السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخوة الفاضل القائمين بهذا الموقع، جزاكم الله خيراً على مساعدتكم لي وللجميع.
لا أدري إن كنت في المكان المناسب لعرض مشكلتي، لكني أتابع باستمرار كل ما تعرضونه في هذا الموقع "مجانين" وهو بالفعل اسم على مسمى، وأتمنى أن تساعدوني في حل مشكلتي المجنونة!.
في البداية أعرّفكم بنفسي؛ أنا ليلى وعمري 37 عاماً، جميلة وملتزمة، من أسرة محافظة من أصل عربي لكني أعتبر نفسي من الصومال حيث ولدت وعشت أكثر ما عشت في موطني الأصلي، وأعيش الآن في هولندا منذ 8 سنوات، أعمل مترجمة في إحدى السفارات العربية هنا.
مشكلتي هي أني أخاف الزواج! وسبب خوفي يعود إلى الماضي البعيد، وهو ما فعله بي وبغيري من البنات شيء اسمه الختان (الختان الفرعوني كما يسمونه)، بسبب هذا الشيء عزفت عن الزواج لسنوات طويلة، فقد تسبب لي في مشاكل كثيرة، وبسببه أصبت لأكثر من مرة بالاكتئاب، وراجعت أخصائياً نفسياً وصف لي علاجاً أستخدمه حالياً. لكن كما ترون لم أعد صغيرة، ولم يعد بإمكاني رفض العرسان كما كنت أفعل منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، كنت أرفض أي عريس يتقدم لي بأي حجة ولكني أصبحت أخاف من الوحدة وأنا لا أدري إلى متى سأعيش هكذا!.
ومنذ شهر تقدم لأسرتي شاب مناسب وملتزم فيه صفات تتمناها أي امرأة، وبإلحاح الأهل ورغبتي في أن أكوّن أسرة قبل فوات الأوان قبلت بالخطوبة وأنا لا أدري كيف سأتصرف في موضوع عقدتي المؤبدة، هل سأفسخ الخطوبة -كما اعتدت أن أفعل- وأعيش هكذا وحيدة، أم سأتزوج رغم ما سمعته عما يحصل في ليلة الدخلة بالنسبة للمختونة؟.
أرجو منكم أن تردّوا عليّ بأسرع ما يمكن، ولكم مني كل الاحترام والتقدير.
27/12/2009
رد المستشار
يجريي ختان الإناث- للأسف الشديد- بشكل مؤذٍ فيما يسمى (بالختان الفرعوني)، ومبالغ فيه حيث يكون بقطع كبير من نسيج الفرج لدى المرأة -في بعض مناطق أفريقيا- ليُبقي على فتحة صغيرة لتمرير البول ودم الحيض، وكثيراً ما تحتاج المرأة عند الولادة إلى إعادة شق مكان الخياطة..
وفي هذا العمل حرمان المرأة من حقها في المتعة الزوجية الكاملة، وهذا في الواقع يعتبر من أشنع ما يمكن أن تتعرض له المرأة بسبب ما علق في زماننا من تراث الجهل -الفرعوني- والجناية عليها بقطع أعضائها التناسلية المهة في حياتها الجنسية.
ولكن الله سبحانه وتعالى رؤؤف بعباده، رحيم في قضائه، فيجب أن تعلمي أن خصائص المرأة الجنسية لا تقتصر على ذلك المكان فقط، بل أن مواضع الجنس عن المرأة موزعة على الجسم وليس على الفرج فقط كالرجل.
ومن هنا كانت أهمية التقديم بالمداعبة، وإظهار الحنان، واختيار الوقت المناسب، والمودة والرحمة اللذين هما أصل العلاقة بين الزوج وزوجته، سواء الجنسية أم غير ذلك... كما أنه ليس هناك ما يمنع الحمل في مثل هذه الحالات، فالشق أثناء الولادة قد يقوم به الطبيب أيضاً في الكثير من الولادات العادية -على حد علمي- خصوصاً في أول ولادة للمرأة، ولا يكون مؤلماً أكثر من ألم الولادة، ولكننا لا نستطيع أن ننكر تعرض الأنثى في حالتنا هذه لوجوب عمل ذلك الشق الجراحي أثناء الولادة الطبيعية.
وعليه يا سيدتي -ضحية الجهل- أنا لا أرى مبرراً طبياً على الإطلاق للهروب من الزواج، غير أنني أنصحك بزيارة طبيبة للأمراض النسائية، فبالتأكيد لديها المزيد من المعلومات التي تفيدك..
وأذكرك يا عزيزتي؛ أن أجيالاً بأكملها ممن تعرضن لمثل ما تعرضت له -بما فيهم من ولدتك شخصياً- قد قمن بواجباتهن على أكمل وجه، ولسوف تكونين بعون الله أفضل منهن جميعاً فستحمين ابنتك من شرور ما تعرضت له بسبب الجهل... بهدف الحفاظ على العفة! أليس بعضاً من الحب ما قتل؟!.
واقرئي أيضاً:
زوجتي والختان الفرعوني
الختان والشهوة الجنسية
الاستبيان قبل الختان: مكرمةٌ أم هوان؟!