السلام عليكم،
أنا طالب في المرحلة الأخيرة من الجامعة، أواجه مشكلة اجتماعية أو نفسية ربما. أنا تربيت في مكان بعيد عن مسقط رأسي وعن الأصدقاء، وخاصة الجنس الآخر. بعدما رجعت إلى بلدي في التاسعة عشر من عمري وجدت مشاكل في التواصل مع الناس خاصة البنات، بحيث لا أعرف التعامل معهن وأشعر بخجل شديد عند وجودهن أو التحدث إليهن حتى وهن أصغر مني سناً.
وأشعر برغبة جنسية شديدة.
أرجو المساعدة.
15/3/2009
رد المستشار
الأخ الكريم "رامي"،
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،
نرحب بك في موقع مجانين، وأرجو أن يكون الموقع مرشدك إلى رحابة الحياة، والانطلاق إلى المستقبل دون خشية من شيء إلا الله عزّ وجلّ.
رغم قصر رسالتك إلينا لكنها تشير إلى مجموعة من العثرات البسيطة التي يمكنك -إن أردت– تخطيها إن شاء الله.
أولها الخجل الذي يعوقك عن التواصل مع الآخرين، وتزيد صعوبة التواصل في تواجد الجنس الآخر –البنات–، والخجل أخي الكريم هو امتداد مرضي للحياء. ورغم أن الحياء هو صفة محمودة، يعتبر الخجل زيادة في الحياء المحمود تصبح مصدراً للحرج والألم والمعاناة، وتصبح عائقاً أمام الممارسات الطبيعية للحياة. والحياء خلق سويّ، والخجل صفة مرضية لها علاجها الناجح بإذن الله.
أردت التوضيح لأن كثير من الناس تمر عليهم سنين من المعاناة والألم النفسي والتعرض لسلسلة من المشكلات والخسائر الاجتماعية والمادية والمهنية والصحية، ومع ذلك لا يطلب العلاج لدى مختص إما بسبب الخجل من الحالة نفسها، أو الخوف من مواجهتها والاعتراف بها. وينتمي الخجل إلى حقل الرهاب الاجتماعي، وستجد هنا على الموقع كثير من المواضيع التي تشرح معنى الرهاب –أو الفوبيا– وأسس علاجها. وأظن أن الرهاب من أكثر الاضطرابات شيوعاً في مجتمعاتنا.
والرهاب (Phobia) هو خوف يتميز بما يلي:
- غير منطقي، وغير مقنع.
- الخوف فيه لاإرادي، ولا يستطيع الشخص التحكم فيه.
- عدم تناسب مشاعر الخوف مع الموقف أو الحدث المخيف.
- يؤدي في النهاية إلى تجنب هذه المواقف.
أخي الكريم،
والحل في مواجهة الرهاب هو الإنصات الجيد لنفسك، راقب مشاعرك وأفكارك لمدة قصيرة، وسجل ملاحظاتك مكتوبة. كلما شعرت بمشاعر سلبية مثل الخوف والقلق والتوتر والارتباك.. الخ، ابحث عن الأفكار التي تمر برأسك وابدأ بتسجيلها– كتابتها– ستجد في النهاية أن كل المشاعر السلبية صاحبها أفكار مثل: "وجدت صعوبة في التواصل مع الناس"، "خصوصاً البنات". هنا يظهر أنك تستخدم التعميم حيث تعمم ما حدث في موقف واحد أو معين على باقي حياتك الاجتماعية.
ولا بد أن تبدأ حواراً إيجابياً مع الذات– مع نفسك- مع تشجيع نفسك بأنك قادر على الحوار مع الآخرين، وأن الخجل مشكلة، وكل مشكلة لها حل، وإن فشلت مرة يعني أنك ستنجح في مرة مقبلة.
استخدم خاصية البحث في مجانين وستجد الكثير من المقالات والاستشارات التي ستفيدك –إن شاء الله-.
ننتقل إلى الجزء الخاص بتربيتك بعيداً عن مجتمعك الأصلي؛ وكأنك تريد أن تخبرنا بأن ذلك هو السبب، وأنا أقول لك: "وليكن ذلك"، هنا لا نركز على السبب، فقط نركز على المشكلة الحالية وعلى أسباب علاجها.
وبخصوص قولك "أشعر برغبة جنسية شديدة"، فالرغبة الجنسية فطرة فطرنا الله عزّ وجلّ عليها، وعلّمنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ونصحنا بالزواج وقاية لنا، ومن لم يستطع الزواج فعليه شغل نفسه بالطاعات، والأنشطة الاجتماعية، والرياضية، والابتعاد عن المثيرات.
وفقك الله وأعانك.
واقرأ على مجانين:
الحياء الشرعي، والرهاب المرضي! مشاركة
بين الحياء والخجل: تمشي على استحياء م