أعطوني الجواب الشافي رجاءً
في البداية أشكركم على ما تبذلونه في هذا الموقع المميز، وجزاكم الله خيرا...
أرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي فهي طويلة: أنا شاب عمري 30 سنة أعزب، تتلخص مشكلتي في عدم ثقتي بمظهري...(مشكلتي في بروز في الصدر واتساع قليل في الحوض بما يشبه النساء) برغم من وجود اللحية والشوارب.
رغبتي في النساء طبيعية مثل أي شاب لكن بسبب ما ذكرت تعرضت لسخرية وأنا في الإعدادية، وكنت سمينا فأنقصت وزني حتى أصبحت ضعيفاً... ثم انضممت إلى نادي بناء الأجسام، ووثقت في نفسي قليلا. لكن جاءت السخرية من زميل بـ (جسمك مش حلو) واستمر الحال، وأنهيت الجامعة، وكنت أجد معاناة في اختيار الملابس برغم أنني لست سمينا.
وقبل ذلك تعرضت للسخرية حتى وأنا في المسجد وفي عدة مساجد...
أصبحت لا أحب التجمعات العائلية، وعند وجود مناسبة مثل العيد بالنسبة لي هَمٌ كبير جدا؛ لأني أحتار ولا أقتنع بالثياب التي سأكون واثقا عندما ألبسها.
عندي ملابس جميلة جدا، وفخمة، ولكن لا ألبسها لأني لا أرى أنها تخفي الملامح التي ذكرتها سابقا.
أنا الآن أعمل والحمد لله ولا أواجه مشكلة إلا في اللباس، وأرى نظرة الناس لي من خلال مشكلتي سواء داخل العمل أو خارجه (أقصد أنني أتصرف بحذر خشية السخرية والغمز واللمز)، والآن أهلي يصرون عليَّ بالزواج، وأنا أريد أن أعف نفسي، ولكن أخشى نظرة زوجتي لمظهري، كيف ستكون؟ وأنا لا أريد أنْ أُجرح نفسيًا فوق جرحي النفسي الذي ذكرته سابقا، إضافة أن في الزواج سيكون تجمعات، وزيارات مع أهلها. وأنا لا أريد أن أسمع سخرية.
أنا لا أقول الكلام هذا ليس من فراغ، ولكن لأنني تعرضت لهذه المواقف سابقا!
لا يعرف بمشكلتي هذه إلا أخواتي فقط، فأنا الولد الوحيد في الأسرة. هذا الأمر سبب لي ألماً، وأصبحت أحيانا أشعر بعدم رغبة في العمل أو الحياة....
طبعا بعد أن أنهيت الجامعة أصدقائي كل واحد ذهب لسبيله، ولم يعد لي صديق، ولا أحب إلا أن أكون لوحدي بدون صديق (علما بأنني في السنة الأولى من الجامعة كنت محبوبا من الجميع)، سبق أن ذهبت لطبيب نفسي، وقال: الأمر قد لا يكون بهذا الشكل، ويجب عليك أن تستمر ولو وقف الناس كلهم حولك يصفقون ويضحكون... لكن الكلام سهل، والواقع الفعلي صعب جدا جدا. وأعطاني حبوب جعلتني أنام وأصاب بالتبلد أو اللامبالاة تجاه السخرية التي أسمعها....
أفكر أن أجري عملية لإزالة ما يسمى بالتثدي (بروز الصدر) ولكن تبقى مشكلة اتساع الحوض، برغم أنني عريض المنكبين لكن يظهر بوضوح.
أنا آسف لأنني أطلت عليكم، لكن أرجوووكم أريد الجواب الشافي الذي يساعدني على إتمام مسيرة الحياة.
17/03/2011
رد المستشار
السلام عليكم أخي الكريم، و أهلاً ومرحباً بك على شبكتنا، وأسمح لي بالرد على استشارتك، داعياً المولى سبحانه وتعالى إلى السداد والرشاد.
أخي الكريم، ما أوردته حضرتك في الاستشارة، هو ذو محورين، وهما كما ورد في رسالتك:
1) (مشكلتي في بروز في الصدر واتساع قليل في الحوض بما يشبه النساء).
2) أهلي يصرون علي بالزواج وأنا أريد أن أعف نفسي ولكن أخشى نظرة زوجتي لمظهري كيف ستكون.
فأنت تصف بداية الأمر أن تكوينك الجسماني، بتوزيع أماكن الاتساع والضيق في جسدك، يبرز منطقة الصدر لديك، ومتسع عند الحوض، وهذا نراه أنا وأنت لدى بعض الشباب، لسبب هرموني أحياناً، أو لسبب أن بنية الشاب بالأصل تميل للسمنة ولكنه أنقص من وزنه من خلال حمية ما، أو أن الموضوع لا يتعدى طبيعة تكوينية للجسم، والجسم الذي لم يخلقه الإنسان ولم يقرر شكله، فلو كان قرار الإنسان قد لا يكون هذا شكله، إنما هو أمر يجب النظر إليه بأنه طبيعة في هذا الشخص، ولكن إذا كانت هذه الطبيعة لسبب مرضي عضوي، أو هرموني فيمكن علاجه طبياً،
أما إذا كانت بسبب طبيعة الشكل فقد يمكن تعديله كما فعلت من طرفك من خلال رياضة بناء الأجسام، إضافة إلى اختيار طريقة لباس معينة قد تخفف من بروز أو تدويرة الحوض، وهذا ممكن من خلال اختيار بعض موديلات البدلات الرجالية، أو تفصيل لباس يساعد في التقليل من ظهور ما لا يحب الشخص ظهوره من جسمه، هذا الجسم الذي لم يخلقه الإنسان لنفسه، ولكن سيصاحبه طول العمر، مع تقديري لحقيقة صعوبة النظرة إلى أجسامنا بأنها لا تتناسب مع توقعنا، أو أنها تسبب لنا مشكلة ما.
وكما وصفت فإنك الآن ((لا أواجه مشكلة إلا في اللباس وأرى نظرة الناس لي من خلال مشكلتي سواء داخل العمل أو خارجه، أقصد أنني أتصرف بحذر خشية السخرية والغمز واللمز))، وكأنك تقول أنك مدرك أن ما تراه من رأي الناس فيك، هو من خلال مشكلتك، وليس بالضرورة أن يكون واقعاً فعلياً، ونحن نسمي ذلك في مجال العلاج المعرفي، قراءة الأفكار Mind Reading ، حيث يتوقع الشخص انه يستطيع التنبؤ بالسبب وراء كل سلوك للآخرين، وكأنه يستطيع معرفة ما يفكر به الآخرون، يربط هذا التنبؤ بأنه غير كفؤ، أو أن الآخرين يلمزونه، ويستهزئون به، مع الاعتقاد أن هذا سيحدث معه في كل مرة ومع كل شخص، وهذا ما يسمى قراءة البخت، وهو توقع أن الأشياء السيئة سوف تحدث دائماً، مع الشعور القوي بأن هذا التنبؤ حقيقي، أي أن الشخص يتصرف و كأنه يستطيع معرفة ما سيحدث في بعض المواقف المستقبلية، أو ما سيواجهه، مثل اعتقاد حضرتك انك ستتعرض بالضرورة للاستهزاء أو اللمز، وخشيتك من نظرة زوجتك التي لم تعرفها بعد لك، حيث أنك تتوقع مسبقاً أنها سوف تنظر إلى جسمك فقط، ونسيت أنها ستتعامل مع شخصك بالكامل، وكل ذلك بنيته أخي الكريم بسبب أن هنالك من استهزاء بك، فأصبحت تعمم الأمر على كل شخص، فمن خلال التعميم يكون نمط تفكير الشخص مبني على موقف محدد، ويقرر من خلاله أن كل شيء سيكون بنفس الصورة مع الناس أو في المستقبل، ولاحظ أخي الكريم كيف دفعتك طريقة تفكيرك إلى الميل للعزلة، والابتعاد عن الناس وكأنك تقول لنفسك:
1) لا أريد أن يهزأ بي احد.
2) لا أريد أن يلاحظ جسمي أحد حتى لا يهزأ بي.
3) لا أريد أن أكون مع آخرين، لأنهم سيلاحظون جسمي، وسيهزئون بي.
وهذا يسبب طريقة تفكير غير متكيفة، تؤدي إلى الكرب والحزن، وتجنب صاحبها للحياة وأنشطتها، وتذكر أخي الكريم، قد نوقف أنشطتنا لممارسة الحياة، ولكن هل ستتوقف الحياة أصلاً؟
فمفتاح طريقة تفكيرك:
- نظرة الآخرين لك والتي قررت أنها ستكون استهزاء بجسمك دائماً.
- جسمك الذي أصبح محور اهتمامك وطريقة نظرتك له.
- خوفك الدائم من فكرة الاستهزاء بك، وهذا معناه التقليل من شأنك.
وأسمح لي أن أورد لك بعض الأفكار المساعدة لمعالجة جزء من طريقة التفكير غير المتكيفة لديك،،،
- إذا كنت في بعض الأحيان تقفز للنتائج فانتبه لنفسك، وأسأل نفسك إذا ما كنت تستند على معلومة، أم هو حدسك فقط.
- تذكر أن المستقبل سيكون فيه تفاصيل لست مطلعاً عليها، وقد تكون الأمور أسهل مما يصوره لك حدسك.
- لا تفكر في عبور الجسر قبل أن تصله، فقد يكون الأمر أسهل مما تتوقع
- التوقع في الخيال مخيف أكثر من الواقع الحقيقي في معظم الأحيان.
- كثيراً ما نقول للآخرين أنهم لا يعرفون ما الذي نفكر فيه لذلك فسروا الأمور بشكل غير حقيقي، إذاً هل نعرف نحن ما يفكر الآخرون به؟
ولذلك أنصحك أخي الكريم أن تقرأ قليلاً عن التشويهات المعرفية أو الإدراكية وعلاقتها في تسميم أفكارنا، واضطرابنا، لأنها من أهم المفاتيح لتغيير نظرتك إلى جسمك، ودليل ذلك، دعنا نتخيل سوياً أن جسدك بقي كما هو، لكنك لم تعد تعطي أي أهمية لنظرة الناس لجسمك، أتراك ستواجه مشكلة؟؟
لك من جزيل الشكر على ثقتك، لا تتردد في التواصل معنا لمزيد من الفائدة، وفقنا الله وإياكم.
التعليق: الأخ العزيز أنت تريد تغيير جسدك من أجل نفسك أم من أجل الناس، إن كان من أجلك فأنا أحترم تفكيرك،فالرياضة مهمة جدا، وأهمها رياضة العدو" الجري" وكمال الأجسام،
أما إذا أردت تغيير جسدك من أجل إرضاء الناس، فكل واحد منا يعلم قصة جحا وولده والحمار، فلم يستطع أن يرضي الناس، وفى النهاية حمل الحمار هو وولده،
هل إجراء العملية سيؤدي إلى ما تريد وتحقق ما تأمل، لا أعتقد، الأهم هو تعاملك مع النقد الموجه لشخصك.
عليك أن تتعلم كيف تواجه النقد الموجه لك بطريقة جيدة، فلا يوجد شخص كامل، الأهم أنك تقبل نفسك كما أنت، أما إذا لم تكن كذلك فأنت تحتاج إلي معالج نفسي.