ملحوظة:
أرجو الرد بالبريد الإلكتروني وعدم النشر لحساسية الأمر بالنسبة لي، رجاءً يا د. وائل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أمّا بعد،
أخي الدكتور وائل أبو هندي،
أنا فتاة أبلغ من العمر 31 عام، اختارني الله أن أكون مصابة بشلل الأطفال منذ ولادتي وأحمد لله على هذا كوني لم أكن سليمة ثم أصبت مثلاً. مشكلتي متعددة الجوانب يصعب عليّ وصفها وصفاً عاماً دقيقاً، لذلك سأتحدث عمّا أشعر به من ضيق وأترك الوصف لكم فمعذرة.
بدايةً، أود أن أعطي وصفاً موجزاً لوالدتي- رحمها الله- ووالدي وإخوتي وأخيراً لي.
أمي- رحمة الله عليها- سيدة متعلّمة كوّنت نفسها بنفسها حتى تزوجت؛ بمعنى أوضح عندما كانت في الجامعة مثلاً كانت تساعد طلبة الثانوي في شرح بعض المواد لهم بمقابل ماديٍّ بسيط حتى تتكفل بكامل أمورها المادية وتخفف عن جدي أي عبءٍ ماديٍّ ممكن نظراً لضيق الحال. أمّا عن والدي فتربّى يتيم الأب وكان أخوه الأكبر- عمي- وجدتي بمثابة الأب والأم له ولباقي إخوته، لكن جدّتي ربّت الأبناء- خاصة أبي كونه الوحيد الذي أكمل تعليمه الجامعي كون عمي الكبير ترك التعليم ليعمل ويعيل العائلة بعد وفاة جدي- على أن لهم الكلمة العليا في كل شيء، فلم تستطع أي واحدة من عمّاتي أن تفتح فمها في يوم بأي شيء للتعبير عن رأيها مثلاً، وتربّوا على القمع كما قالت لي عمتي الصغرى. وظلّ الحال على هذا ما هو عليه إلى أن تزوجت عماتي، وطبعاً تغيّر الحال كونهنّ أصبحن في عصمة رجلين.
وفي المقابل كان عمي الكبير طيباً مع الجميع سواء إخوته أو أبنائه فيما بعد- رحمه الله-، وليس معنى هذا أن أبي قاسٍ طوال الوقت لكن أحياناً يبدو قاسياً لدرجة فظيعة ولا تستطيع أن تجد تفسيراً لهذه الشدة أو العصبية الزائدة، ولا أريد أن يظن أحدكم أني أكرهه أو أريد أن أعطي فكرة سيئة عنه، لكني فقط أسرد عليك يا د. وائل المواقف كما هي فلا تظنني ابنة غير بارة لا سمح الله.
أمّا أنا؛ فترتيبي الأخير بين إخوتي ومن المفترض أن أكون المدللة- وبالفعل كنت المدللة عند والدي دائماً عكس إخوتي، في المقابل أمي ترى أن الدلال ليس دليلاً كافياً لحب الأم لابنتها مثلاً، إنّما الفعل هو الدليل لهذا، بمعنى أوضح: حينما أفعل شيئاً يعجبها تحضر لي مكافأة ما كنت أريدها وهي على علم برغبتي بها، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. كانت دائماً تشدّ عليّ عكس إخوتي حتى لا تقف أي مشكلة أمامي بشكل عام، وبشكل خاص لظروفي الصحيّة، وكانت دائماً تبثّ الثقة في نفسي وأني أستطيع فعل كل شيء وإن واجهتني أي مشكلة وفشلت في حلّها أبحث عن حل آخر.. وهكذا.
أمّا إخوتي- كما قلت- فيكبرونني بعدة سنوات: أخي الكبير حنون عليّ ما شاء الله ومتفهم لي جداً وقريب مني، لكن تضاءل كل هذا بعد زواجه من عدة سنوات نظراً لحجم المسؤوليات التي على عاتقه الآن، فما عدت أحكي له كما كنت أفعل سابقاً لكن فقط عندما تواجهني أي مشكلة وأعجز عن حلّها ألجأ له لأنه يشعر بي ويسألني عن سبب ضيقي مثلاً.. أمّا الآن فلا، أعانه الله على حجم مسؤولياته. أمّا أخي الثاني؛ فليس من تفاهم بيننا- كوننا متتاليين من حيث الولادة- ومنذ الصغر في شجار دائم، لهذا بعد ما كبرت أصبحت أتحاشى الكلام معه بأي شيء خاص حتى لا ينقلب لشجار وشِحان.
مؤخراً بدأت- بعد 12 سنة من وفاة أمي- شيئاً فشيئاً أفقد الثقة في نفسي، وأجدني عديمة النفع وأنّ كل ما أقوم به هباء بلا فائدة، وأن الغالبية من حولي يجاملونني وليس كما يتظاهرون أمامي، وسأذكر مواقف حدثت لي وأمي على قيد الحياة أو بعد وفاتها مع والدي..
ذكرت سابقاً أني كنت المدللة لوالدي في الصغر لكن هذا الشيء بدأ يخفت تدريجياً مع تقدم عمري حتى أصبح معدوماً الآن، عندما كنت في المرحلة الثانوية- تحديداً في الصف الثاني الثانوي، وبقي عام على الثانوية العامة- وجدت في يوم معلمتي تحدثني بشكل خاص كوني المقرّبة عندها في الفصل، وجدتها تنصحني بالدخول لأحدى الكليات العملية لأنها ترى أني سأتفوّق فيها جداً إذا دخلتها، وبعد انتهاء اليوم الدراسي وذهابي للبيت تحدّثت مع أمي في هذا الأمر فوجدتها فجأة تجلس مرة واحدة وتقول لي بالحرف الواحد: "بقى أنا يا بنتي أقنع أبوك أن تدخلي أي كلية نظرية وأنت تقولين لي مرة واحدة كلية عملية!" فاستغربت، فقالت لي: "أنا لا أحبطك لكن فكّري ثانية"، فقلت لها: "يعني أفهم من ذلك أن أبي لا يريدني أن أدخل الجامعة ابتداءً؟"، فسكتت ثوانٍ وقالت لي: "نعم"، فسألتها عن السبب فقالت لي: "لأنه يخشى أن تتعبي لظروفك" ووجدتها تطلب مني أن أعدها بأن أؤجل التفكير في الكلية العملية هذه إلى أن أنتهي من الثانوية العامة ووقتها يحلّها ربنا لأن مطلوب مني مجموع كبير لأدخلها- تبعاً لكلام أمي- فوعدتها.
وبعد ما أنهيت الثانوية العامة كررت طلبي على أمي أثناء كتابة والدي الرغبات في ورقة التنسيق دون أن يرجع لي أو يسألني عن رغبتي الأولى ما تكون، فقلت لأمي أن تكلّمه ليكتب كل الكليات الموجودة في الجمهورية للكلية التي أريدها كخيار أول لعلّي أقبل فيها، فقالت لي: "ألا زلت مصممة" فقلت لها بصوت عالٍ: "ماما، أنا أريدها" فوجدتها تبتسم وتقول: "حاضر" وبالفعل كلّمت والدي فسمعت رده وهو يقول أنّه حبّرت الخيارات ثم سكت للحظة وقال: "فكرة، أكمل الأربعين خياراً المتبقية بالكلية التي تريده ابنتك" فصدمت بكلمة "أكمل" وغضضت النظر عنها وقلت لها: "أي لا أمل أن تكون أول رغبة لأني أخشى ألا أقبل في أي كلية نظرية وتضيع عليّ الكلية العملية هكذا بسهولة"، فقالت لي أن أدعو الله أن يقبلني مكتب التنسيق فيها حسب مجموعي فقلت لها "يا رب"..
باختصار حتى لا أطيل أكثر من اللازم، بعد معاناة ودعوات مني لله دخلت الكلية التي حلمت بها بفضل الله ثم دعوات أمي رحمة الله عليها وقبل أن تظهر نتيجة أول عام لي في هذه الجامعة توفيت أمي قبل ظهور النتيجة بشهر لكنها كانت دائماً تطمئنني بأني سأنجح لأنها تعرف أني أعرف مصلحتي وأعمل المطلوب مني بخلاف أخي الآخر. وبالفعل نجحت بتقدير جيد مرتفع وأخذت عهداً على نفسي أن أنجح في السنوات القادمة بتقدير جيدٍ جداً على الأقل لأجل أمي لأن هذا كان ليسعدها في حياتها، وكانت رحمها الله تعدني نظراً لظروفي أنها ستشتري لي سيارة مجهّزة للمعاقين حتى أعتمد على نفسي عند ذهابي للجامعة فلا أرتبط بأحد من أهلي- والدي أو إخوتي- في توصيلي من وإلى الجامعة، لكن القدر لم يمهلها طويلاً؛
كلّمت والدي بعد فترة من وفاتها فقال لي أن أمي لم تحدّثه في هذا الأمر من قبل وكذّبني ونهرني عن قول شيء على لسان أمي لم تقله أو تحدّث به، قلت له أني لم أكذب عليه في هذا الأمر وهي في دار الحق الآن، أو أدّعي شيئاً على لسانها ما لم تقله، فطلب مني أن أنجح في السنة الثانية لي في الجامعة وبتقدير حتى يشتري لي السيارة، وبالفعل نجحت فقلت له أين السيارة بعد نجاحي فرفض بحجة أنه يجب عليّ أن أنجح سنة أخرى حتى يضمن أني لم أنجح بهدف شراء السيارة المجهزة فقط؛
باختصار توالت الأعوام والوعود إلى أن تفاجأت به يقول أني أنهيت الدراسة أن شراء السيارة لم يعد له أي أهمية كوني انتهيت من الدراسة، وكانت بمثابة صدمة قوية لي، فقلت له أني أريد أن أعمل فقال لي طلبك مرفوض وشراء السيارة أيضاً مرفوض وتعلل بأن الشارع غير آمن وأن الناس وحوش وسيئو الخلق فقلت له الدنيا فيها هذا وذاك في كل مكان لكن ربنا موجود وسيقف معي، فقال لي أقفلي الموضوع نهائياً.
مرّت 8 أعوام الآن على تخرجي من الجامعة وأنا حبيسة البيت لا أخرج بالشهور تقريباً إلا مع أهلي- تحديداً إخوتي لأن ظروف والدي الصحية لا تمكّنه من القيادة- ومن عدة سنوات إخوتي الأكبر مني تزوجوا وكان أهل زوجاتهم يتنافسون لنيل رضاي إلى أن فازت زوجة أخي الكبير واستطاعت هي وأمها أن تستميلا قلبي وعقلي بابنهم، وأصبحت أرى أنه المخرج لمشاكلي من ناحية وأني بالفعل كنت قد تعلقت به من ناحية أخرى، كوني أيام الدراسة كنت مؤجِلة التفكير في هذا الأمر حتى أنجز وعدي لأمي بالنجاح، لكن بعد سنتين من تخرجي بدأت ألاحظ أن زوجة أخي وأمها بدأن يتغيرن من ناحية موضوع زواج ابنهم بي ويتحججن له إلى أن سمعت من زوجة أخي الآخر أنه سيخطب فتاة تعمل معه، فجنّ جنوني وذهبت لأخي الكبير لأني أعرف أنه على علم بالأمر لكنه يخفي علبّ هذا حتى يبدو له مفاجأة أمامي فيما بعد والله أعلم- فوجدته يتعثّر في الكلام إلى أن استجمع شجاعته- وهذا ليس من طبعه- وقال لي أن فلان هذا بالفعل سيخطب زميلته في العمل، فوجدتني أبكي بحرقة من شدة الصدمة، وحاول تهدئتي لكن بلا فائدة لأني علّقت آمالاً كبيرة في حل مشكلاتي الشخصية على الزواج- رغم تعلّقي الحقيقي به-، وأرجعت عدول رغبته عني إلى ظروفي الصحية التي ليس لي دخل بها لأنها من الله وأنا راضية عنها، ومن جهة أخرى لأني لم أخطئ في حقه للحظة وهم من تحايلوا عليّ وليس أنا التي حلمت أو سعت لهذا، وحقاً لأول مرة أشعر أن ظروفي سبب في عدم زواجي إلى الآن.
مرّت 6 أعوام على هذا الإنسان -سامحه الله- لم أتزوج بعد ولم يتقدم لي أحد لأني باختصار مقفل عليّ بشكل كبير وعلاقاتنا الاجتماعية أصبحت معدومة بعد وفاة أمي، مع العلم أن صديقاتها وأقاربها من بعيد كانوا يتوددون لنا في حياتها، كانت العين عليّ في تلك الأيام لكن كل هذا انتهى بعد وفاتها تدريجياً حتى انعدم الآن.. أنا إنسانة لا أحب أن أقف عند أي فشل وأحاول البحث عن حلول بأي شكل يرضيني، المهم ألا أغضب الله في حل أي مشكلة تواجهني- هكذا تربيت-، لكن أحياناً أشعر بإحباط أحاول لتخلص منه بأي شكل حتى لأبحث عن حل آخر.. وهكذا، مؤخراً ما عدت هكذا بعد أن صدمني والدي بحقيقة فظيعة لم أتخيلها قبلاً فقد قال لي حين استجمعت شجاعتي وتحدّثت معه عن رغبتي بأن يبحث لي عن زوج يرعى الله فيّ ويكون أميناً عليّ، أعرف آباءً كثر فعلوا هذا شخصياً كحل لتأخر بناتهم في الزواج، فقال لي: "ماذا يسعني أن أفعل إذا كانت هذه ظروفي، لا أحد يرضى بها، لن أمشي أدلل عليها، لأن أحداً لن يرضى بالزواج من معاقة!" صدمت ولم أعرف كيف أرد على والدي بعد ما قاله، أنا أعرف أن ليس كل إنسان سليم يرضى بالزواج من معاق أو معاقة، لكننا بالفعل أسوياء ونستطيع التكيّف مع أي وضع، بَيدَ أن أغلب الأسوياء لا يهمهم إلا المظهر الخارجي للطرف الآخر وشكلهم الاجتماعي أمام الناس، فارتباطهم بمعاق يخجلهم، وهذا راجع للتربية الخاطئة والمستوى الفكري المحدود.
وأخيراً، سأسرد لك موقفين آخرين قبل أن أنهي رسالتي:
في يوم وددت الخروج مع إحدى صديقاتي التي ستأتي لاصطحابي بسيارتها ففوجئت بوالدي يقول لي: "أليست هذه التي اعتذرت من فترة عن الخروج معك! يا ابنتي، لا ترغب أيّ من صاحباتك الخروج معك بسبب ظروفك"، فأوضحت له أن اعتذارها سابقاً جاء بسبب ظروفها الخاصة وليس بسبب ظروفي أنا، ولمّا سألني أخي الكبير عن سبب عدم خروجي مع صديقتي أعدت عليه كلام والدي بحضوره فوجدت والدي يداري وجهه حتى لا أرى ضحكته، فقلت لأخي: "أنظر لوالدي حتى تعرف أنه لا يريدني أصلاً أن أخرج وأظل بجانبه دائماً" فغضب والدي وبدأ بالصراخ حتى يداري ضحكه (معذرة)، فطلب أخي مني أن أتركهما وحدهما، ليعلو صوتهما ويتشاجران وجلست أبكي في غرفتي من شدة الكلام وصدمتي.. وسبحان الله بعدها بيوم وجدت صديقة لي في نفس البيت تتصل بي وتقول لي أنها ستأتي لزيارتي خلال نصف ساعة لأنها تريدني في أمر خاص بها، فذهبت لوالدي وأخبرته بأمر الزيارة وما وراءها ليعلم أني مطلوبة من صاحباتي على العكس من كلامه!.
وأيضاً أتذكّر موقفاً آخر له حدث بعد وفاة أمي بسنة تقريباً؛ أن جاء قريب لنا في زيارة وكان قد انفصل عن زوجته وبعد الانفصال حدث حادث لابنه مع خاله وبات الابن مصاباً بشلل نصفي- شفاه الله تعالى وأعانه- فوجدت قريبي يقول له أن المحامى يعرض عليه الصلح مع زوجته فقال والدي: "يا بني من الأفضل للولد أن يتربّى بينك وبين أمه لأنكما ستكونان أحنّ عليه من أي أحد آخر، صحيح أنه سيكون كالطوق الذي يخنقك طيلة عمرك ويربطك إلى جانبه لكن هذا قدرك"، حينها كنت في غرفتي وسمعت كل هذا الكلام لأن صوت أبي كان عالٍ ولم يبالي في أن يخفض صوته خوفاً من أن أسمع، فقلت في نفسي هل أنا طوق يخنق والدي طيلة حياته، ألهذه الدرجة!! أيضاً استغربت لأني لم أتصور أني هكذا في نظر والدي وإلا لما قال ما قاله لقريبي، وسألت نفسي هل لو أمي مكان والدي في هذا الموقف هل كانت ستقول هذا فوجدت الإجابة بالقطع لا، لأنها مؤمنة بي وبقدراتي.. لكن للأسف والدي ليس مؤمناً بي ولا بقدراتي. هذا ما توصلت له فأنا أريد حلاً يا دكتور وائل لمشكلاتي لأني تعقّدت تماماً:
0 أصبحت أتحاشى والدي من فترة كبيرة والحوار بيننا معدوم رغم أننا تحت سقف واحد، وأصبح الكمبيوتر صديقي الوحيد والنت كما تعرف فيه الطالح، فهنا مشكلة \أخرى لأنك لا تعرف نية الطرف الآخر إلا بصعوبة جداً، ولا أقصد أني أقوم بالشات مع شباب أو أبحث عن زوج عن طريق النت لكن أتحدث بشكل عام كوني أدمنت النت ووجدته ملجأً ومهرباً من مشكلاتي، فمن الممكن أن أقع في المشاكل دون إرادة مني، لهذا تجدني أفرض على نفسي أطواقاً فوق الأطواق المفروضة عليّ حتى أحافظ على نفسي من النت وما فيه.
0 أصبحت صداقاتي تقلّ شيئاً فشيئاً؛ كلما تزوجت صديقة من صديقاتي أبتعد عنها لأني على علم بثقل المسؤولية التي صارت تحملها بعد الزواج، وحتى لا أزعج أياً منهن بمشكلاتي، وأنا لا أزال بلا زواج فأبتعد عنهن أفضل. قد تلموني على هذا لكن أجد أن الظروف أيضاً تبعدهم عني، أو أخاف أن تظن أني سأسرق زوج إحداهن أو الحاسدة لهن- لا سمح الله-، فقررت أن أكون البادئة في هذا الأمر لا هن.
0 أصبحت أسهر طوال الليل أمام الكمبيوتر والدش وأنام حتى الظهر حتى لا يكون يومي طويلاً وأشعر به كونه ممل رغم أني مسئولة عن أولاد إخوتي مذ كانوا صغاراً كون زوجات إخوتي يعملن فأصررت أنا ووالدي أن يظلوا عندي، وهذا الوضع مستمر إلى الآن بعد أن أصبحوا في سن المدرسة- ما شاء الله-، لكن مؤخراً رغم تعلقي الشديد بالنت وولعي بتعلم الجرافيك كونه مادة سهلة التعلم عن طريق النت لتوفر المواقع العربية والغربية إلا أني تخيّلت عن التعلم لشدة إحباطي.
0 أصبح تفكيري مقتصر على الزواج فقط كحل لكل مشكلاتي لعلي أجد مع زوج المستقبل الحنان والتشجيع.. الخ ولرغبتي في وجود الآخر في حياتي بشدة لأنه أمر شرعه الله تحت ضوابط أنا لا أريد غيرها.
0 أصبحت أنظر مؤخراً لحل مشكلاتي بيأس كون كل حلولي أجدها تفشل رغم أنني حين تواجهني مشكلة ما أسعى لإيجاد حل لها تلو الآخر إلى أن تحلّ لكن مؤخراً أجد كل حلولي تفشل أو أجدها صعبه أو أني كمن يعيش في كوكب آخر حتى أتصور تلك الحلول، لأن باختصار الواقع غير والناس غير.. الخ.
0 أصبحت ثقتي بنفسي تقل يوماً بعد يوم، وأصبحت أرى أن كل سنواتي الماضية من جهد وتعب وإصرار وكل تشجيع أمي لي راح ولم يعد له أي وجود أمام تعجيز والدي وسلبية إخوتي، فحين أحدّث أخي الكبير مثلاً في مشكلة تأخر زواجي أجده تقريباً يقول نفس كلام والدي لكن بشكل ملطّف حتى لا يجرحني، لكني معه أستطيع التحدث عكس والدي، لكن ما فهمته منه انه ليس في يده شيء يفعله هو ووالدي وطلب مني حلاً إن وجد، فقلت له هل مطلوب مني أنا أن أجد الحل أم منهم هم.. فأنا بحق استنفدت صبري وقدراتي في إيجاد حلول وجئت لك بعد الله لعلك تفيدني بحل لم يخطر على بالي رغم أني متأكدة أن كل حلولك في مشكلة تأخر الزواج لكثيرين مثلي بشكل عام هنا على الموقع، وقد قمت بعملها لأني قرأت الحلول هنا ووجدتني فكرت فيها، فأرجو المساعدة لأن حالتي بدأت تسوء ولا أريد أن يصل بي الحال لما وصل له كثيرون هنا، فأنا أخشى الله كثيراً ولا أطلب شيئاً كبيراً- فقط الحلال لأن هذا ما أحلّه الله لكن قسوة المجتمع علينا كفئة المعاقين بشكل خاص بالفعل شديدة لأننا باختصار مهمشون وليس كما في الدول العربية وأقصد الخليجية أجدهم عادي جداً الزواج من معاقة، وذلك في رأيي لأن التعدد موجود وأمر طبيعي عندهم، ليس معنى هذا أني أدعو للتعدد لأني إن قبلت مثلاً فغيري لا يقبل بالفكرة لأننا باختصار مجتمعاتنا العربية مختلفة العادات والتقاليد فلكل شعب عاداته وتقاليده وفكره، فأرجوك ما هو الحـل لمشكلاتي؟
أرجو إفادتي مع الشكر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
08/06/2008
رد المستشار
الأخت الكريمة أهلا ومرحبا بك معنا على مجانين
يعاب على مجتمعنا نظرته غير الإنسانية للمعاق فهو يراه شخصا ناقصا عاجزا لا يراه شخصا مثله مثل غيره بل إن هذه الاتجاهات السلبية تطال حتى أسرة المعاق فتشعر بأنه عبء عليها ومن ضمن النظرات السلبية أيضا أن المعاق عقيم ولا يستطيع أداء وجباته الزوجية والأسرية على أتم وجه فهو في نظرهم شخص غير قادر على أي شيء مما نرى تأخر سن زواجهم بشكل ملحوظ أو استلام بعضهم للأمر فيقعد دون زواج وهناك من يأخذ منحى آخر في نظرته للمعاق تأخذ شكل الشفقة الكاملة بطريقه قد تؤثر سلبا على مشاعر المعاق؛
وكلتا النظرتين لا تعودان بالنفع على المعاق فالمعاق شخص عادي مثله مثل الآخرين له مثل حقوقهم وعليه مثل واجباتهم ولكن نظرا لما سبق فإن نفسية المعاق تتأثر سلبا بالعوامل والاتجاهات السلبية المحيطة به مما يتطلب منه إرادة حديدية لتحقيق التوازن النفسي ولا يستطيع تحقيقه دون تدخل عوامل أخرى كالأسرة مثلا أو الأصدقاء وفى حالتك كانت الوالدة رحمها الله وجزاها عنك كل خير هي من يحقق لك التوازن النفسي وبفقدانها فقدتيه وجاء دور الوالد المحبط لك ولنفسه، فهو يرى أنك عبء عليه وأنه لولا إعاقتك لكنت مثلا متزوجة ولك بيت وذهبت عن كاهله مسئوليتك... نحن لا نبرر له ونخلق له الأعذار ولكن هذه محاولة منا لفهم موقفه والذي يتدخل فيه أيضا طباعه ونفسيته وسلوكياته.
لسنا بصد تحليل شخصية الوالد أو علاجه بل يهمنا في المقام الأول أنت لأن وضعك وانسحابك عن الناس والمجتمع واستسلامك لوجهات النظر السلبية التي ينظر لك بها المجتمع أدى إلى حساسيتك المفرطة وفقدانك للثقة بنفسك بشكل واضح.
أنت شخص مثله مثل غيره لا تهتمي بنظرات الآخرين السلبية هذه وعيشي حياتك وبانفتاحك على المجتمع سوف تتحسن نفسيتك وربما تجدين الزوج الفاضل إن شاء الله
تقوي وارضي بقضاء الله ولا تستسلمي وكما أوضحت لنا أن أخاك يناصرك ويساندك فاستغلي هذا.
اشتركي في الجمعيات الخيرية واخرجي من بيتك للحياة التي تضيعينها حزنا واكتئابا، اشغلي وقت فراغك ابحثي عن عمل واستعيني بإقناع والدك بأخيك وأهلك تعلمي شيء جديد فلماذا هجرت تعلمك للجرافك أهو حبا لليأس وانغماسا فيه؟
أختي الكريمة ساعدي نفسك فالحزن طريق شاق مليء بالأشواك والآلام اهربي بعيدا عنه ولا تجعليه يأخذك لأنه قد يمتد إلى ما لا نهاية وعواقبه وخيمة ربما بدأ أثارها من اكتئاب تظهر عليك، لا تجعلي من انتظارك لشريك الحياة كل همك واعلمي أنه سوف يأتيك في الوقت المناسب وبالله عليك كيف تنتظرين أن يأتيك وأنت لا يراك أحد ولا تحتكين بأحد، كما يمكنك نشر إعلان للزواج في الصحف والمجلات فما العيب في ذلك؟!!
لا عيب على الإطلاق.. ومثلك مثل أخريات حتى البنات وفيرات الجمال يتأخر سن زواجهن فلا تقلقي
وأتمنى من الله أن يمن عليك قريبا بالزوج الصالح
ويتبع ...: مذكرات الطريق الطويل: أما من سبيل؟ مشاركتان