اعترافات ثقيلة الظل م4
السلام عليكم
أخيراً لقد أصبح أباً... أرى طفله الصغير ذا الوجه الأحمر بين ذراعي زوجه وهو يحيطها بذراعه ويبتسم، لقد اكتملت الأسرة الصغيرة، زوج وزوجة وأبناء وكأني أطل عليه من شرفة عالية أتابع أخباره وأنظر إليهم وقد اغرورقت عيناي بالدموع، وقلبي المكلوم لا يعلم أيفرح لسعادته الآن وقد ارتاح من نكدي واستقر مع زوجة مناسبة وطفل جميل، أم يحزن حين استوحش الطريق وقد عاد وحيداً بعد أن ظن أن الدنيا تغيرت ووجد الأنيس والحضن الآمن وملاذ الهموم....
عندها فقط خفق لأول مرة بشدة تجاه إنسان، لأول مرة يحب إنسان ربما كحبه لصاحبته نفسها، لأول مرة يكاد يمسك السماء حين يسمع صوت حبيبه مسروراُ منه سعيداً بوجوده، لأول مرة يحتاجه إحساس بأمان غريب ودفء نادر لا يخاف معه المستقبل طالما هو معه، عندها فقط رفرف لأول مرة طائراً مع حبه الذي لا مثيل له!!! لكن هو لا يعرف أو يدرك أو يحس، ولن يعرف أو يحس بعد ما صرت طي صفحة أخبرني أنه قلبها وبدأ بصفحة بيضاء كتب فيها اسمها! هل أنا أبالغ؟ هل عشت الكلمات أكثر مما عشت الواقع؟ هل فضلت الخيال على أن أعيش قصة حب حقيقية تكتمل فيها الحواس الخمس؟؟ هل هو حب حقيقي أم وهم؟
أعلم أنها مجرد كلمات قالها في رسالة أو عبر حوار النت، لكن هل يعقل أن الرجل حين يقول تلك الكلمة لحبيبته ينسى ولا يلقي لها بالاً! لا زالت ترن في رأسي ولازال قلبي يخفق حين أذكرها، قد أنسى أي كلام قاله بين حين وحين إلا تلك الكلمة، هل عرفتها أستاذتي، دليني على طريق، كيف أزيل نقشها الذي رسَمَتْه في داخل عقلي؟ دليني كيف؟؟ غداً امتحاني الصعب، وأنا أمام شاشة الكمبيوتر لأكتب لك هذه الكلمات، ما أهون مستقبلي علي، فقط قبيل الامتحان أتوتر وأشد أعصابي وأنهار لأني أعرف أنني أنتهي حتى على المستوى الدراسي الذي أشعر أنه لم يبق لي إلا هو كي أعود إلى أيام التفوق الخوالي؛
لكن ما أكثر الأفكار، لا يحلو لها المراودة وإحياء الشجون إلا في هذه الأيام، أحس أنه لم يعد يفرق كثيراً أن أدرس أو أتفوق، صحيح أنني أحب المثالية وأريد أن أكون متفوقة في كل شيء، لكنني حقاً لم أعد أستطيع الاحتمال.... أعصابي تكاد تتمزق من كثرة شدها كل حين، كل ما خالجني شعور الإحباط خلال يومي أحس.... لا أعرف...
لا أعرف غير قول كلمة 'تعبت' من نفسي ومن رأسي ومن قلبي ومن هذا العالم الذي أعيش فيه، لكنني صغيرة على هذه الدنيا وإن لم أر منها الكثير مما يشيب له الرأس، تعمدت ألا أرسل طوال هذه الفترة وقلت كفاية نكد على أستاذة أميرة... لا تأتين بجديد وفقط تندبين حظك أمامها وهي تحاول فيك وتهزك كل حين وأنت كالصنم بلا حراك، تأتي لك من اليمين، تجرب من الشمال، تحاول مساعدتك، لكن............
سامحيني أستاذة أميرة، أعلم أنني أتعبك كثيراً معي وأخذت من وقتك من أجلي، هل أنا أستحق حقاً؟؟ يااااااه... تذكرت يوم أن قال لي: أنه يخاف ألا يعطيني إن تزوجنا ما أستحق! لم أصدق ما أقرأ وقتها، من أنا ليكون لي هذا الكلام؟
عذراًَ.. لأعود.. أين وصلنا؟ آه شعرت أنني لا ألبث بعد أن أتحسن عند قراءة كلماتك حتى يزول التحسن "وتعود ريما لعادتها القديمة"..... هل حقاً هذه التواصل يجدي نفعاً؟ ولماذا أضيع وقتك وأنا أحس أني أتحسن لن أقول ببطء ولكن بسلحفة!!!!!!!!
ربما أنا أبالغ، نعم تحسنت في أشياء لكن لم أشعر بذاك التغير الجوهري في حياتي ولم أستطع أن أنساه حتى الآن أتذكر من أواخر كلماته قال لي "أفيقي يا m".... شعرت حينها بأحد يضربني على رأسي.... أفيق!!! أرجوك لا تقل لي أنه كان حلماً، لا تقل لي أنك لم تعد تحبني......... هل اكتشفت أنني لا أستحق حبك؟ هل فعلاً كنت واهمة أنني صدقت أن هناك من سينظر في وجهي ويحبني؟
لازلت لم أستوعب هذه الحقيقة لن أنكر أنني لا أكلمه حتى لا يقول هذه الحقيقة في وجهي، لن أحتمل أن يصدني ويقول لي: ماذا تريدين؟ ألازلت تذكرين؟؟؟ لن أنكر كلما أردت أن أكلمه تذكرت بيت القصيد الذي حدثتني عنه (قطع أي نوع من التواصل).... لكن أتلهف لسماع صوته... لإحساسي بضربات قلبي حين أحس أنه موجود بقربي وأشغل باله، أكيد أنا أعلم ماذا يشغل باله الآن، ليس ألمي، لكن ألام زوجته بعد الولادة وبكاء ذلك الوليد الصغير كي يبني له أفضل مستقبل فهو رب أسرة وأب.......
ياااااااااه، كان بالأمس شاباً يافعاً وحبيباً عاشقاً، كل شيء تغير فيه ولا شك، حتى اسم ابنه الأول الذي كان ينازعني أن يسميه وأحاول أن أقنعه بتغيره، وجدته سمى اسماً آخر، ربما لا يريد أن يتذكر أي شيء يتعلق بي...... ربما. هل حالة الحب خارج نطاق الإفاقة؟ لذلك قال لي أفيقي إذا كانت الإجابة نعم إذاً أنا مثالية ورومانسية وأعيش في الخيال......
أنا أريد أن أعيش في عالم الأحلام، أجل، هي الحقيقة... ربما لأني أحس بأن الواقع مر، ربما لأنني لم أستطع التعايش معه..... نعم أضحك وأكلم هذه وأتعرف على تلك وأصبّح على فلانة وأمسي على فلانة..... أحضر أعراس وأزور أناساً وأخرج....... إذاً هذا ليس اكتئاب ولا شك بحمد الله لكن هل أستمتع بشيء؟ سأحاول الخروج من نطاق شخصيتي الاكتئابية، نعم أستمتع بالطعام، أضحك وأحب أخواتي الكثيرات في الله.. تؤثر في مواقف وأتفاعل مع الناس وتسعدني كثير من الأشياء.... إذاً لماذا أن مستاءة من حياتي؟ لماذا أشعر أنها بشكل عام بدون طعم؟ بلا معنى؟ هل هو فراغة الوقت والشغل؟
لن أخفيك سراً لم أجد ألذ من نشوة الحب تلك، لم أجد أسعد مني حين أشعر به... كنت وقتها أريد الخروج في المطر والقفز بكل خفة ورشاقة حتى ألمس النجوم بيدي لأصرخ بصوت عالي كالمجانين: أنا سعيدة يا عالم! أنا أحبه!!! لعله يكون السبب هو هذه النقلة النوعية من السعادة الكبيرة إلى درجة أقل فشعرت بعدم الرضا والنقص؟ صرت أراجع في تفكيري فوجدت أنني أبحث عن الأفضل في كل جوانب الحياة وأنشده وأستاء إذا لم أصل إليه؟
أحاول أحياناً أن أهون على نفسي بأنه لا إنسان كامل... لكني أدرك أنني أجلدها أكثر وأقول لها: أنت فاشلة...... خاصة في التفوق الدراسي وعندما يكون لدي منافسات شديدة وبسبب تفكيري المدمر هذا فعلاً يتفوقن علي! الناس يقولون أني ذكية... ربما أنا كذلك لكنني فعلاً بدأت أحس بانخفاض مستوى ذكائي ونباهتي بعد هذه التجربة..... ولست أفهم لماذا؟ ما علاقة الذكاء بفشل الحب؟ هذا غير البلادة في التفكير وعدم الانتباه على تصرفاتي خاصة في المواقف التي تتطلب تصرف سريع مناسب وحنكة!
أكثر ما يطرق رأسي الآن هو الوحدة والسكن الجميل لشخص... وموضوع الزواج كثيراُ ما أفكر به لا أعرف لماذا؟ دائماً أتساءل هل معقول أن أجد واحد أفضل منه؟ ولماذا أفضل منه؟ هل أستحق أنا هذا الشخص؟ أصلاً أخاف أن أتزوجه فأكون أقل مما يظن بي من خير..... لا أعلم حقاً لماذا أفكر هكذا؟؟ والغريب أنني أفكر في كل الشباب من حولي، هذا أخو صديقتي وهذا زميلي في الجامعة وهذا ابن صديقة أمي!! أضحك من نفسي عندها وكأني جميلة الجميلات وليس غيري مناسبة ليخطبها وبصراحة أكثر اكتشفت أنني أفكر كثيراً في المستقبل فيضيع مني جمال الاستمتاع بما هو واقع......
أتذكر أيام المدرسة وحتى الثانوية العامة حين كنت أفكر بالجامعة وأحلامي بها وسأفعل كذا وكذا.... ها أنا الآن لا عشت أيام صباي ولا حققت أي شيء من أحلامي بالجامعة...... بدأ ينتابني شعوري بالغباء وأنا أكتب الآن! أرسم أحلام وردية للزواج من الحنان والإشباع العاطفي والجنسي وووو...... لا أتذكر مشاكل الزواج كثيراً وأحس أنني أركز أنّ عند تحققه الراحة والسعادة..... وأنا أعلم أن هذا تفكير سطحي ولا شيء كامل... لكن درجة القرب الشديدة في الزواج هي التي تدفعني للتفكير هكذا، فالقرب يعني أنس وإحساس بالآخر والاهتمام به وفضفضة ووو... من هذه الأمور قالت لي إحدى الفتيات صديقاتي أنني أتحرك بمشاعري وأنني قليلاً ما أكون عملية في حياتي، حتى في تصرفاتي وكلامي مع الآخرين.
أحسست أن معها حق، لكن ربما ذلك لأن لدي قناعة أن المشاعر هي أرقى شيء فينا وهي التي تميز إنسانيتنا! وأرى أن الإنسان الحساس جميل ورقيق..... ربما هذه القناعة دفعتني للتحول أو تقمص دور الفتاة الحساسة ظناً مني أني سأكون محبوبة أكثر! بصراحة أنا لا أعرف لماذا أكتب لك الآن ولماذا لم أستطع مقاومة معاودة المتابعة..... كلام حضرتك جميل ومنطقي جداً لكن..... لم أحدد المشكلة بعد وهناك ملايين الأسئلة لدي وأتمنى أن أخبرها لأحد في صورة حوار حتى يدرك هو ما أشعر به ويفهم ما أريد الوصول إليه.... لا أعلم من هذا الأحد، لكن لا يطرق رأسي سوى شخص واحد لحظتها... إنه هو تعلمين فعلاً استطاع هذا الإنسان أن يفهمني جيداً وإن كنا في كثير من الأحيان نتشاجر، لكنه كان يعرف أين مدخلي.
أحس أنه امتلك بحق أغلب مفاتيحي... نعم، حين أغضب كان يعرف كيف يمتصني، حتى أرضى بسلاسة، حين أبكي كان يوصلني بطريق الابتسامة حتى أضحك، كان يعرف كيف يغضبني أيضاً ويستفزني. لقد أخذ مفاتيحي وهرب... هو أول شخص يعرف كيف أفكر لدرجة أنه قال لي يوماً أنه قد حفظني ويعرف كل ردات فعلي وتصرفاتي، ربما لأنني كنت أتعامل معه بمطلق العفوية ولم أكن أخفي عنه شيئاً، وربما لأنني كما تكررين علي دائماً بارعة في التعبير عن مشاعري، لم أجد في حياتي أحد مثله في هذه النقطة، ربما لأني أحبه.... نعم أحبه ولا زلت أحبه أحياناً أحس أنه ليس حباً، وأنه تعلق بحالة الحب ذاتها، لكنني لن أنكر أنه يعني لي الكثير، وأنه ذو أخلاق وصبر علي جعلني أجعل معروفه أمامي كل حين، ومازلت أسأل عنه وأطمئن عليه عن طريق أخته.
اكتشفت شيئاً أخر في وهو أنني لا أستطيع التعبير جيداً عندما أتكلم رغم أنني أفضل ذلك على الكتابة، ذلك حصل معي أكثر من مرة مع أشخاص حاولت شرح بعض مشاكلي لهم شفهياً (سيدة مثل معلمة لي أعزها كثيراً) وشعرت بمدى التوتر الذي أصابني فلم أستطع إيصال المشكلة جيداً لكن مع أقراني ربما الوضع أهون بكثير، ومقارنة قدرتي على التعبير الكتابي بالتعبير الشفهي فالفرق أعتقد أنه كبير، عندي درجة عالية من التردد في أشياء بسيطة مثل الخروج أي مادة أبدأ بالدراسة، هل أشتري هذا الثوب أم لا؟ أستشير أمي كثيراً لكن لا أخذ برأيها في أغلب الأمر.
أسمع مشورات كثيرة لكن لا أستطيع اتخاذ قرار وحتى لو اتخذته أحياناً أتراجع أو أتردد مرة أخرى، عندي تشويش كبير في الأوليات، لا أعرف ما المهم وما غير المهم، من أولى من الآخر. أرتب نعم لكن لا أكون موفقة أبداً وهذا يتعبني كثيراً، أخطط كثيراً لكن لا أعرف كيف أنفذ!! أحس وقتي يضيع بسهولة كبيرة وأندم بعدها كما هي حالي وأنا أكتب لك وعندي امتحان!! أحب أن أهتم بنفسي لكني مهملة غالباً إلا حينما يكون هناك مناسبة مثل حفل زفاف أو حفلة عندها أرتب نفسي لكني أهمل نفسي في البيت وحين أنظر لنفسي بالمرآة أحس أني غير جميلة وأني إنسانة مخيفة، وإن كنت في بعض الأحيان أرى نفسي جميلة فيطرق رأسي فوراً سؤال: لماذا تركني إذاً؟ هه! عندي كسل رهيييييب، وماما تقول عني: بليدة! هل رأيت؟؟ أنا كتلة من المشاكل، سأقولها بكل صراحة منذ بدء المراهقة وربما قبلها بسنوات لم أحب نفسي يوماً، والآن زاد هذا الشعور وبعد إخفاقي حتى في حماية قلبي والدفاع عن حبي صرت أكرهها وربما جداً وأحس أني زهقت منها لأنها خربانة صحيح.
تذكرت أنك قلت لي أن أخبرك عن ميزاتي.... يا إلهي، قرأت كل ما فات فوجدته كم هائل من الأفكار السوداء وهي كثيرة جداً، أثقلت عليك لأكون إيجابية قليلاً، أخاف أن تأخذي عني فكرة سيئة، مميزاتي لا أجدها كثيرة... أحب الناس وأحب أساعدهم كثيراً حتى لو على حسابي أحياناً، أسامح بسرعة بشرط فقط الاعتذار وذكر السبب، يقولون عني طبية جداً لدرجة البراءة وربما بالإجماع فكلما رآني أحد يقول وجهي بريء مثل الأطفال رغم أني لا أظن أني بريئة وطاهرة لهذه الدرجة والدليل هو ما حصل بيني وبينه وأفعل معاصي كثيرة يقولون أيضاً أني من طيبتي سهل أن يستدرجني أحد ليحصل مني على شيء، لكن هذا الشيء قل حالياًَ لأني أحاول أن أكون حذرة دوماً بسبب نقطة ضعفي هذه، وبصراحة أنا فعلاً أتعاطف مع الناس بسرعة.. ماذا أيضاً؟
أحب التحليل في الأشياء وأستمتع فعلاً حينما أحس بلذة العلم والمعرفة وإن كانت نادرة بسبب سوء طرق التدريس، يقولون عني قلبي صافي، لكن أنا أدرى بنفسي فكثيراً ما أجاهد نفسي لأمنع عنها الغيرة من الأخريات، فأنا أغار كثيراً وأقارن بيني وبين غيري تلقائياً مثال: منافساتي لسن حميمات في تعاملهن معي، وأشم رائحة الاطمئنان أنهن غلبنني في كلامهن: ماذا درست؟ وكيف درجاتك؟ وهل أنهيت مذاكرة؟؟ وغيرها من الأسئلة الغير بريئة التي أكرهها وتغيظني!
أقارن حتى على مستوى الشكل، ومرات على اللباس الأنيق، وحتى على مستوى الالتزام أو حفظ القرآن. عموماً أي شيء فيه تميز عني كذلك أحاول كثيراً إحسان الظن بالآخرين حيت يحصل لبس، لا أعلم لماذا قلبي يتغير على الناس في هذه الأمور؟ أخاف من نفسي حين تصل لهذه المرحلة أن تصل لمرحلة الغل والحقد والحسد. يكفي ما كتبته هذه المرة... لن أطيل عليك أكثر.... وأعتذر حقاً على تشويش أفكاري وعدم ترتيبها فهي فعلاً غير مرتبطة ببعض ومبعثرة، ولن أقبل عذرك بالتأخر لأن حضرتك لم تتأخري بالعكس انبهرت أن أجد رسالتي بعد أسبوعين تم الرد عليها، ربما وجدتني في حالة مزرية فحاولت أن تخففي عني!!
جزيت خيراً بكل حرف تكتبينه من أجلي ومن أجل غيري بل عشرة أمثاله، ويا رب يا كريم ارزق أستاذة أميرة الإخلاص وكل فريق مجانين وتقبل منهم وارض عنهم....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
06/04/2008
رد المستشار
آه أيتها اللّصة في كل مرة تسرقين مني مشاعري وتأخذين كل انتباهي وأنا أقرأ سطورك! وسأخرج لك لساني تلك المرة أيضاً وأقول لك أنت بالفعل في طور الشفاء من هذا المرض العضال الذي أصاب وجدانك، وتقريباً كل ما ذكرته صدق، فهو تغير ولم يعد ذاك الرجل اليافع الذي أحبتيه وصار منشغلاً بأمور من الطبيعي أن ينشغل بها، وبمرور الوقت ستجدين نفسك فعلاً مرتبطة بوهم كبير تتعلقين به من فرط ما شعرت به من سعادة سابقة وعشت أياماً جميلة وستجدين أن الفعل الماضي هو الحاضر بين سطورك بعد ذلك حتى تصلي للفعل الماضي الأخير وهو "كنت" أحب، ولا زلت أرى أن تجربتك من أهم تجارب حياتك التي كشفت لك الكثير عن نفسك وعن الآخرين كأمك ومحبوبك السابق وتعاملاتك مع الحياة بشكل عام وهذا هو الدرس الأهم واستمرارك على التواصل به سينغص عليك حياتك ويفسدها ويجعلك بالفعل سلحفاة تتحرك في حيز ضيق فلا تعطي لنفسها فرصة حقيقية لشم الهواء في الخارج الفسيح، فأغلب الظن الآن انك تتشبثين بفكرة أن يظل يشعر بك رغم كل المتغيرات من حوله وألا ينساك والتمسك بفكرة وجودة مرتبط بفكرة أنك لا تستحقي أحداً متميزاً -لأنك لا تثقين في نفسك- وبأنك لست جديرة بشخص متميز فمن هنا جاءت الربطة العجيبة!
حبيبتي..... لو ظللت أحدثك طوال الحياة لن تتقدمي إلا إذا تغلبت على فكرة التشبث بوجوده لتثبتي جدارتك باستحقاق من مثله فهل تقتنعين بما أود إقناعك به"
فهو كان غال عليك لأنه مس القلب.... وكان مهماً لأنه جبر كسر اهتزاز ثقتك بنفسك وهو مغري وجميل في نظرك لأنك حرمت من العيش بين ذراعيه، ولكن حقيقة حقيقة الأمر أنه غال لأنه مس الغالي فيك أنت وهو قلبك! فأعطي فرصة لآخر وستجدي غلا وته تزداد بين جنبيك لأنه حظي بالغالي عندك وهو قلبك أنت، وهو مهم كأي مهم تنجحين في الحصول عليه لأنه يؤكد ثقتك في نفسك فنجاحك مهم ورؤية شكلك جميل في المرآة مهم واستقرارك في علاقاتك الاجتماعية مهمة وعلاقتك بالله عز وعلا مهمة لأنها تصنع نفس الدور وهو إثبات انك جديرة بالنجاح ومن ثم الثقة بنفسك.
وهو مغري كأي أمر تمنيناه ولم نحصل عليه، لكن الواقع له وضع آخر فهل تتصورين أن زوجته تراه بكل تلك البراعة؟ أو أنها تعيش في حالة من الهيام والغرام كلما التقيت عيناهما؟ هل يتنفسان حباً طول الوقت؟ أبداً لا يحدث لأنها طبيعة الأشياء والحياة فنحن نتصور كل الخير وكل الروعة فيما فاتنا، وتصور بسيط لمتحابين تزوجا بالفعل وستجدي عجباً!! فهما سيحيان حياة فيها جفاف وشجار طبيعي وتبقى درجة من المودة والرحمة بينهما لتجاوز سخافات المسئولية وهذه هي الحقيقة.
أما ما تحدثت عنه من كسل وعدم تخطيط وغيره فكلنا هذا الخليط، ولكن بمرور الوقت والخبرات نتحسن ونكون أكثر نظاماً ونشاطاً ولكن تغلبنا قدراتنا وارتكاننا للراحة وهذه ليست دعوة لمزيد من التكاسل أو الرضا به ولكنها تبصره بأن البشر هكذا.
ولا أعرف لماذا تتساءلين إلى متى ستظلين في حالة متابعه هل سئمت؟ فكل مرة نكتشف شيئا جديدا نتحدث فيه وأنا أرى انك تحسنت كثيرا عما تقولين ولكنك تكتبين في لحظات ضيق، وخروجك للحياة والتعامل هي نقطة انطلاق حقيقية لا تنكري أثرها البالغ على نفسيتك واستمرارك فيها ومرور الزمن سيجعلك أكثر توازنا ورغبة في إسعاد نفسك بحق؛ فالسعادة جزء كبير منها خاضع لقرارنا بأن نكون سعداء.... أنتظر متابعتك.
ويتبع >>>>>: اعترافات ثقيلة الظل م6