أنقذوني
الاستشارة أنا لازم آخذ دبلومة في القانون العام علشان يبقي معي ماجستير وبعد ما نجحت في دبلومة العلوم الجنائية كنت فرحان لكن بقى لي سنتين مش عارف آخذ دبلومة الجنائي وأخش الامتحان عارف كل حاجة ومذاكر كويس جدا حدا لكن أول ما أمسك القلم مش عارف نفسي تتسد عن الإجابة رغم أني ببقي عارف الإجابة وبدي نفسي تبريرات وهمية ده الامتحان طويل أكثر من الوقت المحدد وخدها من قاصرها وأمشي.
أرجوكم ساعدوني رغم أن عندي دوافع كبيرة أن أنجح.
03/12/2010
رد المستشار
الأخ العزيز السيد "محمد" المحترم, أهلاً وسهلاً بك في موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية, وسوف يسعدني اليوم أن أجيب على استشارتك.
فهمت من كلامك, وأرجو أن تصحح لي, أن مشكلتك تتعلق بامتحان دبلوم العلوم الجنائية دون سواه من الامتحانات, بالنظر لأنك تجاوزت كافة موادك في برنامج البكالوريوس والدبلوم السابق بنجاح, وقد ذكرت بنفسك أن التبريرات التي تعطيها لنفسك وهمية وغير حقيقية, وهذا يشير إلى توفر الوعي لديك حيال مشكلتك كما أنه يريحني بالنظر لأن معرفتك بهذا الأمر يشكل نصف الحل لهذه المشكلة البسيطة التي حالت دون تجاوزك للدبلوم حتى اليوم.
أتفهم مشاعرك جيداً, فأنت تدخل إلى الامتحان بعد الجهد والتحضير لعدة أيام, وهو امتحان الدبلوم في العلوم الجنائية "دبلوم كبير, مش أي كلام" وهو امتحان مهم بالنسبة لك, تستلم قائمة طويلة من الأسئلة يتضمن كل منها مشكلة مطلوب منك تحليلها واتخاذ القرار المناسب في شأنها, وذلك في موقف امتحاني يتطلب الالتزام بقواعد وضوابط معينة, تمر على هذه الأسئلة الطويلة مرة واثنتان, فتسد نفسك ويصيبك العجز, والحق معك, وهو مشهد قد يسد النفس ويشوش التفكير أيضاً, فينشط لديك لاشعورياً ميكانيزم التبرير, لتنسحب من الامتحان معللاً ذلك بقصر زمنه أو عدم ملائمته... الخ.
والسؤال الذي يجب أن نجيب عليه هو: لماذا يجد السيد "محمد" نفسه عاجز عن النجاح في مقررات دبلوم العلوم الجنائية, رغم أنه حضر بشكل جيد, وبعد خبرة طويلة تجاوز خلالها بنجاح امتحانات أكثر من 50 مقرر على الأقل في مرحلتي البكالوريوس والدبلوم السابق؟ وهي امتحانات مشابهة, بل كان بعضها أصعب بكثير من امتحانات الدبلوم الحالي!
إن حالتك تذكرني بحال عشرات الطلاب الذين أصادفهم في الجامعة فيحدثوني عن تجربتهم مع امتحان اللغة الشهير بـ(التوفل) وعن طول هذا الامتحان وصعوبته وعدم كفاية الوقت المخصص للإجابة على أسئلة الامتحان. في الوقت الذي يعد فيه هذا الامتحان من أسهل (وأدق) الامتحانات التي صممت لقياس القدرة في اللغة الإنكليزية على الإطلاق.
من المعروف أخي محمد أن الإنسان يدرك الواقع كما يراه هو, وليس كما هو الواقع بالفعل, حيث يتأثر إدراك الإنسان للموقف بتوقعاته السابقة عنه, والواضح أن توقعاتك السابقة المتعلقة بامتحان دبلوم العلوم الجنائية مضخمة ومبالغ بها ربما لأهمية المرحلة الحالية بالنسبة لك, أو ربما بسبب آراء من هم حولك عنه أو.... إلخ..., في الوقت الذي هو عبارة عن امتحان عادي "بضعة أسئلة تجيب عليها وينتهي الأمر" ومثاله مثال عشرات الامتحانات التي تجاوزتها بنجاح سابقاً.
ولسوء الحظ, فإن توفر الدافعية الكبيرة للحصول على درجة الماجستير, وعلى الرغم من أهميتها, لا تكفي وحدها للنجاح في امتحانك, فقد تولد الدافعية طاقة كبيرة في داخلك وتدفعك باتجاه التحضير الجاد, إلا أن هذه الطاقة تحتاج للتنظيم, ويضاف إليه ضرورة توفر حد أدنى من مهارات التعامل مع الموقف الامتحاني, وهذه المهارات بسيطة ولكنها بالغة الأهمية بالنسبة للطالب. وفي حدود المعلومات وردت في طلب استشارتك, أعتقد أن هذا بالضبط ما يلزمك.
من الضروري أن تتدرب على كيفية التعامل مع أسئلة الامتحان, وعلى اختيار الإستراتيجية المناسبة للإجابة على بنوده, وهذه الإستراتيجية تتحدد في ضوء تصميم أسئلة الامتحان وتوزيع الدرجات عليه, يضاف إليه ضرورة التعامل مع السؤال الامتحاني بوصفه مثير "Stimulus" يفترض أن يحرض دماغك على استدعاء الإجابة "Response" الصحيحة من الذاكرة طويلة المدى, وبالتالي... لا يجوز أن تعرض نفسك (خصوصاً في موقف الامتحان) لمثيرات عديدة ومختلفة (أسئلة امتحانية) دفعة واحدة, لأن ذلك قد يوزع التركيز ويؤثر على عملية معالجة المعلومات داخل دماغك.
تذكر دائماً أخي العزيز, أن امتحان دبلوم العلوم الجنائية لا يختلف كثيراً عن عشرات الامتحانات التي خضتها ونجحت بها سابقاً, وأن المرحلة الحالية وعلى الرغم من أهميتها بالنسبة لك.. تبقى مرحلة انتقالية وهي مرحلة المدرسة في الواقع, أبدأ بتدريب نفسك على مهارة الاسترخاء واستفد من هذه المهارة في الامتحانات المقبلة, وقبل كل شيء, تجنب قراءة كافة أسئلة الامتحان دفعة واحدة, غط ورقة الأسئلة وأبدأ بالإجابة على البنود, واحداً تلو الآخر, تذكر أن لكل بند وزن محدد من الدرجات لذلك أجب على قدر هذا الوزن ولا تبالغ, وإذا وجدت فعلاً أن الوقت قد لا يكفيك... تابع حتى النهاية ولا تنسحب, فقد تكفي البنود التي أجبت عليها لتحقيق علامة النجاح.
وأنت تعلم أن كافة الامتحانات التي خضتها والتي سوف تخوضها, قد صممت \ وسوف تصمم \ وفق معايير علمية محددة تحددها أصول القياس والتقويم التربوي, وأنتم في مصر السباقون في هذا المجال بالمناسبة, حيث يراعي واضع الامتحان تصميم الأسئلة بحيث تكون متوسطة ومتدرجة مع وجود أسئلة قليلة أكثر صعوبة من أجل تحديد الفروق الفردية والتمييز بين الطالب القوي والطالب العادي. ويعد زمن الأداء من أهم هذه المعايير العلمية, حيث أستطيع أن أؤكد لك أنه لا يوجد امتحان طويل وآخر قصير, فهذه الامتحانات توضع من قبل أساتذة متخصصين وتقرر بعد موافقة اللجان العلمية عليه, وهي لجان مطلعة في أصول القياس وتراعي بدون أدنى شك المعيار المتعلق بالزمن.
بقي أن أشكرك على ثقتك وأهلاً وسهلاً بك مجدداً في مجانين, كما أرجو معاودة الكتابة إلينا في حال أردت إضافة أي شيء آخر.