تلاكيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخت الفاضلة أ. أميرة بدران، أعجبتني ردودك في مشاكل سابقة، وكنت دوماً أشعر أنكِ تضعين الأمور في نصابها الصحيح.. لكن لا أدري لماذا في هذه المرة أشعر وكأنَّكِ تَردِّين على المشكلة وأنتِ على عجلة من أمرك! فكلامُكِ يحتاج إلى تفصيل وإيضاح وإلا فقد الهدف منه.
لقد انتقدت مسألة أن الفتاة تتربى على أن هناك ما هو "عيب"، أو أن الفتاة المحترمة يجب عليها كذا وكذا، ولكن لم تخبرينا ما هي -برأيك- الطريقة الصائبة لتربية الفتيات التي تجعلهن صالحات في المجتمع.. يَصْلُحْنَ لأن يَكُنَّ زوجات -كما أراد الله لهن- ويصلحن لأن يَكُنَّ أمهات كما أراد الله لهن، لا أن يَكُنَّ خائنات يمثلن دور الزوجات بعد اللف والدوران مع من هبّ ودبّ.
ولا أريد من أحد أن يعتقد أني أقصد بهذا الكلام صاحبة المشكلة، فهي -عذراً- لا تعنيني؛ لأنها -والله أعلم- واحدة من كثيرات لا يشعرن بنعمة الله عليهن، أو يجحدنها بطريقة أو بأخرى.. وإنما الذي يعنيني هو المجتمع الذي أنا أحد أفراده، هذا هو ما يعنيني؛ فأنا أشعر بانهياره، ولا أحب أن أرى أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم تنهار يوماً بعد يوم أمام ناظريّ، وأنا أقف بلا حراك، بلا ردة فعل تذكر.
سيدتي؛
أنا لا أنتقدُكِ أو أنتقد ردك؛ فمن الواضح من تسميتك لعنوان المشكلة (تلاكيك)، أنك شعرتِ بخلل ما في تكوين صاحبتها النفسي أو الوجداني أو الشخصي أو الديني أو كليهما معاً -والله أعلم- لكنني أعتقد أن الموضوع أكبر بكثير من أن تردي عليه رداً مبتسراً.. فنحن في مأزق.. أجل.. مجتمعاتنا العربية والإسلامية في مأزق حقيقي.. ثمة ثقافة فاسدة ترد إلينا من الخارج، تُمرر في بلادنا، يفرقون بها بين المرء وزوجه، وللأسف يعتنقها كثير الناس، بقصد أو دون قصد، من أظهر منهم الالتزام ومن لم يظهر.. ويضمرون تشبثهم بها في نفوسهم، فتتحول بداخلهم مع مرّ الأيام من طاقة وضع كامنة، إلى طاقة حركة هادمة، وللأسف تهدم كل ما هو جميل أو له معنى في حياتنا.. ثم بعد ذلك يتبدى الوجه القبيح لهذه الطاقة الهادمة.. ولكن بعد فوات الأوان.
أعتقد أن أفضل حل لمشاكلنا كلها هو في الرجوع.. الرجوع إلى رحاب الباري عزّ وجلّ،
وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله، وسُنَّتِي) [أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم].. فلم لا نبحث عن ضالتنا في طريق النور؟!.. لِمَ؟!.. وشكراً.
11/2/2010
رد المستشار
أخي الكريم،
أشكرك على مشاركتك الكريمة خاصة أن تلك المساحة من حياتنا تحتاج لتأهيل كبير، وللأسف لن أتمكن أبداً من الرد كما كنت تتمنى في استشارة، فتأهيل الفتيات للزواج أعدها من خلال دورة تتطلب ثلاثة شهور، بدءاً من المفاهيم المغلوطة ومروراً بفهم الحياة الجنسية كجزء فقط من الحياة الزوجية التي تتطلب تأهيل نفسي واجتماعي وبدني وغيره، وانتهاء بالوصول للغة مشتركة بين المرأة والرجل حتى يتعايشان معاً في "وفاق" رغم وجود اختلافات نشرحها ونضع لها الحلول، وما آخذه على الرد هي الروابط التي لم أكن أقصدها فلقد تركت للموقع أن يضع روابط تتحدث عن دورة الاستجابة الجنسية وهي دورة مهمة ومفيدة وموجودة في المقالات ويندرج تحتها عدة عناوين ذات صلة تزيد من الوعي والفهم وللأسف وضعت إجابات سابقة، ونحن كمستشاريين علينا أن ندمج في الإجابات الرد الخاص مع الرد العام لتعم الفائدة ولا يشعر صاحب المشكلة أننا لم نهتم لمشكلته بشكل واضح وتفصيلي،
كأني أريد أن أقول: أن ما كنت تتمنى وجوده لن يتحقق في استشارة ولكن كما نقول "نص العمى ولا العمى كله" وكنت ستجد نصف هذا العمى من خلال المقالات بالإضافة إلى أن الخبرة تأتي من المزيد من القراءات والتزود بالمعرفة من عدة صادر لا باستشارة.
وأهلاً بك في كل وقت.
ويتبع>>>>> : تلاكيك مشاركة1