الفشل الحقيقي
السلام عليكم؛
أخواتي الكرام أرجوكم ساعدوني أنا سأسعى أن أختصر.
أنا شاب في بداية عمري لكن الذي مر علي لم يمر على أحد، مشكلتي الأولى:
أحببت فتاة ولا يمكن أن أتخلى عنها طبعا فتاة محجبة ملتزمة وتقربني هي التي أوقعتني بحبها وأصبحت مدمنا بحبها لدرجة غير معقولة حتى قلت لأهلي أن يخطبوها لي بالمستقبل لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن أصبحت كل تفكيري وسيطرت على كل حياتي تدمر عملي تدمرت دراستي لا أعلم ماذا أفعل وهي الآن عشقت غيري بعدما أحبتني ولا يمكن أن أتخلى عنها ومن سابع المستحيلات.
مشكلتي الثانية:
أني أعاني جدا من الناس ومن الثقة أنا إنسان وقعت بموضوع الواسطات وتم سلبي كل أموالي والأموال التي استدنتها كلها دمار بقيت حياتي دمار، الناس ينظرون لي بنظرة رفيعة جدا لدي معارف جدا من كل الجهات.
للأسف لقد وثقت بالسيد هيثم الشامي المعروف النصاب باسم شركة الاستثمار الإسلامي خسرت كل شيء بقيت إنسان فاشل مع العلم أنه لدي موقع على الإنترنت ولدي خبرة في البورصة والفوركس وشركات الاستثمار وشركات المجانية والشركات الإعلانية لكن للأسف رغم كل قدراتي فأنا مدمر، والتجار يثقون بي وأأمن لهم مصادر للبضاعة.
كنت إنسان مؤمن ملتزم أصلي كل الفروص بالجامع أصاحب الناس الخلوقين الطيبين، لكن بداية الدمار خطوة فقط، وأصبحت أشك أن الله لن يسامحني على ما أفعل من عادات سيئة من كبائر وصغائر.
أنا مدخن ومدمن لجميع العادات السيئة ولا أستطيع أن أقول ما فعلت بحياتي للأسف، أن الله عز وجل لا يريد أن يرزقني من كتر زنوب، فأنا الآن مديون بمبالغ كبيرة وأعمل ليل ونهار لإيفائها
ياللأسف صفقة واحدة تحل لي جميع الأمور لكن إن الله لا يريد أن يوفقني من كثر ما فعلت من ذنوب.
مشكلتي أني: بالدين فاشل
بالحب فاشل
بالعمل فاشل
حتى حاولت الانتحار وقمت بضرب يدي بالسكين حتى خفت من أن أدخل النار فذهبت إلى المشفى ولم يبق لي فذلك الوقت إلا قليل وأموت لكن الله نجاني
أتوسل إليكم ساعدوني .
هل من الممكن أن أنجح مرة أخرى بديني وعلاقتي مع الله
هل من الممكن أن أنجح مرة أخرى بالحب الذي ضاع مني وأن البنت ليست متزوجة أو مخطوبة وأنا أحبها جدا هل من الممكن
هل من الممكن أن يوفقني الله بعملي بعد فشلي الذريع أنا مدمر جدا من الديون
ومقهور لأبعد الحدود كل شي سيء فيّ، أتوسل إليكم أن تساعدوني فقد لا أستطيع ضبط أعصابي وأخاف على أهلي، وبنفس الوقت للأسف أبي مريض نفسي ولدي أختي وأمي أخاف عليهم ولا أستطيع تركهم أريد أن أحميهم بأي وسيلة، وكيف وأنا فاشل!!! وبعض الناس تقول لي أن هذا الموضوع من العين ومن سوء الحظ، ففي يوم من الأيام قالوا لي عدة أشخاص أنها من العين رغم أنها بالصدفة وفي أوقات مختلفة.
هل يوجد شي بالحياة اسمه سوء الحظ`؟ أو بمعنى آخر حظ أسود.
أريد أن أعود كما كن ت وأفضل
لكن إنه مجرد حلم للأسف أين سأهرب من ذنوبي ومن حبي ومن ديوني ومن فشلي أين؟
أرجوكم أرجـــــــوكم
ساعدوني قبل فوات الأوان.
4/4/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لديك الكثير من الأسئلة ولكن أهمها من وجهة نظري سؤالك أين المفر فاعلم أنه لا مفر من قدر الله إلا إلى قدر الله، حتى وإن حاولت الانتحار فلن تختفي بل ستقف بين يدي الله تعالى فانتهز فرصة وجودك لتستعد لهذا الموقف الذي لا بد أنه آت عندما يشاء الله.
بداية يمكنك أن تذكر نفسك بأن الله يبتلى المؤمن والكافر ولكن حال المؤمن كله خير فسبحان الله فإن أصابك خير شكرت وذلك خير وإن أصابك شر صبرت وثابرت وذلك خير للدنيا والآخرة، وتذكر أن المؤمنين أشد ابتلاء ولو كانت الابتلاءات دليل غضب من رب العالمين لما تعرض رسله للأذى والألم وهو القادر على أن يحفظهم ولكن عند الابتلاء يلجأ المؤمن إلى ربه فكن مؤمنا حقا وكن مؤمنا ذكيا فلا تفر من الله ولكن اجعله وجهتك.
بالنسبة لذنوبك التي لا تحصى فالله يحصيها عليك ولكنه أعلن أنه سيغفرها جميعا إن تبت عنها وهو سيفغر كل ذنب على ألا تشرك به، ولا تظن أن هذه رخصة كي نعيث في الأرض فسادا بل هي سد لأبواب الشيطان، يأسك من رحمة الله هي الباب الذي يسحبك منه بعيدا عن الله فكن يقظا.
خدعت ربما تهورت احتمال أيضا وبغض النظر تبقى النتيجة واحدة أنك تمر بأزمة وإن كنت جانبت الصواب مرة فرجاء لا تفارقه طول الطريق وأنت تفعل حين تريد من ضربة واحدة أن تسد كل ديونك فلا تعش في انتظار المعجزات فزمانها ولى وما بقي لنا سوى الاجتهاد بالدعاء والعمل وهما طريق خروجك من أزمتك المالية.
مجريات حياتك عادية ولكن طريقة تناولك لها فاشلة بالفعل فإن اجتهدت في تغييرها ستصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافك بصورة واقعية ومنطقية وسترى أن استمرارك في المحاولة هو نجاح بحد ذاته وهو الخطوة الأولى التي تمكنك من الوصول حيث تريد.
ما من حياة تخلو من عثرات وألم ، وتختلف الناس في طريقة تعاملها ، منهم من يعجز ويستسلم ومنهم من يشحذ الفشل أو الإحباط همته لبذل مزيد من العمل ولإيجاد أهداف جديدة.
بالنسبة لسؤالك عن الحظ أنصحك بالتخلي عن التفكير في الموضوع بكامله رغم أن هناك حظ بالفعل وهو مما يقدره علينا رب العالمين من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام "إن الله وكل في الرحم ملكا، فيقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة، فإذا أراد أن يخلقها قال: يا رب أذكر، يا رب أنثى، يا رب شقي أم سعيد، فما الرزق، فما الأجل، فيكتب كذلك في بطن أمه" المصدر: صحيح البخاري
قد تظن أنك حصلت على حجتك للقعود عن السعي والعمل فأجيبك نعرف أنه قد قضى علينا ربنا ولكننا لا نعلم بما قضى ولذا فنحن ندعو ونسعى فلا تبتعد عن الباب الأكيد الذي فيه إجابتك فرابط أمامه وإن طال انتظارك تأكد من جزيل العطايا فهو الكريم.
أنهي ردي عليك بما بدأت به متعمدة لأضمن استمرارك في القراءة فاعلم أن القلب ما سمي قلبا إلا لأنه يتقلب فما لك تسعى وراء من انقلب قلبها عنك إلى غيرك, مالك والتعلق بفتاة عابثة تهوى جمع المعجبين فاخرج من الصف ورتب أولويات حياتك، وعملك في المرحلة الحالية مقدما على باقي الجوانب مع عملك ونجاحك فيه بإذن الله ستتجاوز أزمتك العاطفية بأسهل مما تعتقد الآن ولكنه سيحدث ويحتاج لبعض الوقت والصبر.