السلام عليكم،
جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه لمساعدة الناس. أود أن أرسل مشكلتي وأتمنى من الله أن يوفقكم لحلها ويوفقني لاتباع نصائحكم وإرشادكم. أنا شابة عمري سبع وعشرون سنة. نشأت في عائلة مفككة حيث الوالدين غير متفقين وعاشا وتيتما من والديهم وهم في سن المراهقة.
أبي متزوج من ثلاث نساء إلى جانب المشاكل التي لم تنته منذ طفولتي إلى الآن. وهو ما أدى إلى انحراف سلوك أخواتي وإخواني وإقامتهم علاقات بحثاً عن الحب وغيرها من المشكلات كالتهاون في الصلاة. وكنت أرى ذلك ولم يعجبني البتة لعلمي أنه طريق غير مضمون ومدمر نفسيا ولكي أملأ هذا الفراغ العاطفي الذي لدي ظللت أبحث عن صديقات يكن لي عوناً في الحياة ولم أخرج إلا بقليل من العلاقات لأنها لم تكن عميقة بالدرجة التي تشعرني بالاستقرار النفسي فظللت كثيرة الحساسية والبكاء وتمنيت الموت للراحة من هذا العذاب لا أعرف لمن أشكو ولم يفهم وضعي أحد ولم أوفق في اختيار الصداقات. وأعاني أحيانا من الرهاب.
وقد قادني ذلك لإنشاء علاقات عن طريق الإنترنت، فتعرفت على صديقة من بلد عربي آخر. شدني إليها حديثها حيث أنني شعرت أنها مثقفة ومتعلمة ومتدينة. وظلت تلاحقني برسائلها إذا غبت لظروف حتى قويت علاقتنا. المشكلة أنني تعلقت بها وهي أيضاً. وخلال معرفتي بها عرفت بأنها مريضة بداء السرطان، فأثر ذلك على حياتي بالسلب من بكاء وخوف عليها، وخوف من أن أفقدها. ولأن والديها كانا مطلقين، فقد كنت لها الحضن والأخت الناصحة. وكنت أريد أن أساعدها دون أن تطلب مني ذلك، فأرسل لها بعض الهدايا لبلدها. ولم أكن أفعل هذا إلا ابتغاء مرضاة الله.
وزاد تعلقها بي وصارت تبكي كثيرا إذا لم ترن لأيام أو لو اختفيت فجأة. وكنت أدخل إلى النت بطلب منها كثيرا من أجل التحدث معها والاستماع لها رغم أن لدي ظروف ومشاغل كثيرة, حيث أنني طالبة في الجامعة. وأرى أن تعلقها بي لأنها تريد مني الحديث معها برغم مشاغلي وهو ما أثر على مستواي الدراسي واستقراري النفسي، حيث أصبحت مدمنة إنترنت.
ولكن خلال الحديث معها وجدت من حديثها ميولاً جنسية وكأنها تريد أن أزورها في بلدها، أو أن تأتي لزيارتي لتحضنني وتقبلني في أماكن لا يجوز أن تكون بين الصديقات. فصدمت لذلك، ولأنني أقرأ كثيرا في الاستشارات، أحسست أن لديها مشكلة وأنها مريضة، فصبرت ونصحتها. وحلفت بأنها لم تفعل هذا من قبل وتريد أن تفعله معي فقط. المشكلة أنني لاحظت أن خيالي يذهب بعيدا كتفكيرها وبسببها. فبكيت بسبب هذا التفكير ولأنني كنت أشمئز ممن أسمع أنهم يقدمون على هذا الأمر. وأبكي لأنني لا أريد أن أضعف وأغضب خالقي.
وبالنظر إلى حياتها في المنزل فأسرتها مفككة وبعيدة عن خالقها بجانب أن منهم من هو مدمن للمخدرات والكحوليات وحاولت هي علاجهم. فلعلها أخذت هذه السلبيات من أهلها. المشكلة أن أموراً كثيرة جعلتني أريد أن أفارقها، منها اكتشافي الكذب في بعض حديثها. ولم أواجهها بذلك خوفاً على صحتها. كما أنها تضيع وقتي، وكذلك تعلقها الزائد بي، كما أنها تؤثر على علاقتي بربي ونفسي وأهلي، فقد أصبحت مقصرة كثيراً.
علماً بأنني مغتربة، وأتمنى التركيز في مستقبلي، والعودة برضا عن نفسي وإشباع عاطفي وارتقاء ذاتي لأرض الوطن بعيدا عنها. ولكن خوفي من أن فراقي المفاجئ لها سيؤثر على صحتها أو شيء من هذا القبيل. وفي نفس الوقت أريد الابتعاد والنجاح بعيدا عن أي احتياج. وأتمنى أن يرزقني الله زوجاً صالحاً يعوضني الحرمان العاطفي. ولكنني أخاف أن لا أوفق في اختيار الزوج وأخاف من المشاكل الزوجية.
أرجوكم مشكلتي هذه سببت لي الحزن والاكتئاب والشعور بالدونية. أريدكم أن تنصحوني وسأفعل بعون الله ما ستنصحونني به. لأنني أخشى أن أخطئ كما أخطأ إخوتي، وأخشى على نفسي من الهلاك والضياع أكثر من هذا.
أرجوكم لا تتأخروا علي بالرد على معاناتي الشديدة وأسألكم الدعاء وجزاكم الله خيراً.
11/10/2010
وأرسلت "جي جي" بعد شهر من تأخرنا عليها تقول:
استفسار
السلام عليكم، أرسلت لكم مشكلتي عبر طلب استشارة، وأود استفسر كيف اعرف أن استشارتي تم الرد عليها هل عبر الإيميل يأتيني الرد، أم أبحث عن طريق موقعكم؟ وإن كان عبر الموقع أرجو أن تدلوني على الطريقة وشكرا وجزاكم الله خير.
13/11/20100
ثم أرسلت بتاريخ 29 نوفمبر تقول:
انتظرت ردكم ولم أجده ساعدوني
السلام عليكم؛
أرسلت لكم مشكلتي من مدة عبر صفحة طلب استشارة ولم يصل لي الحل إلى الآن، وبعثت لكم عبر اتصل بنا لأعرف إن تم الرد على مشكلتي أم لا حيث أنني لا أذكر عنوان المشكلة التي كتبتها بالضبط لكي أتمكن من البحث عنها أرجوكم سااااااعدوني.
29/11/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
من قال أن الموت راحة رغم رحمة رب العالمين فمع الموت يحين وقت الحساب فلا تضيعي وقت العمل بتمني الهروب كي لا تندمي عندما يحين أجل الله لضياع الوقت، رزقك الله طول العمر وحسن العمل وإخلاص النية لله.
عزيزتي مسئوليتك الأولى تجاه نفسك لا صديقتك فإن وجدت منها ميولا وأفكارا شاذة يكون عندها دفع الضرر أولى من جلب المنفعة كما تعلمين حسب القاعدة الفقهية ولذا فإن الحفاظ على نقاء فطرتك أولى من مساندتها وهي إن احتاجت المساعدة فلتطلبها من القادرين عليها من المختصين، وكما ذكرت فقد جربت عليها كذبا فلماذا لا تكون كذلك قصة مرضها وتراجعها عن هذه الأفكار كذبات أخرى؟؟
اقطعي العلاقة التي تضرك دون وجود ما يثبت أنها تنفع صديقتك ولا تجعلي مقاطعتك لها مفاجئة إن شئت كي تستطيعي أنت بنفسك الالتزام بها فقللي مدة حديثك معها واجعليها فترة قصيرة مرة واحدة في الأسبوع ضمن مواضيع لا تغضب رب العالمين ولا تفتح عليك أبواب غواية الشيطان وتذكري أن كل قدرته علينا مجرد تزيين للمعاصي وهو لن يأتيك بنفسه ولكن سوف يتخير رسله لك.
تخلصي من سمات الشخصية الهستيرية من شدة الانفعال والتفاعل الزائد وكذلك التوتر الدائم، لا تقرئي عزيزتي المشاكل واكتفي إن شئت بقراءة الحلول فقط كي لا تنبت لديك مزيدا من الهموم وأفضل أن تكتفي بقراءة المقالات التي تكسبك الثقافة النفسية بصورتها الخالصة دون الخوض في الاضطرابات والانحرافات التي تعرضها المشكلات.
كلمة أخيرة لا حياة بلا احتياج كتلك التي تريدين ولم أتبين جهة الاحتياج الذي ترفضين هل هو احتياج الآخرين لك أم احتياجك أنت لهم، ولذا سأذكرك بأن الحياة بعيدا عن احتياج الناس مستحيلة ولو اقتصرت حاجتنا لهم كرفاق طريق غرباء عنا فلا تتوقعي أنك قد تصلي في مرحلة ما للاستغناء عن الناس، وكذلك فإن احتياج الناس لك رحمة ونعمة من الله عليك فاحتياجهم لك يفتح بابا للعطاء ينفعك في الدنيا والآخرة إن أخلصته لوجه الله تعالى، والصد عن العباد هو أنانية واضطراب لا تسعد صاحبها على المدى البعيد وإن أراحته بشكل مؤقت ولكن بالطبع على أن يكون البذل في اتجاه من يستحقونه وبما نستطيعه فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
التعليق: بسم الله الرحمن الرحيم المشاكل الأسرية سقوط سريع للهاوية المشكلات الأسرية دائما ومن الممكن استثناء بعض الحالات الفردية سقوط سريع ومدمر للهاوية وطريق موثوق فيه للفشل ولكن من يضع المشكلات فوق رأسه تسقطه في بئر من الآلام والأحزان لذا أرجو من كل شاب أو فتاة مقدمين على الزواج أن يفكرا جيدا ويختاروا بدقة ويحاولوا حل مشاكلهم أولا بأول قدر المستطاع قبل الوصول لنقطة الا عودة وعدم التقبل حتى لا يكون بعد الزواج هناك ضحية مهروسة وممزقة ونصيحة لأختي صاحبة المشكلة لا توجد حياة بلا مشاكل فلقد خلق الله الإنسان في كبد فلابد أن يرضى كل فرد بما قسمه الله له ولا يضع المشاكل نصب عينيه ولا ينظر لها من جانب واحد ولكن التغلب عليها ومقاومتها طريق للنجاح ولا تتعاملي مع الحياة بتلك العاطفية والحساسية المفرطة فالحياة قاسية ولكن جميلة فلا تنظري لها من جانب واحد وهو المشكلة وما يكدر عليك صفو حياتك