السلام عليكم
أود أن تشيروا علي بالطريقة الأمثل للتعامل مع المشكلة التالية:
حُبس والدي لفترة وعند إطلاق سراحه أصيب بجلطة في المخ مما أدى إلى حصول شلل في النصف الأيمن من الجسد بالإضافة إلى صعوبة في الكلام كما هو الحال في هذه الحالات.
المشكلة أنه لا يبذل أي جهد للتحسن في العلاج، أحضرنا له معالج فيزيائي إلى المنزل فكان يشتت انتباه المعالج بالحديث الجانبي، يسر الله لنا نقله إلى مستشفى مختص بالعلاج الفيزيائي فلم يبذل الجهد المرجو، بل وكما قالت لي والدتي مرة أنه يقوم بنقل الكلام بين المعالجين وحتى أنه مرة "تخانق" مع أحدهم.
أبي عندما يمرض (قبل هذا الكرب) كان كما نقول في سورية "يَكُنْ" أي يستكين للمرض وآسف لقولي هذا كنت أحس أنه يبالغ قليلاً لجلب الانتباه منا نحن أفراد العائلة وفي هذا الوضع إرادته ضعيفة وعزيمته ضعيفة على بذل أي جهد في العلاج، بل كما قالت أختي أنه سيشفى عندما يريد الله أن يشفيه، أي وكأنه لما بذل الجهد والأخذ بالأسباب؟
أرجوكم أعينوني وأرشدوني إلى الطريقة الأمثل لحثه واستنهاض همته للعلاج
وجزاكم الله كل خير.
07/06/2009
رد المستشار
حضرة الأخ "معتز" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كم هو جميل مسلسل باب الحارة عندكم! وخاصة شخصية معتز في هذا المسلسل، فقد ذكرنا اسمك فقط بما هو جميل من بلدكم الجميل.
آسف للقول أنه عند قراءتي لحالة والدك كنت أحس بأنه من أولئك المرضى الذين لا يريدون الشفاء، بل هم مستفيدون من الحالة المرضية التي يعانون منها لجلبهم انتباه الآخرين واهتمامهم الزائد بهم. وهذا ما يصعّب المهمة.
لذلك، عند مرضى كهؤلاء نستعين بالكثير من التحفيز، أي أننا نحاول أن نحتفل بأي حركة جديدة قام بها المريض، ونقدم له المحفزات المعنوية والمادية لمحاولة التقدم إلى الأمام في الشفاء، ولربما استعملنا معه بعض الضغوط كالتهديد بوقف العلاج الفيزيائي إذا لم نحصل على أية نتيجة. أي وقف الاهتمام نسبياً أيضاً.
وعلى الهامش أقول لك بأن الجلطة الدماغية إذا كانت متوسطة يمكن أن يعود معها المريض إلى الحركة والنطق في خلال ثلاثة أشهر.
أما إذا كانت صعبة، فقد تأخذ مدة أطول بكثير وقد لا يعود المريض إلا لنسبة 40% إلى 60% من حالته السابقة.
لك ألف تحية ولوالدك الكريم كل التمنيات بالشفاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* ويضيف د. وائل أبو هندي الأخ الفاضل معتز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة هنا إلا أن أشير إلى احتمالية وجود الاكتئاب الجسيم التالي للجلطة الدماغية Post stroke Depression في حالة والدك وهو ما قد يقلل من رغبته وأمله في العلاج وتعاونه مع المعالج الفيزيائي وفضلا عن ذلك ربما يزيد من ظهور وتفعيل بعض سمات شخصيته المعيقة كالاعتمادية وغيرها....
على كلٍّ الاكتئاب هنا أثر نفسي عضوي للحدث الدماغي تزيد احتمالات حدوثه خاصة كلما كانت الجلطة في جانب المخ الأيسر وكلما كان مكانها أقرب إلى الفص الأمامي للمخ -وهو ما يمكن أن ينطبق على حالة الوالد عافاه الله- ومعدل حدوث الاكتئاب بعد الجلطة الدماغية يبلغ حوالي ثلث المرضى أي أن من بين كل ثلاثة مرضى جلطة دماغية واحد سيصيبه الاكتئاب... والاكتئاب هنا ليس رد فعل لحدوث الإعاقة بمعني رد الفعل لما أصابه بقدر ما هو ناتج عن فقدان جزء من المخ لوظائفه الحيوية....
إذن أنصح بأن يعرض الوالد على من يطبق محكات تشخيص الاكتئاب الجسيم سواء كان طبيب الأعصاب المعالج أو أضفتم إليه طبيب نفساني.... وأرى أن يضاف أحد مضادات الاكتئاب إلى ما يتناوله الوالد من عقاقير حسب ما يختار من يعاين الحالة من الأطباء........ وبعد عدة أسابيع من تناول هذا العقار ستجدون إن شاء الله فرقا كبيرا في توجهه نحو الحياة ورغبته في الشفاء والتعاون مع معالجيه بالتالي... أهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.