بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن؟ م1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اعذرني لكتابتي بالعامية أحياناً حتى أتمكن من التعبير بصورة أفضل.
كيف حالك يا أستاذي؟ أتمنى أن تكون بخير. هذه أنا للمرة الثالثة، صاحبة المشكلة، لكني هذه المرة أطل على سيادتك بوجه جديد.
الحمد لله تغيرت نظرتي اليائسة والتشاؤمية بنسبة كبيرة واستعدت أملي في الحياة وانطلاقي فيها من جديد، وذلك بقربي لله وأملي فيه أن يغفر ذنبي ويقبل توبتي، خاصة إذا كنت أخطأت في علاقتي السابقة ويعوضني خيراً عنها.
وبما أن الرّسول عليه الصلاة والسلام علّمنا الاستشارة وخاصة ممن هم أهل علم وثقة، وأنا أثق في حضرتك وفي آرائك، لذلك اسمح لي أن أستشيرك في ذلك الأمر وسأسرده عليك بالتفصيل لتحكم وتصيب المشورة، وأود إخبارك أن كل ما سأحكيه حدث اليوم ومنذ ساعتين، ولم أطق النوم حتى أكتب لك:
اليوم قابلت شاباً عمره 28 عاماً في نطاق الأسرة رشحته لي إحدى صديقات المسجد، وقبل المقابلة كان على دراية بظروف طلاقي ولم يبدِ اعتراضاً.
أولاً: الناحية المادية
وهو شاب غني جداً، أسرته من أصحاب العقارات والأراضي والشاليهات، بينما نحن لا نملك سوى منزلنا الذي نعيش فيه -بالبلدى احنا ناس على قد حالنا-، ومن المفترض أنه طيار مدني لكن سوق العمل ليس بحاجه لطيارين حالياً، وعلى الرغم من ذلك فهو يسعى ولم ييأس للعمل في مجاله، وإلى أن يقسم له الله العمل في مجاله فهو يدير أملاكهم. وبرغم ذلك فوالدته قالت أنها لا يهمها المستوى المادي أبداً، وكل ما يهمها هو التوافق في المستوى الاجتماعي بين العائلتين، ولله الحمد أهلي جميعهم متعلمون تعليماً جامعياً وأهله كذلك.
ثانياً: الارتياح النفسي بين العائلتين
هو ووالدته وأخته أبدوا ارتياحهم لي ولوالدتي وسعدوا بنا ويرغبون في مقابلتنا مرة أخرى، وأمي كذلك كانت سعيدة بهم.
ثالثاً: التزامه الديني
قال لي أنه لم يكن ملتزماً دينياً حتى الثانوية العامة، فقد كان مثل باقي الشباب غير المبالي بالآخرة، لكنه لم يكن ينقطع أبداً عن الصلاة ويشكر والده لأنه هو من عوده عليها وعلمه ألا يتركها. بعد بعض الظروف كوفاة أحد أصدقائه في حادث طائرة ومروره بضيق نفسي لم يخرجه منه سوى المكوث في المسجد، ومن هنا بدأ يتعرف على الدين أكثر ولكن برفق، وأصبح يخصص أياماً في الشهر للذكر وتوعيه الناس بدينهم، وقال لي أنه ليس متفقاً مع فكر الوهابيين وأن الوسطية هي الصحيحة.
هو يريد زوجة تعينه على طاعة ربه، وأن يتعلما الدين سويّاً، فهو إنسان عادي يخطئ، لكنه يريد أن يسحب نفسه من غفلة الدنيا ويتقرب من الله، وفي ذات الوقت يتمتع بحلال الدنيا. أعجبتني كثيراً رؤيته للدين وأرى نفسي متفقة معه.
رابعاً: صفاته الشخصية
* الصفات الإيجابية:
طيب؛ وقد استنبطت ذلك من اهتمامه الشديد ببواب عمارتهم فقد كانت رجله مكسورة، فكان يتصل بطبيب من أقاربه ليجبر كسره، ولم يسترح حتى اطمئن أن قريبه سيمر على البواب ويأخذه لعمل جبيرة.
- حنون وواسع الصدر؛ واستنبطت ذلك من تعامله مع أولاد أخته الصغار الذين يحبونه جداً، والذين يقطعون حديثنا بين الفينة والأخرى وليطلبوا منه بعض ألعابهم، فلم يمل منهم ولم يزجرهم.
- عنده أمل وغير يائس؛ والدليل على ذلك عدم استسلامه لتعثره في إيجاد فرصة للعمل في مجال دراسته، وعدم الاتكال على إدراة أملاكهم، بل على العكس هو في سعي دائم للعمل في مجاله.
* الصفات السلبية:
- أعتقد أنه لا يمكن الاعتماد عليه فهو شخص مرفّه جداً، كل شيء متاح أمامه؛ فقد سافر تقريباً لمعظم دول العالم، درس الطيران بتكلفة كبيرة جداً لا يقوى عليها سوى الأغنياء، كما أنه الولد الوحيد والأصغر بعد ثلاث بنات - أثناء حديثنا كان يقول أن أخواته يرحنه من أعباء كثيرة، فأخته المضيفة تشتري له ملابسه من الخارج، والثانية تطبخ له طعامه، فسألته ماذا يفعل لهن، فردّ أنه يقضي لهن حاجاتهن خارج المنزل!.
أرى أنه لم يتعرض لموقف صعب في حياته حتى يتعلم المسؤولية، ولم يتعرض لحياة صعبة مثلي، إني أجد نفسي أكثر منه خشونة حتى في طريقة نطقي للكلام وهذا يضايقني كثيراً. أنا أتمنى أن أتزوج بإنسان ذاق الحياة الصعبة ثم أكرمه الله، أو أن يكون متوسط الحال فيخرج للحياة فيذوق قسوتها حتى تكافؤه بنعيمها، وبذلك تؤدبه النعمة وتذله الحاجة، وحين تعود عليه الكرة مرة أخرى وتذقه الحياة مراراتها يواجهها بما لديه من الخبرة في التعامل معها والنجاة منها.
- لم يسألني عن أي شيء، فأنا التي أسأل وهو يجيب، وكنت أكثر اندماجاً في الجلسة.
- عندما جاء النادل، وأخذ كل واحد فينا يطلب ما يريد أخته هي التي بادرت بتجميع طلباتنا وقالتها جملة واحدة له، بينما هو ساكت ويراقب فقط، وذلك أحد الأشياء التي أوحت لي أنه لا يمكن أن اعتماد عليه.
وأخيراً يا أستاذي العزيز، ويا من أضعه في مكانة والدي، اتصلت والدته بنا وقالت أنهم مرتاحون لنا وسألت أمي عن رأيي فقالت لها أني مرتاحة أيضاً لمقابلتهم، وردّت أمه أن ابنها أيضاً سعيد بي وبأمي ويرغب في مقابلتنا مرة أخرى.
الآن بعد أن أطلعتك على كل شيء، فهل ترى أن ما يضايقني فيه كافٍ لرفضه؟ أم يجب عليّ أن أقابله مرة أخرى وأرى إن كان ما يضايقني فيه حقيقي أم لا؟ وكيف أستشف ذلك؟ وما هو رأيك في كل ما سردته عليك؟.
أرجوك يا أستاذ رفيف سارع بالرد عليّ، وجزاك الله كل خير عن كل مجهود تبذله في ذلك الموقع.
8/12/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخت العزيزة؛
دون مقدمات: طبعاً هذا الذي يضايقك غير كافٍ للرفض، والرفض لأجله عين البطر، بل هو لا يستدعي المضايقة أصلاً!!.
إيجابيات ذلك الشاب كثيرة، وصفاته حميدة، وشكواك توحي بأنك تريدين عريساً من الجنة!! إن العريس (كامل الأوصاف) الذي يكون مفصلاً تفصيلاً حسب رغبات الفتاة –كبيرها وصغيرها- غير موجود فانتظريه ما طاب لك الانتظار!!
إذا كان الشخص مرفهاً فليس بالضرورة أن يكون غير أهل لتحمل المسؤولية!! وإذا كان كل شيء موفراً له فليس بالضرورة أنه لا يعتمد عليه! هل اختبرتِه لتعلمي حقيقته؟ وما أدراك أنه لو أحاجته الظروف لتحمل المشاق كان أهلاً لتحملها وزيادة! لكنه الآن ليس مضطراً لأن يزج نفسه في المشاق زجاً!!.
عبت عليه شراء أخته لثيابه أو إعداد الأخرى لطعامه! وماذا في هذا؟ وهل تريدين من زوجك غداً أن يطبخ هو، وتجلسين أنت للفرجة عليه؟ وحتى شراء الثياب..، كثير ممن يحملون المسؤوليات الكثيرة لا يهتمون بشراء ثيابهم وتقوم زوجاتهم بهذه المهمة! ألا يكفيه أنه يكفيهن أشغالهن واحتياجاتهن خارج المنزل؟؟. ثم ما أدراك أنه لم يذق مرارة الحياة؟ هل تظنين أن مرارة الحياة فقط في فقد النقود؟؟ لربما هو الآن يحس بمرارتها أكثر من أي شخص معدم لعدم تحقق رغبته في العمل باختصاصه، وخاصة إذا كان طموحاً ولا يحب الاتكال على أهله!! كل إنسان له محنة تناسبه وتريه حقيقة الدنيا الفانية وصعوباتها... وما أرى طلبك لمتوسط الحال الذي ذاق الصعوبات، إلا كطلب بني إسرائيل للفوم والبصل بعد أن أنزل الله عليهم المن والسلوى!.
وأما عدم سؤاله لك عن شيء فقد تكون قلة الكلام طبعاً له، وقد يكون ذلك لهناءة نفسه إذ إنه لا يكثر الطلبات، والمهم أن تكون زوجته صالحة (تريح رأسه)... فلا يمكن أن تستشفي من ذلك شيئاً من أول مرة... وكذلك قيام أخته بالطلب من النادل لا يمكن أن تعطيك الآن أية فكرة عنه...
أرى أن تستخيري الله تعالى، وتتابعي أمرك مع هذا الشخص، ولا ترفضيه إلا لسبب قاهر أو خلة لا تحتمل تظهر لك منه بعد اختباره...
إن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل، وليس من العيب أن تحملي عنه بعض المسؤوليات إن كنت أفضل في حملها منه، أو كان مشغولاً بحمل غيرها... المهم أن يكون مقبلاً على الله محباً للتقرب إليه، وهذا ما لمسته من خلال وصفك له، وأن يكون حسن الأخلاق لا يهينك بكلامه ولا يؤذيك بأفعاله... وكل علة بعد هذا هي نقص بشري لا ينفك عنه إنسان... فقابليه مرة أو أكثر فإذا تحققت من اتصافه بما ذكرتِ من الصفات الإيجابية، فتوكلي على الله وأقدمي على الارتباط به وأسأل الله لك التوفيق...
وبالمناسبة إن مجيبتك ليست رجلاً! فأنا الأستاذة رفيف ولست الأستاذ!! تحياتي...
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن م3