لم أسمع منه كلمة حلوة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي أن أفضفض وأقول ما في داخلي، وأرجو أن تردوا عليّ بصراحة رداً شافياً قاطعاً فلربما أرتاح. لقد جرّبت الذهاب لطبيب نفسي لأحكي له عن كل ما في داخلي ليساعدني، لكن للأسف لم تكن الجلسة تتعدى 15 دقيقة، وأنا لا أملك المال الكافي لأدفع 200 جنيهاً كل جلسة، لذلك أتمنى أن يتسع صدركم وتسمعوا لي. أنا أشعر بالاختناق ولا أدري كيف أبدأ حياتي من جديد، إحساسي بالذنب يخنقني ويقتلني كل لحظة، إحساسي أنه كان من الممكن أن أعمل أكثر مما فعلت يحبطني.
عمري 21 سنة، لم يكن لي أي علاقات مع الجنس الآخر كبقية البنات، هم كانوا بالنسبة لي زملائي، وإن شعرت نحو أحدهم بحب كنت أكتمه حتى أنسى وأرجع لعقلي وأقول أنه حب بلا نتيجة. في السنة الثانية من الكلية ظهر أحد أقاربي من بعيد يكبرني بعشر سنوات؛ هو خريج نفس كليتي ومعرفتي به بسبب أني كنت أستشيره في أمر ما في مجال كليتي، ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول لفت نظري بخفة دمه وبعض كلمات الإعجاب المحترمة. وبعدها بشهر طلب يدي، كنت مترددة جداً، مرة أقول لوالدي أني موافقة، ومرة أرفض!
كنت أوافق لأني لأول مرة أسمع كلاماً حلواً وأرى أفعالاً تدل على إعجاب أحد بي، ولأنه خفيف الظل -كان العديد ممن أعجبوا بجمالي واحترامي لا يجرؤون على التصريح، وإن حاول أحدهم بالتلميح كنت أصده، لكن هذا الإنسان كان عنده مساحة من الحرية للتعبير بحكم القرابة- لكن كنت أرفض لإحساسي أنه ليس طبيعياً نفسياً، فحين كان يكلمني لم تكن عينه تثبت، كانت تجول في كل المكان، برغم أن الطبيعي ان يركز المرء على الشخص الذي يكلمه.
كان يحبني جداً، كان يعشقني لدرجة جنونية، لكن هذا لم يكن بالنسبة لي، لأنه لم يشعرني بالأمان سواء المادي أو المعنوي. من ناحيه الأمان المادي فقد كان مسرفاً جداً، وكان يستدين ليصرف ببذخ ويشتري أشياء غالية من أجل صورته أمام الناس، وعلى الرغم من أن عمره قارب على الثلاثين إلا أنه حتى لم يدخر أي مبلغ من المال، ولم يكن يملك شقة مع أن دخله مرتفع.
أما بالنسبة للأمان المعنوي؛ فكان كلما آلمه جنبه -اتضح بعد ذلك أنها الزائدة الدودية- يبكي بشدة ويوهم نفسه أنه قد يكون ورماً خبيثاً! كما حصل موقف أشعرني أنه جبان، وهو: كان هناك ضابط يراقبني من مدة يرغب في أن يخطبني على الرغم من معرفته بأني مخطوبة، وفي يوم اعترض طريقي، ولما كلمت خطيبي لم يفعل شيئاً! ولا حتى قال لي انتظريني بعد المحاضرة ولا تمشي وحدك! مع العلم أن بيته قريب من المكان ولديه سيارة. وفي يوم رجوعي من رحلة كان متردداً في اصطحابي للبيت خوفاً من أن يكون الضابط هناك، ولما كان يأخذني من الدرس كان ينتظر في السيارة ولا يخرج منها تحسباً لأن يراه الضابط بصحبتي، على الرغم من أن حل هذه المشكلة كان من طرف أحد أقاربه المتنفذين، لكن لم أشعر معه بالأمان وأنه قادر على حمايتي.
بعدها حدثت الكثير من المشاكل بيننا كان كل مرة يبكي فيها، وكانت بسبب أنه مسرف وبعيد عن الله -كنت ألح عليه ليصلي-، وأنه كان يحب الإمساك بيدي ويقبلها بينما كنت أسحب يدي منه لأن ذلك حرام، وإن كنت أسمع كلامه بعد جدال طويل في الأمور التي كان يتحجج أنه يخاف عليّ -أنا كنت أناقشه فيها لأني أصلاً لا أشعر أنه يوفر لي الأمان، فكيف أصدق أنه يخاف عليّ-. كنت أحس أنه غير متزن نفسياً وما أكد ذلك كثرة بكائه بلا داعٍ، وحتى بكاءه عندما كان يعبر لي عن حبه.
المهم، انفصلنا بعد 8 شهور خطوبة، وهو من طلب ذلك، ففي آخر مشاجرة كان يرفض مشاركتي في تنظيم بطولة رياضية هو يرى أني سأتعرض فيها لمشاكل ومعاكسات، ولم أسمع كلامه لتلك الأسباب المتعلقة بإحساسي معه بالأمان وتناقضه مع تصرفاته، ولأني أيضاً كنت صغيرة وأرغب في التعرف على الدنيا. طبعاً صدمت جداً لأنها كانت أول تجربة في حياتي، وتجربة رسمية -خطوبة- وأنا سني 18 سنة فقط، ولأنه كثيراً ما كان يدللني ويعاملني برومانسية ويساعدني في المذاكرة ويقف بجانبي في امتحاناتي وينتظرني بعد الامتحان ليطمئن عليّ ويوصلني للبيت، وكان يضحكني كثيراً... لكن في نفس الوقت، كنت أقول الحمد لله لأني ما كنت لأحتمل طبيعته غير السوية، خصوصاً أنه حاول بعد فسخ الخطوبة أن يرجع لي ثانية، وكان يكلمني وهو منهار تماماً ويبكي بحرقة كالأطفال ويتعتع في الكلام ويكرر الكلمة أكثر من مرة، حاولت والله إخراجه من حالته تلك، لكني عجزت فتركته، وقد تعبت من ضعفه. بعدها كان يتقدم لخطبتي العديدون، لكن كنت أرفض لخوفي من تكرار التجربة، لكن في نفس الوقت كنت أرسم في خيالي أني أحب وسأتزوج من يجمع بين الدين والعقل وحب الحياة، لذلك أنا ملتزمة وفي ذات الوقت أحب الضحك والحركة، وأحب اللمسة الرومانسية في الحلال.
بعد حوالي سنة ونصف، تعرفت على أصحاب جدد وطيبين في مجموعة أخرى، فتركت المجموعة الني كنت معها لأنهم كانوا يتكلمون على الناس ومتكبرين ومغرورين ولديهم علاقات مع الشباب. إحدى صديقاتي الجديدات عرضت عليّ الخطبة لأخيها المتدين جداً والمحترم والكريم ومحب السفر -أنا أيضاً أحب السفر- خفيف الظل، طويل القامة -يهجبني الطوال- وشكله مقبول، لكنه مقيم في السعودية.
فرحت جداً فهذا من أتمناه، ولا يهم فأضحي وأعيش في السعودية على الرغم من رفضي لفكرة الاغتراب تماماً بسبب طبيعتي الاجتماعية، ولأني رأيت تجربة والداي في السعودية وأن أمي لم تكن سعيدة ببعدها عن أهلها فترة طويلة في بلد مغلقة، لكن قلت سأحتمل وأضحي بحلمي في العمل والنجاح لأعيش مع الإنسان الذي أحلم به. أهلي لم يوافقوا لأن والده ممثل -ليس مشهوراً- وهذا الوسط في الغالب سمعته سيئة، لكني عارضتهم بشدة وحاولت إقناعهم، خصوصاً أنه خريج كلية قمة، وكنت أرفض كل المتقدمين لخطبتي حتى وافقا عليه. تعارف الأهل وارتاحوا لبعضهم، وتبادلنا أرقام الهواتف لنتعارف على بعضنا عن طريق الجوال حتى تسنح له الفرصة للحضور لمصر ورؤيتي.
أمضينا شهرين نتكلم على الهاتف، كان كل الاختلاف بيننا هو رؤيتنا للحلال والحرام؛ فهو يتبع بعض الآراء المتشددة التي تحرم الكثير مثل لبس البنطال للمرأة حتى لو كان واسعاً وفوقه رداء طويل يصل الركبة، أعياد الميلاد، الموسيقى...إلخ، خفت في البداية لكن بعدها تراجعت في خوفي خاصة حين شعرت أن كل هذه آراء يمتلكها لكنه لا ينفذها، إذ عرفت أنه سافر للبنان مرتين وكان سيتزوج لبنانية غير محجبة، وكان يجلس على شواطئ جالسيها كلهم بالمايوهات، ويسبح في بركة السباحة وسط لابسي البيكيني، وكان في كل بلد يسافر إليها يتعرف على بنات، ودخل الديسكو مرتين -وكل هذه الأحداث من وقت قريب قبل أن يعرفني بشهور قليلة، رغم أنه بدأ طريقه في التدين آخر سنة في الكلية-، وكان كل كلامنا في الهاتف جاداً، وقليلاً ما كنا نتطرق لمواضيع غير جادة أو كنا نضحك لرغبته في أن تبقى الأمور بيننا جدية بعيدة عن الشبهات حتى نرتبط رسمياً-.
للأسف، بعد خطبتنا لم أسمع منه كلمة حلوة إلا يوم الخطوبة قال لي "أحبك" وبعدها كان يقول كل أسبوعين مرة انه اشتاق لي، فكنت أختنق جداً لكن أصبّر نفسي بحجة إننا مخطوبان فقط ولسنا متزوجين وأحمد لله فبذلك يرضى عنا!. بعد خطوبة دامت 3 شهور كان فيها في السعودية وأنا في مصر جاء في إجازة الصيف وعقد قراننا، فرحت جداً فأخيراً سأعيش الرومانسية والحب والضحك في الحلال، لكنه خيبني من أول يوم عقد القران فقد خرجنا معاً ولم ينطق بكلمة ولم يقل لي سوى أن الطعام لذيذ وأنه يشكو صداعاً، ويتصل بأمه ليسألها ماذا يفعلون وأن تبقي له حصته من الطعام -كان كلما تحصل بيننا مشكلة أو حتى مشادة كلامية فقط كان يسارع للاتصال بأمه وبعدها تتصل هي بي وتسألني لم أغضبته؟!-، ولما رجعنا للبيت ونحن مازلنا على الدرج فاجأني بإدخال لسانه في فمي وحملني ودخل بي البيت، وعندما راني دون حجاب لأول مرة انتهز فرصة وجودنا وحدنا -لم تكن أمي جالسة معنا- كرر إدخال لسانه في فمي وأخذ ويمص فمي بشدة ويتحضنني بشدة -أحسست بقرف-، استغربت بأن كيف بشخص لم يسمعني كلمة حلوة ويعاملني كأني أخته في نزهتنا تلك يفعل ذلك معي؟!
عرفت منه في اليوم التالي أنه تجنب أي كلام في نزهتنا قد يدخل دائرة الحرام!- كدت أجنّ، فكيف يكون الحرام في كلمة حلوة ولا يكون في الاحتضان والتقبيل، وعندما سألته ذلك لم يجب! مرّ عشرون يوماً، طيلة إجازته يزورني كل يوم لا كلمة حلوة ولا يمازحني ولا يضاحكني، وأول ما فرصة تسنح بوجودنا وحدنا يسارع في تقبيلي واضعاً يده على مؤخرتي -كنت أحس بقرف لأني أحس أنه يحضنني لشهوة وليس لحب- حتى في مرة كان يقول لي "إحنا المفروض نهدّي اللعب شوية"! ومرة قال في آخر يوم قبل سفره "كفاية كده، أحسن كمان نص ساعة حاتبقي حامل" مما أثار قرفي واشمئزازي لبعده عن الرّقة والكياسة.
كل ذلك كان يصدمني عاطفياً ويخنقني، لم نكن نتكلم عندما نخرج معاً إلا عن جودة الطعام وأن لبنان أفضل من مصر في الخدمة... رغم أنه كان كريمأً جداً معي ويدعوني لأماكن غالية واشترى لي جهاز هاتف جوّال غالٍ، وكان يحترم أهلي، ويهديني وردأً. لما رجع للسعودية كان يحصل بيننا مشاحنات كثيرة بسبب خلافات الرأي في الحلال والحرام، وبعد أن كانت المناقشات في مرحلة الخطوبة لا تتعدى أن كل واحد فينا يعبر عن رأيه، أصبح يلزمني برأيه، وأنا ليس من طبيعتي التسليم وقول "حاضر" من غير اقتناع، فكانت مناقشاتنا تصل لأن يرفع أحدنا صوته على الآخر وتتحول لمشاجرة.
لم يعبر لي عن اشتياقه لي إلا في مرة واحدة، وكل كلامه كان في الدين لأنه أراد أن يهيئني "دينياً"، في مرة سألني كيف سأعلم أولادنا الصلاة بأسلوب شجاري وذاك؟! ومرة قال أني يجب أن أستمع لنفس الشيوخ الذين بسمع لهم ليكون عندي نفس وجهة النظر وإلا فلن نتفق ولن نكمل معاً، فاختنقت أكثر مع عدم إحساسي بأنوثتي وبالحب، كما أنه كان لا يفكر في فتاوى الشيوخ الذين يسمع لهم، على الرغم من أنه ذكي، كنت اشعر أنه ببغاء.
كنت كلما يسألني عنه أحد أقول أني مخنوقة وأريد الطلاق، حتى قررت في يوم أن أبوح له بمشاعري بطريقة لبقة، وباحتياجي للكلمة الرقيقة والدلع، رغم أني قلت له سابقاً أني أحتاج لسماع كلام حلو، لكن هذه المرة أضفت احتياجي للمسة الرومانسية، لكن للأسف لم يمر إلا أياماً قليلة وحصلت مشاجرة أخرى بيننا بسبب أني لا أعبد الله بالدرجة الكافية في رمضان! كنت في فترة الحيض وتابعت بعض الحلقات من المسلسلات، تقبلت نصيحته ولكن النصيحة تحولت لمشاجرة عندما قلت له أني اكتفيت وفهمت -بعد ساعة من النصائح- فاستشاط غضباً واتهمني بالتكبر وأني أظن نفسي سأدخل الجنة! قرددت عليه بأن افعل ما يريحك.
مرّت خمسة أيام بعدها كلمته فيها مرة فلم يرد وكنت أبعث له رسائل أخبره فيها بأماكن خروجي لكنه لم يرد، ثم عاد لمصر قبعثت له برسالة أقول له فيها الحمد الله على السلامة، واتصلت به في بيته ولم يرد، وفي نفس يوم الوصول كلّم والده والدي وأخذ موعداً للزيارة. عندما جاؤوا لم أقابلهم، ولاحظت أنه يتكلم مع أهلي بقليل من الذوق وينادي أبي "يا حاج" بدل "يا عمي"، وشكا من مشاجراتنا وأنه يعيش في جحيم ويريد أن يطلقني، فكلمت أخته ووسطت شيخاً للإصلاح بيننا، لكنه رفض أصلاً مبدأ الصلح وطالبني بنصف ثمن الهاتف الجوّال والعطر الذي أهداني إياه، بل وأخذ الهدايا بأكملها دون أي حياء أو خجل.
أنا الآن نادمة، أقول لنفسي ليتني سمعت كلامه وأرحته في أوامره بخصوص الدين وأن أستمع فقط لمن يريدني أن أستمع لهم، ليتني صبرت عليه فلربما تغيّر، فقد يكون تصرفه ذاك بسبب رمضان والحالة الإيمانية زائدة عنده، ليتني احتملت عدم رومانسيته وجفافه مقابل كرمه المادي خصوصاً وأنه كان يخطط أن نقضي أسبوعين في بلد أوروبي بعد الزواج، وأنه تحمّل مني أني أضعت 250 ريالاً رصيدأً في الجوّال دون قصد مني وعن جهل فلم يغضب مني -لكنه ذكر تلك الحادثة من ضمن المشاكل عندما زارنا مع والده-.
لقد عدد من ضمن المشاكل أني لم تعجبني نزهاتنا معاً على الرغم من إني أوضحت له أن ما يضايقني هو صمتنا وضربت له مثالاً: عندما ذهبنا لنشرب عصير قصب وكنت في منتهى السعادة لأنه كان هناك تواصل بيننا، وفى يوم آخر ذهبنا فيه لأحد المقاهي -ليس مكاناً غالياً- فقط لنتكلم... كنت سعيدة.
أقول لنفسي ليتني كنت راضية وكان عندي العزيمة للاستمرار واحتملت حتى نصل لنقطة نتلاقى فيها. أنا نادمة على ما فات، أأنا ظالمة أم مظلومة؟. أنا أحس بالنقص، أحس أني صرت second hand مستعملة، درجة ثانية... لم يعد لي حرية الاختيار في رفض أو قبول أي خاطب، فالمفروض أني الآن سيئة السمعة بسبب خطوبة فاشلة وطلاق بعد عقد قران لم يدم أكثر من شهرين، أحس أني معيوبة. لكني في المقابل رضيت بأشياء كثيرة وتنازلت عن أمور مهمة؛ رضيت أن لا يكون لي شقة في مصر وأن نوفر ثمنا ليشتري به شيئاً يخص عمله حين نرجع لمصر، رضيت أن أذهب للسعودية على بيت غير مفروش بفرش جديد لأوفر عليه المصاريف، ورضيت أن أضحي بأهلي وأصحابي وبلدي وطموحي في العمل لأجله، وبرغم ذلك ما شكوت لأحد كما كان يفعل ويدخل الأهل في كل كبيرة وصغيرة.
هل أنا سيئة فأستحق الطلاق؟ ربما هذا عقاب من الله لأني كنت أقول أني أريد ن أتطلق؟ أنا نادمة لأني لم استقبله في المطار أو كلمته على جواله، كان يجب عليّ أن أكون أحنّ فلا أكتفي بالرسالة واني كلمته على البيت. أنا نادمة لأني لم أقابله عندما جاء مع والده آخر مرة فلربما ضعف حين يراني.
المصيبة الثانية أن خطيبي الأول كلمني اليوم بحجة أنه يدلني على فرصة عمل وقال أنه عمل عملية لاستئصال ورم من دماغه وأنه يريد فقط أن يتصالح مع الدنيا لأنه خرج بنتيجة من تلك التجربة أن الدنيا ليس لها قيمة وأنه قد يموت في أي لحظة، وقد وافقت أن يكلمني فقط بخصوص العمل، فهل أخطأت؟.
04/11/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا "نورا" معنا، نوّر الله قلبك وعقلك ودربك.
عندما بدأت بقراءة قصتك يا نورا وكنت في الفصل الأول فيها كنت أقول لنفسي أدعو الله ألا تتزوج هذا الشخص فأنت ذات قدر وقيمة أعلى منه بكثير ولو كان يملك المال والمنصب وغيرها.... فأنت عاقلة، متدينة، جميلة، ومتعلمة، ومن المؤكد أن أهم ما تطلبينه في الشاب هو تدينه وهذا الشرط مفقود عند خطيبك الأول وأحمد الله أنك لم تتزوجيه.
أما الثاني فلم يا نورا تخنقين نفسك وأحلامك وطموحاتك؟ ما دام الانفصال قد حصل فاحمدي الله عليه وانطلقي مرة ثانية في حياتك، من حقك أن تحظي بمن يحبك ويعبر لك عن ذلك، فما نفع العواطف إن لم نعبّر عنها؟! ومن حقك أن يكون لك وجهة النظر الخاصة وللأسف فإن الكثير من رجالنا يعتبرون أن موافقة الزوجة لهم في كل صغيرة وكبيرة هي الوجه الأجمل للعملة وأنا أرى بأن الاختلاف، ضمن المشروع والمقبول، هو الذي يغني الحياة ويزيدها جمالاً وتنوعاً لو أحسنا التعامل معه، ولكن علينا جميعاً أن نتعلم فن الاختلاف أولاً. لا تندمي على ما حصل وعلى ما فعلت فقد فعلت أفضل ما كان بإمكانك في ذلك الوقت وليس من الحكمة أن تلومي نفسك الآن على حدث مضى له ظروفه وملابساته ولا تحكمي عليه الآن وقد تغيرت الظروف والنفسيات والملابسات.
تذكري يا صديقتي حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان رواه مسلم. وفي معنى الحديث أن على الإنسان بذل الجهد والاستطاعة ثم التوكل على الله وبعد ذلك فإن أصابه مكروه فلا يلومن نفسه على تقصيره فإن اللوم يفتح باب الهموم والأحزان والله يريدنا أقوياء نتطلع إلى الأمام فلا نمضي أيامنا بالتحسر على ما فات وهو مقدر علينا.
انظري إلى الأمام وانتظري مكافأة الله على عفتك وطيبتك، وليكن ظنك حسناً بالله أنه سيرسل إليك من يستحقك. لا تستسلمي للنظرة السلبية في أنك أصبحت أقل قيمة فكلنا معرضون لتجارب قد تخفق وقد تنجح.
أما بالنسبة لظهور خطيبك السابق في حياتك، فإياك يا نورا أن تقدمي على أي ارتباط معنوي أو حقيقي قبل أن تتركي لمشاعرك الوقت لترتاح وتستقر.
وتابعينا بأخبارك
اقرئي أيضاً على مجانين
نفسي عائلي: عواقب الطلاق Divorce Consequences