الملل من كله!
R03;
المشكلة هي أني لا أعرف ما المشكلة!!!؛ يعني أنا لا أعرف إن كنت شخصية معقدة أم لا، لكن كل ما أحس به أن لا أحد يستحق أن أثق به، وأن ليس هناك أحد مضمون في هذا الزمان، وأن الدنيا ليس فيها أمان، وأن من تحبهم وهم معك الآن سيرحلون غداً راغبين أو مكرهين.
أحس أني أفتقد الشعور بالرضا في داخلي وأني إنسانة سيئة وممتلئة بالذنوب، وأن لا شيء يرضيني أبداً، وأن كل الأشياء تحصل رغماً عني ويجب ساعتها أن أقول حاضر وأصبر، لكني كرهت الصبر!.. أنا أتمنى أن أشعر بالسعادة مثل الناس العاديين، المشكلة أني دائماً أحس أن أحلامي صارت أقل من أحلام أي أحد آخر لكن ليس لي حق في أن أعيش وأفرح، ودائماً أشعر بالاضطهاد وأحس أن الناس قد تملّ مني بسرعة، وأشعر أن الجميع أحسن مني حتى لو عرفت في داخلي وكنت متأكدة عكس ذلك، لكن لابد أن الناس أحسن مني في أي شيء!!
وأعود بعدها وأقول: ليس مهماً، أنا بخير وأن الأمل في الغد.. لكن هذا الغد لا يأتي، وإن جاء يأتي متأخراً، لدقائق ويرجع الوضع لسابق عهده. حتى ديني لا أدري كيف أصبح جيدة فيه؛ فأنا لا أستطيع الانتظام في الصلاة ولا ارتداء الحجاب- أنا كنت أصلاً محجبة وخلعت الحجاب لأني مللت لكني أيضاً لم أشعر بالانبساط!!.
2/6/2008
رد المستشار
آنسة "سارة"؛
أولاً موضوع الصلاة والحجاب. الصلاة عزيزتي هي أول ما يسأل عنه العبد في قبره، فمن أقامها أقام دينه ومن تركها هدم دينه كله، فالفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة... آنستي إن الصلاة هي عماد الدين فلا يجوز تركها أبداً -أنا هنا لا أفتي- ولكن هذه ثاني أركان إسلامنا الحنيف "إقامة الصلاة" فكيف تتركينها!!
عزيزتي قد يكون بعدك عن الله -سبحانه وتعالى- وتركك الصلاة هو سبب في كل ما أنت فيه من مشاكل مع نفسك...
ثم الحجاب عزيزتي؛ هو فرض على كل مسلمة وليس بشيء تكميلي تفعلينه أو لا!! هل ترفضين سترك من أعين الناس؟؟ لقد اختار لنا الله زياً يستر أجسادنا ويحمينا من كل الطامعين.
عزيزتي، إذا كان لديك جوهرة ثمينة جداً ونادرة جداً هل ستمشين بها في الشارع ماسكة بها أمام الناس؟؟ بالطبع لا.. ستخافين عليها جداً وتختارين لها مكاناً آميناً لتضعيها فيه، وإذا خرجت بها ستختارين لها جراباً يحميها من أعين الناس خوفاً عليها.. جراباً لا يظهر جمالها حتى لا يطمع بها أحد... هذا ما ستفعلينه دون شك.
فهل لديك أغلى وأثمن من جسدك عزيزتي لتحافظي عليه من أعين الطامعين؟؟؟!! إن باب التوبة مفتوح لعباد الله فلا تقنتي من رحمته وتوبي له واستغفريه على ما فعلته من قبلن وابدئي صفحة جديدة في حياتك تكونين فيها أكثر التزاماً وتديناً، وستجدين أن الحياة كلها ستتغير للأجمل... ثقي في كلامي وقومي بتنفيذه.
ثانياً: موضوع الثقة بالآخرين. إن سوء الظن من حسن الفطن، ولكن إن بعض الظن إثم وسوء الظن يؤدي لجهنم، فسوء الظن في الناس أمر ليس بهيّن عزيزتي في ديننا الحنيف.
ممكن أن تستبدلين كلمة "ظن" بحذر... بمعنى كوني على حذر من الناس ولا تسيئي الظن بأحد، فالحذر واجب، وحتى لا تصدمي في حقيقة أحد اجعلي الاحتمال السيئ قائماً ولكن لا تنحّي الاحتمال الجيد.
ثقي بأن هناك الجيد والرديء في كل شيء، فلا تثقي ثقة عمياء في أحد ولا تسيئي الظن دائماً. الاعتدال جميل في كل شيء، فاجعلي فعل الشخص هو ما يحدد تقيمك له حتى لا تخسري شخصاً جيداً أو تكوني ضحية شخص سيء.
ثالثاً: مشكلة عدم الرضا والانتقاص من ذاتك. عزيزتي، إذا تقرّبت من الله -عز وجل- ستعرفين تمام المعرفة أن القناعة بما اختاره الله لك هو الحل لكل ما أنتِ فيه، ونظرتك الدونية لنفسك قد تتغير كثيراً بعد تقرّبك من الله.
أيضاً، أريدك أن تثقي في نفسك أكثر من هذا بكثير، لأن ثقة الشخص بنفسه هي دافعه للنجاح، فعندما يثق في نفسه يستطيع إنجاز الكثير والكثير، ويكون فخراً لنفسه ولكل من حوله.
خلاصة القول عزيزتي؛ تقرّبي من الله، وأقيمي صلاتك، وارتدي حجابك، ثقي بنفسك سترين الحياة بشكل آخر أجمل بكثير مما أنت عليه الآن.
وفقك الله وأنار طريق الهداية لك.
واقرأ أيضاً:
باب تأكيد الذات
الالتزام بالصلاة والفلاح دينا ودنيا
الحجاب والهوية نص أول مثير
الصلاة يا بني!
هل رفض الحجاب مرض نفسي؟
الحب سر المحافظة على الصلاة
كيف تنمي ثقتك بنفسك ؟