السيد الفاضل الدكتور وائل، تحية طيبة...
قرأت رسالة الأخت السائلة عن وسواس القولون عند المسلمين وأحب اسأل حضرتك عن وسواس المثانة فأنا أعاني نفس المشكلة ويمكن أكثر مما تتخيل الأخت السائلة تجاهد نفسها في البيت 45 دقيقة 5 مرات يوميا أي أقل من 5 ساعات بالمنزل أما أنا أجاهد نفسي طوال الوقت الذي أقضيه خارج المنزل لأي غرض كان أحس أن المثانة ممتلئة وأني في أشد الحاجة لاستخدام التواليت وأنا على هذا الحال لأكثر من 12 عام.
أما غير هذا الوسواس فأنا الحمد لله لا أعاني أي مشكلة تستدعي العلاج استخدمت لفترة الكلوميبرامين (أنافرونيل) ما بين 75 ملج و25 ملج وهو في الحقيقة ليس علاجا إنما هو يخفف فقط حدة الوسواس حتى بدأت أصاب بنوبات الهلع الخاصة بنفس الموضوع وباستشارة طبيبتي الفاضلة وصفت لي اندرال وليبراكس
المشكلة سيدي الفاضل أني متزوجة حديثا ومتوقع مني التوقف عن العلاج قبل الشروع في الحمل كيف سأخرج إلى الدنيا بدون تلك الحبوب التي تطمئنُني وتبطئ من عمل المثانة فأخرج وأنا في غاية الاطمئنان أني إذا علقت في الزحام في نفق في الطريق الصحراوي أو أعلى كوبري لساعات لن تكون الأفكار في غاية الإلحاح كما هي بدون العلاج كما أن زوجي يرفض العلاج ويقول أنه يجعلني أشبه بالمدمنين مع أني الجرعة الحالية لي هي 25 ملج سيدي الفاضل أنا تحملت من الكلوميبرامين الآتي الإمساك الذي أدى إلى شرخ شرجي وبصراحة (مش مهم) رعشة اليد رعشة بالفك النوم 12 ساعة على الأقل.... عينان بهالات سوداء كله يهون إنما الوسواس لالالا، أقلعت عن العلاج لمدة أسبوعين لكن عاودتني الأفكار بشراسة
أدخل الحمام بمعدل كل نصف ساعة في أي حالة أخرى قد أقول لك (لك أن تتخيل كذا وكذا) إنما هذه الحالة لا أحد يشعر بمرارة هذا المرض إلا المريض ماذا أفعل؟؟
أنا راضية بأن يكون عندي وسواس بنسبة ضعيفة مع العلاج أنا راضية أن لا أنجب ماذا أفعل مع زوجي؟ وإلحاحه المستمر ماذا أفعل وهذا قدري الذي رضيت به زوجي يعلم أني أعاني من وسواس قهري لكن لا يعلم طبيعته
31/7/2008
رد المستشار
الأخت العزيزة "وسواس قهري" أهلا وسهلا بك... يبدو من وصفك للحالة أنك تصفين لا وسواس المثانة وإنما أحد أشكال "رهاب الساحة".... فوسواس المثانة يأخذ شكلا آخر مثلا هناك من يسرف في الحزق عند التبول لإفراغ كل ما في المثانة ثم عندما يبدأ في الوضوء أو بعدما ينهيه يشعر بأن نقطة بولٍ قد خرجت من قبله.. وبالتالي يعيد الاستنجاء والوضوء وهناك غير ذلك واقرئي مثلا:
تنقيط البول : التهاب أم وسواس؟
وسواس الوضوء والصلاة والصيام هل هو قهري؟
فهذا هو ما قد نسميه وسواس المثانة... أما ما تصفينه أنت (أنا أجاهد نفسي طوال الوقت الذي أقضيه خارج المنزل لأي غرض كان أحس أن المثانة ممتلئة وأني في أشد الحاجة لاستخدام التواليت وأنا على هذا الحال لأكثر من 12 عام) فهو وإن ذكرنا بحالة محمد رهاب الساحة أم وسواس قهري؟ والتي نظرنا فيها إلى رهاب الساحة باعتباره واحدا من اضطرابات نطاق الوسواس القهري، لكن اسم المرض هو رهاب الساحة أو رهاب الأماكن المفتوحة Agoraphobia، ورهاب الساحة هو اضطراب نفسي يتميز بحدوثِ خوف شديد لدى الشخص عندما يبتعد عن منزله أو مكان إقامته أو عندما يسافر أو أحيانا عندما يفكر حتى في السفر أو الابتعاد عن مكان إقامته، ويكمن الخوف في هذا الاضطراب من أن يحدث للشخص حدث ما مخشيٌّ منه (مثل القيء أو التبول أو التبرز أو حصول نوبة هلع.. إلخ) وهو بعيد عن بيته أو وهو في مكان لا يستطيع الهرب منه أو دخول الحمام في حالتك مثلا.
ممكن فعلا أن تتحسن الأعراض باستخدام عقَّار الكلوميبرامين لكن العلاج الأمثل هو العلاج السلوكي المعرفي الذي أنصحك بأن تبحثي عن من يستطيع القيام به معك، وبالتالي عليك أن تفاتحي زوجك في هذا إضافة إلى أن من المهم أن تشرحي له الأعراض بالضبط وأن يصحبك إلى الطبيب النفساني المعالج ويمكنك أن تبدئي بسؤال طبيبتك إذا كان بمقدورها أن تجري لك علاجا سلوكيا معرفيا بحق وحقيق؟
وفي هذه الحالة غالبا لا تحتاجين للاستمرار على عقاقير علاجية استعدادا لحمل الجنين -رزقك الله رزقا طيبا- إذا كان لديك ولدى زوجك الاستعداد للانخراط في عملية علاج سلوكي معرفي (جلسة أسبوعيا لمدة 6 أسابيع متتالية على الأقل ثم من 10 إلى 14 جلسة متفرقة إضافة إلى الواجب البيتي بين الجلسات وسجلات تسجيل الأفكار.....إلخ).. هذا ما أنصح به
وأهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.