الصارم المسلول على شاتم الرسول إلا الموسوس
أنا أعاني من وسواس قهري وأفكار سب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد وقعت في ذلك الوسواس عندما قرأت كتاب "الصارم المسلول على شاتم الرسول"، فبعدما علمت بحكمه ولم أعلم أنه من كيد الشيطان.
هل لي مثوبة، أم يقام الحد عليّ في ذلك؟ علمًا أني لم أستطع أن أقوم من المرض، أرجو منكم أن تردوا علي في أقرب وقت.
24/4/2010
رد المستشار
أهلاً بك وسهلاً أخ محمد،
طبعًا وساوسك هذه لا تعاقب عليها، وحكمك ليس كحكم الذي يشتم الأنبياء عليهم السلام عن قناعة بما يقول. وما في الكتاب وارد في هؤلاء لا فيك أنت وأمثالك من الموسوسين.
ما يعتريك مجرد وساوس وأفكار لا قيمة لها، ولا تحاسب عليها لأنها تأتيك دون قصد. لا تخف من هذه الوساوس ولا تسترسل فيها، واشغل نفسك بغيرها... وإن كانت شديدة عليك ولم تستطع إهمالها، فتوجه من فورك إلى الطبيب.
عافاك الله تعالى وشفاك.
* ويضيف د. وائل أبو هندي؛ الأخ الفاضل محمد، أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على ثقتك. أردت فقط أن أضيف أن ما يزال هناك تقصير في الفتاوى المنشورة على مواقع الإنترنت فيما يتعلق بمسألة وساوس السب والتجديف... وأذكر مريضة من إحدى دول الخليج وجدت في نفسها وهي مراهقة سبّاً للمولى عزّ وجلّ فلم تجرؤ على إخبار أحد وإنما استفتت الإنترنت فكتبت تسأل: عن حكم السب في الله؟ فكانت النتيجة مع الأسف أن الردود كلها كانت من قبيل يلقى به من فوق جبل أو ما شابه... وكانت النتيجة اكتئاباً مزمناً موحشاً ووسوسة أكثر وأكثر عافاك الله وعافانا جميعاً...
الغريب هو أن أحداً ممن استفتتهم تلك المسكينة لم يفقه أن السائلة قد تكون موسوسة وأن أكثر من يستفتون الإنترنت موسوسين... وليس ذلك لنقص في الفقه الإسلامي أو عيب فيه بل على العكس، فالفقه الإسلامي ثري أيما ثراء خاصة في موضوع الوسوسة فيما سمَّاه المالكية بفقه المستنكح وأسميه فقه الموسوسين..... لكن واضح أننا ضيعنا لا الفقه فقط وإنما أيضاً الفقيه المتاح لكل مسجد، ناهيك عن المتاح لكل موقع يقدم خدمة الاستشارات النفسية الاجتماعية التربوية..... ولله الأمر من قبل ومن بعد.