السلام عليكم،
مشكلتي هي أني لا أستطيع أن أباشر بالتحدث للفتيات لغرض شريف ربما يثمر بزواج إن شاء الله، وذلك بسبب قواطعي التي تظهر متراكبة ولا أستطيع وضع مقوم الأسنان لتكلفته العالية، مع أني بكل تواضع على قدر من الوسامة بشهادة الأصدقاء، وهذا ما يجعلني أتراجع خوفاً من رفض أو صدّ...
فهل من حل لمشكلتي؟
وشكراً.
06/04/2008
رد المستشار
الابن العزيز "محمود"؛ أهلاً وسهلاً بك على صفحتنا استشارات مجانين، وشكرًا جزيلاً على ثقتك، وتحياتي لأهل المغرب جميعا وبعد
إذا كنت بالفعل على قدر من الوسامة (وهذا ما يؤكده لك الأصدقاء) فإن المشكلة ليست في شكل قواطعك، ولكن المشكلة هي في رؤيتك لهم, فهناك اضطراب نفسي نسميه حديثا "باضطراب تشوه صورة الجسد "Body dysmorphic disorder" وهذا الاضطراب يعنى باختصار أن الإنسان يرى أن جزءا من جسمه مشوها على الرغم من أن بقية الناس لا يرون ذلك بل يرونه طبيعيا تماما, ولكن الفكرة تلح عليه بشكل وسواسي ولا يقتنع برأي الناس ويظل يتنقل من طبيب لآخر بحثا عن حل، ويختزل وجوده وحياته كلها في هذه المشكلة فهو مشغول بها طول الوقت ولا يستطيع التفكير في أي شيء أو الاستمتاع بأي شيء. لكننا سنناقش معك المشكلة بهدوء برغم أن إفادتك مع الأسف غير مكتملة التفاصيل.
والمشكلة هنا أن نفور البنات منك إن صدق حدوثها فستكون لا من شكلك أو شكل قواطعك المتراكبة بقدر ما سيكون النفور من طريقة فهمك أنت لما يحدث حولك وتأويلك الخاص جدًّا للأشياء والذي لا يشاركك فيه أحد من المحيطين بك حتى أصدقائك الذين يصفونك بالوسامة رغم شكل قواطعك المتراكبة، والتي يمكن علاجها مستقبلا بتقويم الأسنان (حين ميسرة)، وهذا الوهم الذي تعاني منه (بخصوص تراكب قواطعك) عادة ما يكون عابرًا وقابلاً لأن تكتشفه بسرعة مع مرور الوقت؛ لأنه عادة ما يضم في نشأته معطيات معرفية وحسية مضطربة -أكثر من مجرد فكرة محورية متسلطة على فكرك- مثل المشاعر، والصور، وكلها في تأثيرها سواء، وسريعا ما ستكتشف بوسائل الاستشعار الطبيعية لديك أن هذه الفكرة مجرد وهم، وغالبا ما يصاب الإنسان بالوهم بسبب نقص في معلوماته أو في إمكاناته الحسية ومهاراته، أو في مستوى وعيه، أو تحفزه الانتباهي أو الشعوري، وسرعان ما يتغير كل هذا الفكر الخاطئ بمجرد تصحيح المعطيات، فالوهم وإن بدا للموهوم حياة كاملة إلا أنه سريع الانكشاف والأفول.
أما الوهام Delusion ففكرة كأنها اليقين تحتل عقل الإنسان، وتصحب من مشاعره ما يتوافق معها فتصبح فكرة مشحونة بالمشاعر، ثم تنتقي من المعطيات الحسية العادية -مما يوجد في بيئته- ما يتوافق معها.
وليتك تقرأ على استشارات مجانين
اضطراب التشوه الوسواسي
وسواس التشوه الجسدي
وسواس أن المقصود أنا وهام أم فكرة مبالغ فيها؟
نصيحتي الأخيرة لك يا أخي هي أن تطرد فكرة قبح شكل قواطعك المتراكبة من رأسك، وأنها قد تنفر زوجة المستقبل منك، وأن تبحث عن طبيب تقويم أسنان معتدل الأسعار، وتبدأ في عمل التقويم الذي عادة ما يستغرق وقتا طويلاً كالعلاج من الاضطرابات النفسية، أما لو ظلت الفكرة مسيطرة عليك بعد عمل تقويم الأسنان بصورة مُرضية لمن هم حولك مثل الأقارب والأصدقاء، فعندئذ عليك أن تطلب العون من طبيب نفسي متخصص، وأن تتابع معه، وتنتظم على ما سيصفه لك من عقاقير لازمة وجلسات للعلاج النفسي لإنهاء معاناتك، وتابعنا بأخبارك.