التريبتيزول
أعزائي أحييكم وأشكر اهتمامكم، منذ 12 سنة تعرضت لحادث انتحار نجوت منه وعلى أثره رخص معالج نفسي استعمال التريبتيزول سيما أن أساس مشكلتي هي اكتئاب نفسي ووحدة وانعزال.
الآن وبعد 12 سنة لا يزال التريبتيزول صديقي ولا تزال الرغبة بالانتحار موجودة، إذن فماذا استفدت أنا طيلة هذه السنين من هذا العقار؟؟؟ سيما أن اكتئابي زاد ورغبتي الجنسية ضعفت وأدائي مع أي امرأة كان سيئا وهزيلا مع أنني لازلت أعزب.
لقد أحرق التريبتيزول أعصابي وجعلني كثيرا ما أتوتر وأخرج عن طوري لأتفه الأسباب، ولكنه بنفس الوقت سر حياتي فبدونه أحاول الانتحار!!!
أرجوكم ما هو البديل لإنسان مسكين مثلي يعيش وحيدا بلا أهل أو حبيب؟؟
أدمنت الكحول لفترات طويلة لأنها كانت تريح أعصابي ولكن مشاكلي مع القولون والمرارة أحيانا تبعدني عنها..............
فما هو الحل؟؟؟؟
1/1/2004
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في موقعنا، الحقيقة أن إفادتك التي وصلتنا من خلال بريد المشاركات قد حجبت عنا كثيرا من المعلومات المهمة، ورسالتك في مجموعها على أي حال تحمل مجموعة من المفاهيم المشوهة، والتجني الذي يبدو تجنيا بغير علم.
فأنت تبدأ إفادتك بقولك أنك: (منذ 12 سنة تعرضت لحادث انتحار نجوت منه)، فكيف يكونُ اختيارك للفظة تعرضت صحيحا، لقد حاولت الانتحار يا أخي الفاضل، وكنت مسئولا عن تلك المحاولة، وإن كنا نحتاج دائما في تقييمنا لمحاولة الانتحار إلى كثير من المعلومات لم تذكر لنا أنت شيئا منها، فلا معلومات عن الطريقة التي استخدمتها ولا عن الأسباب الحقيقية التي دفعتك إلى ذلك إلى آخر مجموعة طويلة من الأسئلة، وأنا هنا لست في موقف من يلومك بعد مضي اثنتي عشر سنة ولكن أحيلك إلى ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تتعلق بالانتحار تحت العناوين التالية:
لقد كنت في حضرة الله فلماذا لم تعترض ؟! مشاركة
قوات استطلاع ؟ ! أم قرون استشعار للملاك ؟
المهم أنك بعد ذلك تبين لنا أن الطبيب الذي وصف لك ذلك العقار كان قد شخص حالتك اكتئابا Depression ووصف لك عقارا من مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة TCAهو الأميتربتلين أو التريبتزول، ولكنك بعد ذلك أمضيت ما يزيد على العقد من الزمان وأنت في علاقة تتسم بتناقض المشاعر تجاه ذلك العقار، فمن ناحية أنت لا تستطيع الاستغناء عنه لأنك بدونه ستحاول الانتحار (مع أنك في ذات الوقت تقول بالحرف الواحد: " الآن و بعد 12 سنة لا يزال التريبتيزول صديقي ولا تزال الرغبة بالانتحار موجودة").
معنى هذا أن العلاج لم يكن مناسبا أو الجرعة لم تكن كافية، ولا تفسير عندنا لذلك إلا أنك لم تتابع مع طبيبك النفسي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنك كنت تستخدم العقار لأسباب أخرى غير أنه يعالج الاكتئاب عندما يعطى بجرعاته المناسبة أما استعمالك أنت له فكان على ما يبدو من أجل تهدئتك فقط أو تسهيل النوم عليك، ثم يصل التناقض قمته عندما تصف صديقك أو عقارك هذا الذي لا تستطيع الاستغناء عنه بأنه تسبب في إضعافك جنسيا، وتفاجئنا بأن أداءك الجنسي لم يكن كما ينبغي مع أي امرأة ثم تقذف في وجوهنا قنبلة أنك غير متزوج! فماذا يا ترى يكونُ شعورنا ونحن نقرأ هذه الإفادة:
أولا: من مسلم يتكلم عن الأداء الجنسي في الحرام بغض النظر عن كونك مريضا من عدمه فأنت تتكلم عن أكثر من عقد من الزمان.
ثانيا: وبينما نحن ندرك بل متأكدون تماما من أن العقار الذي ذكرته أصلا لا يؤثر على الأداء الجنسي مثلما تعلمنا من مرضانا الذين يستخدمون هذا العقار! فهو قد يسببُ جفاف الحلق أو احتباس البول أو انخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه أو الإمساك أو غير ذلك لكن ما ترجعه أنت إلى العقار ليس للعقار ذنب فيه!!
ونقول أن أداءك السيئ قد يكونُ راجعا إلى الكحول أو إلى إفراطك في استنزاف طاقتك أو إلى فهم خاطئ لكيف يكونُ الأداء الطبيعي، ونحن في انتظار تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع ولكن من خلال الموقع عندما نبدأ في استقبال المشكلات وموعدنا أصبح معروفا من خلال الضغط على أيقونة أرسل مشكلتك بعد قراءة صفحة الإرشادات.
وأجدني أحيلك هنا إلى المقالات التالية على موقعنا مجانين نقطة كوم تحت باب الطب النفسي شبهات وردود تحت العناوين التالية:
الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات
الأمراض النفسية لا شفاء منها
ولعل التناقض يبدو جليا أكثر في قولك: (لقد أحرق التريبتيزول أعصابي وجعلني كثيرا ما أتوتر وأخرج عن طوري لأتفه الأسباب، ولكنه بنفس الوقت سر حياتي فبدونه أحاول الانتحار!!)، ثم تسأل بعد ذلك عن البديل لذلك العقار (أو بمعنى أدق لهذا العلاج المنقوص)، وهنا أحيلك إلى الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان:
الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص؟
التفكير النكدي
الاكتئاب الجسيم وماذا بعد
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج.
لأقول لك أولا أن العلاج المعرفي وربما تعديل جرعة العقار أو حتى تغييره قد يكونُ أهم، واقرأ الرد التالي من استشارات مجانين تحت عنوان: علاج الاكتئاب المعرفي: فتح الكلام:، وكذلك مقال: العلاج المعرفي للأخت المستشارة: د. داليا مؤمن، من على موقعنا أيضًا
وأرد بعد ذلك على سؤالك بأن أولا تشخيص حالتك هو أقرب من اضطراب ما في سمات الشخصية قد يكون الضجر والملل وعدم القدرة على التكيف وربما عسر المزاج أو الاكتئاب أحد أهم مظاهره، ثم نصل بعد ذلك إلى الختام السيئ الذي اخترته لإفادتك حين تقول (بعد أن سألتنا أن نطرح لك بدائل):
أنك استخدمت بنفسك أحد هذه البدائل كما يفهم من السياق وهو الخمر!!! يا أخي أنا لا أنكر عليك أن استخدام الكحول قد يعطيك بعض الراحة من الملل والضجر والضيق والقلق والاكتئاب، لكنه خادع وكاذبٌ لأن ذلك أولا لا يدوم وثانيا يصيبك ببلايا عضوية ظهر بعضها بالفعل كما ذكرت في القولون والمرارة، وإن كنت أظن الأدق هو أن تقول في المعدة والكبد، كذلك يصيبك ببلايا نفسية لا حد لها، وقد قال سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم السلام "عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا عذر لمسلم إذن إن لجأ لحرام للتداوي به.
إذن عليك أن تستكمل علاجك وأن تكف عن التفكير بصورة نكدية من خلال العلاج المعرفي ومحاولة التقرب إلى خالقك عله يغفر لك فهو الغفور الرحيم الذي لا يرد لاجئا إليه، ونأسف على قسوتنا عليك، كما نأسف على حال المسلمين، ولعل الله يكتب لك كل خير إن شاء الله، فتابعنا بالتطورات فنحن في انتظار إفادتك.