شاهد معي صناع الحياة.!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة؛
مشكلتي أننى لا أستطيع أن أجد شخصيتي، أحيانا أتجه للاتجاه الديني ثم أرجع عنه بعد فترة....... وأظل متذبذبا بين كلا الأمرين وقد لاحظ أصدقائي وأسرتي هذا الأمر فتارة أنهاهم عن منكر ثم أفعله.
وعندي مشكلة تجاه الفتيات وهي أنني أريد أن أصاحب فتاة كما يفعل معظم أصدقائي، ولكن يمنعني خلقي وطبيعتي من هذا لكن الشيطان يظل يوسوس لي هو ووساوس أصحابي فأظل أتخيل أني تزوجت فلانة وصاحبت فلانة حتى أثر ذلك على مذاكرتـي وعبادتي وجعلني أرتكب معاصي مثل مشاهدة الأفلام الإباحية.
وكلما أرى فتاة أحلم بمصاحبتها ومرافقتها فأنا حيران أي اتجاه أذهب؟؟؟؟
وآمل أن تكونوا قد فهمتم ما أردت أن أقول.
30/1/2004
رد المستشار
أهلا بك يا أخي على موقعنا مجانين نقطة كوم، أعتقد أني فهمت ما تقول والآن أريد أن تفهم أنت أيضا ما سأقول..
أريد قبل كل شيء أن أفرق بين ما هو طبيعي ومقبول ولا يمكن منعه أو التحكم فيه وبين ما هو غير مقبول ويجب السيطرة عليه.. إذا كنت كلما رأيت فتاة تحلم بمصاحبتها ومرافقتها فهذا شيء طبيعي وفطري وخاصة في سنك وأنت أعزب تشتاق نفسك للجنس الآخر وتتعطش للسكن إليه والائتناس به، والله تعالى قد تجاوز عن حديث النفس فهو لا يحاسب عليه رحمة بخلقه سبحانه وتعالى.
ولكن إذا بالغت في هذه الخيالات واستسلمت لها للدرجة التي تؤثر على مذاكرتك وعبادتك بل وتدفعك لمشاهدة الأفلام الإباحية فهذا مرفوض يا أخي لأن هذا قد تجاوز حديث النفس ودخل في مساحة الإرادة ولأنه -على عكس حديث النفس- يمكن مقاومته والسيطرة عليه.
وإذا كنت تتدين حينا وتنهى أصدقاءك وأسرتك عن منكر، ثم تنتكس حينا وتفعل ما تنهى عنه فهذه طبيعة البشر لذلك يقول ربنا عز وجل في الحديث ما معناه: أنكم إن لم تكونوا تخطئون لجاء الله بأناس غيركم ليخطئوا فيتوبوا فيغفر لهم.. ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى باب التوبة مفتوحا حتى تبلغ الروح الحلقوم وحذرنا وحرم علينا اليأس(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر:53).
هل معنى كلامي أن أشجع أن يخطئ كل منا كما يشاء لأنه لا مفر من الخطأ ولأن الله تعالى يغفر الذنوب؟ بالطبع لا.. كلنا نخطئ ونذنب ولكن الفارق بين هذا وذلك هو: المقاومة!! ومن يقاوم ويجاهد نفسه ويحاول أن يسد أبواب المعاصي ثم تضعف نفسه فيذنب ثم يعاود المقاومة بعزيمة أقوى وتوبة أصدق وربما يخطئ ثانية فيتوب ويقاوم.
هؤلاء الذين قال تعالى عنهم "إن الله يحب التوابين" فهو سبحانه وتعالى مطلع على مقاومتهم ومجاهدتهم وسيثيبهم عليها حتما وسيهديهم ويصلح بالهم قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، ويبقى السؤال: كيف أقاوم؟
أنا تناولت هذا الأمر كثيرا في مشكلات سابقة، ولكن لا بأس أن أعرضه مرة أخرى مركزا مختصرا:
0 الصلة بالله تعالى والإكثار من الدعاء والمناجاة والذكر.
0 شغل النفس والذهن بأهداف خاصة وعامة وخطط وأحلام طموحه تملا عليك فؤادك وحياتك.
0 الإكثار من أعمال الخير النافعة لمن حولك.. اليتيم، الفقير، المريض..
0 الصحبة الصالحة التي تعين على الخير.
0 الصيام قال صلي الله عليه وسلم "فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
0 غض البصر والبعد عن المهيجات التي تزيد النار اشتعالا "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم".
0 الترويح عن النفس بالأنشطة الممتعة والهوايات مثل الرياضة والقراءة والكمبيوتر وغيرها.
وأخيرا يا أخي أدعوك لمشاهدة برنامج صناع الحياة للأستاذ عمرو خالد، فأنا أرى أنه يفتح بابا جديدا للدين لدي الشباب لا يتوقف عند صور العبادات المحضة والصلوات والذكر لينجحوا في صناعة أنفسهم وصناعة الحياة من حولهم وأذكرك يا أخي بقول الرسول (قل آمنت بالله ثم استقم)، وأذكٍرك يا أخي.. لن ينفعك أصحابك يوم القيامة في شيء إذا قلدتهم في شيء يغضب الله تعالى.
أخي الكريم أدعوا لك بكل الخير وأهلا بك.* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، ليس لدي ما أضيفه بعد ما أفاضت فيه الأخت الدكتورة الدكتورة فيروز غير الإشارة إلى الحديث الشريف عن قيمة الاستغفار في علاقة المسلم بربه، فللحديث عدةُ رواياتٍ فرُويَ عن أنس رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر الله لكم، والذي نفسي بيده لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم.) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى ابن زنجويه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون فتستغفرون الله فيغفر لكم لذهب بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، ولو أنكم تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تتوبون لتاب الله عليكم. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الأحاديث يا ابنتي ليست دعوة للمعاصي والذنوب وإنما هي دعوةٌ للاستغفار، وفقك الله يا أخي وتابعنا بأخبارك.