السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البداية أود أن أبدي إعجابي الشديد بهذا الموقع الرائع ومن يقوم عليه وبما تقدموه من معلومات ونصائح. فأسال الله العليّ العظيم أن يكرمك برضاه ويبسط عليكم من حبه منتهاه وأن ينفعنا وينفعكم به، وأن يجعله في ميزان حسناتكم وجزاكم الله كل خير.
مشكلتي هي أني أشعر أنني لا أعرف نفسي، بمعنى أني لا أستطيع أن أحدد شخصيتي إطلاقاً. كما أن الصورة الذاتية بالنسبة لي سلبية جداً وأحتقر نفسي كثيراً حيث لا أشعر أن لي قيمة في الحياة! ولكني حاولت كثيراً أن أضع لنفسي أهدافاً وطموحاتٍ وأن أحسّن من نفسي، ولكني كثيراً ما أصطدم بالواقع، وأظن أن السبب الرئيسي لهذا هو الأسرة لأني افتقدت حنان وعطف والديّ طوال حياتي حيث لا يهتم بي إطلاقاً ولا بمشاكلي ولا بأي شيء بالنسبة لي، وأشعر أنني لست ابنه لدرجة أنه حرمني من حقوقي الأساسية. أشعر دائما باكتئاب يصل إلى الانطوائية وهذا أثّر عليّ كثيراً من حيث التعليم والعلاقات الاجتماعية.
والمشكلة الثانية: أني أفقد أشخاصاً أعتز بهم كثيراً من أقارب وأصدقاء، والله لا أعرف ما السبب، ولكن ما يؤثر بي جداً أني أجدهم يبتعدون عني ولا أعرف ما السبب وأشعر بالوحدة والاكتئاب. لا أستطيع المطالبة بحقوقي من أي أحد وأشعر بالخوف من كل المواقف التي أقابلها في حياتي. لا أعرف لماذا الناس يحتقرونني بهذا الشكل مع أنني لا أكره أحداً إطلاقاً، كما أن ثقتي في نفسي صفر، عندما أتحدّث مع أحد أجد صعوبة في التعبير عما يدور بداخلي وأتلعثم أحياناً. الوحدة تكاد تقتلني.
والدي حرمني من المال والملابس والعطف والحنان والأبوة، ولكن أقول هذا هو نصيبي، ماذا أستطيع أن أفعل؟! لقد قدّر الله لي أن أعيش هكذا، ولكني يا دكتور والله أكاد أن أموت من الحياة السيئة التي أعيشها كل يوم وكل لحظة دائماً، أجد مشاكل في البيت أحاول أن أهرب منها للأصدقاء أجد هناك أيضاً مشاكل.. يغلب عليّ الحزن والضيق والقلق والتوتر دائماً، ولكني لم ألجأ والحمد لله إلى أي شيء غلط أو حرام ينسيني هذه الحياة التي أعيشها، ولكني أريد من يقف بجانبي ولو بكلمة تساعدني لأقاوم وأنجح في حل مشاكلي، ولكن لم أجد هذا الشخص حتى الآن. فبالله عليكم أن تساعدوني في التخلّص من هذه الوحدة ولو بكلمة بسيطة أعرف بها ماذا أفعل. كل ما كتبته إليكم يعتبر جزءاً بسيطاً من مشاكلي ولكني لا أريد أن أطيل عليكم.
أرجو منكم سرعة الرّد عليّ أرجوكم، وأرجو أن يتسع صدركم لكلامي.
وجزاكم الله خيراً.
14/09/2008
رد المستشار
صديقي،
الوحدة معناها الحقيقي هو أنّك غائب عن نفسك ومن حياتك، وهذه هي المشكلة الحقيقية في حياتك وهي سبب كل ما ذكرت.. من أنت؟، أرجوك لا تعرّف نفسك بمعاملات الآخرين لك ولا تعش في وهم أن الله قد حكم عليك وقدّر لك أن تعيش هكذا، وإلا كانت الآية "لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها" والآية "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم" بلا معنى!
من المحتمل أن فكرتك عن نفسك سيئة لأنك تتسول المشاعر والرضا من الآخرين وتصرّ على الاكتئاب والانطواء إلى أن يرحب بك الآخرون. ما هو شعورك إذا تجنبك أحدهم أو إذا آثر الصمت أثناء تواجدك معه؟ هل سترغب الترحيب به والتقرّب منه؟ بالطبع لا!.
حل مشكلتك يكمن في أن تختار الصفات التي تريدها في شخصيتك وعلاماتها المحددة ثم البدء في التدريب على التصرف بالطريقة التي تريدها وترضاها لنفسك وتجعل من صورتك الذاتية ما ترضاه.
ابدأ بأن تلاحظ جوانب الشخصية التي تعجب بها في الآخرين وحاول أن تقلّدها. أقبل على الناس بحب وليس باحتياج أو رشوة أو محاولة إرغامهم على العطف والشفقة عليك، أنت أفضل من هذا.. ألم ينفخ فيك الله من روحه مثلنا؟.
واقرأ على مجانين:
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تنمي ثقتك بنفسك، م
كيف تكون نفسك ؟
حدد هدفك.. ثق بنفسك.. وتابعنا
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.