المغرب أو مصر كيف تتصرف الفتاة؟
لا أعلم ماذا أقول لك يا د. حنان، واضح أن ردّك جاء مباشراً جداً وجريئاً أيضاً (بالمناسبة: هذه أول مرة أرى لكِ رداً بهذه القوة وهذا الحزم)، بارك الله فيك، وأبقاك لنا ولإخواننا المجانين.
الـ miss ، شعرتُ في عرضها لمشكلتها أنها تريد أن تقول لكم: " أنا super hot K ، ممكن تشجعوني على السحاق بحيث ما أتضايق نفسياً لو مارسته.." ربما هذا هو طلبها الحقيقي، وسواء كانت جادة أو عابثة، فقد وفّقتِ في الرد فبارك الله لنا بكم.. كنا فين!
.. آه ، في الأخ ريحاني الذي يعلّق على المشكلة السابقة ويريد طرح مشكلته الآن، ربما يتبادر سؤال يقول : ما علاقة مشكلتك يا ريحاني بمشكلة الـ miss ، فهيَ مشكلتها واضحة، ولا علاقة للرجل ومشاكله من قريب أو بعيد بمثل مشكلتها!
لكني يا د. حنان، وجدتُ أنني متقلبٌ في تعس الحياة لأنني لا أريد الدخول، والآخر متقلب في تعس الحياة لأنه لا يريد الخروج، وهنا النقطة التي تقاطعنا عليها أنا والآنسة miss فهي فتاة أقل من عادية، تبحث في الماضي عن الحاضر، وأنا رجل آخر أبحث عن الحاضر من غير ماضي.. لن أطيل عليكِ وسأبدأ طارحاً مشكلتي، التي تتشعب في أكثر من اتجاه لكن يربطها رابط (ربما يخفى على جاهل مثلي)، لكن حدسي الذي لم أعهده يخيب يقول: أن الماضي تشابك مع الحاضر وسيؤثر لا محالة على المستقبل.
بداية لا يهمّ ما أنا الآن، وما أخلاقي وكيف هي حياتي، دعيني أركّز على الماضي.. حين بلغت نحواً من خمس سنين، وجدت نفسي أقوم بحركات جنسية مع أخي الذي كان بعمر ثمان سنوات، والحقيقة أنني لم أكن أفهم حينذاك معنى ما نفعله، هو يداعبني وأنا أداعبه، ولا نستمتع بالمرة، فلا شهوة أصلاً لكلينا. المهمّ، بعد نحو شهور من هذا انقطعنا فجأة عن مداعباتنا، ولم نشعر حينها بالنقص ولم نعد نفكّر في مثل هذا الأمر أبداً.
وحين بلغت 12 سنة من عمري بدأ مشوار العادة السريّة الذي امتدّ حتى اليوم، يعني استمرّ قرابة عشر أو أحد عشر عاماً، وككلّ ممارس لمثل هذه العادة الدنيئة، أتوب وأستغفر وأنوي عدم الرجوع وتغلبني نفسي فأسقط ثمّ أتوب.. إلى آخر هذه الحلقة المفرغة. هذا ليس جديد تقريباً، لكن ما أودّ الإشارة إليه هنا هو حادثة حدثت لي وأنا بعمر 14 عاماً، حيث قام شاب بحبتي لم أكن أعرفه البتة، واستدرجني إلى مكان خالٍ، وشعرت أنه يضمر لي شراً فهربت، لكنه تمسّك بي ولطمني، وخفت كثيراً وارتجفت، وقام بإنزال بنطالي واعتدى عليّ، وأذكرها أن اعتداءه كان مداعبة عضوه لمؤخرتي دون أن يولج فيّ، وقدّر الله أنني تمكنت بعد كثير بكاء ونحيب وخوف من الهروب من المكان ولم أرجع إليه رغم قربه من مكان إقامتي حتى يومي هذا.
بعد أن اعتدي عليّ، رجعت للبيت بلون غير الذي خرجت به؛ كنت أرتجف، خائف، لم أعد آمن على نفسي أي أحد، وشعر أخي الكبير بي، كنا حينذاك ننام بذات الغرفة، واستفسر مني عن الأمر فأخبرته بعد كثير ملاطفة منه لي بما جرى، ووعدني هو أن يبحث عن الفاعل فيقتله، وانتهى الأمر إلى نسياننا للأمر لأننا لم نعثر لا على فاعل ولا على قواعد النحو كلّها.
مضت سنين، شعرت أن هذا الذي حصل لي لن يغيب عن ذهني أبداً، حين أنظر من نافذتي المطلّة على مكان الجريمة أشعر بانكسار شديد، وتتملكني رغبة عارمة بالغضب، وأشعر تعبيراً عن ظلمي بأن الله سيدخلني الجنة، لأنني اعتدي عليّ غصباً وترك هذا الاعتداء أثراً كبيراً على نفسيتي.
نأتي للحاضر، بعد أن كبرت قليلاً بعد الحادثة، وجدت نفسي ملتزماً، أنا في السابق كنت عادياً جداً والبعض كان يقول أنني لمّاح وذكي، ومع الالتزام، فأنا مثال لشاب مسلم نموذجي وسطي هادئ السمات والطباع، لكنني أصبحت أكثر عزلة، أصدقائي الحقيقيون معدودون على الأصابع، وأكثر الناس لا تعرف إلا النزر اليسير عني، وأشعر أنني غير ما يتحدثون عنه، يقولون أنني منافق، جبان، ماديّ جداً، وأنا أرى بداخلي شاباً انهار، شاب محروم في طفولته مظلوم في شبابه. حين يمازحني أصدقائي (بالمناسبة أنا أحبّ صحبة الناس الذين يكبرونني سناً، لأنهم أوعى وأكثر رجولة في التعامل) حين يمازحونني مزاحاً فيقولون مثلاً: أنت زوجتي، أنت مشروع ارتباطي.. تعال نام عندي... ويالبياض جسدك، وما أطرى جلدك وما أرقّ شفاهك...
يقولون هذا مزاحاً، فكل من أعرفهم ملتزمون، بل ومتزوجون وأثق مليون بالمائة أنهم يشعرون بإحراجي من كلامهم هذا فيحاولون استفزازي فقط... لكنني فعلياً أشعر بانكسار كبير، ولو سمعت مثل هذا الكلام أتمنى أن أضربهم واحداً واحداً، أتمنى فعلاً أن تنتهي الجلسة، أتمنى أن أكون لوحدي، ويسيطر عليّ هاجس تلك الحادثة فتخونني التعابير وأصبح وكأنني طفل صغير لا يقدر على الكلام أبداً. وككلّ شخص، فأنا أتخيّل في يقظتي، وأشتهي، وأتمنى الزواج من فتاة أحلام لم أرسم لها وصفاً بعد، ولكني حتى في أحلامي تزورني تلك الحادثة فتنغّص عليّ عيشي، وتجعلني أشكّ وأقول "هل أنا رجل حقاً!! ". في الغالب أنا غريب عن نفسي، أجهلها بشكل كبير؛ أحياناً أشكّ بنفاقي، وأشكّ برجولتي، وأشكّ حتى في سلامة مواقفي.
أشعر من خلال مقارنة نفسي بصحبي ومن هم حولي أنني رومانسي فوق ما تتصورين، مع أن عيش الخشونة الذي عشته يهيؤني معنوياً لأكون غليظاً جداً، لكنني رومانسي، الأطفال يحبونني جداً.. وأنا أتحسس من أقلّ كلمة، وربما تجدينني أتضايق اليوم واليومين لأن رجلاً ما صرخ في وجهي، حتى أمي تقول لي: أنا متأكدة أنك ستكون "خشخيشة" بيد زوجتك، وهي بذلك تعني أن طبعي الهادئ المتفاهِم يجعلني كذلك، وأنا أرى أن اللين والطيبة والأخذ على المحمل الحسن ممتاز في التعامل خصوصاً مع الزوجة في المستقبل.. لذلك يمازحني أصحابي بما قلت لكِ لغرض الاستفزاز فقط لا لغرض الاشتهاء.. ويقولون -أصحابي- لي حين ينصحونني بأن أشارك وأتفاعل مع المجتمع ولأحضر المناسبات ولا أخجل من شيء، لا بأس بقضاء رحلة والمبيت خارج البيت، لا بأس بأن أثق بنفسي، يقولون أن السبب الرئيسي لكل ضعف شخصيتي متمثل في ممارستي للعادة السرية.
لدي أسئلة وأعتذر كثيراً لإطالتي أستاذتي:
* بعد قراءتك لتاريخي وحاضري، هل هناك آثار جانبية عليّ في المستقبل بسبب الحادثة؟!
* وحسب مواصفاتي التي أنا متأكد منها، أأنفع أن أكون زوجاً وأباً، أم نلغي موضوع الارتباط من أساسه؟!
* برأيك، هل يمكن أن يؤثر الماضي في الحاضر، وهل رومانسية الرجل ونعومة روحه تؤثر في شخصيته؟
* نهاية: فهل العادة هي السبب في هذا الضعف الشخصي الحاصل، أم هو تأثير الحادثة، وهل الثقة تنبني بالتشارك والتفاعل؟ وهل بناء الشخصية ممكن في مثل سنّي؟!
أتمنى أن أجد رداً شافياً، وبارك الله فيكم يا د. حنان.
ريحاني
18/10/2007
رد المستشار
"ريحاني"،
تفوح من سطورك نسائم كاتب رائع ليتك تستمر وتعمل على تنمية ملكتك هذه، فما أنت بالجاهل أبداً وإن كنت لا تحمل درجة جامعية. لم تضايقني سطورك لروعة أسلوبها وتحرجاً لفارق البلاغة بيننا سأجيب على أسئلتك كما أوردتها بعد فضفضتك باختصار ما استطعت.
بالنسبة لآثار حادثة التحرش فهي كما ترى بنفسك آثاراً نفسية أكثر منها عضوية وليست وحدها المسؤولة عما يزعجك في شخصيتك من رقة، فغالباً اختيار المتحرش لك كان بناء على هذه الرقة الظاهرة فظنك ضعيفا،ً ولكنك لم تكن بالضعف الذي اعتقده فقاومته حتى وإن لم تدرك أنك فعلت ولكنها السبب في أنه لم يعاود المحاولة معك مرة أخرى، فالمتحرشون عادة ما يدمنون الضحايا الضعاف ولأنك لم تكن كذلك لم تعد هدفاً له.
أريدك أن تميز بين ما كان يحدث بينك وأخيك من مجرد لعب جنسي بدافع الفضول والتقليد أحياناً وبين الشذوذ كممارسة واعية مثيرة وإن كانت هذه الممارسات وارتباكك في دفاعك عن نفسك يعود بالفعل لقصور التربية ودورها في التوعية مما قد يصادف الصغار في حياتهم، ومع ذلك دع الماضي يمضي لأنه بالفعل مضى.
تعلم كيف ترد على مشاكسات صحبك بطريقة تتغلب فيها على خوفك وخجلك مثل التهديد بكشف رغباتهم لمن يهمهم، أو تذكيرهم بأن هذا الحديث ليس من المروءة في شيء.. اختر الطريقة التي تناسبك، ولكن تعلّم كيفية التعبير عن نفسك أمام الآخرين.
مواصفاتك كما وصلتني تعكس شخصية لطيفة ستكون أكثر من محظوظة من يقع اختيارك عليها لتكون شريكة حياتك فلا تصرف النظر عن الموضوع بالعكس ركز في اختيار شخصية تقدر هذا التميز، وتذكر بأن المصطفى عليه الصلاة والسلام زوج عثمان اثنتين من بناته ولو كان عنده غيرهن لأنكحه لرقة طبعه وكرم نفسه فلا تلقي بالاً لمن يمجد سوء الخلق بحجة تغير الحياة.
في النهاية، إن ممارسة العادة بكثرة لها أضرار فسيولوجية لا أظن فاتك القراءة عنها على الموقع، ولكن آثارها النفسية السلبية أكثر وضوحاً: فهي تسبب الشعور بالدونية والذنب، بالإضافة إلى أنها تشوه طريقة الإشباع الفطرية ولا تحقق ِإشباعاً حقيقياً بقدر ما تزيد الشعور بالحاجة، فحاول التخلص منها ما استطعت بممارسة الرياضة وتجنب المثيرات وشغل الأوقات والفكر بما هو مفيد ومسلي بالنسبة لك.
الشخصية بناء مستمر التغير في الحقيقة، يتأثر بالخبرات التي يتعرض لها الإنسان في مختلف فترات حياته. ألا ترى كيف أصبح سيدنا عمر بن الخطاب رقيق القلب بعد إسلامه، وكيف أن كل ما تتعلمه أنت يؤثر فيك! فبالطبع تستطيع أن تكتسب مزيداً من الثقة بالنفس من خلال زيادة خبراتك والاستفادة من باب توكيد الذات على الموقع وحسن الظن بنفسك والتركيز على نقاط نجاحك.
إن امتهنت الكتابة يا ريحاني أعلمنا بهذا.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>> المغرب أو مصر كيف تتصرف الفتاة مشاركة1