السلام عليكم،
المشكلة ببساطة هي أنني (أنكد على نفسي كل يوم)! أسترجع كل ما هو كئيب وحزين -حتى وإن لم يحدث أصلاً حتى الوقت الحالي- وأحياناً أتذكر آثاماً وأخطاء ارتكبتها من قبل قد يبدو الأمر بسيطاً وربما هو هكذا، ولكن بالنسبة لي على الأقل ليس بسيطاً؛ أن أتذكر أحداثاً وقعت منذ أكثر من 10 أعوام لألوم نفسي عليها وكيف سمحت لنفسي بارتكابها! ويستمر هذا الشعور أياماً لدرجة أني أمرض من شدة الحزن والحسرة!!.
أنا الآن عمري 24 عاماً، أتذكر أحداثاً معظمها حدثت لي ظلماً من بعض الأفراد أو أخطاءً جسيمة (واعترف بأنها جسيمة) قمت أنا بارتكابها، أتذكرها كل ليلة، كل ليلة أتذكر حدثاً ما وأظل أفكر به ولا أستطيع التوقف! أشعر وكأن حياتي توقفت عند هذه الواقعة، كأنها سبب كل المشاكل التي حدثت بعدها. أحياناً تكون مواقف تافهة وأحياناً تكون مصائب، لكنها في جميع الأحوال أفكر فيها في هذه الليلة وكأنها أكبر وأهم مشكلة حدثت، ولا أستطيع التوقف عن التفكير مهما فعلت.
لا أعاني فراغاً، فلدي من الأعمال ما أقوم به، ولكن لا أستطيع القيام بشيء مهما حاولت ذلك، كأنني لا أفكر بمفردي، كأن شخصاً ما يجلس بمفردي ويهمس في أذني ويكرر اللوم ويكرر نص الحديث الذي دار حينها ويعيد المشهد أمام عيني مئة مرة فلا أستطيع التركيز في أي شيء وأضطر إلى ترك ما في يدي لأنام حتى أستطيع إيقاف هذه السخافة. تأتي الليلة التالية أحياناً بنفس الحدث وأحياناً بأحداث أخرى وإن تغير الحدث وتبدل تتبدل الرؤية أي بعد أن كان الأول هو محور حياتي الذي ترتبت عليه كل الأمور..
لا أصبح تافهاً وأقل من التفاهة حتى وإن لم يكن هكذا.. وأصبح الحدث الجديد مهما كان هو الأهم والأخطر والأقسى والأكثر إثماً! أنا لا أستطيع التركيز في عمل ولا حتى في لهو.. لا أركز في الصلاة ولا في قراءة القرآن.. أعترف أن شخصيتي تبدلت، كنت وأنا صغيرة لا أهتم بأكثر من يومي لا أفكر فيما فعلته خطأً كان أم صواباً ولا ألوم نفسي عليه مهما كان، ولا أتذكر أي شخص أهانني مهما كانت الإهانة لأنني ببساطة أتناسى كل موقف بمجرد أنه مرّ ولا أفكر به ولا أحاول تذكره.. ولا أعرف لماذا تغيرت؟ وللأسف أعترف أن إيماني قد ضعف بدرجة كبيرة لأنني حاولت الانتحار أكثر من مرة وجميعها فاشلة، فأجلي لم يحن بعد! وأعترف أنه ضعف إيمان مني، لكن في كل مرة أفعل هذا لا أفكر حينها في أنه كفر وأنه انتحار بل يكون تفكيري منصب في عدة جمل عن اقتناع بها (أن الله رحيم ويعرف أنني لا أستطيع الحياة وبالتالي سيلتمس العذر لي وسيغفر لي) وأقول الشهادة! ثم بعد فشل المحاولة ببعض الوقت أراجع نفسي أني مخطئة وهذا ليس منطقاً سليماً.
لا أعاني من مشاكل والحمد لله.. فالحمد لله أتمتع بقدر عالٍ من الجمال بشهادة الجميع، ودرجة علمية ومستوى مادي، وأهل يحبونني ويخافون عليّ، ومستوى اجتماعي مرموق.. وهذا ما يضايقني أكثر لأنني حينما أحزن أو أمرض أشعر بالجحود، بكم أنا جاحدة للنعم التي أنعمها الله عليّ وناكرة لها وناكرة لما فعله ويفعله أهلي لأجلي... حقاً لا أعرف هل ما يحدث لي طبيعياً ويحدث لكل الناس وأنا من يبالغ؟ هل الجميع يعيش في تأنيب مستمر؟ وكيف لا يبدو عليهم؟ كيف يتجاوزنه؟ وإن لم يكن فلماذا أفكر هكذا؟ حقاً أريد الإجابة.
فكرت في الذهاب إلى طبيب نفسي ولكني لم أستطع لأن أهلي رفضوا الفكرة وليس بوسعي أن أفعل هذا دون علمهم بسبب ضيق الوقت.. فأنا أذهب إلى عملي وأعود منه في أوقات محددة حيث توجد وسيلة مواصلات مخصصة لنقل العاملين.. وللأسف فكرت في تناول بعض المهدئات وتناولت بالفعل قرصين (فالينيل) ولم يفعل شيئاً كأنني لم أتناول شيئاً! بعدها بعدة أشهر استخدمت( لوكستانيل) في البداية عندما كنت أريد النوم أو حتى البلادة ولكنه لم يفعل سوى إحساس بالصداع والغثيان فقط فتوقفت عن تناوله، حتى حدثت بعض المشاكل فقمت بتناول قرصين بالليل ثم قرص بالصباح ثم قرص آخر وبعدها بساعة فقدت التركيز ثم استغرقت في نوم عميق وعرق لمدة 11 ساعة تقريباً، وبعد حوالي ثلاث أيام كنت في حالة صحية جيدة... وفجأة عانيت من فقدان التركيز، انخفاض في درجة الحرارة وهبوط في ضغط الدم واسترخاء في العضلات وكنت مستسلمة، كل تفكيري حينها أنني لم أقصد ما حدث ولكنه حدث بالفعل.. قلت الشهادة ولم أقاوم التوهان حتى رأيت أبي كأنه سيبكي فبدأت أحاول المقاومة شيئاً فشيئاً حتى استطعت النهوض والحركة وارتفع ضغطي وبدأت أستعيد التركيز وتمت معالجتي على أساس التسمم الغذائي.
توقفت عن تناول هذه العقاقير، أتناول الفيتامينات التي وصفها الطبيب فقط، والميجراسيد للصداع النصفي حسب وصف الطبيب الذي تابع الحالة حينها،
R03;ولكني لا أعرف كيف التخلص من هذا الشعور؟.
20/12/2009
رد المستشار
الأخت الفاضلة، وعليكم السلام،
ما تعانين منه هو نمط من التفكير المسبب للاكتئاب أو الناجم عن الاكتئاب، أي إما نتيجة للاكتئاب أو سبباً له، وأينما كان فهو التفكير السلبي الذي لا يفيدك إلا بتوريث القلق والتوتر لديك، النظر للماضي والشعور بالذنب والحسرة واللوم والجلد لا يفيد أثناء السير في دروب الحياة إلا الإعاقة عنها والوقوع في الحفر أمامك بسبب أنك دائما تلتفتين للماضي.. يبدو أن حاضرك غير جيد ومستقبلك غائبٌ أمام عينيك...
حالتك هي الاكتئاب سبباً أو نتيجةً، وأي كان فتحتاجين كخطة نجاة:
- الدواء المنشط للدماغ والمعيد لتوازنه، بعدما أُرهق كاهله بالفكر السلبي السمج الثقيل.
- جلسات العلاج المعرفي بتصحيح المعارف الثقيلة.
واقرئي أيضاً:
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟
الغلُّ والضغينة: أحلام يقظة أيضًا
أحلام يقظة مفرطة: مفتوحة كل الاحتمالات
أحلام يقظة أم وسوسة؟
فتاة الهوس أحلام يقظة واكتئاب م
أحلام يقظة وعدم ثقة بالنفس
بين حديث النفس وأحلام اليقظة