سنوات الضياع م
أنت إيش يا أختي ما تعرفي أن الله كبير، وأن همومك هذه بلاء من الله عشان يختبر قوة صبرك، وأنت بيأسك وغضبك من الله تسخطي وتغضبي الله حتى لو فعلت ما فعلت من التقرب إليه، أنت ما تدري أننا بالدنيا هذه مجرد عابر سبيل نعيشها ستين أو سبعين سنة بالكثير، وأن هناك حياة ثانية وهي حياة البرزخ وبعدها تجيء الآخرة.. وهذه الحياة الأبدية، كيف تفكري بهذا بالغضب من الله في هذه الدنيا الحقيرة وتنسين غضبك عليه في الحياة الأبدية.. أختي نصيحتي لك جربتها بنفسي، لأني قد عانيت مثل ما عانيت وأكثر..
توبي إلى الله توبة نصوحة وصلي صلاة خاشعة وادعي بقوله (لا إله الإ أنت سبحانك إني; كنت من الظالمين). ولازمي قراءة سورة البقرة.. وادعي الله في أفضل الأوقات (وقت السحر).. وحاولي أن تنسي هذا الشاب.. حتى وإن لم تستطيعي لا بأس بأن تعترفي بينك وبين ذاتك لفترة وجيزة (أسبوع - شهر) بأنك مجروحة من أعماق قلبك. ابكي تألمي بهذه الفترة فقط.. بعد هذه الفترة قوي قلبك بذكره وبمناجاته وحده أن يعوضك وأن ينجيك وأن يجنبك كل ما يضايقك.
قوي قلبك بالله حتى إذا تزوج ذلك الشاب يجب أن لا تهتمي به ولا بكلام الناس.. ولا تفكري بأن ظهورك أمام الناس بأنك فتاة منهزمة بالعكس يجب أن تقوي نفسك لمواجهة العواصف التي سوف تأتيك ولا تقولي; يا رب أن همي كبير ولكن قولي يا هم إن ربي كبير..
وأخيراً قبل أن أنسى قبل أن تنامي سلمي كل همومك والأمور الذي تشغلك الجيدة منها أو السيئة إلا الله ولا تفكري ماذا ستعملين بالغد; ولكن قولي ربي سلمت إليك أمري بالغد.. وأدعوا الله أن ينجيك مما أنت فيه مثلما نجاني.
4/4/2010
رد المستشار
الابنة "عبير"
جازاك الله كل خير على نصائحك الغالية، وإن كنت أود أن تكون بأسلوب أرق وألطف كي يتقبلها من توجه إليه، ولقد ذكرتني نصيحتك بواعظ دخل على هارون الرشيد وهو أمير المؤمنين، والذي يُضرب المثل بعهده في الرخاء وسعة الأرزاق على معظم المسلمين شرقا وغربا، وفترة حكمه هي أوج ازدهار الحضارة الإسلامية بلا منازع، وفي كل المجالات، المهم أن هذا الواعظ أغلظ في نصيحة الرشيد، فرد عليه الرشيد قائلا: يا هذا إن الله عز وجل بعث من هو أفضل منك لمن هو أسوأ مني؛ بعث موسى وهارون لفرعون، فأمرهما عز وجل أن يتلطفا في النصيحة لفرعون قائلا: {فأتياه فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}!!.
وعلى العموم يا "عبير" أكرر شكري لك على النصائح الطيبة لأختنا المكتئبة والمكلومة في أسرتها وفي عملها وفي حبيب قلبها، وجعلنا الله جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.....
آمين .