مش عارفة أسعد نفسي ونفسي أموت
R03;
أنا سيدة متزوجة من 8 شهور فقط زوج إنسان محترم وحنون أنا حاليا حامل ولا أشعر بالسعادة خوف من بكرة ودائما بحس أن لو مت هرتاح أنا الحمد لله عندي أب وأم وأخت صغيرة وأهل وأقارب وجيران وزملاء بالعمل ولكني داااااااااااااااااااااااايما أشعر بالوحدة ومفيش حد فاهمني لدرجة أني مبقتش عارفة أنا عايزه إيه بجد
أوقات بحس أني ممكن أعيش زي كثير من الناس عيشة وخلاص وتربية أولاد بس لما بفوق بنهاااااااااااار أنا عارف أني عاطفي بدرجة جنون بس أحيانا بكون عقلانية أنا عندي يقيين أني نتحر قريب أو هتجنن بس الموت أفضل بس حتى دا مش عارفة أعمله حاليا لأني أما عملتها قبل كدة 3 مرات وخايفة على ابني أو بنتي يكون مصيرهم زيي
بشبه نفسي بلوح ثلج نفسه يحس ولو لمرة بلدفى بمعنى أوضح أنا جسد بلا روح عندي كلام كتيييييييييير نفسي أصرخ وأبكي ومحدش يسألني مالك لأن محدش هيعرف يساعدني وحاسة بعذب رهيييييييب تجاه زوجي أنا ظلمته كان ممكن يرتبط بحد عاقل متزن يشيل عنه لطبيعة شغله
تعبت من الكتابة
أنا متأكدة أن لو قعدت مع دكتور نفسي اكيييييييييد هيتجنن مش هيعالجني بس أنا بكتب وخلاص أنا دموعي مش قادرة أسيطر عليها آسفة على الرغي التافهة سامحوني
ادعوا لي أن أرتاح وربنا يقبلني عنده تعبت
18/5/2011
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الآنسة "هدى" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أنكِ جميلة! وهذا ما لم تذكريه في الرسالة. كما أنك لم تشكري الله عليه، وعلى الزوج الجيد، وعلى الأهل الحناين، وعلى كل ما لديكِ من ذكاء وفطنة، جعلوا منكِ سكرتيرة في مركز البحوث.
لربما لم يخبركِ أحد بأن الحياة هي هكذا: نعيش، نأكل ونشرب، نعمل، نتبادل الخدمات مع الآخرين، كما ونتبادل معهم الحب والحنان، العطاء، العناية والاهتمام بمشاكلهم... نعم، نفرح في أوقات الفرح، ونحزن عندما يجب ذلك، نتألم بالمرض، ونسعد بالصحة. نشكر إن أُعطينا، ونصبر إن ابتُلينا... ويقول الباري عزّ وجل: "وابتغِ في ما أتاك الله الدار الآخرة.. وللآخرة خيرٌ وأبقى.. وللآخرة خيرٌ لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى..." فإذا آمنا بالله وبكلامه يعني أن الأمر سهل، وأننا كلنا يجب أن نرجو حُسن العاقبة، في نفس الوقت الذي نستغل الحياة لكي تسمو الروح، وترقّ، وتعظم، وتلين، وتكرُم... كي تصبح قادرة على الحياة في الجنة بعد أن تتحرر من قيد الجسد، وإذا لم نعتنِ بهذه الروح على الطريقة التي أمرنا بها الباري عزّ وجلّ فسوف يبقى علينا أن نمرّ من بعد حرية الموت في مصفاةٍ جهنمية لتكرير الروح لتصبح أهلاً أو قادرة على الحياة في النعيم.
هدى! لم تذكرِ لنا سبباً للكآبة، بل أسباباً عديدة للسعادة، وتهدّدين بأنك تودّين الانتحار؟ أَوَلَم يقل لكِ أحد بأن المنتحر ينهي آلام الحياة ليبدأ آلام الحريق في نار أعدها جبار لسخطه؟ في حين أن مَن صبر قد أُعدت له جنات عرضها السماوات والأرض: "وبشّر الصابرين..."
آنسة هدى! عادة ما أسأل مرضاي عن أسماء بعض الأشياء العادية كالعين واليد والرأس والأنف... فإذا أجاب أستنتج بأن عنده العقل، وإذا كان عنده العقل يعني أنه يُحَاسَب، وإذا كان يُحَاسَب فالجزاء للمنتحر هي النار، وعلى العقل نُثابُ أو نُغرّم: "إما شاكراً وإما كفورا..."
فإذا أحببت الكفر على الإيمان فارحلي إلى دنيا النار، لا بارك الله لكِ بالطريق. ولكن قبلاً أود أن أطلب منكِ شيئاً صغيراً: أدخلي إلى المطبخ وأشعلي البوتاغاز وضعي يدكِ قليلاً على النار، فإذا استطعتِ أن تصبري لمدة دقيقة واحدة، فمن الممكن أن تصبري على نار الجبار سبحانه لمدة أبدية بكاملها... وأما إذا لم تستطِيعي الصبر على نار الدنيا فأعملي العقل قبل أن يفوت الأوان.
والآن، افعلي ما بدا لكِ.
أما من الناحية الطبية، فإني وكطبيب أعصاب أقول لكِ بأنك مصابة بحالة من الكآبة النفسية، وتأكدي بأن الطبيب سوف يساعدكِ ولن ينتحر هو بسببك، بل سيصف لك العقاقير المناسبة لتقوية مادة "السيروتونين" في الجسم، والتي بدورها سوف تساعدك على تكوين الأفكار الإيجابية في الحياة.
اذهبي إلى الطبيب النفساني ولا تتأخري، وسوف يكون للحياة بعد الآن طعم آخر، ولون آخر
واقرئي على مجانين:
حالة اكتئاب كالتي في الكتاب
الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
بداية الحياة: الحمل والترقب كحالة طبيعية
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
التعليق: أرجو من دكتور قاسم أن تتحلى ردوده بكثير من التفاهم مع تلك الحالة، فإن هند لا ترغب في الانتحار عن وعي منها بذلك لكي يتم تخويفها بالنار وجهنم بهذا الشكل، هي مريضة، والأفكار الإنتحارية جزء لا يتجزأ من الاكتئاب عندما يكون في آخر درجاته ويتعاظم. لا أعلم، ولكن بدوت من ردك مرشدا دينيا متعصبا أكثر من طبيب نفساني، حتى في ردك، معظم الرد ترهيب وفقط ثلاث سطور عن الحالة. أيضًا لم أحب جملة: افعلي ما بدا لك، لأن فيها الكثير من التخلي قبل حتى أن تحاول في إفهامها لماذا تراودها هذه الرغبة في الانتحار. وشكرًا لسعة صدرك، وأدعو لهند بفك كربها وشفائها.