R03;السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشكلتي أحلام اليقظة المبالغ فيها من وأنا طفلة, تطورت أكثر إلى أن أصبحت ملازمة لي بصورة مرضية بل لم تقتصر على التخيل فقط بل أكلم نفسي بصوت مسموع, وأستغرق ساعات وساعات على هذا الحال, بل والله لا أبالغ عندما أقول أيام لقد أصبح عالم الأحلام هو حياتي وقد أهرب منه إلى الواقع بعض الوقت..., أشعر بارتياح عندما أكلم نفسي ولكن بعد ما اكتشف الساعات اللي ضاعت والمذاكرة اللي راحت, أكتئب قوي وبكره نفسي...
أنا اجتماعية جدا ومتكلمة ولا أعاني من أي مشاكل في التعامل مع الناس... لما بكون لوحدي بدني رايحة جاية في الغرفة، لدرجة أن رجلي بتوجعني من كتر المشي (حيث أن المشي بيديني تفاعل أكتر مع الأحداث) بكلم نفسي بصوت عالي وبكون متافعلة مع الأحداث لدرجة أني ممكن أبكي لو بتخيل حاجة حزينة. وبتخيل كل حاجة ممكن تتوقعها، عايشه لوحدي من 3 سنين عشان الدراسة في الجامعة, كان عندي نفس الحالة لما كنت مع أهلي إلا أنها زادت بعد كده حيث لا يوجد أي رقابة عليّ سوى نفسي.....
وأنا في الثانوية العامة كنت بقاوم نفسي وأقاوم تفكيري جدا جدا جدا كنت ناجحة وتغلبت على نفسي وطلعت من الأوائل, وكانت دي نهاية المقاومة لنفسي, وبعد كده ما بقتش أعرف أعمل كنترول على نفسي إطلاقا وبقيت مسلوبة الإرادة, والله لا أستطيع التركيز في المذاكرة اكتر من خمس دقائق.. وأسرح وأرجع تاني أحاول أركز... بس بفشل، مستواي الدراسي الآن متدهور ومتدني إلى أبعد الحدود, السرحان والكلام مع نفسي بيزيد ويوصل أوجه في أيام الامتحانات (أنا في كليه الطب البشري).
حاولت أغير من حالي لعبت رياضة بس ما حصلش تغيير... ولك أن تتخيل مدى الصراع الذي أعيشه، ومدى التناقض بين حالتي وبين واقع دراستي الذي يحتم عليّ أن أكون أكتر الناس تركيزا وحرصا على الوقت.
لا أستطيع التحكم في نفسي على الإطلاق, أنا فاشلة بكل المقاييس, ساعات كتير بحس أني مش طبيعية في حاجة في تركيبة مخي غلط, ببكي على حالي كتير والله بموت بالبطيء محتاجة حد يأخذ يدي عشان أحيا حياة طبيعية، وعشان أكون قد المسؤولية اللي علي.
وعايزه أعرف تصنيف حالتي؟؟؟؟؟
وعلى النقيض تماما فشخصيتي مع الناس متزنة جدا واجتماعية ومتكلمة ولا يمكن حد يشك أبدا أني بكون بالطريقة دي لما بكون لوحدي...
معذرة على الإطالة ولكن سردت تفاصيل لغرابة شكوتي.........
وشكرا.
14/01/2010
رد المستشار
صديقتي؛
تصنيف حالتك يندرج تحت الآتي:
خوف شديد من الفشل مع خوف شديد من النجاح (لما يجلبه من مسئولية زائدة أو حسد) مع حوار داخلي سلبي وانهزامي مع دافع قوي للنجاح أغلب الظن سببه الخوف من تدني رأي الآخرين فيك والذي يسبب الخوف الشديد من الفشل مرة أخرى.. وهكذا في دائرة مفرغة... كل هذا ينسيك الدافع الأساسي أو المعنى الأساسي لحياتك.
لماذا اخترت الطب؟ وإن كان فقط لإرضاء الآخرين، فما الذي ترينه مثيرا للاهتمام والفضول في دراستك؟ إن كنت تريدين فهم الإعجاز الإلهي الطبيعي في الجسم البشري فلا مناص من أن تتفوقي في دراستك بمجهود أقل من المجهود الحالي.. الفضول والاستمتاع بما نفعل يجعل البراعة والاستمرار والمثابرة فيه أسهل وأبسط وأكثر تلقائية...
رأي الآخرين فيك سوف يبدأ حقيقة من رأيك في نفسك، ولكن في حالتك هناك تعارض ما بين رأي الآخرين فيك ورأيك في نفسك، ترتدين قناعا أمام الآخرين يوحي بأن رأيك في نفسك إيجابي على عكس الحقيقة، ولكن لماذا؟ في النهاية هو مجرد رأيك في نفسك، أي أنها مجرد فكرة اخترعتها وصدقتها.
من ناحية أخرى، ما هي كل هذه الأحلام والأفلام التي تعيشينها بدلا من الحياة؟؟ ما هو الشيء المخيف الذي يجعلك تهربين إلى الخيال كل هذا الهروب؟.. إذا كانت إجابتك أنك لا تعلمين فمن المنطقي أن تلقي بكل هذا في سلة المهملات وتسألي نفسك عما تريدينه حقيقة، أتريدين ترك الدراسة؟ أتريدين دراسة شيء آخر؟ ما هو؟ ما الذي يمنعك من الانغماس في الاستمتاع بحياتك ودراستك وعلاقاتك الاجتماعية وصداقاتك وأن تعيشي حياة حقيقية؟ وما هي تلك الأشياء الشيقة التي تتخيلينها لساعات بدلا من الاندماج في حياتك؟ ما الذي يمنعك من تحقيقها؟
R03;
أنصحك بمراجعة معالج نفسي لمناقشة هذه الأشياء إن كان هناك احتياج لهذا في رأيك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب