حب على النت
مررت بتجربة حب على النت استمرت شهرين بالضبط، كانت أجمل قصة حب ممكن لأحد أن يتخيليها، كان من المستحيل أن نبتعد عن بعضنا. تقابلنا كثيراً خلال الشهرين وتعرف على أمي وأخواتي وكان الأمر جدّياً جداً،
لكن فجأة صار ينام كثيراً ويشعر بالاختناق وعنده شبه اكتئاب، قال أنه يجب أن نبتعد عن بعضنا لأنه يحبني ولن يقدر أن يكمل معي ولئلا أظلم معه فالدنيا تعاكسه، هو يريد أن يسافر بعد أن ينهي دراسته وألا يعود لمصر ثانية...
أنا أحبه جداً وهو أيضاً كان يحبني جداً،
وأنا واثقة أنه لا يكذب عليّ لكنه لا يرد عليّ ويبتعد عني، ويسأل من "بعيد لبعيد".
14/12/2009
رد المستشار
صديقتي الحبيبة،
بدايةً ما معنى الحب لديك؟ في هذه الأيام تأخذ المفاهيم معنىً مطاطاً أكثر من اللازم، والحب على وجه الخصوص أصبحت له الكثير والكثير من المعاني، وتختلف هذه المعاني تبعاً للشريحة العمرية، كما تختلف لدى الفتاة عن الشاب.
تقولين أن علاقتك بهذا الشاب كانت بدايتها من النت هذا العالم الواسع الذي لا يمكن لأحد أن يعرف من خلاله حقيقة الآخر، ثم تحولت هذه العلاقة إلى أرض الواقع حيث تقولين أنكما تقابلتما وتعرف على أهلك، وكانت بدايتها من شهرين فقط– قصة حب في شهرين!! بالله عليك، شاب تعرّف على فتاة ماذا سترى منه في شهرين سوى حلو الكلام؟!، ثم تذكرين أنك متأكدة من حبه لك! من أين لك كل هذا اليقين؟!.
حبيبتي،
هناك من هن أكبر منك بمراحل ولا يكتشفن غش من يحببن حتى بعد سنوات، صغيرتي ما زلت صغيرة جداً على إقامة علاقة حب ناضجة مع شخص يستحق هذا الحب، وما تشعرين به الآن ما هي إلا مشاعر لم تصل إلى حد النضج الانفعالي- هي مشاعر التعلّق وحسب، لتستطيعي معها وزن الأمور جيداً، فأنت شابة في مقتبل العمر وربما لم تمري بتجربة مشابهة، ورغبتك في أن تجدي من يهتم بك ويسمعك من حلو الكلام كبيرة، وهذا طبيعي في هذه المرحلة العمرية التي تمرين بها، وهو كذلك..... صغيرتي، أن ما تشعرين به ليس حباً حقيقياً من تبنى الحياة على أساسه، فما هي إلا مشاعر المراهقة، لكن الفارق بينك وبينه أنك لا تدركين ذلك وهو مدرك لذلك، وبعد أن قضى ما يريد أراد أن ينسحب تاركاً صورته الجيدة لديك متعللاً بما أسلفت ".... قال أنه يجب أن نبتعد عن بعضنا لأنه يحبني ولن يقدر أن يكمل معي ولئلا أظلم معه فالدنيا تعاكسه، هو يريد أن يسافر بعد أن ينهي دراسته وألا يعود لمصر ثانية......".
صغيرتي،
لا تجعلي مشاعرك التي ما زالت في طور التكوين تغرر بك في مثل هذه المواقف، ولا ترهقي نفسك في مثل هذه العلاقات فما زال أمامك الكثير من الوقت حتى تصلي لمرحلة التمييز بين الحب الحقيقي الذي يأتي بعد مرحلة البلوغ- وأقصد هنا بالبلوغ تمام النضج الانفعالي.
اهتمي بمذاكرتك وانسي ما مضى، وكوني على يقين أنك ستقابلين من ذلك الكثير إذا تركت هذا الباب مفتوحاً. وتلافياً لمثل هذه الأحاسيس التي لن تجني من ورائها سوى القلق والحزن وضياع الوقت، لا بد لك أن تدركي طبيعة المرحلة التي تمرين بها، وتركزي اهتمامك في بناء ذاتك ومستقبلك، وشغل وقت فراغك فيما هو مفيد لبنائها، واتركي مشاعرك بكراً حتى تستطيعي التمييز بين ما هي مشاعر الحب الحقيقي الجاد وما هو مجرد تعلّق بشخص أسمعك من الكلام ما يسعدك فقط.
تمنياتي لك بحياة سعيدة ومستقبل زاهر، واحذري ثم احذري مشاعر فترة المراهقة فلن تجني من ورائها سوى الندم والحسرة.
واقرئي أيضًا:
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love
نفسي عاطفي: علاقات إليكترونية Electronic Relations