السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أود أن أشكركم على هذه الخدمة الجليلة، أنا طالب في الصف الثالث الثانوي وأحب فتاة أكبر مني بثلاث أعوام، وأنا لا أستطيع أن أبوح لها بهذا الحب, علما بأننا صديقان حميمان وهذا ما يجعلني أخشى أن أبوح.
ولقد نشأ عندي هذا الحب بعد ظهور بعض المشاكل بين والديَّ سببها عدم التفاهم، وفي إحدى تجمعاتي مع أصدقائي وكانت هي بينهم بدء النقاش حول زوجة الأحلام أو زوج الأحلام ففوجئنا أنا والفتاة أننا متفقان بنسبة 100%.
ملحوظة: أنا وأخوها الذي يكبرني بعامين من أعز الأصدقاء وأنا أعتبر ذلك مشكلة أخرى.
ماذا علي أن أفعل؟ هل أكتم؟ هل أبوح؟؟ وكيف أبوح؟؟
الرجاء سرعة الرد والتفصيل فيه.
14/1/2004
رد المستشار
صديقي: إن فارق السن في هذه المرحلة من حياتك له عامل كبير.. الفتاة تكبرك بثلاثة أعوام وهذا يعني أنها ما بين العشرين والثانية والعشرين في هذه المرحلة من الحياة أغلب الظن أن الفتاة تكون أنضج كثيرا من الفتى.. هذا ليس بالضرورة هو الحال في جميع الناس والأوقات وإنما هو ما نجد في العادة في كل المجتمعات والبلدان.
الاتفاق في الرأي على ما نريد من الزواج لا يعني بالضرورة إمكانية نجاح العلاقة.. التوافق مطلوب ولكن ليس في الرأي فقط.. التوافق في ظروف الحياة والمرحلة الحياتية أيضا بالغ الأهمية من ناحية إمكانية نجاح العلاقة وتتويجها بالزواج.
هل تقدر حقيقة على التقدم لخطبتها الآن؟؟؟ أعتقد لا ما زلت في المرحلة الثانوية أو في السنوات الأولى من المرحلة الجامعية... سوف تتخرج هي قبلك بثلاثة أعوام وتعمل وتمارس الحياة العملية وأنت ما زلت طالبا.. ليس في هذا ما يعيبك أو يمنع العلاقة ولكنه يجعلها صعبة.. ستفكر أنت بعقلية الطالب وسوف تفكر هي بعقلية الخريجة.
ولكن إذا ما تجاهلنا هذا، فيمكن أن تنجح العلاقة ولكن على المدى الطويل جدا... لكن دعني أسألك: إن الحب يجب أن يكون فيه الأربعة عوامل الآتية مجتمعة وكلها وبالتبادل بين الطرفين ويكون فيها نمو مستمر وإلا سميناه شيئا آخر غير الحب هذه العوامل هي: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، المسئولية
لكي يحبك الآخر يجب أن يعرف من أنت حقيقة لكي يحبك لا بد من إن يكون مهتما بك وبمشاعرك وبرغباتك وأحلامك ومهتما بأن يعرف ما هي هذه الأشياء لكي يحبك يجب أن يحترمك خصوصا عند الاختلاف في الرأي لكي يحبك يجب أن يكون مسئولا تجاهك وليس عنك.. مسئولا تجاهك بان يقول لك ما هو صادق وما يدور بداخله وأن يلتزم بما يعد
وبالتالي فإن الحب هو إرادة بذل الجهد من أجل النمو الروحي للنفس وللآخر معا وليس لراحة أحد الأطراف على حساب الآخر إرادة بذل الجهد في سبيل تغذية أو إنماء النمو الروحي للنفس (الحبيب) وللآخر (المحبوب)، لاحظ أن هذا تعريف قوي جدا وليس فيه ذكر للمشاعر والأحاسيس ولكنه فعلا يضمن أن المشاعر والأحاسيس تظل جميلة وحية وصادقة على المدى الطويل، كيف تفكر أنت في الحب وبم تعرفه؟؟ أرأيك مشابه لهذا وتصدقه الأفعال؟
تعلم أن تحب نفسك أولا... لاحظ أيضا انك أحسست بهذا "الحب" أو في الحقيقة "الانجذاب" في فترة كنت مفتقدا فيها الحنان أو التفاهم أو الحب من أهلك... هل هذه الفتاة مجرد تعويض؟؟؟؟ وهل من الممكن حقيقة الاتفاق 100% ؟؟؟؟
وأخيرا، لماذا تعتبر صداقتك مع أخيها عقبة أو مشكلة؟؟؟ أفي الحب ما يشين؟؟
أرجو أن تفكر مليا في هذه الأمور وأن تتابع معنا وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.