السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي هي مشكلة أخي الصغير10 سنوات, لقد أصبح يكره الصلاة, لماذا؟؟ لأن طريقة والدي في تعليمه الصلاة وتعويده عليها سيئة جدا..، فإذا ما نسي يوما ما أن يصلي أشبعه سخرية واستهزاء وإهانة, وأخي من النوع الحساس وضميره حي جدا, ووالدي يجعله يشعر دائما بتأنيب الضمير لأنه يشعره أنه مقصر دائما في الصلاة.. بل إن خطأ ما يقترفه أخي في موضوع الصلاة مثلا يجعل والدي يلقي بأخي في سلة المهملات: أنت لا تنفع في شيء أبدا, وهكذا..
العلاقة بين أخي وبين والدي سيئة, وهذه علاقتنا جميعا فنحن نحاول أن نتجنب قدر الإمكان الاحتكاك به لئلا ينوبنا من حب والدي السلبي جانبا كبيرا..!! أما أخي فهو لا يزال صغير, وأنا أريد أن أجنبه هذه المعاناة, والخطير أنه قد كره الصلاة.. ماذا أفعل؟؟
حاولت أن أتحدث إلى والدي في هذا الشأن وبطريق غير مباشر, فرفض تقبل أي شيء مني لأنني برأيه مهملة لأخي في موضوع الصلاة.. وعلى فكرة والدي يلاحق أخي في الصلاة قبل أن يبلغ أخي السابعة من العمر, ومنذ أن كان أخي في الخامسة من عمره يأخذه معه إلى صلاة الجمعة بالإكراه.. قلنا كثيرا ولكن والدي لا يصغي لنا.. ماذا أفعل؟؟ هل سيظل أخي يكره الصلاة طوال عمره؟؟
لقد وصل الأمر بأخي أنه يدعو على نفسه بالموت ليتخلص من هذه العيشة!!! بصراحة: معه حق, ولن أسرد لكم المعاناة التي يحياها أخي والتضييق الذي يمارس عليه في هذا البيت.. لأنني لن أنتهي أبدا من ذلك.. بالإضافة إلى أن تعامل والدي معه هو تعامل مستفز ومهين دائما..
في الحقيقة أنني ومنذ العام الماضي أردت أن أكتب لكم, ولكنني كنت أحاول حل المشكلة بنفسي, ولكنني لم أنجح.. والآن قد طفح بي الكيل.. فلجأت إليكم..
فجزاكم الله كل خير، وشكرا لجهودكم..
19/12/2003
رد المستشار
أختي الحبيبة، أحمد فيك حرصك على أخيك وحبك له واهتمامك وعنايتك بآسرتك وهمك على أن يكونوا صالحين.
حبيبتي الغالية إني أشعر وأقدر مشاعر أخيك لأنه تلقى أسلوبا خاطئا في التربية ولكي يتم معالجة الأمر يجب التعامل منك مع الأمر بحكمة وخبرة مع أطراف المشكلة وهما الأب وأخوك وأنت محور الحل مع ملاحظة أن لا يقرأ أخاك الحل بأكمله لأن هذا يعينك على حل الموضوع بطريقة غير مباشرة مع أخيك وإن أردت أن يقرأ الحل فيمكنك أن تقرئيه الجزء المتعلق به.
* أولاً: بالنسبة لمعاجلتك للموضوع من ناحية الأب:
يجب أن يكون بينك وبين الأب حوار ومحاولة منك جادة في إقناعه بطريقة لبقة بأن أسلوبه ينفر الابن من الصلاة وهذا سيتطلب منك وقتا وجهدًا ويحتاج منك لذكاء في الطرح وتبدئين بمدح والديك وأنك مقدرة لحبه لكم واهتمامه بكم وأنه من باب حرصه عليكم يشد عليكم فتشعريه بأنك تقدرين اهتمامه ثم تبدئين في التنويه إليه بأن أسلوبه قد ينفر الابن بعض الوقت بطريقة حكيمة، وإن وجدت صعوبة في الحديث معه يمكنك الاستعانة بوالدتك أو واحد أقاربك من منهم يحبهم والدك ويقتنع برأيهم فيعينك في أمرك.
* وبالنسبة للجزء المتعلق بأخيك:
فيجب أن يدرك أن والده يحبه وأن الآباء يختلفون في تعبيريهم عن محبتهم وحرصهم لأبنائهم وإن كان طريقة والده منفرة فهذا أسلوبه في التعبير عن حبه وحرصه عليه، وبالنسبة لدورك أنت مع أخيك فيجب أن تكسبي صداقة أخيك وتشعريه أنه رجل ويعتمد عليه لأنه في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة ومن سمات هذه المرحلة يحب الولد أن يشعر بأنه كبر وأصبح شابا ويوثق في رأيه فيمكنك أن يكون هذا مفتاحك في كسب قلب أخيك، وبالتالي تحتوينه وتشاركينه اهتماماته وحياته حتى يحبك ويقتنع برأيك ويثق فيك.
ومن ثمة يمكنك إعادة ما تم تخريبه من قبل الأب في محاولتك الجادة بترغيب وتحبيب أخيك في الصلاة بالبدء عن الحديث عن نفسك وحبك للصلاة وأهمية الصلاة لك لأن من الصعب في البداية أن تقولي له أنت أو تنصحيه بل اجعلي محور حديثك عن نفسك وبالتالي ترسلين له رسالة غير مباشرة عن أهمية الصلاة وتحببينه فيها فتذكري له مثلا كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكرمه الله بالإسراء والمعراج وأن الصلاة كانت هدية لنا من المولى عز وجل في معراج الرسول، وأن الله يحبنا ويحب أن نقف بين يديه سبحانه 5 مرات يوميا نناجيه وندعوه، وأننا في الدنيا إن أحببنا أحد نحب أن نتحاور ونتكلم معه ولله المثل الأعلى فإننا إن شعرنا بلذة مناجاة الله لنا ومحبته لنا فهذه سعادة ما بعدها سعادة.
واذكري له الحديث القدسي في سورة الفاتحة حين يقول العبد الحمد لله فيقول الله عز وجل حمدني عبدني ويقول العبد الرحمن الرحيم فيقول المولى عز وجل مجدني عبدي وبهذا تشعرينه بأن الصلاة ليست قهرا، وإنما هي سند للمسلم في دنياه وآخرته وحدثيه عن الجنة والثواب العظيم الذي ينتظره المسلم واشتياق الله لتوبة عباده مع الأخذ بأن يكون أسلوبك مبسطا يناسب مرحلته العمرية، ويمكنك الاستعانة بكتب دينية تناسب مرحلة أخيك.
وتذكري أن دورك هام وحساس سواء مع والدك أو مع أخيك وأنه يحتاج منك لصبر وجهد ووقت وأن لا تكلي ولا تملى من المحاولة بطريقة حكيمة ولبقة ومحببة للنفس والأهم من كل هذا الدعاء والالتجاء لله عز وجل أن يعينك وأن يهدى أخاك ويقذف في قلبه محبة الله ورضاه ويهدى والديك فإن الله كريم لا يرد سائله وأن يكون في قلبك هَمٌّ وحرصٌ على أخيك ووالدك وعائلتك دائما بأن يكونوا مسلمين صالحين ونحن معك في مهمتك.
وأدعو الله عز وجل أن يجعل على يديك سبب هداية أخيك وأبيك وأن يعينك على أداء واجبك علي أكمل وجه ويجزيك عنهم كل خير.