أصوات الناس أثناء الأكل
السلام عليكم،
استوقفتني هذه الاستشارة حيث أني أعاني أيضاً من النفور الشديد من الأشخاص الذين يصدرون أصواتاً أثناء الطعام، وأشعر أني أريد أن أسدّ أذنيّ ولا أسمع.
لكن أود أن أنصح الأخت صاحبة المشكلة من واقع تجربتي الشخصية؛. فقد كنت في شبابي (أنا الآن 43 سنة) لا أستطيع تناول الطعام مع والدي لهذا السبب، مع أني أحبه وأحترمه كثيراً، لكن كنت بالفعل لا أستطيع الجلوس على مائدة الطعام معه! فأنا لا أطيق صوت الأكل ولا يمكنني تنبيه والدي لذلك خشية إحراجه. ولذلك كنت دائماً متجهماً وصامتاً وعابساً على المائدة ولا أحد يعرف السبب.
يا أختي الفاضلة،
أنا الآن نادم جداً على ذلك، لقد كبر والدي ومرض، وأنا تزوجت وأصبحت لي حياتي الخاصة، وأصبحت أتمنى أن تعود الأيام فأجلس معه ونأكل معاً ونتكلم ونضحك حتى لو كان صوت مضغه يملأ المكان. يا أختي... تقربي لوالديك كما هما قبل أن يأتي يوم تندمين فيه على ضياع كل لحظة معهما.
والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.
22/10/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيّاك الله وجزاك خيراً على مشاركتك ابنتنا بخبرتك الشخصية وتشجيعها على ترتيب أولويات الحياة حسب قيمتها الحقيقية. واسمح لي بأن أصحح لك بأنك ما زلت شاباً، فالشباب عند العرب يمتد من الأربعين إلى الستين، وأتمنى أن نتمكن من نقل نضج الأربعين إلى من هم في العشرين ليعيشوا حياة أكثر سعادة بتجنب عثراتنا.
بارك الله لك في والدك وأعانك على برِّه ورزقك برّ أولادك.