السلام عليكم ورحمة الله؛
السادة الأفاضل، أهنئكم على هذا الموقع الرائع وهذه الصفحة المتميزة التي كنا نتمنى مثلها، ولو تمنينا لما أظننا سنتمنى أفضل من تواصلكم معنا كأطباء نفسيين مسلمين، إن الموضوع الذي سأطرحه عليكم ويتعلق بمعاناتي الطويلة مع الوسوسة والتي كنت أظنها من الشيطان، ولكنه كما كنت أقول لأمي وأبي شيطان ثقيل لا يزول بالاستعاذة، والعياذ بالله، وظللت كذلك سنواتٍ بلغت السبعة سنوات، إلى أن أتيحت لي فرصةُ الاطلاع على كنوز هذا الموقع، وفي هذا الموضوع تحديدا، جزاكم الله خيرا وجعل جهدكم في ميزان حسناتكم، بل وأكرمكم من عنده فهو أكرم الأكرمين.
بدأت مشكلتي مع الوضوء بتكرار الوضوء للشعور بفقد الوضوء أثناء الوضوء، والشعور كذلك بفقد الوضوء أثناء الصلاة، كنت في البداية أشعر بفقد الوضوء بعد إتمام الوضوء والوقوف علي سجادة الصلاة بمجرد وقوفي أحس بالرغبة في إخراج الغازات وكنت دائما متحيرة في كون هذه الغازات أهي وسوسة شيطان أو تعب عندي في القولون وبالتالي فهذه غازات حقيقية بالفعل عانيت من هذا الأمر كثيرا حتى أنني منعت الأكلات التي تتعب القولون حتى أستريح من هذا الإحساس.
كنت بعد الوضوء وبمجرد الوقوف للصلاة أحس بأني عندي الرغبة في إخراج الغازات فأترك الصلاة وأذهب لأتوضأ مرة أخري أو أني أسرع وأصلي بسرعة قبل أن أفقد وضوئي تكرر معي هذا الموضوع مدة طويلة ولكني مؤخرا بدأت أحس بفقد الوضوء أثناء الوضوء نفسه حيث أنني أتوضأ وقبل الانتهاء من الوضوء ومع تحريك الأعضاء في الوضوء أحس بفقد الوضوء فأعاود الوضوء ثانية،
وبدأت أكرر وضوء الأعضاء وأقول يا ترى غسلت رجلي أم لا وأعاود غسلها وهكذا حني بعد الوضوء أقف في الصلاة وأنا في حالة من الترقب لفقد الوضوء أم لا ووجدت أن للتخلص من فكرة خروج الغازات أصبحت أدخل الحمام كثيرا لأتخلص من الفضلات حتى لا تكون هناك علاقة بين تراكم الفضلات في أمعائي ووجود الغازات ولكن ذلك أتعبني جدا وأرهقني كما أني بذلك أرهق جهازي الهضمي وأربكه حيث أني أتخلص من الفضلات بصورة مستمرة . وهذا الموضوع هو أشد الموضوعات إرهاقا لي.
0 الصلاة بصوت مرتفع – اللخبطة في الصلاة وتكرارها: عند الصلاة بجوار أحد أصلي بصوت مرتفع حتى أسمع صوتي لأتيقن من صحة الصلاة وخاصة أثناء الصلاة بجوار أصوات عالية أو حركة كثيرة.
أصلي في حجرة مغلقة لا أحد فيها حتى أصلي براحة وتركيز وإذا قاطع أحد صلاتي تحدث لي لخبطة في صلاتي حتى أنه لو رن تليفون بجواري أتلخبط وأحيانا أسلم لأني لا أستطيع استكمال الصلاة لأني لا أكون مركزة في الصلاة فوجود أحد بجواري في الصلاة أو وجود أي أصوات يجعلني أتلخبط في الصلاة وأظل أكرر ما أقرأه في الصلاة رغم أني أحاول التركيز فيما أقرأ في الصلاة ولكن ذهني ينشغل بطريقة فظيعة ودائما أتشكك في عدد الركعات حتي أنني أصبحت أعد على أصابع يدي حتى لا أتلخبط وأحيانا أحس باللخبطة في عدد الركعات فأسلم وأكرر الصلاة وهناك شيء غريب أيضا في صلاة الفرض أكون حريصة على أدائه لا أستطيع التغيير، ولكنني في صلاة السنة أصلي براحة لإحساسي بعدم وجوب تكرارها أو إعادتها لو كانت غير صحيحة مثل صلاة الفرض.
0 تكرار مسح الفم للتأكد من عدم وصول الماء الى داخله عند تعرضه للماء (في رمضان): إنني لا أتمضمض في رمضان حتي لا أشك في دخول الماء إلى داخل فمي ورغم ذلك أظل أمسح بفوطة جافة أكثر من مرة حتى أتأكد من عدم دخول الماء إلى فمي فبعد الوضوء أجفف فمي ثم أبصق وأجفف فمي وأبصق ثانية وأجفف فمي للتأكد من عدم دخول الماء إلى فمي
ولكني الحمد لله قد تحسنت كثيرا عن ذي قبل فلقد كنت أشكو جدا وأتضرر حتى من الاقتراب من الماء أو الاقتراب من الأشياء المبللة وكنت لا أقوم بأعمال المطبخ حتى لا أقترب من الماء أو الأكل حيث أن ذلك كان يجعلني أتشكك في دخول الماء إلى فمي الحمد لله تحسنت كثيرا فالآن أستعمل الماء بحرية وأخاف منها فيما عدا تجفيف الفم كثيرا والتشدد فيه.
هناك نقطة أخرى خاصة برمضان في السحور آكل كثيرا حتي مع عدم رغبتي في الأكل الكثير حتي لا أجوع أو أتعب وأضطر الي الافطار وكذلك أشرب مياه كثيرة قبل آذان الفجر أظل أشرب وأجلس ثم أشرب ثانية حتى لا أشعر بالعطش لا أدري اذا كانت هذه النقطة تافهة أو بسيطة أم لا.
0 التأكيد علي طهارة الملابس والجسم بطريقة مبالغ فيها: تأكدي من طهارة ملابسي وصلاحيتها للصلاة شيء عندي ضروري جدا جدا ضروري لدرجة أتعبتني أحس فيها بالمبالغة فأشياء يجدها الجميع شيء عادي لا تؤدي إلى عدم طهارة الملابس ولكني أجدها أنها تجعلها غير طاهرة حتى أني أغير ملابسي كثيرا حتى أكون مطمئنة إلى صلاحيتها للصلاة وأشياء لا أكون متأكدة منها وأريح تفكيري من ذلك فأبدلها حتى أستريح وأتيقن من نظافتها وأنا أعاني حقيقة من هذا الموضوع معاناة كبيرة جدا.
* عند قراءتي للقرآن: أحيانا أكرر جمل حتى أتأكد من نطقها النطق الصحيح والضبط الصحيح للكلمات وأحيانا أظل مدة طويلة في جزء صغير من القرآن الكريم فأظل أكرر في قراءة الآيات حتى أشعر سامحني الله بالضيق. وأحيانا أخرى أقرأ بطريقة عادية ولا أكرر.
ٍ* الخوف من السلك والزجاج المكسور: أخاف كثيرا من سلك غسيل الأطباق أخاف أن يأتي في ملابسي ويدخل جسمي ويؤذيني ولو أنني أخاف من الزجاج المكسور أكثر، فعنددما يكسر أمامي كوب أو مرآة أو أي شيء مصنوع من الزجاج أنزعج جدا وأكون مترقبة للمكان الذي كسر فيه الزجاج حتى لا يأتي الزجاج المكسور في ملابسي ويدخل جسمي ويؤذيني وأحتاج لإخراجه بعملية جراحية،
وأظل أتابع المكان الذي كسر فيه الزجاج حتى أتأكد من خلوه تماما من الزجاج وأظل أنفض ملابسي حتى أتأكد أن ليس بها زجاج مكسور حتى في تنظيف التواليت أظل أغسله بالماء كثيرا كثيرا حتى أتأكد من خلوه من آثار السلك الذي غسلته به حتى لا يدخل في جسمي وكذلك حتى أتأكد من خلوه من آثار المنظفات التي تؤذي جسمي. إلا أني أحس أن الخوف من السلك والزجاج المكسور يكون في فترات من حياتي مؤرقا جدا وبدرجة شديدة عندي وفي فترات أخرى تحت حدة خوفي منه.
0 بقي أن أقول بعد ذلك ما كنت لن أقوله أبدًا هكذا على الملأ، ولولا درجة الحماس والأمل التي أشعرتني بها أشياءُ كثيرةٌ في صفحات موقعكم لما قلته، ومتروك لكم أن تنشروه أو لا تنشروه، فأنا أطلب العلاج لا المزيد من الذنوب والله أعلم بي وبنيتي من قول هذا الكلام:
هذا الأمر يتعلق بالمثانة، بالبول، فهل ستسمونه وسواس المثانة؟ لا أدري ربما يفعلها الدكتور وائل أبو هندي، المهم أنني أصبحت مريضة فعلا بالمثانة العصبية ولكنني أعرف أنني أنا التي تسببت في ذلك، فقد كنت أسرف في دخول الحمام والحزق حتى أفرغ المثانة من محتوياتها نعم هكذا كان وسواسي، وما يزال في بعض الأحيان، أنا خاصةً في رمضان أسرف في الشرب في السحور، وأسرف في تعصير المثانة كما تسخر مني أمي!
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إنها الطهارة كلها، فأنا أسرف أيضًا في الاغتسال بعد كل إفرازٍ تحتي، ولا أدري هل ستستطيعون نشر ما يلي أم لا لكنها حقيقة الحال التي أنا فيها الآن، أنا لو رأيت مجرد الرؤيا أو سمعت مجرد السمع في التليفزيون أو الراديو كلاما ذا إيحاءات جنسية، لابد بعدها أن أغتسل، لكي أتطهر، رغم أنه في بعض الأحيان لا تنزل منى إفرازات، المهم أنني كثيرًا ما أصاب بالبرد خاصة في الشتاء وأنا صاحبة بنية ضعيفة من الأصل وأصبحت أضعف بالطبع بعد أن أصبحت تقريبا لا آكل إلا بعض النواشف خوفا على القولون العصبي أو من القولون العصبي إذا أردتم الدقة.
طبعا هناك عدم الثقة في النفس وهناك الميل منذ طفولتي للانطواء، وهناك أنني الآن بلا أصدقاء ويمكنكم فهم ذلك من السن الذي وصلت إليه ولا خطاب، رغم زواج أختي التي أنا أجمل منها بكثير، ونحن بالمناسبة نعيش في الريف، ولكم أن تدركوا معنى الانطواء في الريف، إنني دائما سببُ مشاكل لأهلي، بل وسبب خجل وانزواء حتى أنني أكاد أكونُ أصبت أمي وابي بالانطواء، ولكنني لا أستطيع الخلاص من ميلي للعزلة والخوف من الاخرين لأني أعذب بعد ذلك، فمثلا في المدرسة عندما كبرت وحاولت الخروج من عزلتي، لم استطع تحمل الكلام الحميم مع البنات، فقد كان كلامهن غالبا ما يعرج نحو مواضيع الجنس والفرق بيننا وبين الأولاد وأنا دائما حساسة لهذا الموضوع بشدة.
كما أن هناك ما حدث لي أحيانا من شعور بقبضة الصدر وكأن شيئا يضغط عليه، وكان يزيد أحيانا ويقل أحيانا عند قراءة القرآن حسب شدة الوساوس، ولكنه لم يدم معي طويلا.
أتمنى من كل كياني أن ينعم علي الله وأن أكونَ لا أحس مثلما الآخرون، وأعيش حياةً طبيعية كالتي يعيشون، وأحيانا وأستغفر الله وأعتذر لكم أيضًا لما سوف أقول: أحيانا أتمنى من داخلي لو أن الله لم يفرض علينا التطهر والصلاة، وأحيانا يؤلمني أنني أجد نفسي غير راضية بأقدار الله، وأحيانا أرفضها، لكنني أصبر نفسي بأنه حتى لو كان الشيطان تملك مني (أو الوسواس القهري إن قلتم لي أنه وسواس قهري) إلى هذا الحد فإن هذا التمكن لم يخرج عن أقدار الله، ورضائي من عدمه لا قيمة له، أستغفر الله ولكنني أقول ما يؤلمني أن أحس به ويدمرني أن أقوله.
أرجوكم أنقذوا مسلمةً تخاف أن تهوي في الكفر والعياذ بالله، أعتذر عن الإطالة وأن كنت أراني مجلرة عليها،
أرجوكم لا تأخروا علي.
29/11/2003
رد المستشار
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.... أختنا الفاضلة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
* أنت تفتقدين توكيد ذاتك وأصبحت حياتك مقيدة بدرجة كبيرة، إن الخجل الشديد منعك من تكوين أصدقاء ومعارف وأدى إلى وحدتك وعزلتك الاجتماعية وأصبحت حياتك محصورة بدرجة كبيرة وكانت النتيجة الافتقار إلى المهارات الاجتماعية، إن العلاج هو أن تدخلي بالفعل في المواقف التي تخافينها وأن تبقي فيها حتى تشعري بالتحسن.
0 سوف تجدين هذه العملية صعبة في أول الأمر ولكنها ستصبح أسهل بمرور الوقت وسوف تزداد ثقتك في نفسك.
0 من الممكن أن تتخيلي المواقف التي تسبب لك الخوف والخجل والانزواء والعزلة وكيفية دخولك في هذه المواقف وتعيشين فيها بخيالك وتصفين نفسك بالتفصيل وما هو رد فعلك، ثم عليك الإصرار على الاستمرار فيها رغم الخوف والتوتر والتردد.
0 عليك تعلم لعب الأدوار... وأهم دور هو دور توكيد الذات وعمل أدوار (تمثيلية) بغرض التغلب على الخجل والخوف في مواقف كثيرة متنوعة وأثناء هذه الأدوار تتعلمين بعض المهارات في التعامل مع الناس والاختلاط بهم والجرأة في طلب الحق والاعتراض والبيع والشراء وسؤال الإغراب في الشارع ورفض بعض طلبات الآخرين، ثم بعد ذلك لعب أدوار حقيقية تزداد صعوبتها تدريجيا.
0 ومن المؤكد أنك في بداية الأمر ستشعرين بعدم الراحة ولكن مع الوقت ستشعرين بالاستمتاع والألفة والسعادة وتحقيق أهدافك.
0 التدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية: وهي مجموعة من الأساليب لتعلم كيفية التعامل مع الآخرين والقيام بتدريبات لأداء مهمات اجتماعية تزداد صعوبة شيئا فشيئا ويتم فيها أيضا التعبير عن المشاعر بطريقة مقبولة.
لكل ما سبق عليك مطالعة كل ما ورد على صفحتنا استشارات مجانين عن الحرية الانفعالية واثبات الذات والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية، وعلاج الخوف الاجتماعي وذلك بالنقر على العناوين التالية:
الحل...ابحث عن ذاتك / كيف تنمي ثقتك بنفسك؟ / صعوبة التعامل مع الآخرين : النموذج والعلاج / كيف نهزم الخجل ونحب الأصدقاء / إذا هبت أمرًا فقع فيه / مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات / الخوف من المشاركة / الحياء الشرعي والرهاب المرضي / وأيضًا رهاب الجنس الآخر
* أما شكواك من: قبضة الصدر، التوتر، التردد، الشك، انشغال الذهن، الحساسية تجاه بعض المواضيع، عدم الثقة، تعب القولون، الغازات، المثانة العصبية، و.........؟.؟، فهي كلها أعراض للقلق الشديد الذي أدى بك إلى الإحساس بالإعاقة وتقييد نشاطك الحياتي حتى أصبحت محبوسة في بيتك، أنت بحاجة إلى علاج دوائي وسلوكي ومقابلات مساندة تتعلمين من خلالها اتخاذ وجهات نظر واقعية بالنسبة لقدراتك وعيوبك.
0 المخاوف المتعلقة بالجنس أكثر إزعاجا لشعور الناس بالخجل من الكلام عنها وصعوبة طلب النصيحة من أي إنسان حتى لو كان طبيبا، ولكن ما تم ذكره في رسالتك من عدم تحمل الكلام في المواضيع الجنسية وحساسيتك لمجرد رؤية أو سماع أي شيء له إيحاءات جنسية، كل هذا لا يشير إلا لأنك في حاجة للزواج وعندما يحين ذلك الوقت سوف تعيشين حياتك في سعادة ولكن فرصتك للزواج والسعادة سوف تزداد بعد التحرر من أسر القلق والخوف والوسواس.
وفيما يتعلق بمشكلة تكرار التبول والتبرز والبقاء بجوار الحمام اعلمي أنه في حالات القلق الشديد يشعر الانسان برغبة شديدة في التبول والتبرز المتكرر ولذلك فإنه يحتاج إلى أن يكون قريبا من الحمامات أو دورات المياه.
هنا نطمئنك أن هذه الأعراض سوف تتحسن عند تحسن أعراض القلق كما ذكرنا سابقا وتأتي هنا الاشارة الى أهمية العلاج الدوائي الذي سوف يساعدك كثيرات لتخطي هذه المشكلات، هنا عليك أيضا تطبيق قاعدة ال15 دقيقة.
في الأسبوع الأول يتم تأجيل تكرار دخول الحمام 15 دقيقة في الأسبوع الثاني يتم تأجيل تكرار دخول الحمام 30 دقيقة ثم.... ثم..... ثم...... حتى يقل الدافع لتكرار دخول الحمام ويقل القلق وهكذا..... وأما أثناء أيام الصيام وفيما يتعلق بالأكل والشرب الكثير خوفا من العطش في الصيام، أيضا سوف تتحسن هذه السلوكيات عند علاج القلق وزواله.
* أما موضوع الوسواس فقد آثرت التفصيل فيه بعض الشيء، إن أكثر شيء يسبب معاناة لك هو التكرار في كل شيء الوضوء – الصلاة – دخول الحمام – مسح الفم والبصق في الصيام – تكرار تغيير الملابس – تكرار الآيات عند قراءة القرآن والصلاة تكرار الاغتسال.
0 أول شيء لابد من معرفته هو أن ما تعانين منه هو حالة مرضية تستجيب للعلاج فلو تأكد لديك ذلك فسوف تكونين قادرة إن شاء الله على التغلب على ذلك الدافع الملح لكي تقومي بتلك الأفعال القهرية وستسيطرين كذلك على أفكارك الوسواسية المزعجة.
أولا: عليك تسجيل مذكرة عقلية مثل (هذه الأفكار ما هي إلا وسواس وهذه الدوافع ما هي إلا دوافع قهرية) لابد أن يكون لديك القدرة على إدراك ما هو حقيقي وما هو عبارة عن عرض للوسواس القهري، ثم عليك مقاومة هذه الدوافع المرضية حتى تبدأ في التراجع والاختفاء وذلك من خلال قراءة النصوص الشرعية الصحيحة والتي سوف نذكرها لك هنا (العلاج المعرفي) ومن خلال العلاج السلوكي الذي سوف نقترحه عليك ومن خلال المقال الذي سنحيلك إليه وبرنامج العلاج الذاتي بالتعرض ومنع الطقوس لمرضى الوسواس القهري وذلك أيضًا على موقعنا مجانين.
وبدايةً مرني نفسك على أن تقولي:
- أنا لا أعتقد أن الوضوء قد فشل بخروج ريح أو نزول بول أو إفرازات.
- أنا لا أعتقد أنه يجب علي الخروج من الصلاة لإعادة الوضوء.
- أنا لا أعتقد أن الماء قد دخل فمي أثناء الصيام.
- أنا لا أعتقد أنه يجب علي الغسل لأن هناك افرازات مهبلية.
- أنا لا أعتقد أنه يجب علي تغير الملابس لنجاستها.
- أنا لا أعتقد.......
- أنا لا أعتقد.........
- أنا لدي دافع قوي قهري لكي أفعل كل ذلك. وكرري ذلك مرات ومرات واكتبي ذلك عشرين (20) مرة يوميا.
إن الفكرة الأساسية هنا أن تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية (مرض الوسواس القهري) وأن تدركي وتفهمي أن هذا الشعور ما هو إلا إنذار كاذب لا علاقة له بالواقع، وبالبحث ثبت أن هذه الدوافع نتجت عن عدم اتزان كيميائي بالمخ وهذا ما يجعلها خارج سيطرتك، وفقط الذي تستطيعين أن تسيطري عليه هو ردود أفعالك لها (التكرار) وهذا يستغرق أسابيع أو شهور، إن الهدف هو السيطرة على ردود أفعالك وليس السيطرة على الأفكار الو سواسية والاندفاعات القهرية نفسها.
ثانيا: الشيء المؤثر الذي نستطيع القيام به هو الشيء الذي يغير من كيمياء المخ على المدى الطويل تذكري وقولي لنفسك أنه ليس أنا ولكنه مرض الوسواس القهري. وبرفضك الانصياع لهذه الاندفاعات القهرية ستبدأ كيمياء المخ في التغيُّر وتقل هذه الأحاسيس.
ثالثا: عند مرضى الوسواس القهري هناك خلل ما يحدث في المخ يؤثر على إحساس المريض بالانتهاء من عمل ما، والدخول في عمل آخر مما يؤدي إلى التكرار وعدم التأكد والشك وهو ما جعل المرضى لا يحصلون على الإحساس بأن هناك شيئا قد تم عمله والانتهاء منه بمجرد القيام به.
ولذلك بعد الانتهاء من كل نشاط مثل الوضوء أو الصلاة أو تنشيف الفم في الصيام أو البصق أو تغيير الملابس أو...... أو...... لابد من تحويل الانتباه إلى شيء آخر ولو لمجرد دقائق معدودة... قراءة الأذكار....المشي....... الجري في المحل (المكان).... الاتصال بصديقة.. قراءة شيء مسلي مساعدة إنسان محتاج... ترتيب البيت أو.... أو...... وعندما تأتي الأفكار أعيدي تسميتها (أفكارا وسواسية) وبعد ذلك أرجعي هذه الأفكار إلى كونها اضطرابا مرضيا ثم ارفضي فكرة أن الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية حقائق ثابتة.
إن هدف العلاج هو أن توقفي الاستجابة لأعراض المرض المتمثل في التكرار والتأكد والإعادة والتجنب (تجنب لمس الزجاج المكسور مثلا) وخلال قيامك بهذا فان الأحاسيس المزعجة والمتعبة سوف تستمر في إزعاجك لفترة من الوقت.....، عليك الالتفاف حول أعراض المرض بعمل شيء آخر عليك تأجيل استجابتك للوسواس وعدم القيام بالفعل القهري فترة من الزمن 15 دقيقة مثلا قبل أن تفكري في إطاعتها.
لا تقومي بالأفعال القهرية أبدا بدون أن تعطي لنفسك بعض الوقت للتأخير ويوما بعد يوم يزداد هذا الوقت ويقل وقت الطقوس والأفعال القهرية، واعلمي أنه كلما انتظرت أطول فإن التغيير سوف يكون أكبر. إن الهدف على المدي البعيد هو ألا تقومي أبدا بأي سلوك قهري استجابة للأفكار الوسواسية، ولكن الهدف الأقرب هو وضع وقت للتأجيل قبل إطاعة هذه الأفكار أو المثيرات القهرية.
رابعا: عليك عمل جدول بكل الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية والسلوك التجنبي بحيث تكون مرتبة على حسب شدتها وتصفحي البرنامج العلاجي السلوكي الذاتي على موقعنا مجانين بالنقر على العناوين التالية:
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الأول
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الثاني
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الثالث
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري:: القسم الرابع
ثم عليك مذاكرتها وفهمها واستيعابها جيدا ثم تطبيقها حرفيا على كل عرض من الأعراض، عليك الآن البدء في برنامج التعرض ومنع الطقوس للعرض الذي يسبب لك أقل قدر من الإزعاج والضيق والمعاناة في الحياة اليومية والاجتماعية والعملية، بعد أن تنتهي من علاج هذا العرض سوف نبدأ في علاج العرض الأكثر شدة، هكذا حتى تنتهي من كل الأعراض.
وأما مشكلة الخوف من السلك والزجاج المكسور حتى لا يدخل الملابس والجسم ويؤذي وتنفيض الملابس للتأكد من خلوها من الزجاج والسلك وتنظيف أماكن كسر الزجاج جيدا والمبالغة في ذلك وتكراره.
العلاج السلوكي – التعرض ومنع الطقوس هو تحرير العقل من المخاوف غير الضرورية من أخطاء مستقبلية محتملة وهو في الواقع يتضمن مواجهة المواقف المخيفة والمزعجة في الحياة مما يجعل المريض يتأكد أن ما يتوقع حدوثه يكون من غير المحتمل حدوثه ولكن هناك بعض المواقف التي يصعب عمليا التعرض لها أو أنها تسبب درجات عالية من القلق والخوف كما في حالة الرعب والفزع من السلك والزجاج المكسور كما بينت في رسالتك.
نحن هنا نبدأ العلاج السلوكي بالتعرض التخيلي، والتعرض التخيلي يمكن الانسان من أن يتأمل ويمعن النظر في الأفكار المزعجة والمثيرة لمخاوفه وأن يحتفظ بها في مخيلته لفترة وجيزة بدونإازعاج وهذا يساعده على أن يكون أقل قلقا ويعلمه كيفية قبول مثل هذه الأفكار كما هي... مجرد أفكار... وبمرور الوقت فإن الأفكار المثيرة للقلق والضيق والازعاج سوف تقل حدتها شيئا فشيئا.
أ- أكتبي قصة خلال خمس دقائق تتحدث عنك شخصيا تصف مخاوفك من السلك عند استعماله ولمسه ومن الزجاج المكسور عندما تمسكيه بيدك وتضعيه في جيبك ومدى القلق وشدته بسبب عدم القيام بالطقوس من البعد عن الزجاج والسلك وتجنب لمسه وتنفيض الملابس وتنظيف الأرض والمبالغة في ذلك.
تخيلي متظر السلك والزجاج وهو ينغرس في لحمك وينزل منه الدم وكيف كان مثل الشوك على جلدك عندما تعلق بكل ملابسك وعدد العمليات الجراحية التي أجريت لإستخراج السلك والزجاج من اللحم والجلد (وذلك ليس من المحتمل حدوثه أبدا) وكيف سخر الناس منك واتهموك بالاهمال والجهل.
اكتبي القصة وصفيها منظرا منظرا أو اجعليها حية وواقعية قدر الإمكان مهما كانت سخيفة أو منافية للعقل.
ب- إن هذا التعرض التخيلي سوف يخلق في البداية الكثير والكثير من الخوف والازعاج والقلق وكلما زاد الخوف والازعاج والقلق كلما كان التأثير النهائي أفضل.
يمكنك تسجيل قصتك ذات الخمس دقائق على جهاز كاسيت ثم تكرار الاستماع اليها مرات عديدة على الأقل 30 دقيقة يوميا لمدة أسبوع أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو.... ويكون هدفك هو تكرار مرات الاستماع إلى القصة.. سوف تلاحظي ارتفاع معدل القلق في البداية ثم يبدأ القلق في التناقص تدريجيا حتى تحصلي على درجات قليلة من القلق والخوف مما يجعلنا نتأكد أن التعود قد حدث.
وعندما تصبح هذه القصة غير مثيرة للقلق وأنك قادرة على أن تسمعيها عن ظهر قلب سوف يصبح عقلك أقل تصديقا بأن مثل هذه الآلام والمشاكل وأنواع الأذى يمكن حدوثها في الحقيقة، وبتكرار سماع الحكاية سوف يتغلب المنطق وتصبحين قادرة على استخدام السلك ويزول خوفك من الزجاج المكسور.
ج – الآن يمكنك التعرض الحقيقي وتنفيذ خطة ال 15 دقيقة سوف نبدأ بلمس السلك والزجاج المكسور ونؤجل طقوس النظافة المبالغ فيها والبعد عنها وتنفيض الملابس و... و.... و....15 دقيقة لمدة أسبوع ثم استعمال سلك المواعين في النظافة ووضع بعض الزجاج المكسور في الدولاب وجيوب ملابسك وشنطة الخروج لمدة 30 يومية أسبوع ثم 45 دقيقة يوميا أسبوع، ثم 60 """""""""""""""، ثم 75 """"""""""""" "، ثم 90 """""""""""""""، ثم........ ثم ....... ثم...........، حتي ينطفئ القلق والخوف من هذه الأشياء تماما.
– من المؤكد أن الخطة العلاجية السابقة المسماة العلاج المعرفي السلوكي لابد أن تكون على خطوات في حلها مشكلة.... مشكلة ولا يصلح تطبيقها كلها معا.
– ضعي في اعتبارك تناول دواء علاج الوسواس القهري لأنه بالدواء سوف يكون تغيير الأفكار ووقف الطقوس أسهل إن شاء الله، وأما برنامج وخطة العلاج المعرفي السلوكي لأعراض الوساوس الدينية لديك فستجدينه مفصلا في مقال على هذا الموقع أيضًا في قسم الوسواس القهري تحت عنوان: علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا.
ندعوك وندعو أنفسنا إلى كثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح والإلتجاء إلى الله سبحانه.
- لاتنسي الصلاة في مواعيدها بدون تكرار أو خروج عنها.
- عليك الالتزام بورد يومي من القرآن مهما كان قليلا لقول النبي صلى الله عليه وسلم خير العمل أدومه وإن قل.
الإلتزام بأذكار النبي صلي الله عليه وسلم وعلى الأقل أذكار الصباح والمساء ويعد الصلاة وقبل النوم.
- تقوى الله في كل شيء ولكن باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالمبالغة أو التكرار أو التشدد.
- التسمية قبل كل شيء.
- فعل المأمورات وترك المحظورات قدر الاستطاعة.
ونسألك الدعاء.