ماذا أفعل؟؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
في البداية أشكر كل المستشارين الكرام على ردودهم ويعطيهم ألف عافية، سيدي المستشار كيف أتعامل مع زوج تعود منذ كان عمره أقل من عشرين عاما أن يصرف على أهله ويعطيهم المال وهو الآن عمره أربعين عاما مع العلم أنه أكبر واحد بإخوانه وأننا تزوجنا منذ سنة فقط وهو غير مقتنع أنه تزوج وأصبح مسئولا عن زوجة وكل همه كيف يرضي أمه بإعطائها المال.
مع العلم أنه غير ميسور الحال وأن والده موجود وبصحة جيدة وعمله ممتاز ويعطي زوجته كل ما يحصل عليه من المال وأولادها كلهم تحت أمرها وظروفهم المالية أحسن من ظروف زوجي بكثير، والدة زوجي ليست بحاجة نهائيا لأخذ المال من زوجي لكنها تعودت أن تأخذ منه وهو تعود على إعطائها بغض النظر عن ظروفه، مع العلم أنه بخيل جدا جدا معي ولا يعطيني ما يكفيني نهائيا لدرجة أني أضطر أن أستدين من أهلي أو أن أبيع بعض أشيائي الخاصة حتى أصرف على نفسي لأنه مسافر وغير موجود معي ويطلب مني أن أعمل حتى أساعده على مصروفي أو حتى أصرف على نفسي ولا يتحمل شيء من مصروفي
ماذا أفعل!!!
شكرا مقدما
R03;07/01/2011
رد المستشار
الست "منى" ونحن نخصك بالشكر أيضا لموضع الثقة التي أوليتها لنا ورغم ما ذكرت من ظروف مادية صعبة وما تظنينه من إهمال زوجك لك أود أن أوضح لك أولا قوله تعالي (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء:23، 24) هذه الآيات تبين أن الجليل الرحيم سبحانه أوجب على الأبناء الإحسان إلى الوالدين وبرهما وطاعتهما في غير معصية الله والعمل علي صلتهما وزيارتهما وقضاء دينهما وحوائجهما وعدم قطيعتهما، وصلة الرحم التي لا رحم لهم إلا من قبلهما والاستغفار لهم بعد موتهم هذا بالنسبة لحق الوالدين ومنها أم زوجك من قبل الأبناء.
ست "منى" أما حق الزوجة على زوجها فقد قال رسول الله محمد (صلي الله عليه وسلم) أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا وإن لكم عليهن حقا، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا.
ويشير الرسول صلي الله عليه وسلم إلى أمر هام جدا متمثلا في حسن المعاشرة من معاملة تبنى على عامل الحب في الله تعالى فالزوجة أخت زوجها في الإسلام والزوج سندها وأخوها في الحياة المبنية على الإيمان وكل منهما رفيق لصاحبة في الدنيا.
فالزوجة مسؤولة عن شئون البيت والزوج معيل هام لأسرته يوفر لهم المعيشة هذا هو الأمر الطبيعي. ولكن المقصود هنا تحقيق ما يرضي الحق وعدم إغضاب الله وهي إعطاء الوالدة حقها والزوجة حقها دون جور حق على حق آخر مطلوب منك ست منى توضيح الأمر لزوجك حتى لو اقتضى تدخل أحد الأقارب يكون ذا رأي راجح حكيم والله الموفق لمسعاك.