المشكلة التي ليس لها حل..!؟؟
أنا اسمي ريهام، في الثالث الإعدادي. مشكلتي على ما أظن ليس لها حل! فهي ليست مشكلة واحدة، بل عدة مشاكل سواء أكانت في البيت أو مع الأصحاب أو عاطفياً..
أولاً، مشكلتي في البيت أن والدتي بعيده عني جداً، ومهما حاولت التقرب منها فإننا نختلف، وفد تصل الأمور إلى أن تضربني أحياناً, أعرف أنها أكبر مني وطبعاً عندها خبرة في الحياة أكثر، وأنها تخاف عليّ، لكني حائرة في كيفية التصرف حيال ذلك, أما والدي فأنا محرجة من الحديث عنه؛ لقد حاول أن يقيم علاقة جنسية معي مما دمرني نفسياً وبشدة، فقد كنت أعتبره قدوتي، وفقدت ثقتي فيه فجأة..
ليس هذا فقط، بل هناك مشكلة مع أصدقائي في المدرسة؛ إحدى صديقاتي منذ الطفولة -ابنة الجيران- كانت في مدرسة أخرى طلبت منها أن تقنع والدها أن تتنقل لمدرستي، وليتني لم أفعل! منذ أن جاءت لمدرستي كانت في مستوى متدنٍ أخلاقياً أو دراسياً، في حين كنت متفوقة في دراستي، لكن مستواي التعليمي صار ينحدر بسرعة جداً لدرجة أني تركت المذاكرة نهائياً وبدأت الاهتمام بالمظهر, كنا وكأننا في منافسة من الأحلى فينا، وكأني وجدت واحدة تغرق وحين حاولت إنقاذها غرقت معها، حاولت إصلاحها كثيراً لكني لم أقدر الحمد لله، تمكنت منذ فترة قصيرة التغلّب على نفسي وأتركها، وبقي بيننا مجرد السلام حين أراها الآن.
وسبحان الله صلح حالها لتثبت لي أنها باتت أحسن مني، فصارت تذاكر!!
وكل زملائي الذين ابتعدوا عني مذ صاحبتها رجعوا لي..
30/11/2009
رد المستشار
تحياتي لك يا "ريهام"..
ذكرت أنك تعانين من مشكلة ليس لها حل، لكن لا توجد مشكلة بلا حل مهما كانت ظروفك فثقي بالله وتقربي إليه وستجدين أنك أصبحت أكثر راحة وشعوراً بالاطمئنان..
بداية مشكلتك الأولى مع والدتك في أنكما مختلفتان، لكن لم تحددي أوجه الخلافات التي تحدث وتستدعي أن تضربك! هل لأنك لم تنفذي ما طلبته منك؟ أحيي فيك تفهمك لمشاعر والدتك والذي قد يجعلها أحياناً تتصرف معك بهذه الطريقة خوفاً عليك، ربما والدتك لم تتبع الطريقة المناسبة للتعامل معك خاصة في سنك تلك، فكثيراً من الأهل لا يقرءون في مجال التربية لكنهم يتبعون طريقتهم الفطرية في التعامل والتي قد تفتقد للقواعد التربوية الصحيحة، وقد تكون والدتك تعاني من مشكلات في علاقتها بوالدك فصارت عصبية أو سريعة الاستثارة بعض الشيء مما يجعلها تنفعل عليك أحياناً، استمري في محاولتك التقرب منها ولكن ذلك بتجنب ما يستفزها، بمعنى إذا كانت الخلافات بينكم على المذاكرة أو مواعيد الخروج أو ما شابه فلتحاولي طمأنتها بأن تظهري لها اهتمامك بدروسك، فأكثر ما يسعد الأهل رؤية أبنائهم متفوقين وموضع فخرهم أمام المحيطين بهم، فتفوقك والتزامك الأخلاقي هو شهادة نجاح لأمك ووالديك في تنشئتك بشكل صحيح، هذا التباعد سيكون مؤقتاً لا تقلقي مع نضوجك في العمر ستجدي أن المسافات تتقارب بينكم، فقط احرصي على تقريب المسافات بينكما- كما أخبرتك- بتنفيذ ما تطلبه منك وإظهارك لحبك لها وتعاونك معها فيما تطلبه، عبري عن حبك لها بالفعل والقول، أخبريها مباشرة باحتياجك لوجود صداقة بينكما..
فيما يختص بمشكلتك الثانية مع والدك؛ هي بالفعل مشكلة كبيرة ولا أستطيع أن أختلف معك في مدى تأثيرها النفسي عليك، لكن لا يجوز أن تتركي المشاكل تدمرك بل اجعلي الضغوط التي تمرين بها تثقل شخصيتك بشكل أكبر، وهو ما أراه فيك الآن، فبرغم من صغر سنك ولكن أشعر أنك تتميزين بنضوج فكري حفظه الله لك. لم تحددي في مشكلة تحرش والدك هل تكررت أكثر من مرة؟ وهل ما زال مستمراً أم توقف؟ وإذا كانت المشكلة مستمرة فأنصحك بإبلاغ أحد أفراد العائلة: عمتك أو جدتك لوالدك أو عمك... لردعه عن ذلك، فهي أفضل وسيلة لإيقاف مثل هذه الحالات، وإذا لم يتدخل أحد أقاربك فأخبري والدتك حتى تمنعه عن ذلك. من يقوم بهذا الفعل يعاني من مشاكل نفسية فاعتبري والدك مريضاً نفسياً، وهو بالفعل كذلك. ادعي له بالهداية واسألي الله أن يحفظك، وتجنبي المكوث معه في المنزل بمفردك أو لبس أيه ملابس كاشفة أو ملفتة أمامه، أو الجلوس بقربه، وإذا ما صدر منه أي سلوك فلا تتغاضي عن توجيه اللوم له على ذلك، وأوضحي له أنك تفهمين مقصده وترفضين ذلك بشكل صارم مع تهديده بإخبار أفراد العائلة إن كرر هذا الفعل..
فيما يختص بمشكلتك الأخيرة؛ أرى أنها لم تعد مشكلة، فقد استطعت التغلب عليها برصانة تفكيرك ونضجك الفكري الذي ذكرته لك من قبل، لقد عاودت مرة أخرى الاهتمام بدراستك وتفوقك بها، وأرى أن هذا هو ما يجب أن تهتمي به، فتفوقك الدراسي هو ما سيجعلك قادرة على جذب انتباه الآخرين وليس الاهتمام بالشكل، نجحت في استعادة أصدقائك ثانية، وهذا شيء جميل. لا تضعي ثقتك سريعاً في أحد، فقد أخطئت حينما أصدرت حكماً سريعاً على هذه الفتاة، لكن لا توجد مشكلة فقد أدركت خطأك وأصلحته وهذا هو المهم... الأهم هو أن تستفيدي من التجربة التب تمرين بها، فالشخص الناجح هو الذي يستطيع التعلم من أخطائه، وبهذا يكون حقق مكسباً كبيراً..
اعتبري هذه التجربة فرصة لك لتعلّم شيء جديد سيفيدك في حياتك، فالخطأ فرصة للتعلم، لا تندمي على مرورك بها بل تذكري أنك حققت من خلالها مكسب وهو فهمك لبعض الناس بدرجة أعمق، لا يوجد نجاح دون ألم أو معاناة، واعلمي دائماً أن مع العسر يسراً. مهما كانت الظروف التي تمرين بها ضعي هدفاً لحياتك وهو الحرص على التفوق الدراسي، وتأكدي أن تفوقك سيحقق لك إشباعاً كبيراً من الناحية الانفعالية، كذلك تقربي لله فهو الذي سيحفظك ويعينك على المصاعب التي تواجهينها في حياتك، حافظي على نفسك واعتبريها مثل الجوهرة التي لا يجوز أن يحصل عليها إلا من يستحقها ويقدر قيمتها..
وأدعو الله لك أن يحفظك.. فهو خير حافظ وخير معين..