السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيبة لجميع العاملين في هذا الموقع... أنا شاب عمري 20 سنة ضائع في دهاليز هذه الحياة, سأتكلم عن التاريخ المرضي, من ثم أنتقل إلى الأعراض التي أعاني منها في الوقت الحالي, وختاما مع بعض الخلفية والسمات الشخصيّة, علما أنني متابع يومي للطب النفسي وقد قرأت معظم التشخيصات العلمية لأمراضي حسب المرجع الأميركي DSM, وجلّ ما أريده هو معرفة ما أعاني منه وعنونة مرضي (وليس تحديد دقيق لأن ذلك غير ممكن إلكترونيّا) وشكرا...
بدأت المعاناة منذ أكثر من سنتين في مرحلة دخول الجامعة, فبدأت تأتيني أفكار سميّتها بالتي "لا تذهب" بداية, في مجال بعض الأمور الجامعية وأمور الدين في الصلاة بشكل عام, بعد متابعة بعض المواقع الدينّية, سميّت هذه الأفكار ب"الشكّ" ولكن برزت الأفعال "المخفّفة للشك" فقد تستطيع أن تتّكل على الأمور الشرعية المعروفة لمعالجة الشك في الصلاة وقد نجحت بشكل عام, ولكن ما دخل "التأكّد القهري بإغلاق الباب" أو "بطلان علمي" لسبب ما أو "كل ما يبنى على باطل هو باطل"... ما دخلهم بالشك؟
بعد التحرّي, عرفت أنني مصاب بمرض نفسي عصابي النوع اسمه "الوسواس القهري", حسنا كان مزعجا ولكن لم يقلل كثيرا من إنتاجيتي في العمل, الجامعة والعلاقات الاجتماعية, كل هذا وكنت أزور المواقع الإباحية وأمارس العادة السريّة ولم أكن انعت نفسي ب"المدمن" بعد, مع مرور الوقت بدأت أملّ من الحياة أكثر فأكثر, وكنت كل مرّة أنتهي من العادة السريّة, أضع برنامج للعلاج الذاتي وعدّ الأيام, علما أنني وقتها, في حديثي مع نفسي, كنت أقول "كلا أنت لست مكتئبا فصحيح أنّك قرأت أعراض الاكتئاب ولكن لا تحسّ فعلا بهم", ولكن مع الوقت بدأ الإدمان يصبح أكثر إزعاجا, زادت مصاعب الحياة أكثر (سأتكلم عن العلاقة بالأهل لاحقا), ومع استمتاعي بالنظر إلى الفتيات الصغيرات وعدم القدرة على المقاومة, وقد قرأت تشخيص الـ DSM بالنسبة للبديوفيلبا, فإنّه يوضّح أن حتى مع عدم السعي إلى الممارسة الفعلية, فان مجرّد النظر وممارسة العادة السرّية على هذه الصور, فانّه يضع الشخص تحت التشخيص...
* فقدان الأمل
* الحزن
* اللامبالاة
* عدم الاستمتاع في معظم الأشياء تقريبا التي كانت محببة على نفسي
* الملل
* البكاء أحيانا
* الفراغ العاطفي
* عدم القدرة على الدرس
* بذل مجهود جبّار للقيام بعمل بسيط
* تعب من دون سبب
* عدم القدرة على اتخاذ أي قرار ولو بسيط بالعودة لوصف الحالة, كان هذا لأكثر من أسبوعين, لم أعاني من مشاكل في النوم أو الأكل (باستثناء زيادة الشهيّة أحيانا), كما لم يكن هناك أفكار انتحارية في البداية, بدأ مستواي الدراسي ينحدر, بدأت أحس أنني سجين هذه الحياة, بدأت اهتماماتي تتغيّر...
بدأت أميل للفن والفلسفة, فأبدعت في كتابة الشعر في أكثر من لغة (كنت أكتب في الماضي ولكن شيء طفيف) والكل يقّدر ما أكتب..
وأنا على هذه الحالة تقريبا لحد الآن مع بروز الأعراض التالية أيضا:
* تغيّر حاد في المزاج يوميا, بين الساعات وحتى بين الدقائق... (من يأس إلى أمل طفيف بالعلاج ثم دمار نفسي مع بسمة على الوجه)
* أصبحت مهووسا بتعلم اللغات كما أصبحت انتقائيا فيما أتعلّم, كل هذا مع وجود الاكتئاب
* أفكار متطايرة ومشاريع أيضا, فقد أؤلّف قصيدة أنا وماشي في الشارع...
* نشاط وحيويّة في العمل وبنفس الوقت حرب اليأس تقصف دماغي أي في نفس اللحظة...
فهل أنا ثنائي قطبي؟ أم ثنائي قطبي مزدوج؟ أم مجرّد اكتئاب يخفّ ويتحول إلى عسر مزاج؟ مع الذكر أن الوسواس القهري مستمرا (ولكن ليس مزعجا بقدر الاكتئاب), أصبحت اسمي نفسي "مدمن مواقع إباحية" فليس لي القدرة على المواجهة (مثلما كنت أفعل في الماضي), وبما أنني كثير الخلافات والصدامات في العمل, فقد وجدت في نفسي السمات التالية:
* قد أحترم شخصا وبعد دقيقة أحتقره بمجرّد قيامه بعمل ما
* أنا من وماذا أريد؟ أنا لا أنتمي إلى هذا المجتمع... يسألونني: هل تريد السفر؟ فأرد: كلا, أريد الهجرةّ!! أي في النهاية لم أعد أعرف ماذا أريد
* إدمان مواقع إباحية وعادة سريّة
* تغيّر حاد في المزاج, كما ذكرت...
* فراغ مزمن (عاطفي بشكل عام)
* تعصيب وعدم القدرة على التحكّم في هذا التعصيب... فهل أنا شخص ذو شخصية حديّة؟
بعض الخلفية والسمات الشخصية:
* طفولة صعبة
* تحرّش جنسي ظاهري (كنت في عمر الـ 6 تقريبا ولكن مرّ مرور الكرام ولم يؤثر عليّ)
* أب مدمن للكحول
* علاقتي مع الأب صفر, أي لا نكلّم بعضا
* لدي ما يشبه النفور النفسي من الكحول وشاربها
* لم أعد أعرف ماذا أريد أن أدرس في الجامعة...
* أكره الطائفية, لدي حس وطني عالي, لدي عدوانيّة تجاه طائفتي...
* إيماني بدأ يخفّ (وقد قرأت الاستشارة المتعلّقة بهذا الموضوع على هذا الموقع)
* مواضيع قصائدي: اليأس, الاكتئاب, الحزن, الدمار النفسي, الضياع, الانتحار, الطبيعة, الشتاء والخريف...
* أتكلّم 4 لغات, وفي طور تعلّم الخامسة (وكل هذا التعلّم لوحدي أي على حاسوبي)
* أستمع إلى الموسيقى الصاخبة على أنواعها, كما الموسيقى الوطنيّة الملتزمة...
* شخصيّة ثوريّة...
* أحيانا أريد أن أكون مع الناس ولست خجولا من أحد, وأحيانا أريد أن أكون لوحدي وتبدأ بالظهور عليّ بعض أعراض الرهاب الاجتماعي إذا تعرضت للناس في هذه الحين...
* أريد الشفاء ولكن عندما تنطبق أعراض مرض معيّن عليّ, هناك نوعا من اللذة أفرح بها...
* ظهور بعض الأفكار الانتحارية ولكن لا أنفذها...* أحيانا أقول لنفسي, كلا لا أريد الشفاء, لان خلاص هذه هي شخصيتي وأنا فرحان بها (بعد 5 دقائق, قد يتغيّر هذا التفكير جذريّا)
* لا أوهام, لا هلاوس بصريّة أو سمعيّة, لا ضلالات (لا يمكنني تحديد إذا كنت أعيش ضلالة ما)
* لا نوبات هوس, بالنسبة للمعروف بـ"نوبة الهوس الخفيفة" فاتركها لكم للتحديد... ما هو اضطراب مزاجي: اكتئاب عادي؟ بداية عسر مزاج؟ في نطاق الثنائي القطبي؟ شخصيّة حديّة؟ عذرا على الإطالة وشكر جزيلا..
27/12/2009
ثم أرس صاحب الاستشارة مرة أخرى بتاريخ 28/1/2010 يقول:
تحيّة طيبة أنا صاحب هذه استشارة: "لم أجد نفسي قرب نفسي بعد" والمرسلة في 27/12/2009 لم أتلق أي رد إلى الآن... عموما توضيح بعض الأمور وزيادة أمور أخرى يحسّن وصفكم لحالتي فأرجو رحابة القلب وسعة الصدر مشكورين...
بالنسبة لأعراض الاكتئاب (أحسست أنها عامة جدا فاقتضى الشرح):
* فقدان الأمل: أي أنني دائما في حالة السوداوية وأسأل عن أي مستقبل أسوء ينتظرني والى متى سأظل ساكتا على المعاناة فحتّى العلاج عندما أفكر في أظنه معقّد رغم سهولته علميا... (مستمر أغلب اليوم مع تحسن طفيف جدا في الليل).
* الحزن: أي الوجدان المنخفض الدائم, وعندما يحصل شيء جيّد (إذا حصل), قد أبتسم ظاهريا, ولكنني في الداخل دائما سلبي المزاج وحزين وكأنني أتوق إلى الفرح ولكن الاكتئاب يرد: كلا لا يحق لك الفرح, وإذا أريد فعلا أن أفرح, لا أحس فيه أي دائما ناقص... (مستمر دائما في القلب).
* عدم الاستمتاع في معظم الأشياء تقريبا التي كانت محببة على نفسي: كرهت مجال العمل الذي أحمله منذ الطفولة (عالم الكمبيوتر), والآن أفرح عندما أبدو غبيّا في هذا المجال!!, ما زلت أحب الأفلام ولكن الدرامية فقط والتي تحتوي على أمراض نفسية أو قصص نجاح وكفاح... وحتى الفن على أنواعه, قد تمر علي لحظات من عدم الاستمتاع به...
* الملل: إنه سلاح الاكتئاب الفتّاك, فأنا يا جماعة, وقت العصر أي وقت الخروج من المنزل يشبه يوما في جهنّم (التي لم أجرّبها بعد), وإذا تسليت قليلا, يخف اعتلال المزاج قليلا أي يصبح اكتئابا محمولا
* البكاء أحيانا: نعم تدمع عينّي كثيرا وأبكي أحيانا ولكن قليلا وعند البكاء هناك ذاك الشعور الغريب ب"لماذا أبكي يا قوم؟"
* الفراغ العاطفي: حدّث ولا حرج, كل فتاة أراها وأتعجب بها, أتخيّلها تضمني إلى صدرها, وللإشارة فقط, أنا لا أريد الجنس بتاتا (رغم إدماني للمواقع الإباحية), أريد الحب الصادق فقط الذي يؤدّي لاحقا إلى ممارسة الحب الحلال التي يرتاح إليها ضميري الجبّار (واصلين ع الضمير...)
* عدم القدرة على الدرس: تعلّم عشرين لغة ولا تقل لي ادرس للجامعة 5 دقائق... وأيضا وأيضا, تمر على لحظات لا أريد فعل شيئا!! أكره كل ما في هذه الحياة (حتى الفن وحتى تعلّم اللغات...)
* بذل مجهود جبّار للقيام بعمل بسيط: نعم حتى تعلّم لغة أو القيام بأي شيء يتطلّب مجهود قوي, حتى ذهابي إلى الجامعة فإنني أجبر نفسي على الذهاب وعلى النهوض من السرير... طلبا للعلم؟ كلا... فالدافع هو: الفراغ العاطفي...
* تعب من دون سبب: في بداية الاكتئاب كنت أتعب من دون أو مع سبب, أما في الوقت الحالي لا أحس بالتعب بعد الآن, فنشاطي إما طبيعي, وإما نشاط وحيويّة زائدة (عادة في العمل... حبا بالعمل؟ كلا... إذن؟ أعمال قهرية تدفعني على إعطاء المزيد والمزيد من قدرتي للعمل لكي أحس أنني أستحق الراتب... ولا أتعب أحيانا إلى أن تنتهي ورديّتي...)
* عدم القدرة على اتخاذ أي قرار ولو بسيط: هذا العارض بدأ معي منذ بدايات الوسواس القهري, كنت دائما أؤجّل القرارات ولو كانت بسيطة...
* الشعور بالذنب أحيانا, الشعور بالدنيويّة, والشعور باستحقاق العذاب...
بالنسبة للأعراض التالية (التعليق):
* تغيّر حاد في المزاج يوميا, بين الساعات وحتى بين الدقائق: ما أريد توضيحه هو أن هذا التغيّر الدائم يحصل لسبب معيّن وليس بدون سبب...
* أصبحت مهووسا بتعلم اللغات كما أصبحت انتقائيا فيما أتعلّم: نعم أرحب بأي شيء له علاقة بالفن والثقافات والفلسفة, وأكره كل ما يتعلمه معظم الناس...
* أفكار متطايرة ومشاريع أيضا: بالنسبة لي, الأفكار المتطايرة هو نشاط قوي وتفكير دائم ودائم, وهذا حسب ما أظن ناتج عن الوسواس القهري, حيث أنني دائم التفكير بأمراضي النفسية وحلولها وفلسفتها...
* غضب مفاجئ عادة ضد الأهل (طبعا ليس مفاجئ لي لأنني أعرف لماذا أنا غاضب, من القلق والكآبة) أودّ إضافة النقاط التالية (على النقاط التي ذكرتها في سمات ونقاط في الاستشارة السابقة)
* أنا أعرف تماما سبب حدوث الاكتئاب منذ البداية, ولكنني لا أعرف إذا هذا كان السبب الوحيد, أو أنني إذا أنا مذنب أي أنا السبب أو لا: كنت دائما أحارب إدماني المواقع الإباحية وأضع خطط للمواجهة (علما أن عدوي هنا كان الوسواس القهري, أي إذا لم أغتسل صحيحا فمعاركي مع العادة السرية والمواقع الإباحية "باطلة", وبالتالي علي البدء من جديد: أي ممارسة العادة السريّة والاغتسال وهكذا دواليك...) ولكن كانن ضميري دائما يجلدني بعد الانتهاء من العادة السرية وألوم نفسي.. إلى أن وصلت إلى مرحلة عدم القدرة على المواجهة, ومن هنا بدأ الاكتئاب وامتدد إلى كل جوانب حياتي...
إذن من جهة أعتقد أنني أنا المذنب عن حدوث الاكتئاب, ومن جهة أخرى, الوسواس القهري هو المذنب...
* بالنسبة لأخبار العادة السرية والمواقع الإباحية, فاسمحوا لي بأن أن أستخدم تعبير الدكتور وائل: "الاستمناء القهري", فما زلت أشعر ببعض المتعة فيها, ولكن هدفي هو تخفيف القلق!! فأحس أنني مجبور أن أفعلها (هذا الشعور هو جديدا نوعا ما, مع الشعور بالذنب عند الانتهاء ولكنه خفيف) واليوم الذي أمارس فيه العادة السرية, هو يوم طويل من الضيق والكآبة كعارضين نفسيين...
* نشاط الوسواس القهري يتزايد هذه الأيام (غريب), بعد 8 أشهر تقريبا من "النشاط الخفيف" تزامنا مع بدء الاكتئاب: أي بدء الاكتئاب فخف الوسواس... ولكنه الآن يعود ويتزايد مع تصاعد الاكتئاب, علما أنني في بعض الأمور كالنظافة والتحقق لم أعد قادرا على إخفاء هواجسي, فبدأت بالطلب من أمي أن تغسل يديها قبل تحضير الأكل, أو: هل دفعت سعر هذه أو ذاك؟ ليمكنني استعمالها!!
*الانتقاد: بدأت انتقد بشدّة, وخصوصا أعضاء الأسرة, وأنتقد طريقة تفكيرهم وطريقة عيشهم...
* أحيانا أحس أنني أفضل من معظم الناس, لان تفكيري مميّز, وأحيانا أقول لنفسي: الناس أفضل منك, أنت مجرّد مريض نفسي!!
* ضمير قوي في أمور الحفاظ على البيئة والنظافة العامة وتطبيق القوانين والأخلاق والقيم الشخصية... وضمير مات منذ زمن في مجال العادة السرية والمواقع الإباحية...
* الماضي؟؟؟ هو حاضري!!! لست فعلا ممن يعيشون في الماضي, ولكن وجداني مع ذلك الماضي الذي لم يكن جميلا ولكنه كان يعد بمستقبل أفضل, فأعشق كل ما يذكرني بالماضي من ذكريات ومنزل قديم وألعاب وأغاني قديمة... إلى أن وصل في الأمر أن تدمع عيني عندما اقرأ هذه السنين: 1997 , 1998, 1999...
*أذا حدث أمر كبير أمام عيني: عادي على الصعيد النفسي (مثلا: وفاة أحد من العائلة, ضحكت بيني وبين نفسي وعادي) أما إذا شاهدت مشهد صغير على التلفاز وكان مؤثرا فقد أبكي بسهولة...
* أكره المجتمع والآن الاجتماعيات لأنني من الصعب أن اندمج ومن الصعب أن أجد أشخاص يشاركونني اهتماماتي... ودائما ما أحس بأني منعزل عن الباقين رغم وجودي معهم...
* يقال عني (زملاء الجامعة العمل): أنت شخص غير كل الناس, تفكيرك مميّز عن الناس, أنت عنيد جدا (علما أنني لا أجاوب على الأسئلة الشخصية - الجنسية التي هي عادية بين الشباب, ولكن أنا أشعر بالدنيويّة إذا أجبت لأنني المفروض أن أترفّع عن هذه الأمور)
* مواصفاتي لشريكة الحياة؟ مثالية طبقا لي 100 % وهذا ما يدمرني ويحرمني من وجود تلك المادة الكيميائية التي يشعر بها معظم البشر...
* أحيانا أقول: خلاص, لا أحب شيئا, لا أهتم بشيء, لا أريد إلا السلام الداخلي... أرجو الرد لأنني انتظرت الرد على الاستشارة الأولى كثيرا ولم يصلني أي ردّ, كما أرجو الأخذ بعين الاعتبار الجمع بين الاستشارة الأولى والاستشارة الثانية لتكمل الصورة عن حالتي...
أنتظر ردكم
وشكرا لكم
28/1/2010
رد المستشار
السيد "نجاح" (عكس ضياع)، تحية طيبة يا من تهوى تعلم اللغات المختلفة، شعرا ونثراً.
بالتأكيد حالتك النفسية من الحالات المركبة، والتي قد لا تتماشى مع تشخيص واحد يجمع كل تلك الأعراض المتباعدة المتنافرة، ولكن عليك أن تحمد الله تعالى على عدم وجود هلاوس أو ضلالات أو حتى تخيلات رغم كل هذه الأعراض المتضادة، والتي قد يجمع معظمها اضطراب الشخصية الحدية أو البينية العنيف، وهي كما تعرف درجة من درجات الاضطراب الثناقطبي، ويقع اضطراب الشخصية البينية أو الحدية ضمن طيف أو نطاق الاضطرابات الوجدانية والتي منها الاضطراب الثناقطبي والاكتئاب بدرجاته وأنواعه والشخصية الاكتئابية والشخصية النوابية، وإن كان اضطراب الشخصية الحدية بحاجة لمجهود أكبر في العلاج من الاضطراب الثناقطبي نفسه في كثيرٍ من الأحيان، وقد يرجع السبب في ذلك إلى نوبات الغضب الحادة التي تصدر من هؤلاء المرضى نحو من يتعاملون معهم ومن بينهم الأطباء المعالجين!!.
هناك عوامل ساعدت على حدوث هذا الاضطراب النفسي لديك أهمها وضع الوالد في الأسرة وإدمانه للكحول، وعلاقتك المضطربة به، ثم محاولة التحرش الجنسي بك وأنت طفل في عمر لم يتجاوز السابعة. وقد يُفسر غرامك بالصغيرات من البنات لما قد مررت به من خبرات جنسية سيئة ذكرتها على استحياء وفي عجالة من الوقت في شكواك، أما الإغراق في مشاهدة المواقع الإباحية وشبه إدمان العادة السرية القهري كما قلت أنت فهذا له علاقة بالتقلبات الحادة في نزواتك وأفكارك وسلوكياتك ومزاجك.
بالنسبة لأعراض اضطراب الوسواس القهري لديك فهي كثيرا ما تحدث مع أصحاب اضطراب الشخصية الحدية أو البينية، وتواجدهما معا في مريض واحد كما ذكر كثير من المتخصصين في علاج الوسواس يزيد من صعوبة علاج اضطراب الوسواس القهري، وهذا يتطلب منك ومن طبيبك المعالج الصبر وطول البال على العلاج النفسي وعلى العلاج الدوائي بالعقاقير.
أصل الآن معك إلى كيفية مواجهة تلك الصراعات العنيفة والمتناقضة بداخلك، وأولها هو الرغبة الأكيدة منك في تغيير نفسك وبالتدريج، فأنت محتاج لتعلم بعض تمارين الاسترخاء للتحكم في انفعالاتك وقلقك ونوبات غضبك المستمرين، أنت أيضا في حاجة لاستخدام أحد مثبتات المزاج تحت إشراف طبيب نفسي على درجة من الخبرة والصبر، ولا مانع أبدا من استخدام مفكرة تذكر فيها درجات تحسنك مع العلاج من يوم ليوم ومن أسبوع لأسبوع ومن شهر لآخر، وأنت تحت العلاج النفسي والعلاج الدوائي، من المهم أيضا أن تستثمر موهبتك في تعلم اللغات استخداما مفيدا وطيبا مع مرور الأيام والشهور، وخصوصا وأنك شبه متوقف عن دراستك الجامعية، قد تحتاج لمضادات الوسواس القهري مثل الفافيرين أو اللوسترال مع بعض مضادات الذهان المثبتة للمزاج والتي تقلل في نفس الوقت من الرغبات الجنسية الشاذة والجامحة.
بالتأكيد عليك أن تكف عن إثارة نفسك جنسيا بمشاهدة المواقع الإباحية والأفلام المثيرة للرغبة الجنسية، أما لو وجدت من يقدم لك بعض تدريبات العلاج السلوكي المعرفي بشكل علاج فردي أو علاج جمعي من أي نوع فذلك سيساعدك كثيرا كثيرا لفهم نفسك أكثر ومساعدتك على التغير التدريجي للأفضل.
كل ذلك يا ولدي من أجل وصولك إلى مرحلة السلام الداخلي التي تتمناها. في النهاية لا أملك إلا الدعاء لك بالشفاء والثبات على الخير وصلاح البال والحال، وأن يعينك الله كي تجد الطبيب أو الأخصائي النفساني الذي يتحملك وتتحمله حتى تصل إلى بر الأمان وعادة في مرضانا (ممن يعانون من مثل حالتك) لا يصل التحسن والشفاء إلى 100% إلا نادراً، ولو وصلنا في مثل حالتك إلى 80 - 90 % من التحسن والشفاء، وفي خلال عام لعامين من العلاج المتصل والمنضبط، فهذا في نظري ونظر كثير ممن في مثل عمري وخبرتي بمجال الطب النفسي قمة من قمم النجاح؛ وأنا لا أقول هذا من باب تثبيط همتك ولكنه من باب وضع قدميك على أرض الواقع الذي أراه بصورة واقعية شبه يومية في كثير من مرضى غيري ومرضاي، وصدقني لا يوجد زوج مثالي 100% ولا توجد زوجة مثالية 100% إلا في الجنة، وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر.
والآن همتك يا رجل في التوجه للعلاج والصبر عليه، واستعن بالله ولا تعجز.
واقرأ أيضاً:
الاكتئاب الجسيم والهوس والإيمان
اضطراب وجداني ثناقطبي ولا عرَّات ولا كوريا؟
وسواس وشخصية حدية وتقلبات مزاجية
شيماء.. والاكتئاب الجسيم
ويتبع>>>>>>>>>: اقتران اضطرابي الشخصية البينية والوسواس القهري م