السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حضرة الدكتور وائل المحترم، تحية طيبة وبعد...
أنا سيدة عمري 35 عاماً متزوجة وعندي 3 بنات وصبي- ولله الحمد-، اضطر زوجي للعمل في دولة عربية في الخليج، وعند لحاقنا به عانيت من مشاكل نفسية صعبة من خوف وقلق واضطراب وقلة نوم، حتى اليوم أكون قد أمضيت ما يقارب السنة في بلاد الغربة، تحسنت نفسيتي كثيراً ولكن حتى الآن لم أعد كما كنت بالسابق.
في الحقيقة، أنا أعاني من ملل دائم من كل شيء وخاصة من أعمال المنزل الروتينية، أكرهها وكل شيء متكرر ليس عندي الصبر على المداومة، زاد وزني في هذه الفترة ما يقارب ال8 كيلو وأصبح شكلي غير مقبول- أقول في نفسي الحمد لله أن زوجي لا يزال يحبني- فأنا لم أعد أهتم بنفسي ولا بمظهري وليس لي رغبة في أي شيء حتى في علاقتي معه مع أنني أحبه كثيراً.
في أيام مضت كنت أنا من يدرّس الأولاد أمّا الآن فلا طاقة لي على الجلوس ساعة لتدريسهم علماً أنني مرحة وعند مقابلتي الناس أكون سعيدة وطبيعية ولا أحس بأي مشاعر سلبية وبمجرد الدخول للمنزل تبدأ المعاناة من جديد، وما يزعجني أن بناتي بدأن يتعلمن مني عدم محبة العمل وهن في سن حساس فهن الآن يكرهن أعمال المنزل ويعملن مرغمات وهذا أيضاً يحزنني، فأنا غير قادرة نفسياً على تحمّل العمل وحدي ولا قادرة على تحبيبهن فيه ففاقد الشيء لا يعطيه. كما أنني متشائمة جداً، من كل شيء أخاف الأخبار السيئة ونظرتي للأمور دائماً سلبية، السيئ يخطر في بالي قبل الحسن، كما أنني لم أعد أملك الصبر على القراءة كما كنت في السابق فبمجرد أن يقع بيدي كتاب وأقرأ منه قليلاً لا ألبث أن أتركه لعدم قدرتي على التركيز طويلاً.
علماً أنني كنت في السابق أقرأ كتاباً يشدني بيومين أو ثلاثة! ماذا أفعل وما هي مشكلتي؟.
وشكراً لرحابة صدركم.
08/06/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة:
إن ما حدث لك في أول الأمر شيء متوقع بسبب عدم التكيف مع الغربة والبعد عن الأهل والأصحاب لاسيما أنك بطبعك اجتماعية فالقلق والخوف من الحياة الجديدة متوقع أما ما استمر بعد ذلك من ملل وفقدان الرغبة فيما كان يسعدك من قبل وعدم إقبالك علي الحياة وعدم اهتمامك بمظهرك وزيادة وزنك فكلها أعراض لمرض الاكتئاب النفسي، وكون المنزل باعثا لهذه الأعراض إنما هو لرفضك كونك حبيسة لتلك الجدران بلا تغيير فاليوم مثل أمس ومثل غد ولا جديد ولذا أنصحك بالتجديد لحياتك فإذا أمكن أن تعملي ولو بدوام جزئي فاعملي أو اجعلي دائما وقتا لنفسك مع أصحابك أو معارفك أو حتى مع نفسك لممارسة هواية محببة أو عادة انقطعت عنها وسينعكس ذلك بالإيجاب على أسرتك وعليك واقصدي الطبيب النفسي لتقييم حالتك ووصف العلاج المناسب.
* ويضيف دكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة نور الشام أهلا وسهلا بك ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك غير أن أنقل لك ما علقت به المدققة اللغوية المتطوعة أ. لميس طه على نصك الإليكتروني قائلة: (أودّ أن أحيي هذه السيدة المثقفة التي توقفت في تعليمها عند المتوسط لكونها تعبّر بلغة سليمة وواضحة تعذّر على من أكملوا تعليماً عالياً إتقانه.)... وأضم صوتي لصوتها ثم إليك بعض الروابط عن الاكتئاب:
من عدم التأقلم إلى الاكتئاب
نفذي ولا تفكري
الإرهاق والكسل المستمر والبكاء
وحيدة ومكتئبة... مراجعة الطبيب فورا
شيماء.. والاكتئاب الجسيم
ويتبع ..............: اكتئاب في الغربة: متوقع م