اضطراب وجداني ثنائي القطب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أشكركم على ما تقدمونه من خدمات جليلة للمرضى، وأخص بالشكر الدكتور وائل أبو هندي جعل الله ما يقدمه في ميزان حسناته، وأرجوه أن يجيب على سؤالي هذا ((أنا ....... زرتك في عيادة روكسي بتاريخ 3 /11 و2007/11/24 وأنا الآن في الخليج)) عمري 36 سنة متزوج ورزقني الله طفلين، وأعمل طبيب أسرة.
أنا أعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطب، وكذلك وسواس قهري، واضطراب الشخصية القسرية. بدأ المرض بخوف ونوبات هلع ثم تطور إلى رهاب اجتماعي، ونزوع إلى الكمالية، وهذان منعاني من التفوق في الدراسة أو العمل. تعايشت مع المرض 5 سنوات بدون علاج.
ذهبت للدكتور ((..........)) فوصف لي فلوكستين20 مجم وديباكين 400 مجم، ولكن دخلت في نوبة هوس، وتركت العلاج بعد 6 أشهر، وبعدها ب 3 سنوات ذهبت للدكتور ((وائل أبو هندي)) فوصف لي لاميكتال100مجم وفافرين100مجم وستلازين5مجم، ولكنني تركت العلاج بعد 4 أشهر، وبعد سنتين وقبل شهرين من الآن رجعت للعلاج وأخذت انافرانيل150مجم ولاميكتال100مجم وريزبريدون2مجم، وبدأت أشعر بتحسن بنسبة25% ولكن ما زلت أعاني من تقلب المزاج في اليوم الواحد أكثر من مرة، وما زالت الأفكار تقتحم دماغي وما زال الفعل القهري يلح علي. ((أرجوك يا د/وائل -جزاك الله خيرا-أرجو منك أن تصف لي العلاج بالتحديد والجرعات)).
هل يمكن أن أضيف فافرين للعلاج أم تنصحونني بدواء معين أو أزود الجرعة؟
وسبب اختياري للأنافرانيل أنني اكتشفت بالصدفة أنه يجعلني أترك الفعل القهري دون معاناة، وذلك أنني أخذته أول مرة لعلاج سرعة القذف ففوجئت بأنني أترك الفعل القهري. وأنا مكثت فترة كلما يشتد علي المرض أتناول حبة أنافرانيل فأشعر أنني أحسن.
وهل الفافرين أفضل من الأنافرانيل؟ وهل جرعة150مجم كبيرة؟ لأنها تسبب لي نوم كثير جدا.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، فإني على سفر، ولا أستطيع التواصل مع طبيبي ((أرجو عدم نشر مابين الأقواس)) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
17/02/2011
رد المستشار
الزميل الفاضل "أ. يوسف" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، تبين استشارتك هذه حالة من التواكب المرضي بين اضطراب الوسواس القهري والاضطراب الثناقطبي وهو ما غالبا يعني مسارا أصعب للاضطراب الثناقطبي وصعوبة وحرجية في علاج الوسواس القهري، وذلك رغم النسبة المرتفعة للتواكب المرضي والتي تزيد عن 20% .... وفي حالتك أظن كانت بعض الأعراض الذهانية أيضًا موجودة ولذلك وصفت لك أحد مضادات الذهان التقليدية.
من المعروف علميا وعمليا أن الأنافرانيل anafranil أو الكلوميبرامين Clomipramine وهو عقار الم.ا.س الوحيد هو الأقوى أثرا في علاج اضطراب الوسواس القهري مقارنة بأي من عقاقير الم.ا.س.ا والتي يعتبر الفافرين Faverin أو الفلوفوكسامين أقواها أثرا علميا وعمليا أيضًا في عمله ليس فقط على اضطراب الوسواس القهري وإنما على اضطرابات نطاق الوسواس القهري... إلا أن لدينا مشكلتان مع الأنافرانيل:
مشكلة يشتكي منها معظم من يتناولون الأنافرانيل وهي آثاره الجانبية التي تزعج كثيرين خاصة في الجرعة العالية أي 150 مجم فأكثر.... وهذه مشكلة عامة تواجه كل من يستخدم الأنافرانيل وحده في علاج الوسواس القهري.
والأخرى خاصة بالمصابين بالتواكب بين الثناقطبي والوسواس القهري كما في حالتك وهي أن احتمالية إحداث نوبات الهوس مع الأنافرانيل وهو أحد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة أعلى منها مع أي من عقاقير الم.ا.س.ا .... ولهذا السبب اخترت لك الفافرين... إضافة إلى اللاميكتال Lamictal أو اللاموتريجين Lamotrigine كمثبت للمزاج.
على كل وبما أنك الآن تشتكي من تحسن فقط بنسبة25% ولكنك ما زلت تعاني من تقلب المزاج في اليوم الواحد أكثر من مرة، وما زالت الأفكار تقتحم دماغك وما زال الفعل القهري يلح عليك..... فإنني أقترح تقليل جرعة الفافرين بالتدريج (قلل 50 مجم من الجرعة لمدة أسبوع ثم قلل 50 مجم أخرى بعد أسبوع) إلى 50 مجم، ثم قم بزيادة جرعة اللاميكتال إلى 200 مجم يوميا على الأقل.....
بعد ذلك بأسبوع على الأقل قم بزيادة جرعة الأنافرانيل إلى 50 مجم
وتابعني بأخبارك بعد ذلك بثلاثة شهور... وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.