الخوف والمقارنة مشكلتي باختصار..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ جزاكم الله عنى وعن كل المشاركين والمستفيدين من هذا الموقع خير الجزاء.
لن أطيل عليكم... مشكلتي ببساطة هي ""الخوف، والمقارنة"". أنا الآن مخطوبة لشخص طالما أحببته، ولكنى كنت أعرفه قبل خطبتي له لمدة طويلة ""ما يقرب من خمس سنوات"" ""أقصد بمعرفتي به: هو أنه كان زميلي في الجامعة، وكنا دائما ما نلتقي لنتحدث في أي شيء وكل شيء، دون أن يحدث بيننا ما هو أكثر من الحديث""، فرحت كثير بخطبتي له، وبعدها بدأ كابوس الخوف، الخوف من أن معرفتي له قبل الخطبة كانت خطأ كبير، وأن هذا الخطأ ربما تظهر عواقبه فيما بعد، في حياتنا الزوجية.
الآن أحاول جاهدة التحكم في مشاعري تجاهه أثناء فترة الخطوبة، ولكنه غامر المشاعر يريد دائما أن يكون بيننا هذه اللمسات التي ربما كانت بريئة بالنسبة له، لكنها محرمة وغير بريئة بالنسبة لي. أصبحت أخشى لقاءه حتى لا يقوم بلمس يدي، أو محاولة تقبيلها. بل وإن الأمر ازداد سوءا عندما خطبت صديقتي إلى رجل ملتزم دينيا, يحفظ القرآن ومداوم على الصلاة في المسجد.
عندها أصبحت أنظر إلى خطيبي على أنه ""شيطان"" ابتلاني الله به عقابا لمعرفتي به قبل ذلك، وأن تصرفاته معي ما هي إلا شرك قد بناه الشيطان لي لأقع في معصية الله، أخاف أن أظلمه بمقارنتي له بالآخرين، وأخاف أن أقع فيما لا يرضي الله، وأشعر بضيق كلما فكرت في فكرة العقاب الدنيوي على ما فات، وما سيكون في الآخرة؟؟
ربما كانت مشكلتي تافهة مقارنة بما أقرأه من استشارات الآخرين..ولكن أملي أنكم لن تستهينوا بها
عفوا للإطالة
وشكرا لسعة الصدر
30/6/2010
رد المستشار
أسعد الله مساءك يا "منى" وأهلاً بك صديقة في مجانين. أعتذر على تأخري في الرد عليك.
إن من رحمة الله عز وجل بعباده أنه لا يكلفهم ما لا يطيقون ومن بعض الحكمة التي من بها سبحانه وتعالى على نبي الأمة الحديث الشريف:
المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإن (لو) تفتح عمل الشيطان. والمعنى واضح من ظاهر الحديث فالإسلام يريد من الفرد القوة والثبات ولا يريد التردد والهوان.
إنك يا صديقتي اخترت خطيبك وقد تكونين استخرت الله عز وجل (وإن لم تفعلي فافعلي الآن) ووافق أهلك على ذلك وقد اشتقت للقائه في إطار شرعي واشتاق هو لذلك أيضاً. تستطيعين مصارحته بأنك لا ترغبين بإغضاب الله عز وجل وأنك تريدين تأجيل أي اتصال جسدي مهما كان بسيطاً إلى حين عقد القران وأوقفي عقلك عن عقد المقارنات فهي لن تجدي نفعاً ولو كنت قد اخترت أميراً وتركت لنفسك العنان في عقد المقارنات لوجدت أنك لم تحصلي على ما تريدين.
إن الله عز وجل لم يكلفنا لإغداق الرحمة والمغفرة علينا إلا أن نتوب ونندم على ما فات ونعزم أمرنا على عدم العودة إليه ثم نطوي صفحة الخطيئة متمسكين برجائنا في رحمة الله وعفوه. هذا في حال أننا استسلمنا لضعف نفوسنا البشري وأخطأنا أما إن حرصنا على التزام الشرع وعدم ارتكاب الخطيئة فهو يثيبنا ويوفقنا ويهدينا رشدنا: (ومن يعمل من الصالحات من ذَكَرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينَّه حياةً طيبة)، وأنا لم أجد فيما ذكرته عن نفسك ما يدعوك لهذا الخوف وترقب العقاب فخففي عن نفسك وتذكري حب الله عز وجل لعباده ورأفته بهم واستمتعي بأنه من عليك بنعمة الاقتران بمن تمنيته زوجاً.
وأسأل الله لك التوفيق وراحة البال والإحساس بنعم الله عز وجل