السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كنت في صغري سريع الكلام مما حدا بأمي لتنبهني دائماً لتحسين كلامي، فصرت أتلعثم عند الكلام. كان كلامي قليلاً نتيجة ذلك، وصرت أجلس إلى الحاسوب وألعاب الكمبيوتر فترات طويلة جداً فملت إلى الخجل في علاقاتي مع الأصدقاء وأصبحت لا أقدر أن أعبر عمّا في داخلي، وعندما كبرت وأصبحت مراهقاً اتجهت نحو الانترنت وسحبتني أمواجه إلى المواقع الإباحية وانغمست فيها، وأصبحت أكثر خجلاً واقتصرت صداقاتي مع عدد محدود. في الثانوية العامة -الحمدلله- نجحت وبتفوق وهذا كله من فضل الله لم يشأ أن يخجلني ويخجل أهلي... مشكلتي هذه تخدرت عن طريق ألعاب الكمبيوتر ومواقع الجنس، وعندما أردت أن أخرج وأعبّر عمّا في داخلي وجدت نفسي أخجل من الكلام وأشعر أن الكل ينظر إلي ويعرف ما فعلته عندما كنت وحيداً.
علاقتي مع أمي جيدة فهي حنونة، لكن دائماً تخاف من كلام الناس عليها وتعلق على أحوال الناس، فتكونت لي صورة معينة عن المجتمع. أما أبي فهو إنسان ناجح واجتماعي ومتفوق في حياته، وأنا أنظر إليه نظرة احترام لكن مشكلته أنه لا يتكلم معي إلا أحياناً مع أنه يدللني كثيراً ولا يمنعني من شيء، حتى لا أذكر أنه ضربني يوماً، لكن كلامه قليل معي ومحاورته معي كأب غير موجودة، حتى أنه عندما كنت مراهقاً لم يتحدث معي أهلي عن موضوع البلوغ والجنس نهائياً مما جعلني محتاراً.
الآن أنا في كلية الهندسة والحمدلله، لكن قلة حديثي مع الناس جعلتني مكتئباً مما أدى إلى رسوبي في السنة الأولى، مع العلم أني شاب يعطي انطباعاً جميلاً عند من يصادفني لأول مرة، لكن في نفسي أنا أخاف أن يكشفوا ما في داخلي مما فعلته فأخاف وأرتبك وتضعف الثقة في نفسي. أفكر في الانتحار والتخلص من حياتي لأني لا أستطيع أن أغيّر الصورة التي رسمها الناس عني مع أن شخصيتي ليست هكذا أبداً، لكن أشعر أن الله يعاقبني على ما فعلت.
أصبحت أحكم على الناس من أشكالهم ولا أركز في مضمونهم، حتى أني لما أحدث أي شخص يطير الكلام من رأسي وأركز في شكل هذا الشخص وكيف يتفاعل معي، وأنسى مضمون الكلام نهائياً وأركز على كيفية قولي للكلام وألا أظهر أمام المتحدث أني سخيف أو أني أتكلم كالشاذين جنسياً كالحركات الأنثوية مع أني غير ذلك نهائياً. أصبحت أخاف كثيراً أن أتكلم في أي مجال خوفاً من أن تكون معلوماتي خاطئة، وأخاف كثيراً من أن يفهمني زملائي بطريقة خاطئة فتجنبت الكلام مع زميلاتي في الجامعة بسبب ذلك، ورسخ في اعتقادي أني حين أكلم أي شخص فهذا يدل على أن لي مصلحة مع ذلك الشخص فكنت أخاف من أن يعتقد ذلك.
أرجوكم أريد الحل، فأنا الآن على هذا الحال منذ ثلاث أشهر ونادراً ما أخرج من البيت وأقضي وقتي إما في النوم أو على الحاسب.. ولا أتكلم إلا نادراً مع أهلي ولا أشعر برغبة في الخروج من المنزل مع أصدقائي نهائياً.. أنا أخاف أن أصبح في المستقبل إنسان خمول وفاشل اجتماعياً.
تعبت مما يحصل لي وأعتقد أن آخر أمل لي هو مراسلتكم.
27/12/2009
رد المستشار
الابن العزيز،
أبداً لن تكون -بعون الله- فاشلاً أو خمولاً، فقط عليك أن تتوقف عن لوم النفس، وتبدأ بالعمل على الخروج من تلك -المخاوف- والتي تكررت بشكل ملفت بين أفكارك السلبية- الاكتئابية، وتذكر دائماً أن الله غفور رحيم، وأن التوية تجُب ما قبلها من ذنوب ولو كانت مثل زبد البحر، طالما أن هناك ندم وعمل وإخلاص...
لو قمت بزيارة طبيب نفسي يجيد العلاج المعرفي فقد تصل لأحسن النتائج بعون الله، كما أنك قد تضطر لأخذ بعض الأدوية لعلاج القلق والاكتئاب المتلازمين عندك لفترة من الوقت.
شفاك الله وعافاك... أرجو الاهتمام بالعلاج وليس الاهتمام بما سيؤول إليه المرض لو تركناه دون علاج!.
واقرأ أيضاً:
التأتأة والأيزو والسادة العلماء: إعادة نظر!
رهاب وتأتأة، علاج دون طبيب نفسي.. كيف؟
التلعثم والتأتأة وشيء من القلق
تأتأة...انترنت... والحل: اكتشفي ذاتك
بين التأتأة والرهاب: بحثا عن الأيزو !
التأتأة... ليست نهاية العالم