حبيبي وأهلي .!؟
أكتب إليكم مشكلتي بعد أن ضاق تفكيري بها وأثقلت همومي، أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عام وتبدو مشكلتي للوهلة الأولى ليست مشكلة ولكن سوف أسردها.
فحبيبي وأعلم أنكم سوف تسألون الآن ما نوع العلاقة فلنترك نوع العلاقة ومقوماتها ونجاحها ونقف عند أنني أحب فقط وحبيبي معي منذ أكثر من سنة نعشق بعض ونصارع الأيام ونتمسك بحبنا ولا يوجد مشكله في ذلك وهو ابن خالتي أي عائلته هي عائلتي وأهله هم أهلي وهم يعلمون جميعا حتى أسرتي طبيعة علاقتي به وحبنا لبعض.
المشكلة أنه تكررت عدة مواقف من كلامهم عنا والتحدث بشأننا في كل جلسة من ورائنا ونحن نعلم كلامهم بعد ذلك فهناك من يخبرنا ومن العائلة أيضا وهى ابنة خالتي التي تساندنا وتحكي لنا عن ما يحدث في لقاءات العائلة وهذا ما جعله يتضايق ويقطع علاقته بهم لأنهم كانوا يحدثونني أنا أيضا ويحاولون في بعض الأوقات الإيقاع بيننا وتشكيكي فيه وأيضا السخرية منا.
ولكن صدقوني ليس كل الأفراد هناك من يحبنا ويساندنا وحتى من يتحدثون عنا أعلم أنهم يحبوننا ولا يقبلون أي أذي لنا بل أنهم يتمنون لنا السعادة ولكنه مجرد كلام وهذه طباع في أكثرهم.
هذا جعله لا يزورهم ولا يأتي للبلد التي أعيش فيها وهى نفس البلد التي يعيش فيها معظم أقاربه لأنه يسكن في بلد أخرى حتى لا ينزل عند أحد منهم وقال لي أنه لن يحضر أفراحهم ولن يحضر حتى فرح أخي وقد حاول الكثير منهم الاتصال به وأنا أعلم أنهم يفتقدونه ويريدون أن يعرفوا أخباره.
ماذا أفعل والعداوة التي يخلقها من أحب مع أهلي ومن سيقفون بجوارنا فكيف نعيش بدونهم؟
حاولت معه ولا فائدة حدثوه أنتم.
28/12/2003
رد المستشار
في يوم من الأيام جاءني ولدي وقال لي: سأقول لك فزورة: حافلة ( أتوبيس) وقفت في المحطة الأولى فركب (10) ركاب ونزل (5) وثم في المحطة الثانية ركب (7) ونزل (3) ثم في الرابعة ثم في الخامسة......... إلخ.. السؤال: ما اسم السائق؟
"الفزورة" كانت تحتوي على تفاصيل كثيرة جداً تشغل ذهن السامع، ثم يأتي السؤال والإجابة في منطقة بعيدة تماما عن هذه التفاصيل!! قصتك مليئة بتفاصيل كثيرة جداً جداً: أقاربك وأقاربه الذين يحبونك ولكنهم يتحدثون عنكم في غيابكم، وابنة خالتك التي تساندك، وحبيبك الذي قرر ألا يحضر أفراحهم بما فيه فرح أخيك...و... و..
وكل هذه التفاصيل تشغلك -وكادت تشغلني أنا أيضا - عن مربط الفرس وعن السؤال الحقيقي الذي سيدلنا إلى الحل الجذري للموضوع كله، وهو: ما هو نوع العلاقة بينكما؟ هذه الجزئية التي طلبت منا ألا نتعرض لها رغم أن فيها الحل كله، لو أن حبيبك هذا تقدم لأهلك، وطلب الزواج منك رسميا لما حدث كل هذا، وما تكلم عنكما أحد، ولا حاول أن يوقع بينكما مخلوق، فأنتما حينئذ ستكونان مخطوبين ولن تكون علاقتكما مادة خصبة في جلسات الغيبة والنميمة التي تدور بين الأقارب!!
لماذا لا يتقدم لك؟ ما الذي يمنعه؟ ألا يعلم أن هذا الوضع الحالي ينال من كرامتك أمام أهلك وأهله ويتيح الفرصة للقيل والقال؟
أختنا الكريمة أنت في حاجة إلى مواجهة حبيبك لحسم هذا الموضوع، وأعتقد أنه إن كان يحبك فعلاً ويتمسك بك لما ادَّخَرَ وُسْعا في سبيل المحافظة عليك، لأن الحب الحقيقي ليس أشواقا أو كلاما معسولا أو أمنيات حلوة، وإنما هو الشعور بالمسئولية والحرص "العملي" على العلاقة وإحاطتها بمباركة الشرع والعرف حتى تنمو في جو صحي وسليم.
أختنا الكريمة، إذا حدث هذا فإن الألسنة ستخرس، وحتى إذا تجرأ سفيه أو تافه بكلمات لا معنى لها فعندئذ عليكما تجاهله وتذكر قول الله تعالى: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً" صدق الله العظيم وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.