مشاكلي تتعبني
أنا أحتاج إلى مساعدة منكم. أنا إنسانة سيئة جداً تتراكم الأحداث علي بسببي، لا أعلم كيف بدأ الموضوع. أعاني من توتر نفسي رهيب، ربما عمري فأنا الآن عمري 29 عاماُ وغير متزوجة!
أعاني من أني أكلم العديد من الشباب بهدف الحصول على الصديق الصادق، ولكن للأسف كلما أصادق إنساناً يكون جيداً معي في البداية ولكن عندما أتكلم معه بعد فترة تظهر نواياه الجنسية وأنه يريد جسدي فقط، إلا صديق واحد سبب تعاستي حالياً، ومع ذلك لا أستطيع أن أتعلم من أخطائي.
أيضاً، أنا أعاني من مشكلة وهي تؤرقني ولا أعرف هل هي حب أم مجرد شعور بأني مهملة؟ القصة حدثت معي وأنا أبكي دوماً بسببها وأريد منكم حلاً أو مساعدة على الحل.
مشكلتي أني تعرّفت على شخص من دولتي من خلال النت، وطبعاً هذا الشخص إنسان متزوج، تعاهدنا على الصداقة إلا أنه طلب مني الزواج وأنا رفضت بسبب أنه متزوج ولديه 7 أبناء وزوجته تحبه كثيراً وهو كذلك، ولكنه يريد الزواج فقط لحاجة في نفسه، وقد عرّفني على زوجته وتعاهدت معها على أن أكون أختاً لها. عرفتها على أهلي على أن يصبحوا أصدقاء للعائلة، ولكن حدث ما لم أتوقعه... فأنا أكمل دراستي الجامعية، وكانت لدي صديقة حميمة في الجامعة وكنت أقول لها ما يجري بيني وبين صديقي، وأنه كريم معي وهي تعرف اسمه، فطلبت مني هاتفي بحجة أنها تريد أن تأخذ رسائل وقد تفاجأت من أن صديقتي أخذت رقم هاتفه.
من هنا بدأت أشعر بالتعاسة، فقد أصبحت تكلمه باستمرار دون علمي إلى أن قال لي بأن صديقتي تكلمه، وقد أنكرت ومع ذلك اعترفت فيما بعد، بدأت أشعر بالغيرة من صديقتي وبالذات أنها أصبحت تشده إليها بتصرفاتها، وأصبح كل حديثه عند الاتصال بي عنها لدرجة أنه اعترف لي بأنه يشعر تجاهها بالحب، فثار غضبي لعدة أسباب:
الأول، أن زوجته تعرفت على هذه الفتاة وعرفت أني السبب بمعرفتها لزوجها.
الثاني، أنه أصبح يهملني من أجلها. ومن هنا بدأت المشاكل بيني وبينه لكي يبعد عن صديقتي، ولكن كان يقول لي أنه لن يكلمها ويعود لمحادثتها ثانية، مما جعلني أتخذ قراراً بألا أكلمه علّه يرجع عن محادثتها، وفعلاً انقطعت عنه مدة شهر تقريباً، ولكن عندما أتى الفصل الجامعي الجديد أصبحت صديقتي لا تعاملني كما يجب وتبتعد عني بشكل دائم ولا تكلمني، وفيما بعد ظهر لي أنها تكلمه وأنه جاء إلى بيت والدها وطلب يدها للخطبة ووالدها وافق على ذلك بسبب أن ابنته اعترفت له بحبها لهذا الشخص.
عندما علمت جنّ جنوني لأنه تنازل عني بكل سهولة وتركني وحيدة وهو يعلم أنه صديق حميم ومقرّب جداً إليّ، وأصبحت صديقتي تقهرني بتصرفاتها في أن نكون جالسات مع مجموعة من البنات وتحدثه أمامي بكلمات الحب وتجلس لساعات وهي تحدثه أمامي. أصبحت أفكر كيف لي أن أستعيده إلى صداقتي ولكني فشلت في ذلك، ومع ذلك أبحث عن وسيلة لأفرق بينهما لسببين: الأول، لأنني أشعر بالذنب وتأنيب الضمير من زوجة صديقي وأراها دائماً في منامي تعاتبني بسبب ما فعل زوجها.
والثاني، لكي أستعيد لنفسي كرامتها وأقهر صديقتي بأنه تخلّى عنها لكني لم أفلح. أصبحت أطارده وهو لا يريد الحديث معي،هل لهذه الدرجة أنا سيئة؟ إني أشعر بالحزن لأنه وعدني مهما حصل سيكون لي أخاً ومع ذلك لم يوفي بوعده، أحاول الاتصال به كثيراً ولكنه يتهرب مني ولا يرد على مكالماتي، وأيضاً من خلال النت إذا تواجد على الماسنجر فإنه يرد عليّ بردود سلبية.أتمنى عودته لصداقتي وأنا مقهورة لتفضيله صديقتي عليّ، مع العلم أن شكلي الخلقي سيئاً وسمينة وسمراء، وكذلك صديقتي أسوء مني بالمنظر إلا أنه فضّلها عليّ، هل غيرتي هذه هي الحب لهذا الشخص؟ لماذا أحاول بكل الطرق استعادته ولا أفلح؟
أفيدوني أفادكم الله، ماذا أفعل كيف أتخلص منه؟ وكيف لا أتأثر وأنا أرى صديقتي تحدثه وهي تعلم بمدى قهري من تصرفاتها؟
سامحوني على الإطالة عليكم.
مع تحياتي.
عذاب الأيام
12/11/2008
رد المستشار
الأخت الكريمة، تحية لك ولإخواننا في الأرض المقدسة؛
بداية، هوّني عليك وستصلين للحل وحدك وهذا بمجرد التفكير برويّة وموضوعية.
نناقش الموضوع بهدوء: اعتقادك أنك إنسانة "سيئة" -بحسب قولك- وأن سنك 29 عاماً وأن مظهرك سيء "شكلي الخَلقي سيء" كلّها عناصر ولدت عندك عدم الرضى عن نفسك، ومن هنا نشأ عندك تشوه الصورة الذاتية والإحساس بالدونية وأنك غير جذابة وغير مرغوب فيك من طرف الجنس الآخر، فرحت تقنعين نفسك بهذه الفرضية، ولجأت لحيلة من حيل النفس وهي التوفيق بين الميول الجنسي للطرف الآخر وبين الخوف من عزوف الجنس الآخر عنك على اعتبار أنك غير جميلة لا يمكن أن يرغب فيك رجل.
فوضعت لنفسك قاعدة تريحك: سأبحث عن "رجل" وأتخذه "صديقا"! وهو شيء غير وارد في العلاقة بين الجنسين ويخالف الطبيعة البشرية.
فبمجرد أن ارتبطت بهذا الرجل ارتحت نفسياً لدرجة كبيرة ورفضت أن يتزوجك هروباً من تأنيب الضمير كونه متزوج وأب لسبعة أطفال، لأن وازعك القيمي كان أقوى، بل أكثر من ذلك تعرّفت على زوجته حتى تقوّي الرقيب الخارجي وتعيشين تلك العلاقة وأنت مرتاحة.
وجاء ارتباطه بصديقك ليخلط كل الحسابات مما أوقعك في دوامة الرغبة في الانتقام منه ومنها لخيانتهما -لأنك في قرارة نفسك تعتبرينه ملكك الخاص- وتجرع مرارة وخز الضمير كونك تسببت في تعاسة زوجته، وما رؤيتها في الأحلام إلا دليل على تأنيب الضمير.
أختي الكريمة، أرجو أن يكون هذا التحليل قد أوضح لك ما الذي يجري بداخلك ويخفف عنك معاناتك لأن فهمك لما يحدث ينير لك البصيرة.
لنكن صرحاء: لماذا جنّ جنونك؟ أليس لكونه ارتبط بامرأة أخرى؟ أليس هذا دليل أنك تحبينه؟ أليس هذا دليل أنه ليست هناك صداقة بين المرأة والرجل؟ ألا يؤكد لك هذا أننا لو ابتعدنا عن الفطرة تعبنا؟ فأنا لا ألومك عن الأحاسيس المؤرقة التي تعانين منها الآن، كلها نتيجة حتمية لبداية خاطئة. لكنني أدعوك للاستبصار بنفسك، تقديرها، تعزيز الثقة بها، والنظر إلى إيجابياتك بتمعن، فالإنسان ليس مظهراً وحسب ولكن روح وأحاسيس، وشخصية تتميز عن غيرها.
ابحثي عن جوانبك المضيئة واستثمريها، ألم تصادفك أو بلغ مسامعك قصة إنسانة قبيحة المنظر ولكن زوجها يحبها بجنون؟ وأخرى ذات مظهر سيء، على قولك ولكنها محور حديث وإعجاب من عرفوها عن قرب في الدراسة أو في العمل؟.
أختي، استعيني بالله وتضرعي له أن يخلصك من النفس الأمارة بالسوء، والتفتي إلى دراستك وأهدافك في الحياة وابحثي عن سبل تنمية قدراتك لتحققي طموحاتك، فالعمر أقصر من أن نضيعه في أمور تؤرقنا وتبعدنا عن النجاح في الحياة باستغلال كل ما أوتينا من خصائص خلقية وروحية وذهنية.
أعانك الله ورزقك الزوج الصالح الذي يحبك ويعينك على طاعة الله.
واقرئي على مجانين:
إدمان العلاقات الهاتفية.. تشريح نفسي
كيف لي أن أتواصل معه بطريقة شرعية
طيار على الهاتف : حبٌ أم وقفُ حال؟