أمي الثانية : ... أ/ هديـل فـكــري ... يكتب منا الكثيرون حول سن المراهقة ... وحول الاكتئاب ... وحضرتك يا أمـي العزيزة (وأرجو ألا تكون أغضبتك هذه الكلمة. بحسب ظني أنك صغيرة ومتفهمة شعورنا لهذا ردك يكون منطقياً ) ....
وحضرتك يا أمي العزيزة ... تكتبين اذهبوا إلى الدكتور النفسي أو أنه من الصعب الحب في هذا السن ... ولكن اعذريني ردك هذا لا يريح قلبي ولا قلب الآخرين فنحن نكتب لك عن همومنا ونحن نعرف أنك سترشديننا مثل أمهاتنا وأيضاً أنت لا تعرفيننا حتى تبوحي بكلامنا إلى آبائنــا أو أمهاتنا ...
فأنا واحدة من البنــات التي تعاني من ظروف خاطئة جداً في الأسرة ولا تستيقظ يوماً إلا وترى آثـــار الحروب الليلية في المنزل .. ( لما بابا وماما يتخانقوا .. ) أنا فتاة ترى شهادات إخوتي ولقد كسرتها أمي من شدة الغضب وصور عائلتي المعلقة على الجدران والتليفونات المكسورة وملابس أمي المقطعة من شدة الضيق والبكاء ... فأنــا أريد طريقة لكي أحصل بها على فرصة لزيارة الدكتور النفسي ... وأيضا فتاة تملك مثل هذه العائلة ...فلا بد أن تكون محطمة في الدراسة ولكن أنا الحمد لله ممتازة جدا في المدرسة ولي أصدقائي وأيضا أنا أعيش حياة أخرى لا يعيشها أصدقائي فأنا رغم كل هذه الظروف ..............
أنا أعيش حياة مرفهة وبلبس أحدث موضة وبروح الكوافير مرة في الأسبوع وبسهر مع صحباتى لحد 12 بللليل في بيتهم ومقضياها حظاظات ورقص ديسكو ورقص راب ..... ومعظم كلامي إنجليش وبلعب كونغ فو وبعزف بيانو حلو أوي ... المهم أنا ذكرت لك بعضاً من حياتى .... كمان أنا رشيقة
1/5/2011
رد المستشار
الابنة العزيزة
لم يغضبني كلامك إطلاقا فمن الطبيعي أن يناسب كلامي ونصائحي للبعض ولا يناسب البعض الآخر لأن الجميع ليست ظروفهم واحدة ولكنني أجتهد قدر استطاعتي وأحاول أن أساعد من يلجأ لي بمشكلته في حدود مقدرتي وربنا يوفقني.
أما عن قولك أنني أقول أن الحب صعب في هذه المرحلة السنية واذهبوا للطبيب النفسي فهذه غير صحيح لأنني أنصح من لديهم بالفعل أمراض نفسية في حاجة لطبيب نفسي ولن تجدي معهم نصائحي، وأما عن الحب في سن المراهقة فأنا لا أقول أن الحب فيه صعب ولكنني أفضل أن لا يكون الحب هو محور تفكيرنا وهو شغلنا الشاغل لأنه في هذه المرحلة لم يكن العقل والمشاعر قد نضجت بحيث تمكن كل إنسان من حسن تدبر أموره ووزنها جيدا واختيار طريقه الصحيح في الحياة بشكل عقلي دون الاعتماد الكلي على العواطف، هذا بالإضافة إلى أن التفكير الدائم في الحب والارتباط يشغل المراهق عن مذاكرته ويضيع من وقته الثمين كثيرا وفي النهاية فالتفكير في ذلك لن يجدي ولن يعود عليه بالنفع، وبذات الوقت لم أقول ابتعدوا نهائيا عن الحب ولكنني قلت نستبدل كلمة الحب بالصداقة بمعنى أن أقول صديقي بدلا من حبيبي وصديقتي بدلا من حبيبتي لأن الصداقة عمرها أطول بكثير ولها مذاق خاص يختلف عن الحب، وهناك بعض الاستشارات التي كان ردي عليها بأن لكل قاعدة شواذ وأنه هناك من يشعر بالحب الحقيقي منذ سن المراهقة ويستمر إلى أن يتمم بالزواج ويكون ردي هذا على أساس قراءتي للرسالة وتفهمي لتمسك صاحب الاستشارة بمحبوبه ولأنني من خلال رسالته أفهم أن حبه لا يؤذي مذاكرته ولا يؤثر عليه بالسلب لذلك أشجعه على الاستمرار في حبه طالما يدفعه للأفضل ولكن هذا يتوقف يا بنيتي على طبيعة وشخصية كل إنسان فمن الواضح أنك لم تقرئي جميع الاستشارات التي أجبت عنها.
أما عن ظروفك العائلية التي تتحدثين عنها فأنا قلبي معك وحزينة جدا لأجلك ولأجل الآباء اللذين يختلفون أمام أبنائهم بمنتهى البساطة دون أي تقدير لأثر ذلك على نفسيتهم وحياتهم ومستقبلهم المقبل، وأعجبني كثيرا ردك وقولك أنك بذات الوقت تتحدين هذه الظروف القاسية وتتفوقين في دراستك وممتازة فيها ولم تتركي فرصة للظروف المحيطة بك بأن تهزمك وتجعلك تفشلين دراسيا لذلك أرفع قبعتي تحية لك واستمري على ما أنت عليه وكوني قوية دائما ولا تسمحي للظروف أن تهزمك أو تكون أقوى منك .
وفقك الله لما يحب ويرضى مع خالص تمنياتي لك بالنجاح والتفوق في حياتك العلمية والعملية والأسرية، أرجو أن أكون قد وفقت في ردي عليك وأشكرك كثيرا على أنك اعتبرتني أم لك وأهلا بك في أي وقت تريدين فيه الفضفضة أو النصيحة فأنا هنا من أجلك ومن أجل من في حاجة للمساعدة، وأهلا وسهلا بك ابنة لي وتابعينا دائما بأخبارك