السلام عليكم،
اسمي محمد، 14 عاماً، مشاكلي كثيرة جداً ولكن سأكتفي بمشكلة واحدة تدمر حياتي كلها وهي أكثر مشاكلي تعقيداً. خجلي؛ رغم أنني ولد إلا أنني خجول أكثر من أي بنت أو أي شخص آخر، منذ ولادتي وأنا هادئ أحب أن أجلس بمفردي، وكنت قليل الكلام، كنت في المدرسة هادئاً أيضاً وأخجل ولكن خجلاً عادياً أي خجل أطفال، ولم يكن ذلك يؤلمني كثيراً فقد كنت أستطيع التكلم مع زملائي.
كبٌرْت وكبُرَت مشاكلي معي؛ فقد كنت أتصور أن خجلي هذا شيء بسيط وسيذهب مع الأيام، ولكني للأسف وجدته أشد الأمراض قسوة وصعوبة على صاحبه، فقد مرضت كثيراً بالأنفلونزا وحدثت لي الكثير من المشاكل ولكنها والله أسهل بكثير من هذا الخجل اللعين الذي يكبر معي كلما كبرت، نعم فأنا الآن أجلس في غرفتي معظم وقتي لا أستطيع أن أكلم أحداً ولا أزور أقاربي ولا أخرج وألعب مع أصدقائي، لم أكن كذلك منذ صغري.
المشكلة أنني عزمت أن أتخلص من خجلي العديد من المرات، فقمت بالبحث في النت عن مواضيع عن الخجل وكيفية علاجه، وقرأت ما هو مكتوب في موقعكم أيضاً عن الخجل وبدأت في تنفيذ معظم الطرق للعلاج، ولكني كلما فعلت شيئاً فشلت فيه.
وبدأت تظهر لي مشكلة جديدة منذ نصف عام تقريباً لتسد الطريق أمامي وتزيدني حزناً وكرهاً في نفسي، وهي أنني كلما تكلمت مع أحد أو سألني مدرس مثلاً ما اسمك؟ أو أين تسكن؟ أو عندما أتكلم مع صديق لي يرتعش وجهي رعشة واضحة وغريبة يلاحظها جميع الجالسين وتسبب لي الإحراج والضيق، وبذلك لا أتكلم مع أحد إلا إذا سألني سؤالاً. أشعر أن لدي رهاباً اجتماعياً، أشعر بالضيق وأنا أرى زملائي يمزحون مع المدرسين ومع بعضهم ويقولون النكت ويلعبون وأنا أجلس بمفردي ليس لي صديق، يئست وكرهت نفسي وتمنيت الموت بدلاً من أن أعيش بهذه الحالة. أريد أن أتعالج، أريد جميع طرق العلاج السريعة والمفيدة والبسيطة، اشرحوا لي كيف أتخلص بنفسي من الخجل فأنا أسكن في دمياط الجديدة ولا أعرف طبيباً نفسياً لأذهب إليه. أرجوكم لا تبخلوا عليّ بالرد، فقد لجأت إليكم بعد الله سبحانه وتعالى، فأرجوكم ساعدوني وادعوا لي.
وجزاكم الله كل خير.
07/12/2008
ويبدو أن محمد قرر أن يرسل مشكلة مهمة أخرى فأرسلها بمفردها باسم محمد محسن محمد ونفس البيانات:
السلام عليكم،
اسمي محمد، 14 عاماً، قد تكون مشكلتي تافهة عند بعضهم ولكنها تؤلمني كثيراً.
أنا في الصف الثالث الإعدادي، جميع زملائي في الفصل في هذا الوقت يحبون البنات فكل واحد يحب بنتاً معينة ويتكلم معها في الفسحة ويسرح فيها أثناء الحصص، أما أنا فمشكلتي أن حبيبي ولد مثلي! نعم، فأنا أحببته منذ أن جاء إلى المدرسة في الصف الثالث الابتدائي، ولكن حبه لم يكن يشغلني كثيراً فقد كنت أحسن معاملته، ولكن مع بداية هذا العام وعندما قابلته في المدرسة أحسست بأني أحبه أكثر من أخي. تمنيت أن نكون أصدقاء ولكن كيف ونحن لا يوجد شيء يجمع بيننا، فلا يوجد نشاط أو شيء معين يجمعنا، كما أني إذا جلست معه لا أجد شيئاً أقوله له، كما أني لا أستطيع أن أصارحه بحبي ورغبتي في أن نكون أصدقاء.
لكن كل يوم يزداد حبي له وأطير من الفرحة حين يسلّم علي أو يطلب مني شيئاً، أنا مستعد لأن أضحي بالصاحبين الذين لا أعرف غيرهما لأجله، ولا أستطيع المذاكرة لأني أفكر فيه، وبصراحة أنا خائف جداً تمضي السنة وينتقل لمدرسة ثانية، وبعدها لن أتمكن من مصاحبته.
أرجوكم قولوا لي ماذا أقول له غير أني أريد أن أصاحبه.
وشكراً مقدماً على المساعدة.
07/12/2008
رد المستشار
الابن العزيز..... "محمد"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تجد صعوبة شديدة في الاختلاط بالناس رغم اهتمامك الشديد للاقتراب منهم، وخاصة زملاءك في المدرسة، وتشعر بخجل زائد عند التفاعل الاجتماعي، ويضطرب صوتك، ولهذا تتفادى العلاقات الاجتماعية، وتظهر هذه المشكلة أكثر عند الحديث إلى الجنس الآخر. وقد قرأت أنت كثيراً عن مثل حالتك وحاولت أن تتغلب على خجلك وقلقك الاجتماعي ولكنك لم تنجح في ذلك –كما ذكرت–، وهذا يعني أنك بحاجة إلى مساعدة متخصصة، فالأمر فعلاً قد يكون خارج حدود قدرتك الذاتية لتخطيه، فأنت من البداية شخص انطوائي، وهذا ليس عيباً فقد خلق الله الناس بطباع مختلفة ليضيفوا إلى الحياة، فكثير من العلماء والمبدعين كانوا انطوائيين، ولكن ابتعادهم عن الناس كان ابتعاداً إيجابياً حيث ملأوا وقت وحدتهم بالتفكير المبدع فأخرجوا لنا علماً أو أدباً أو فناً.
ولكن المشكلة عندك أن انطواءك لم يكن منتجاً، فأنت تتألم منه وتتمنى الخروج من أسره، كما أنك تعاني بجانب الانطواء من رهاب اجتماعي، وهذا يجعل اقترابك من الناس صعباً ومرهقاً ومحرجاً. وربما لم تكن المشكلة واضحة في فترة الطفولة حيث كانت متطلبات الاختلاط بالناس قليلة والدائرة الاجتماعية محدودة، أما الآن وقد كبرت وأصبحت في فترة المراهقة فإن الدائرة الاجتماعية تتسع، ومتطلبات التفاعل الاجتماعي تزيد.
لذلك أنصحك بالتوجه إلى عيادة الطب النفساني في مستشفى جامعة الأزهر بدمياط الجديدة يوم الثلاثاء من كل أسبوع وستتلقى المساعدة المهنية اللازمة، وهذا المكان في نفس المدينة التي تعيش فيها، ولن يتطلب الأمر منك جهداً كبيراً، ولكن أرجو منك المواظبة على حضور جلسات العلاج حتى تستفيد.
أما بخصوص تعلقك بصديقك إلى هذه الدرجة التي أسميتها أنت "حباً"، فهو تعلق زائد عن علاقات الصداقة العادية، ومرجعه هو ضعف قدرتك على عمل علاقات متعددة وطبيعية مع الناس، لذلك تتعلق بأقرب علاقة متاحة تعلقاً شديداً. لا تسلم نفسك لهذا التعلق الشديد والذي قد تفقد فيه حريتك وتصبح كالطفل الذي يحتمي بحضن أمه، وقد يتطور الأمر إلى نوع من الحب المثلي الذي لا تحمد عقباه.
واقرأ أيضا على مجانين:
شعور بالذنب؟ أم رهاب إناث؟
الخجل المعمم أم خجل الإناث؟!
رهاب الجنس الآخر: يخاف من الإناث
رهاب الإناث: الداء والدواء