السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشكلتي تكمن في أني لا أجيد التعامل مع خطيبي. أنا مخطوبة من 4 شهور، وعندما تقدّم خطيبي لطلب يدي لم أكن أعرفه مسبقاً، لا أنكر أني انجذبت إليه وبمرور الوقت أحببته وتعلّقت به ورسمت أحلاماً ورديةً كما يقولون؛ المستقبل والبيت والأولاد.
المشكلة أن خطيبي يعيش في بلد أخرى ولا يأتي عندنا إلا كل شهر مرةً لمدة 3 أو 4 أيام وبعدها يسافر ولا تكفي هذه المدة لنتحدث ونتكلم سوياً وباقي الشهر مشغول دائماً، فهو يعمل محامياً.
مشكلتي أني رومانسية زيادة عن اللزوم فعندما يتأخّر عليّ في الاتصال أتصل به فوراً وأعاتبه على عدم اتصاله وطبعاً هذا الموضوع يصيبه بالضيق دائماً، وكثيراً ما يخبرني بأنه سيتصل في وقت ما ولا يتصل وأنا أنتظر ولكن دون جدوى، يفعل ذلك كثيراً، أنا لا يضايقني عدم اتصاله أكثر من أنه يقول شيئاً ولا يفعله، أيضاً يقول أشياء ولا يفعلها وهذا الموضوع يؤرقني.
أحسست في الفترة الأخيرة أني غير قادرة على التحكم بعواطفي ودائمة الاتصال به ودائمة السؤال عليه وهذا في مجتمعنا يعتبر خطأ فمن المفروض أن الرجل هو الذي يسأل، لا أعرف إن كان ما أفعل خطأ أم لا.
من أسبوع تقريباً وأنا لا أتصل به ولا أسأل عليه وكلما يسألني بشكل غير مباشر عن سبب تغييري أتحجج بأني لا أريد أن ألهيه عن عمله ولكن المشكلة أني أفكر في إنهاء هذا الارتباط ولكن المشكلة أني كنت مخطوبة مرتين ولا أستطيع القيام بعمل كهذا ثانية، أيضاً أنا أحس أني لازلت أحبه لكن لا أدري ما العمل حتى أحتفظ بحبي وكرامتي في نفس الوقت.
أرجوكم ساعدوني لأجد حلاً فلقد سئمت من كثرة التفكير وأكاد أشعر بالجنون. أرجوكم ردوا عليّ في أسرع وقت وأنا آسفة أني أطلت عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
09/03/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......
عزيزتي "منة" يبدو لي أن المشكلة ليست في خطيبك ولا في علاقتكما بل هي أبعد من ذلك أنها تتعلق بثقتك بذاتك من ناحية ومن ناحية أخرى بتوقعاتك من الآخرين أو بعض الأفكار اللامنطقية. ليست المشكلة في رومانسيتك كما تظنين بل حاجتك المستمرة لتأكيد ذاتك وأهميتك والتي ترين أنها تتحقق من خلال لهفة وسؤال خطيبك بينما يجب أن تقوم ثقتك بنفسك على أكثر من هذا فحب الآخرين لنا هو مجرد جانب من فكرتنا وتقديرنا لأنفسنا. لم تذكري طبيعة علاقتك بوالديك فقد تكوني تعانين من تعلق طفلي نتيجة عدم إشباع حاجتك للشعور بالأمن في طفولتك.
أصلحي توقعاتك من الآخرين كي تستطيعي التعامل ليس فقط مع هذا الخاطب بالتحديد فأنت لم تذكري الكثير عن طبيعة هذا التفاعل ولكن يبدو أنه يسأل عنك وإن لم يكن بنفس الدرجة التي تريدين أو تتوقعين وعادة ما تكون التوقعات العالية غير المنطقية السبب في الإحباط فتعلمي أن تقبلي شخصية خطيبك كما هي فلا تقارني بينه وخطيب آخر.
ولا تنسي أنه هو أيضا له توقعات من شريكة حياته أرى أنك بحاجة لجلسة تناقشين معه فيها توقعات كل منكما من الآخر بعيدا عن فكرة الانفصال فأنت لم تشيري إلى ما يبرره سوى اختلاف سلوكه عن توقعاتك الشخصية عن سلوكيات الخاطبين وهذه التوقعات متباينة بين الناس حسب خبراتهم فاعملي على تقريب وجهات نظركما وناقشي معه بوضوح حاجتك وافهمي منه أسباب سلوكه وتذكري أنه بعد الزواج لن يكون زوجك متفرغا تماما كي يدعم ثقتك بنفسك فاعملي على شغل نفسك بما هو مفيد وابحثي عن مهارات تعزز ثقتك بذاتك باستقلالية فأنت كيان منفصل مستقل لا ينبغي أن يمتد قيمته ولا أن يعتمد وجوده وسعادته فقط من تقدير الآخرين. ركزي على نوعية الوقت الذي تقضيانه وعلى تفاصيل التفاعل وليس فقط على كمية التفاعل اتصاله.
باختصار اعملي على تنمية شخصيتك وتعزيز ذاتك واستعيني بباب توكيد الذات على الموقع واحرصي ألا تقود انفعالاتك حياتك فهذا الدور الأساسي للعقل مع تمنياتي لك بالسعادة والرضا.