونتصرف تصرفات غير موزونة وهذا يسري على الجميع فلماذا تنظرين لنفسك وكأنك تجرمين في حق إنسانيتك حين تشعرين بذلك؟ فأنت في تلك المرحلة تتعلمين وتسمعين وتقرئين بالإضافة لتجربتك التي أخذتْ من طاقتك النفسية والعصبية الكثير، وتعلمتِ منها الكثير، كلنا سيظل يفتش في نفسه ليعرفها أكثر ولا يشبع الإنسان ولا يمل من ذلك مادام حياً, ولكن أريدك أن تحترمي نفسك أكثر من ذلك وتحني عليها فتهذبين ما تجدينه فيها برفق وتُعلين من شأن مميزاتها التي لم تحاولي بإنصاف أن تتحدثي بها عن نفسك فكل ما تضعينه أمامي دوماً عيوبك, أو ما تخجلين فيه من نفسك فتكررين القفز لنتائج غير سليمة دون إنصاف.
لا تتصوري أن قراءاتك وتعلمك من هنا وهناك يعقد أو يجعلك تتخبطين فهكذا تبنى الشخصيات حتى تستقر، ولا تستقر تماماً أبداً لأن كل يوم هناك جديد وكل يوم هناك درسٌ يتعلمه الإنسان فيغير من فكره وبالتالي تصرفه وقراره, فهل أنت نفسك منذ عامين؟ هل أنت بنفس السطحية؟ هل أنت بنفس الضعف؟ أين تذهب تلك الأسئلة عندك؟؟
تتوهمين أنك بلا هدف والحقيقة أنك لست إنسانة عادية تافهة لا تفكر إلا بالمظهر والشكل والطعام والشراب فقط وهم كُثر ولكنك تتساءلين وتبحثين وتتعلمين, أليست كل تلك أهدافاً؟ أعرف أنك تريدين شكلاً واضحاً وهذا ليس صعباً ولكن الصعب هو أن يكون شكلاً واضحاً تماماً الآن، فلا يوجد هذا ولكن يوجد خطوط عريضة تمثل أهدافاً, ثم بمرور الوقت ستتعرفين بحق على ما تهوينه وتجيدينه وخطُّكِ العريضُ هو إتمام دراستك على خير وجه قدر الإمكان، واستمرارك في قراءاتك المتعددة وحضورك للندوات التي تهوين معرفة محتواها, حتى يظهر في الأفق خطٌ واضحٌ تجدينه يشدك دون سواه رغم تفوقك وحبك لأمور أخرى, ولكنها العجلة مرة أخرى، وفي ذلك يمكنك كتابة هواياتك ونقاط نجاحك في علاقتك مع البشر أو المواد الدراسية وأخذ رأي الآخرين عن كتاباتك في الاعتبار مثلما حدثتك عن قدرتك في التعبير الكتابي وهكذا.
أما من تقدم إليك فلا أنصحك بقبوله ليس لما ذكرت من مخاوف المسئولية والظلم له, أنصحك بذلك حتى لا تزيدي متاعب قلبك الذي لازال يئن قليلاً حتى يشفى, أو حتى يستقر للدرجة التي تسمح بدخول أحد مرة أخرى دون مقارنة دون ألم ضمير من أجل الزائر الجديد، فهي هدنة لك أنت ولقلبك ولكن تلك الهدنة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما اتفقنا عليه من قبل من قطع للعلاقة تماماً, وتذكر نجاحك في حياتك ومحاولات استعادتها من جديد ومنها عدم التحسر لفقدان صديقة ولكن اجعليها موجودة بالفعل ولتسمحي لصديقات تتقبلينهن أن يأخذن حيزاً من اهتمامك ومشاركتهن لحياتك حتى تنتقي منهن من تتآلفين معها.
أخيراً أشكرك على دعواتك فما أحوجني إليها هذه الأيام.
ويتبع >>>>>: اعترافات ثقيلة الظل م5