السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
R03;
أنا طارق حسين المصري22 سنة طالب في الفرقة الرابعة بكلية التجارة أحكي لكم القصة الكاملة لشاب تحطم تماما ولم يبقَ منه إلا الحطام.
في فترة المراهقة لم أشعر بما كان يشعر به أبناء جيلي كنت أشعر أن الله معي دائما كنت أتصور لو أنني أحضرت سكين وجرحت نفسي مش هنجرح كنت على قد كبير من الالتزام الكبير.
بدأت المشكلة عندما فوجئت يوما باقتحام أمن الدولة الساعة الثالثة صباحا، لم يأتوا وحدهم واعتقد الجيران أنهم جاءوا عشان تاجر مخدرات أو قاتل، 3عربيات أمن مركزي و2بوكس ومطافيء لا أبالغ إن قلت كان ناقص يجيبوا الجيش معهم لم أفعل شيئا سوى أنني أحببت أن أكون مع الله.
قد تعتقدون أنني إرهابي أو أفعل أشياء تخريبية ولكن هذا لم يحدث حتى اللحية أنا مش مربيها اقتحموا البيت وقطعوا خراطيم المياه بتاعت الغسالة بيدوروا على منشورات وضرب وإهانات، عندما صرخت أمي شتموها عفوا قالوا لها يا بنت الكلب ويا بنت الوسخة وألفاظ أخرى لا أستطيع أن أكتبها لم ينتهِ السيناريو بل بدأ في المقر تم تجريدي من الملابس البنطلون والقميص والفانلة الداخلية ولكم أن تتخيلوا ماعدا إيه أظل أقف حوالي 20 ساعة هكذا بلا نوم.
لكم أن تتخيلوا الحالة النفسية يا دكاترة علم النفس وضرب وإهانات لم أنم لمدة 3 أيام حتى خرجت بعد ذلك أصبحت محطم أصبحت أكره البلد بما فيها وأكره بشدة رجال الشرطة حتى عساكر المرور أصبحت أكرههم أتعمد أن أقود السيارة بدون حزام الأمان عندا فيهم وأكسر الإشارات أردت أن أذكر لكم هذا حتى تعلموا ما أنا فيه لم اعد أستطيع النوم ولا الحياة أصبحت مكتئبا أفيدوني وشكرا.
02/03/2004
رد المستشار
إن هذا الشاعر الحالم الذي اختار أن يقاوم الطغيان في بلده بلغة الشعر "هافيل" ومع ذلك لم يرحمه الطغاة ووجدوا في قلمه وشعره ما يستحق عليه السجن فألقيَ في السجن لعدة سنوات وليس لعدة أيام ولابد وأن الطغاة قد تعمدوا أثناء سجنه أن يهينوا هذا الشاعر الحالم.. لأنهم كانوا يتصورون أنهم بذلك سيسكتونه وخرج هافيل من السجن ولكنه لم يخرج ناقماً أو كارهاً أو مكتئباً..
لقد خرج وهو يجب بلده أكثر ويدرك أنها لا تستحق أن يحكمها هؤلاء الطغاة الظالمون ولتتحقق الحرية بعد الجهد والعناء وبذل الدماء.... وليكون أول حاكم ديمقراطي لهذه البلد المحرر من الطغاة..... هذا الشاعر... لأن الشعب قد أدرك أن هذا الرجل الذي لم يجعله السجن يكره بلده بل يزداد لها حباً... أن هذا الرجل هو الأقدر على أن يقود بلادهم..
إن من اختار طريق الإصلاح لابد أن يدرك أنه لابد أن يدفع الثمن هذا حق إنساني عام يدركه كل البشر على اختلاف مذاهبهم ومللهم.. وإن بوبي ساندوز هذا الشاب الصغير ذو الاثنين وعشرين عاماً الذي أضرب عن الطعام حتى فاضت روحه في سبيل حرية بلده وفي سبيل الإعلان حتى الاحتجاج على طغيان الطغاة على حقوق بلاده هو أيضاً نموذج إنساني لهذه التضحية.. وجيفارا وهو يخترق الجبال والأدوية دفاعاً عن حياته ومن راحته......
لماذا هذه النماذج من مختلف دول العالم؟؟ ليتأكد أن التضحية من أجل المبدأ هو معنى إنساني يرتبط بإنسانية الإنسان لكونه إنسان.. فما بالنا بدين قد جاء ليجعل هذا الأمر جزءا من هذا الدين ينال صاحبه أعظم الأجر والثواب ليكون سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى طاغية فأمره ونهاه فقلته، وليكون التقاعس عن الإصلاح نذير بنزول الهلكة بالأمة كلها لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليغضب الله علينا فندعو فلا يستجاب لنا ولولا البهائم ما أمطرنا أو ما رزقنا... وليكون أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر....
لا تغضب من بلدك ولا تكرهها بل ما تعرضت له يزيدك يقينا بضرورة الإصلاح وتغيير الأوضاع وهذا الثمن الذي دفعته من حريتك وكرامتك لن يذهب هباء..... إنه جزء من الثمن الذي يدفعه كل الأحرار من أجل الحصول على الحرية..... إن الحرية لا تمنح ولكنها تنتزع انتزاعا من أيدي الطغاة والجبابرة.... أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله.... أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.
أنه منطق الجبابرة والطغاة على مر العصور.... نعم أنها الطهارة..... أنها الدعوة إلى الله تكفي للقتل تكفي للنفي..... ويظل الناموس الخالد.... الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (آل عمران: 173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (آل عمران: 174) ........
لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ (آل عمران: 111)... إنها الجنة... إنها رؤية الله في الجنة وهو ما لا يتحقق لأحد من البشر إلا للمصلحين من أمة الإسلام.