تلاكيك مشاركة 1..!؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
في الحقيقة عندما قرأت مشاركة "سماح" -والتي ترد فيها على مشاركتي- أول ما جال بخاطري أنني لن أرد على هذه المشاركة؛ حتى لا يتحول النقاش البناء إلى حلبة مصارعة -كما ذَكَرَتْ ذلك أختي الفاضلة أ. أميرة بدران في ردها على المُشارِكة-؛ وخصوصًا أنني لمست نبرة تَهَكُّم من "سماح" في كلمة (فلتتحفنا) التي ذَكَرَتْها في مطلع مشاركتها.
ولكن عَنَّ لي الرد؛ وذلك حتى تحصل الإفادة:
أولاً: الموضوع كبير.. ولا أعتقد أنه يُحَلُّ في مشاركة أو اثنتين أو أكثر، ولكن الأمر أعمق من ذلك، ويحتاج إلى وعي وإدراك ومعرفة كافية بديننا الحنيف، على الأقل بالقدر الذي يُصلِح شئون دنيانا وآخرتنا، ويحتاج أيضا إلى منهج متكامل يكون محل التزام من الجميع، وهذا -في اعتقادي- لا يأتي إلا بالمعرفة الكافية لما يحتاج إليها كل مسلم، أو ربما لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهذا للأسف ما يفتقده الكثيرون في مختلف المجتمعات الإسلامية.. فالسطحية (والهيافة) السائدة الآن، في السلوك وفي الاهتمامات وفي المعرفة وفي الفهم الصحيح لتعاليم ديننا وفي تطبيقنا لها في حياتنا اليومية، أدت إلى وجود فجوة في حياة الكثيرين في التواصل مع حياته الطبيعية كمسلم، كما أرادها الله -سبحانه وتعالى- له.
ثانيًا: فيما يتعلق بالرد على"الابنة"صاحبة المشاركة الأخيرة (سماح)، فإن الطريق الذي سألت عنه كُنتُ قد ذكرتُه بالفعل في الفقرة الأخيرة من مشاركتي الأولى، فلعلها لم تقرأ المشاركة حتى نهايتها، فالحل ليس معقدًا، ولكنه يحتاج إلى قوة في الأخذ مصحوبة بصدق وإخلاص في القلب لله عز وجل.
هذه مشاركتي
وشكرًا.
29/3/2010
رد المستشار
أخي الكريم، كل مشاركاتك كانت تدور حول موضوع واحد فقط تريد أن تؤكد عليه وهو "القرب من رضا وتعليمات الله عز وجل لنا مع الفهم العميق لما أراده لنا ومنا" وأنا لم أختلف عليه معك أبداَ، وأحسب نفسي في كل استشاراتي أني أضع نصب عيني ونصب عين أي شخص صاحب مشكلة أو مشارك هذا المعنى العميق؛ لأنه الحقيقي والوحيد في تلك الحياة، ولأنه حقيقي لتكون حياتنا أفضل وأحسن مما نحن عليه كما أراد الحياة لنا سبحانه، ولقد أكدت على كذلك وبقوة في الإجابة التي رأيتها مبتسرة، وإن كنت أعلم أن إجاباتي تحتاج لتركيز وتفكير لأني أقصد فيها دوما كل كلمة بشكل حرفي وعميق، ولقد قلت أننا نحتاج لمنهج متكامل يلتزم به الجميع وهذا هو ما وضعه الله لنا سبحانه، ولكننا صرنا نحتاج الرجوع إليه ووضعه في مساحته التي تليق به وأن نتبعه إيماناَ منا بأنه هو المنهج الأفضل لنا في الدنيا والآخرة، ولكننا نجني التخبط والسفاهة لأننا بعدنا عنه أو فهمناه كما يحلو لنا بسطحية أو بتحيز وتواطؤ؛
لذا أعود فأقول أن مربط الفرس سيكون كيف نربي، لأن التربية هي أعمق بصمة وأقوى علامة تغوص بداخلنا فلا تتركنا حتى نموت -إلا قليلاَ منا الذي أراد ووعي أنه يحتاج أن يتغير-، وكلما كانت التربية سليمة ومن مربي متزن يعرف متى وكيف ولماذا يقوم بما يقوم به تجاه من هم مسئولون منه كلما كانت الحياة أفضل بكثير، فيأتي التساؤل كيف نربيهم؟،
وأقول لك: أن هذا السؤال ضخم لا يجوز الاستفسار عنه بهذه العمومية ولا يجوز أن نختزلها فقط بإتباع تفاصيل دينا وفهمنا له، فلقد أراد الله لنا أن نتميز عن باقي كائناته بالعقل والبحث والاختيار والإرادة؛ لأنه هناك علوماَ سنستخرجها ونتعلم منها كيف نقود الإنسان للخير الذي أراده الله لنا، لذا خرج علم الاجتماع والنفس كعلوم أكثر قرباَ ودراسةَ للبشر وخرج لنا من تحت عباءتهما التربية التي يتخصص في كل جزء منها ألوف البشر، وبالطبع يجد من أراد له الله البصيرة والقرب منه سبحانه -من المتخصصين- أن كل العلوم تعود لله ولتعاليمه ولسنة نبيه، لكن ليس كل البشر كذلك، لذا كان يجب علينا بجانب قربنا من تعاليم الله سبحانه لنا أن نأخذ بتفاصيل العلم الذي اجتهد فيه ألوف البشر ليفيدوا به البشر الأقل بصيرة أو قرب، وكما قال أشرف المرسلين صلوات الله وسلامه عليه أن "لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله"، وأنا أرى أن مجتمعنا مريض، وبه علل كثيرة اجتماعية ونفسية وفكرية وأمية غير مسبوقة في التعامل مع النفس والبشر والحياة وتحتاج لمجهودنا جميعا لعل الله يتقبل منا ويستعملنا ولا يستبدلنا، شكرا لك وللأخت "سماح".