أنا وابني المراهق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أسأل عن عدة نقاط:
(1) كيف يستطيع الأب أن يتقرّب من ابنه المراهق؟
أخي يبلغ من العمر 17 عاماً وألاحظ أن العلاقة بينه وبين أبي لا تسير كما يجب أن يكون؛ بمعنى أن أبي يخاف علينا أكثر من اللازم وهذا لا يروق لأخي الذي لا يسمح له بالسفر مع أصدقائه مثلاً للمصايف وإذا ذهبنا كأسرة لا يسمح له بالنزول للبحر ولا يسمح له بقيادة السيارة. أبي غالباً معه حق في معظم الاعتراضات لكن كيف يوصل هذا لأخي بصورة تجعله راضياً عن النصح وليس كارهاً لحياته معنا وظاناً أنه كذلك مفتقد لتأكيد ذاته.
تلخيصاً: بابا شخص قلق فوق ما التصور... وأخي مراهق... كيف يمكن التوفيق بينهما؟ وكيف أقنع بابا بتقليل قلقه؟.
(2) كيف يمكن أن نتعامل مع الأشخاص المستغلين؟
مثلاً في الكلية وفي المعمل أحياناً تتعمد شريكتي في العمل ألا تحضر أدواتها معتمدة علي أدواتي، وأحياناً يتم أخذ الأدوات بلا استئذان ومشكلتي أني لا أحب أن أسبب حرجاً لأحد إلا أن هذا الشيء يضايق.. فكيف أتصرف؟. ونفس الشيء يعانيه بعض الأشخاص أصحاب الأعمال الخاصة مثلاً بائع- صاحب صيدلية-، حتى مؤخراً سمعت عن صاحب معمل تحاليل طبية... هؤلاء يعانون أن أعمالهم معرضة للخسارة بسبب ما يعرف بنظام "الشكك" يعني يأخذ سلعة ولا يدفع ثمنها في الحال.
هؤلاء الأشخاص كيف نتعامل معهم خصوصاً لو كانوا من الأصدقاء أو الأقرباء بحيث نحفظ حقوقنا ولا نخسرهم في الوقت ذاته؟
(3) هل حب التقدير طبيعة بشرية؟ وإذا كان الإخلاص يعني أن نقصد بالعمل رضا الله -عز وجل- وحده فكيف يمكن أن نتخلص من هذه الطبيعة البشرية التي من الممكن أن تحبط العمل؟.
شكراً.
13/07/2008
رد المستشار
عزيزتي... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
سألت عن ثلاثة نقاط فلننقاشها معاً واحدة واحدة:
1- مشكلة والدك مع أخيك المراهق.
2- كيف نتعامل مع من نراهم مستغلين.
3- حب التقدير.
دعينى أقسم المشكلة الأولى إلى جزئين:
– كيف نتعامل مع المراهق -أب قلق؟؟؟
فالمراهقة يا عزيزتي مرحلة ثقيلة تحتاج إلى حكمة من الآباء في التعامل تتركز في المرونة والقدرة على الحوار والصبر طبعاً. ولا شك أن شقيقك في هذه المرحلة بأشد الحاجة إلى أب يتخذه صديقاً. يتحاور معه يحترم وجهة نظره. يشجعه على العلاقات الاجتماعية بل وممارسة الرياضة بما فيها السباحة. ولا عجب في أن شقيقك يتذمر أحياناً. وهذا لرفض والدك نزول البحر وأنتم تسافرون كأسرة إن لم يكن له ما يبرره كأن أن تكون المياه غير آمنة أو لا تصلح للسباحة وهنا من الممكن أن يكسب والدك الجولة بالحوار الهادئ.
أما عن القيادة في هذه السن عفواً يا عزيزتي فالقانون لا يسمح بها فلوالدك كل الحق ويمكن إقناع شقيقك بالحوار الهادئ.أما عن السفر مع أصحابه فإن كان مع صحبة محمودة ومعلومة لكم فلا بأس مع العلم بأن هناك عائلات كثيرة ترفض ذلك في سن شقيقك ولهم الحق كل الحق لما نراه في هذا الزمان من انحرافات ابتلي بها مجتمعنا.
عزيزتي شقيقك ما زال صغيراً ويحتاج إلى النصح والتوجيه ولكن باللين والهدوء حتى لا نفقده وحتى لا يكثر عناده رغبة منه في توكيد ذاته.
أعتقد أنك مادمت مهتمة بهذا الأمر فعليك التحدث بلباقة مع الطرفين مع والدك تؤكدين على احترامك لرأيه وأسلوبه في التربية واحذري أنت تنتقدي والدك مراراً في أسلوبه في التعامل معكم...... حتى لا تثيري غضبه فقط تحدثي معه عن المراهقة وأعبائها على المراهق والوالدين لذلك اقرئي كثيراً عن ذلك حتى تستطيعي لعب هذا الدور حتى يتعلم والدك الحوار دون أن يثور من أجل تنفيذ رأيه.
ومع شقيقك أيضاً تحدثي معه عن قلق والدك الزائد وأن ذلك قد يكون مزعجاً لكن هو أب ويخاف علينا ووجهي شقيقك في اتجاهات أخرى مثلاً أهدافه للمستقبل كما يمكن أيضاً أن يمارس رياضة لا يعترض عليها والدك أي نبحث دائماً عن الحل البديل الذي يتفق عليه الطرفان، واجعليه هو نفسه يقرأ عن المراهقة ساعديه أن يفهم ذاته ودوافعه في هذه المرحلة.
وتجدين على مجانين كثيرا لتقرئيه:
هل أنا مراهق؟
كيف أتكيف مع أهلي؟؟
المراهقة وحدة أم تحدي
مشكلات المراهقة مشاركة
التقلب المزاجي.. طبيعي في المراهقة
أمهات وآباء: مع إيقاف التنفيذ
كيف أتعامل مع مراهقتي؟ مشاركة
وإن كان ذلك صعباً عليك فلا بأس من اللجوء إلى متخصص في الإرشاد النفسي حتى يساعدكم على اجتياز هذه المرحلة.
أما المشكلة الثانية عن التعامل مع المستغلين:هناك بعض الناس يعتمدون على ما يسمى العشم اللي ساعات يزيد عن حده ويبقى استغلال.... وهنا أشعر بالضيق لأن اللي قدامي فاكرني عبيط ومش فاهم وهذا يثير غضبي ولابد أن أتصرف لإثبات عكس ذلك لكن الحياء يمنعني فأضغط على نفسي لفعل ذلك إذن ليس لها ثواب لأنها غصب عني إذن أسال نفسي (طيب أنا أعملها ليه؟؟؟؟؟؟؟!) لأني لا أستطيع أن أعبر عن نفسي بوضوح وصراحة...... إذن لازم أعبر عن نفسي بمنتهى الصراحة من أجل الراحة ولكن دون وقاحة.......
يعني إيه؟ يعني بمنتهى اللباقة والذوق أقول ممكن لو سمحت تحضري أدواتك معك بعد كده...... خاصة إذا كانت هذه الأدوات قابلة للاستهلاك وكذلك ممكن لو سمحت تستأذني قبل أخذ أدواتي ومن الممكن أيضاً استعمال روح الدعابة من أجل التعبير عما يضايقنا بدون حرج....... الأمر يحتاج فقط إلى تدريب.
واقرئي أيضًا:
قاوم الاستغلال
أما الموضوع الثالث عن التقدير: يا عزيزتي التقدير هو أحد الوسائل التي ينمو بها الفرد وينمو بها حبه للعمل وهي أحد الوسائل التي تستخدم في تربية الطفل من أجل تعزيز السلوكيات الإيجابية. وذلك في كل أوجه الحياة بما فيها العمل والحياة الزوجية وتقدير الآباء للأبناء وتقدير الأبناء للآباء....
أما إذا كان الأمر يتعلق بالعبادات والأعمال التي نعملها ابتغاء مرضاة الله إذا فعلنا ذلك من أجل تقدير البشر وأن نكون محمودين لدى البشر فإن هذا يعد رياءاً وهو آفة تحبط الأعمال وتغضب الله.
فكري في ذلك فلا بأس من تقدير معنوي يعزز عملك ونجاحك في حياتك العملية والاجتماعية وحتى ذلك مع مرور الوقت ومع النضج النفسي يتضاءل تدريجياً وربما تجدين نفسك تخلصين في عملك كله ابتغاء مرضاة الله.
أما فيما يخص العبادة لا..... كفانا الله شر الرياء.
وفقك الله