السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا صاحبة مشكلة أحبه جدا لكني أكرهه جدا التي راسلتكم وتابعت معكم أيضًا في أحبه جدا لكني أكرهه جدا م، وظهرت المشاركات التالية بخصوص مشكلتي على صفحتكم استشارات مجانين:
أحبه جدا لكني أكرهه جدا مشاركة
أحبه جدا لكني أكرهه جدا مشاركة ورد مستشار
أحبه جدا لكني أكرهه جدا متابعة مشاركة
وأقدم الشكر على ردودكم علي، ولكني أريد إخبار صاحب المشاركة الأستاذ هشام أمرا هو أن الفتاة وسأتحدث عن نفسي أنا لا أنكر خطئي أمام نفسي وأمام الله ولكن أنت تصور الفتاة بمنظر فظيع ظالم إن الفتاة التي تقوم بذلك تقوم به بدافع الحب، وليست فتاة تقوم بذلك مع كل شاب أو أنها بائعة هوى ولكنها فتاة وقعت تحت تأثير حب شخص معين ولو لم يتوفر هذا الشاب ما كانت وقعت تحت هذا التأثير هي ليست بريئة أو أنا لست بريئة وكما قال الدكتور وائل إنني لو لم أتب إلى الله ولو لم أشعر بالذنب ما كنت كتبت ولا تحدثت وما كنت سأشتكي أصلا أنا فتاة اشعر أنني مؤمنة بالله بل وأخاف منه لكن لا أنكر أن الشيطان يغلبني وبكل الصور لا أظهر نفسي بصورة البريئة ولكن أنت لا تعلم الحب إنه يؤثر!
أتعلم أنني قبل أن أحب هذا الشاب أقسم بالله أني ما عمري قد فكرت بأن أكون بهذه الصورة لكن لا أدري ما أصابني أمام هذا الحب؟ لكن أريد أن أخبرك أنني برأي الجميع فتاة محترمة جدا وملتزمة نوعا ما طبعا كلامي لا ينطبق مع تصرفي هذا البعيد تماما عن كل إيمان، لكني والله لو لم أكن من وجهة نظري فتاة "كويسة" لما كنت شعرت بتأنيب الضمير، أعلم أنه لا يكفي تأنيبي لنفسي إنما لابد من اتخاذ موقف أنا خلال شهر رمضان كنت أدعو الله أن يعيدني لصوابي وأن ألتزم.
نصحتموني بالابتعاد عنه ولكنني لا أستطيع فإنني أرى فيه صفات كثيرة جيدة وأرى أنه سيسعدني مستقبلا، اكتفيت بأن أمتنع عن رؤيته وأن أراه لفترات بسيطة جدا وأن أمتنع عن هذا قدر الإمكان، ولو تعلم ما يصيبني! أتعلم لا أريد الزواج من أحد غيره وإن تزوجت من غيره أكيد أنني لن أخبره بهذا ليس لأنني خائنة لكنني لا أريد تذكر الأمر حتى لا أفسد حياتي الزوجية
وإن كنت لست خائنة ولست فتاة هوى وأصر أنني فتاة محترمة أنا إن اخترت زوجا لن أحاسبه على حياته السابقة بل عن حياته معي من يوم أن ارتبط بي ولا يوجد شاب أو رجل ليس له ماضي وعموما أنا أحترم رأيك ولكن لا تظلمني بهذه القسوة وعموما أنا برضه لا أقرر لنفسي البراءة بل أنا مذنبة إلى حد كبير ولكن لا تحبطني بل ساعدوني
أرجووووووووووووووووووووووووووكم جميعا أتعلم قرأت كتب الدين وعلمت أركان التوبة أولها الندم وأنا والله أعلم نادمة أشد الندم وثانيها أن أعتزم عدم تكرار هذا الأمر وأقسم أنني لا أنوي القيام به مرة ثانية ثالثها عدم الوقوع في الأمر وأنا أقوم بجميع الطرق كي أبتعد عن أي إغراءات وقد أخبرتكم أنني سأمتنع عن لقائه ربما أنا مخطئة ولكنني أشعر بصدقة وصدق مشاعره تجاهي وأشعر أنه مخلص لي وأنه يحترمني ويقدرني، لا أعلم إن كان اعتقادي خاطئا ربما أموت فيها.... إن كنت مخطئة ربما أتمنى أن يكون صادقا لا أعلم لكن ادعُ لي أن يتوب الله علي وأن يغفر لي ذنوبي وأن يسامحني والله أعلم يا هشام بما في قلوب عباده، وإن أراد أن يحاسبني ويعاقبني فادعوه أن يكون عقابي رحمة بي وليس فضيحة لي
وشكرا على اهتمامكم بمشكلتي وشكرا لك أيضا أخ هشام،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
18/12/2003
رد المستشار
أختي الحبيبة: أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك ومتابعتك، في البداية اعتذر لك عن تأخري في الرد ولكن رسالتك قد أخذت مني وقت كبير في التفكير في أمرك وهمي عليك بان تخرجي من ما أنت فين إلى حياة جديدة وسعادة من غير شقاء.
أقدر مشاعرك وألمك وما أنت فيه من صراعات بين التوبة وجهاد النفس والهوى وبين إغراءات حب هذا الشاب والوقوع في مناخه، وأقدر قسوة الأستاذ هشام من باب حرصه عليك كأخت ويريد أن يساعدك ولو كان العلاج مرا فبعض الحالات في الطب لا تعالج إلا بالكي رغم أن الكي مؤلم ولكن هو دواء في يعض حالات الداء وقد يكون علاجك الآن الكي ولكن مع الشعور بالأمل في الحياة وبمحاولة فتح صفحة جديدة.
ولهذا أجد أن الأستاذ هشام غير مخطأ في قسوته ولكن مخطأ في تعبيره عن هذه القسوة في يعض الأمور مثل أمر التوبة أو عدم فتح مجال لك للنظر للحياة بنظرة جديدة لأن المُحْبَطَ كلما أشعرته بخطأ قد لا يستيقظ منه أبدا، وإنما يحتاج لبعض التفاؤل للوقوف من جديد وحين يدرك حياته من جديد هنا يدرك مدى الخطأ الذي ارتكبه في حق نفسه وفي حق ربه، وإن كان رده فيه بعض القسوة فهذا من باب حرصه عليك كأخت يريد لك الحياة الطاهرة ومن همه على المسلمين، ولكن أحيانا الحماس في هم البعض على من حوله ينسيه كيفية التعبير عن حرصه عليهم وهمه بهم بطريقة تلائم حالتهم.
حبيبتي إني أقدر متاعبك وصراخك في الليل والنهار وبكاءك ليتوب الله عليك ومرورك بين ألم المعصية والندم وبين أمل التوبة والعودة ولكي تستطيعي متابعة هذه العملية، فإنني أسميها عملية لأنها قد تكون أصعب من العمليات الجراحية لأن النفس البشرية متقلبة وأعداءها كثيرون من النفس الأمارة بالسوء والشيطان (شياطين الإنس وشياطين الجن) والدنيا، وخلق الإنسان فيها ضعيفا فقال الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم: "خلق الإنسان ضعيفا" ولكن مُيِّزَ عن المخلوقات بالعقل لكي يتخذ القرار ويبني ويكون خليفة الله في الأرض وأنا معك بأننا لا نعلم توبة من قبلت وأن الله عالم بأحوال البشر وأن باب التوبة مفتوح، فإن الله أفرح بتوبة العبد من الأم التي تجد ولدها بعد ضياعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة) صدق عليه الصلاة والسلام رواه البخاري وصححه من حديث أنس.
ولكن التوبة لكي تتم كما ذكرت لك أنها أشبه بالعملية الجراحية تحتاج لجهد ومثابرة وألم، وتحتاج لاستمرارية فأنت في قرارة نفسك كما ذكرت تريدين أن تتوبي ولهذا أرسلت لنا وتحاولين استخدام كل أدوات التوبة ولكنك لا تستطيعين أحيانا مقاومة الإغراءات ولهذا فأنت تحتاجين لبعض الأمور إن حرصت عليها ونحن معك يدنا بيديك بإذن الله ستخرجين من هذه الأزمة وتدركين بعدها قيمة الحياة في ظل طاعة الله.
أولا: الاستعاذة بالله من الشيطان وإدراك أن الشيطان لن يتركك بسهولة واستشعارك بمراقبة الله لك قبل الوقوع في الخطأ أو أن تضعفي أمام هذا الشاب والرجوع عن المعصية بشتى الطرق واستشعار مراقبة الله لنا لا يأتي بسهولة لأننا نعلم أن الله يرانا ولكن أحيانا عند الوقوع في المعصية لا نستشعر هذا لأننا إن استشعرناه لاستحى الإنسان أن يعصيه.
سأل رجل: هل المعصية الصغيرة تعتبر أكثر ذنبا أم الكبيرة فقال له شيخ إني لا أنظر للمعصية صغيرة أم كبيرة وإنما أرى أن كل معصية كبيرة لأني أعصي من هو كبير، -سبحانه وتعالى- واستشعار مراقبة الله لنا في السر والعلن يحتاج لعلاقة قوية مع المولى عز وجل وهذه العلاقة تأتي من أبواب عديدة منها:
ثانيا: المحافظة على الصلوات الخمسة ومحاسبة النفس كل يوم قبل النوم والتزام الاستغفار كل يوم قبل النوم ولو لمدة ربع ساعة.
ثالثا: الالتجاء الله عز وجل بالدعاء والبكاء بأن يثبتك على الطاعة ويعينك على التوبة والشعور بالحياء والندم لما وقعت فيه من ذنوب في الماضي وشكر الله عز وجل أن وفقك إلى الوقوف بين يديه وطلب عفوه ورضاه وطلب من الله أن يسترك في الدنيا والآخرة.
رابعا: الصيام فحبيبنا رسول الله ص دائم يوصينا بالصيام والصيام من الأمور التي تعينك على تضييق الأبواب على الشيطان بأن يغريك كما أنها تقربك من الله عز وجل.
خامسا: الصحبة الصالحة فحاولي أن تكثري هذه الفترة من زيارة أصدقائك الصالحين وعندما تشعرين بالضعف اخرجي وقابلي أصدقاءك الصالحين أو اطلبي زيارة إحداهن لك وتمسكي بصحبة صالحة تعينك وحاولي توسيع دائرة أصدقائك والانشغال معهم لأن النفس إن لم تشغليها بالخير شغلتك بالسوء ولا تجعلي فرصة لنفسك أن تجلسي بمفردك تفكري في هذا الشاب، فإما أن تجلسي بمفردك لتدعي الله وتلتجئي بالدعاء له وبقية الوقت اجلسي مع عائلتك وأصدقائك ولا تجعلي فرصة دقيقة واحدة تفكرين في هذا الشاب و قد يكون هذا في البداية صعبا ولكن يجب أن تقومي به فقد قال الله عز وجل: (.....إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ......) صدق الله العظيم، سورة الرعد: الآية 11، وتذكري أن جميع مستشاري صفحتنا أصدقاؤك فلا تتردي أن تراسلينا إن شعرت بالضعف.
سادسا: التعلق بسيدنا محمد لأن غياب القدوة في الحياة يساعد الإنسان على الوقوع في الخطأ والتعلق بحبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام يحتاج أيضا لجهد منك ولا يأتي بيوم وليلة فإن سألت أي مسلم هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم ولكن الحب شيء والتعلق به شيء فأنت إن تعلقت بأحد في هذه الدنيا تتمنين رؤيته وتحاولين تقليد كل تصرفاته وتحاولين أن تعرفي كل أخباره ولحبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى فالتعلق به يساعدك فيه أربع أمور:
أولا: كثرة الصلاة والسلام عليه وتذكري أننا عندما نسلم عليه يرد السلام علينا.
ثانيا: اتباع سنته في كل أمور حياتنا من شرب الماء وقول الدعاء وتذكر أنه شفيعنا يوم القيامة.
ثالثا: الاطلاع على سيرته وأخباره وشمائله.
رابعا: خدمة أمة المسلمين والحرص والهم على أمور هذه الأمة.
قد تقولين لنفسك إني ضعيفة ولن أستطيع أن أقوم بكل هذا ولكن تذكري أن صدق التوبة يصنع المعجزات إن صدقت في توبتك والتجأت بهمٍّ وحرص إلى الله واستعنت بصحبة صالحة سيتغير حالك إلى حال أحسن من ما كنت تتمنى ومن له بدايات محرقه كانت له نهايات مشرقة والمهم في كل ما سبق الاستمرارية فلا تكلي ولا تملى من نفسك وكل ما شعرتِ بالضعف تذكري أن لك أخوات في الله يدعون لك بظاهر الغيب ونحن معك وتذكري ما أهون آلام الآن والتعب من أن بفوات الوقت والزمن بك أن تقفي بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وقد يثير كلامي في داخلك الحماس والهمة ولكن الأهم البدء الجاد في تغير حياتك ومحاولة قطع كل جذور علاقتك بهذا الشاب وتأكدي أن من ترك شيئا من أجل الله لن يضيعه الله إنما يعوضك بشيء أنفع وأسعد وأحسن لصالح دنياك وآخرتك، حبيبتي نحن معك وإن كان رد أ.هشام قد أزعجك فتذكري أنه كان يريد مساعدتك ونحن معك وقلوبنا تدعو لك ولا تتردي أن تراسليني وتتابعينا بأخبارك.
ونشكر حرص وهم الأخ هشام على فتيات المسلمين ولكن تذكر أن الهم لا ينسينا كيفية التعبير الملائمة لمن أمامنا في حالة وقوعه في الخطأ وأدعو الله أن يوفقك للخير ويثبتك على طاعته ومحبته.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، وأما ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخت الزميلة المستشارة أ. منيرة عثمان، فليس سوى التذكير بحديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام والذي ورد في صحيح البخاري (حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهب)، وفي النهاية أسأل الله أن يعينك وأهلا وسهلا بك دائما فكلنا معك.
ويتبع >>>>>>: أحبه جدا لكني أكرهه جدا مشاركة1